إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لقاء الموسيقار "سهيل عرفة".. الأغنية الجامعة مقدسة كما رغيف الخبز ..- إيمان أبوزينة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لقاء الموسيقار "سهيل عرفة".. الأغنية الجامعة مقدسة كما رغيف الخبز ..- إيمان أبوزينة ..

    "سهيل عرفة".. الأغنية الجامعة مقدسة كما رغيف الخبز

    إيمان أبوزينة

    تواكب الأغنية الأحداث الكبرى فتعيش في وجداننا بالكلمة القوية، واللحن المبدع، والأداء الصادق، وقد كان صناع الأغنية يتبارون في تقديم الأغاني الحماسية الجامعة، لكنها اليوم باتت غائبة.
    وللحديث عن هذا الغياب، وعن الدور المهم للأغنية، مدونة وطن eSyria التقت الأستاذ الملحن "سهيل عرفة" بتاريخ 21/5/2013 وكان الحوار التالي:

    * الأغنية هي فعل جامع وتعتبر قاسماً مشتركاً لدى الناس لإثارة المشاعر، فأين هي اليوم؟

    ** الأغنية ليست فعلاً جامعاً فقط بل هي ميزان وترموستات الشارع، والملحنون والمؤلفون السوريون برعوا في إصدار أغنية جامعة بسبب الأزمات والحروب والانقلابات التي مرت على وطننا، وهذه الأغنية رغم أنها كانت تبدو عاطفية إلا أننا نستطيع اعتبارها أغنية جامعة وفي كثير من الأحيان كانت تأخذ صفة الوطنية مثل الأغنية التي لحنتها للمطربة "سميرة سعيد" وكلماتها: "يا بو الحبايب يا نهر الشام.. أهلك الحبايب شمس الأيام.. أنا جاية لعندك وتحت فيّة مجدك.. احط راسي ونام يا نهر الشام"، ومثل الأغنية الحماسية التي ألفها الشاعر "صالح هواري" والتي تقول كلماتها "بالعزم بالإصرار بالثبات.. بقوة الإيمان بالسلاح... من موتنا ستولد الحياة"، وهذه الأغاني كانت تعطي الأمل رغم أنها عاطفية وحماسية.

    * إذاً ما موقفك من أغنية اليوم؟

    ** ما نسمعه في الفضائيات من أغان هابطة لا أستطيع أن أسميه إلا "فضاحيات" للأسف، لأنه لم يعد هناك مستوى جيد للأغنية الجامعة، وما يصلنا ليس إلا أغاني محبطة وفيها الكثير من الخطأ، ولن ترقى يوما إلى مستوى الأغاني قديماً، ولو أردت أن أخبرك عن شعوري فأنا خائف على جيل المستقبل من هذه الأغاني لأنه قبل بها فهي ليست إلا تنويماً لهذا الجيل لأنه حسب رأيي أجبر على القبول بهذا الهبوط، لذلك من الضروري ايقافها والعمل على عدم رواجها.

    * وكيف نواجه ذلك؟

    ** أنا أقول إن الصمود أمام الأغنية الهابطة لن يكون إلا بإدارة صحيحة لا تقبل إلا الأغنية الجيدة سواء من حيث الكلمة أو اللحن، ولا تنسي أننا في عصر الصورة لذلك يجب أن تتساوى هذه الأغنية الجيدة "كلمات ولحنا" مع هذه الصورة.

    * هل تعتقد أن انتشار الأغنية الهابطة له علاقة بإلغاء حالة التفكير لدى المتلقي خصوصاً في الأزمات؟

    ** كلنا مسؤولون عن هبوط الأغنية. أنا أعرف أن هناك شللاً وإحباطاً عند الجميع لذلك من الضروري أن نحترم الأغنية كي تكون جيدة، فأنا أرى أن الأغنية مقدسة كما رغيف الخبز ويجب أن تختصر زمناً قائماً، ومن هنا
    الأستاذ سهيل مع وسام الاستحقاق يجب أن تلعب دوراً ايجابياً في الأزمات.

    * من هم حراس الأغنيةـ إن جاز التعبيرـ برأيك؟

    ** كانت الأغنية في مرحلة سابقة ذات عمر طويل، وكان هدف كل من كان يعمل عليها أن تصل لكل الناس في الشارع، وأن يحبها كل الناس حتى النخبة كي نمحو ونقتل الخلاف بين بعضنا بعضاً، وأنا أعتقد أنني كنت واحداً من الذين عملوا على ذلك، كذلك الأستاذ "عبد الفتاح سكر"، والأستاذ "محمد محسن"، أما من الكتاب فكان الشاعر "عيسى أيوب"، والشاعر "عمر حلبي"... وغيرهم كثيرون، لكن المشكلة اليوم هي في أصحاب القرار بكل مؤسسة، فمنهم من ليس له علاقة بهذا الموضوع، ومنهم من يلعب دوراً سلبياً، لكني أعرف أن الانسان المسؤول لا يقبل أية ضغوطات مهما كانت، لذلك تكون الأغنية إيجابية إذا صنعت بصدق.

    ودعيني أذكرك ببعض نماذج من الأغاني التي اشتغلنا عليها: أغنية من كلمات الشاعر اليمني "عباس الدليمي": "صباح الخير يا وطناً يسير بمجده العالي إلى الأعلى" لأمل عرفة وفهد يكن، أغنية الأستاذ "وديع الصافي مع فاتن حناوي"- بلدي الشام وأهلي الشام عنوان ترابك يا شام"، وكذلك أغنية الشاعر "خليل خوري"- من قاسيون أطل يا وطني ... فأرى دمشق تعانق الشهبا". أيضاً أغنية "ودي المراكب عالمينا وقود السفينة يا معلم... نحنا من كل ضيعة جينا ومن كل مدينة يا معلم" التي غناها "مروان محفوظ" فهل هناك أجمل من هذه الكلمات يمكن أن يحكي عن هذا الترابط؟

    * لماذا تغيب الأغنية الجامعة في وقت نحتاج جميعاً لوجودها؟

    ** الأغنية ليست غائبة لكنها قليلة، وإذا حاولت سماع ما يذاع هذه الأيام ستجدين أن الأغاني القديمة التي لحنتها هي التي تذاع الآن مثل أغنية "بيت العرب يا شام" لأمل عرفة، وأغنية "بلدي الشام وأهلي الشام" لوديع الصافي، وأغنية "يا دنيا" التي من الممكن أن تبدو عاطفية وحزينة لكني أجدها وطنية ونحن نحتاج أن نسمعها، فمن منا لم يستشهد له بطل في الأزمة التي نعيشها؟

    هناك أغان عظيمة ومهمة مثل أغنية السيدة "صباح" بعنوان "عاشقة وطني"، وأغنية ثانية لوديع الصافي بعنوان "مشتاق زور الحي"، وكذلك هناك أغنية للسيدة "نجاح سلام" تقول كلماتها "اشرب خيي اشرب شربات... المية عسل والمية فرات"، والمطرب "محمد سلمان" له أغنية جميلة ومناسبة لهذا التوقيت من شهادات التقدير بعنوان "آهٍ قنيطرتي"، لكن للأسف هذه الأغاني لا تذاع بسبب عدم وجود كفاءات تقدر هذه الأغاني لتذيعها حاليا.

    * كيف يمكن أن نواجه الحدود المختلطة بين ما يطلبه الجمهور وبين تزويده بالمعلومة لسد هذه الفجوة؟

    ** سؤالك مهم جداً، وأنا أرى أن المشكلة سببها الاعلام، فهو أهم مؤسسة بالوطن، ورغم الدور المهم الذي يقوم به وزير الاعلام الحالي من تنشيط للأغنية الوطنية والأغنية الحماسية التي تصل لكل الناس وذلك عبر إعادة دور الكفاءات القديمة، لذلك نأمل خيراً من إعادة إحياء هذه الأغاني لكي نؤكد للجيل الذي لم يسمعها أهميتها، وتعويده على سماعها كي يفرق بين الهابط الذي يسمعه والثري الذي لم يسمعه، وإعطائه فكرة موجزة عنها كي يستطيع معرفة الزمن الذي رافقها ليتذكر تاريخ بلده وكفاءة من رحلوا.

    * لماذا لا يقوم المطربون الكبار والذين هم رموز في بلدنا بتقديم أغنية تجمع الناس ليرددوها ويحبوها وتكون ايجابية في الأزمة الحالية كما قلت سالفا؟

    ** نحن كسوريين نفتخر بما قدمناه من أغان كثيرة ومهمة لبلدنا ولناسنا، ولكن للأسف كل المطربين الأصيلين مغيبون في الوقت الحالي، لذلك يجب أن نختار الأفضل من الأغاني الأصيلة ونعمل على إهمال السيئ منها. هناك أغنية للمطربة "صباح" بعنوان "حكاية الشهيد" لكنها لا تذاع لأن هناك "نفاقاً إعلامياً" حسب رؤيتي يعمل على عدم وضع الأغنية المناسبة في الوقت المناسب.

    * تعتبر شيخ الملحنين للأغنية الجامعة، فما مقومات هذه الأغنية؟

    ** عندما أؤلف أغنية أفكر بالكلام قبل كل شيء وأفكر بتأثيره على الناس قبل اللحن، لأن الكلمة هي أساس الأغنية وليس اللحن كما قال البعض، فالكلام هو الذي يجمّل الأغنية لأنه يدخل إلى العقل مباشرة وله مدلولاته كي يكون فاعلاً ويصل للناس، بمعنى أنني مثلاً لا أحب تعقيد اللحن من أجل الكلام القوي فألجأ إلى أسلوب أنيق ولطيف يوصل الكلمة.

    سأعطيك مثلاً على أغنية كتبها الشاعر "عيسى أيوب" وهي "يا بلادي يا بلادي خدي شادي بكر ولادي" وهذه الأغنية قدمت ليتم تلحينها من قبل ثلاثة ملحنين كنت أنا واحداً منهم، وحين وقع الاختيار على اللحن الأجمل تم اختيار لحني أنا لأني حين لحنتها فكرت بالأطفال وهذا الذي أقصده: "كلام جميل ... لحن جميل". إذاً عظمة الأغنية أن تكون شعبية من شهادات التقدير وأن تصل للجميع.

    * هل هناك أي عمل تقومون على إعداده حالياً؟

    ** هناك أكثر من أغنية عملنا عليها لكنها لم تصور حتى الآن وإنما هي تذاع بالإذاعة فقط.

    الباحث والمؤلف الموسيقي "أمين خياط" قال: «الأغنية مهمة كما الدراما كما أي شيء يحفزنا ويعطينا الطاقة في الحياة، ولأنها كذلك فإن الملحن يسعى لإيصالها إلى كل الشرائح كي تقوي هذه الطاقة، وبالنسبة لي لحنت عملين أحدهما يذاع يومياً في التلفزيون وفي الاذاعة وهو "تعيشي يا بلدي" للفنان فهد بلان، والأغنية الثانية غنتها المطربة المصرية "فايزة ابراهيم" بعنوان "عمار يا بلدي عمار" لكنها غير معروفة كثيراً، ونقوم حالياً بعمل عدة أغنيات جديدة منها أغنية من كلمات الشاعر "عصام جنيد" وغناء "خلدون حناوي" بعنوان "ايدك يا خيي اعطيني"، وهناك خطة قادمة وقريبة بالتنسيق مع وزارة الاعلام لتنزيل أغان قديمة لكنها هامة في هذا الظرف الطارئ الذي يعيشه وطننا».
يعمل...
X