تويت
الأسطورة في الميثولوجيا العربية
محاضرة في اتحاد كتّاب العرب-
الدكتور : جمال الدين خضور
الفرانكفورتيون قدموا قراءة معيارية
تتخد من التوراة كاشفاً لمعنى وبنىالتطور الثقافي
نجاح حلاس
تتخد من التوراة كاشفاً لمعنى وبنىالتطور الثقافي
نجاح حلاس
بدعوة من فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص وبحضور عدد من الأدباء والمثقفين ألقى الدكتور جمال الدين خضور محاضرة بعنوان « الأسطورة في الميثولوجيةالعربية » - قراءة مختلفة - تحدث فيها عن نظرات البحوث العربية والغربية التابعةلها لثقافة الشرق العربي
من خلال نموذجين: الأول كتاب -هـ- فرانكفورت وآخرين ، ما قبل الفلسفة/ الانسان في مغامرته الفكريةالأولى الذي ظهر الى العربية بترجمة جبرا ابراهيم جبرا عام 1960 في بغداد وبيروت بطبعته الأولى وناقش فيه المؤلفون الفرانكفورتيون وزملاؤهم الفكر « الميتوبي » فيبلاد الرافدين وبلاد النيل قدموا في قراءتهم وكالعادة قراءة معيارية تتخذ من التوراة كاشفاً لمعنى وبنى التطور الثقافي .. أما النموذج الثاني فكان كتاب « مغامرة العقل الأولى » ( دراسة في الأسطورة- سورية وبلاد الرافدين) للباحث فراس السواح .. وأشار المحاضر أنه بالرغم من الانجاز الضخم الذي قدمه السواح خصوصاً إظهاره لاعتماد التوراة و « المنظومة الثقافية اليهودية » على السرقات الموصوفةلآداب الشرق العربي القديمة وتجريد أهم مرجع ديني يهودي من أية خصوصة يمكن أن يتصفبها ، بالإضافة إلى كشفه الأصول الشرقية للأساطير الاغريقية ، إلا أنه يوضح لنا سبب تسمية مؤلفه « مغامرة العقل الأولى » رغم حديثه عن الأسطورة باعتبارها فناً أدبياً وحكمة ، وعلاقتها بالظواهر الطبيعية ، وبعلم الأسباب ، وبالتاريخ والطقس والذرائعية والكبت الفرويدي والنماذج البدئية اليونغية ، وبأريك فروم ولغته الرمزية .
كما أورد نصا ًللسواح يعتبر فيه العقل السابق لظهور الأسطورة صفحة بيضاء ، عضلة لم تألف الحركةتتصرف بالغريزة وبردود الفعل .
وتساءل قائلاً : هل يمكن للعقل الغريزي أن ينتج نظاماً فكرياً متكاملاً ؟! .
هل اللغة التي كتبت فيها إن كانت مقطعية ( مسمارية أو هيروغليفية أو ألفبائية) هي خلق مفاجئ للعقل ( عقل الصفحة البيضاء ) ؟ .. هل يمكن للعقل الغريزي أن ينتج نظاماً فكرياً متكاملاً ؟
وانتهى المحاضرالى القول : إن ما يسمى أساطير أو حكايات أو آداب ، كان نتاج مراحل طويلة جداً منالشغل العقلي استمر لعشرات الآلاف من أعوام اللغة الشفاهية وظهورها مع تطور العلاقةبين الواقع والفكر كان كافياً للابتعاد عن اللغة الرمزية التي تملك استقلالية نسبيةعن الزمان والمكان ... فاللغة التي كتبت بها تلك الآداب مرتبطة بالزمان والمكان على عكس الرمزية التي تؤسس لفهم الأحلام وبعض أسئلة الماورائيات بعد عزلها تماماً عنزمان ومكان وقوعها ، وعرج المحاضر على كتاب الباحث الدكتور عبد الباسط سيدا « من الوعي الأسطوري الى بدايات التفكير الفلسفي النظري « بلاد الرافدين تحديداً » الذي ظهر بعد مغامرة العقل الأولى لفراس السواح والانسان في مغامرته الأولى للفرانكفورتيين وأخوانهم والذي قدم فيه المقولات ذاتها لكنه اعترف وبتواضع وجودإرهاصات فكرية فلسفية تضمنها الوعي الأسطوري .
ثم أوضح الدكتور « خضور » إلى أن ما يصنع الإنسان بمقولاته الفلسفية ، ويشي بوجود منظومة العقلوأدواته الفكرية أربعة عناصر هي : الزمان ، المكان ، الأرقام ، اللغة فعندما نناقش إنساننا في المشرق العربي ونركز بشكل أساسي على مرحلة ( الحداثة الزراعية ) والمراحل الأولى من التاريخ الكتابي حتى الألف الثاني قبل الميلاد ، وكيف تعامل مع الزمان والمكان والأرقام سنكتشف بأنه تعامل بمنظومة عقلية وأدوات فكر معقدة وراقية، وأنّ المغامرات الأولى الفكرية والعقلية والوعيوية كانت منذ أكثر من خمسة عشرألفاً من السنين .
وأوضح المحاضرأن وعي الإنسان يتميز بالضبط بقدرته على معرفة وإدراك الواقع كما هو موجود بذاته ،موضوعياً وبالتالي عندما يشتغل على تغييره فهو فاعل عقلي بإدراك موقعه من الموضوع المحيط . فهو ينظر إليه كـ ( هو ) والذات في هذه الحالة تعكس العلاقة الموضوعية بالأشياء والظواهر الأخرى المحيطة على عكس البنية الطفلية التي تسقط الذات على الموضوع وتتعامل مع المحيط بهدف سد الحاجات البيولوجية فقط لذلك فإنّ المؤكد أن كل التغيير الحاصل لما سبق الحضارات الكتابية لم يكن إلا عمليات عقلية راقية معقدة ومتشابكة .
وحول مفهوم الزمن أكد المحاضر أنّ إنساننا الأول لم يكن الأول بمفهوم البدائية الذي قدمته مدارس الاستشراق الأوروبي والغربي ... لقد كان الأول بمفهوم الطليعة والاكتشاف ولقدعرف معنيين للزمن ، معنى كمي ، دوري ، مجرد ، وآخر كيفي نوعي ..
وحول ما يذكره المستشرقون ويردده المستغربون العرب لسبب أيديولوجي بأن الفلسطينيين قدموا من وراء بحر أمورو -عمورو- من جزر كريت في بحر إيجه فذلك ينافي الحقيقة والوقائع التاريخية والسياق العام للحراك الجولاني كما يقول المحاضر : فمن المعروف أن الكنعانيين - الفينيقيين هم الذين انتشروا على امتداد سواحل البحر المتوسط منذ الألف الثالث قبل الميلاد شمالاً - غرباً منذ نهاية الألف الثاني قبل الميلاد وفي نهاية المحاضرة طرح الحضور مجموعة من المداخلات والتساؤلات أجاب عليها المحاضر باختصار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسطورة في الميثولوجيا العربية - د. جمال الدين خضور - نجاح حلاس
من خلال نموذجين: الأول كتاب -هـ- فرانكفورت وآخرين ، ما قبل الفلسفة/ الانسان في مغامرته الفكريةالأولى الذي ظهر الى العربية بترجمة جبرا ابراهيم جبرا عام 1960 في بغداد وبيروت بطبعته الأولى وناقش فيه المؤلفون الفرانكفورتيون وزملاؤهم الفكر « الميتوبي » فيبلاد الرافدين وبلاد النيل قدموا في قراءتهم وكالعادة قراءة معيارية تتخذ من التوراة كاشفاً لمعنى وبنى التطور الثقافي .. أما النموذج الثاني فكان كتاب « مغامرة العقل الأولى » ( دراسة في الأسطورة- سورية وبلاد الرافدين) للباحث فراس السواح .. وأشار المحاضر أنه بالرغم من الانجاز الضخم الذي قدمه السواح خصوصاً إظهاره لاعتماد التوراة و « المنظومة الثقافية اليهودية » على السرقات الموصوفةلآداب الشرق العربي القديمة وتجريد أهم مرجع ديني يهودي من أية خصوصة يمكن أن يتصفبها ، بالإضافة إلى كشفه الأصول الشرقية للأساطير الاغريقية ، إلا أنه يوضح لنا سبب تسمية مؤلفه « مغامرة العقل الأولى » رغم حديثه عن الأسطورة باعتبارها فناً أدبياً وحكمة ، وعلاقتها بالظواهر الطبيعية ، وبعلم الأسباب ، وبالتاريخ والطقس والذرائعية والكبت الفرويدي والنماذج البدئية اليونغية ، وبأريك فروم ولغته الرمزية .
كما أورد نصا ًللسواح يعتبر فيه العقل السابق لظهور الأسطورة صفحة بيضاء ، عضلة لم تألف الحركةتتصرف بالغريزة وبردود الفعل .
وتساءل قائلاً : هل يمكن للعقل الغريزي أن ينتج نظاماً فكرياً متكاملاً ؟! .
هل اللغة التي كتبت فيها إن كانت مقطعية ( مسمارية أو هيروغليفية أو ألفبائية) هي خلق مفاجئ للعقل ( عقل الصفحة البيضاء ) ؟ .. هل يمكن للعقل الغريزي أن ينتج نظاماً فكرياً متكاملاً ؟
وانتهى المحاضرالى القول : إن ما يسمى أساطير أو حكايات أو آداب ، كان نتاج مراحل طويلة جداً منالشغل العقلي استمر لعشرات الآلاف من أعوام اللغة الشفاهية وظهورها مع تطور العلاقةبين الواقع والفكر كان كافياً للابتعاد عن اللغة الرمزية التي تملك استقلالية نسبيةعن الزمان والمكان ... فاللغة التي كتبت بها تلك الآداب مرتبطة بالزمان والمكان على عكس الرمزية التي تؤسس لفهم الأحلام وبعض أسئلة الماورائيات بعد عزلها تماماً عنزمان ومكان وقوعها ، وعرج المحاضر على كتاب الباحث الدكتور عبد الباسط سيدا « من الوعي الأسطوري الى بدايات التفكير الفلسفي النظري « بلاد الرافدين تحديداً » الذي ظهر بعد مغامرة العقل الأولى لفراس السواح والانسان في مغامرته الأولى للفرانكفورتيين وأخوانهم والذي قدم فيه المقولات ذاتها لكنه اعترف وبتواضع وجودإرهاصات فكرية فلسفية تضمنها الوعي الأسطوري .
ثم أوضح الدكتور « خضور » إلى أن ما يصنع الإنسان بمقولاته الفلسفية ، ويشي بوجود منظومة العقلوأدواته الفكرية أربعة عناصر هي : الزمان ، المكان ، الأرقام ، اللغة فعندما نناقش إنساننا في المشرق العربي ونركز بشكل أساسي على مرحلة ( الحداثة الزراعية ) والمراحل الأولى من التاريخ الكتابي حتى الألف الثاني قبل الميلاد ، وكيف تعامل مع الزمان والمكان والأرقام سنكتشف بأنه تعامل بمنظومة عقلية وأدوات فكر معقدة وراقية، وأنّ المغامرات الأولى الفكرية والعقلية والوعيوية كانت منذ أكثر من خمسة عشرألفاً من السنين .
وأوضح المحاضرأن وعي الإنسان يتميز بالضبط بقدرته على معرفة وإدراك الواقع كما هو موجود بذاته ،موضوعياً وبالتالي عندما يشتغل على تغييره فهو فاعل عقلي بإدراك موقعه من الموضوع المحيط . فهو ينظر إليه كـ ( هو ) والذات في هذه الحالة تعكس العلاقة الموضوعية بالأشياء والظواهر الأخرى المحيطة على عكس البنية الطفلية التي تسقط الذات على الموضوع وتتعامل مع المحيط بهدف سد الحاجات البيولوجية فقط لذلك فإنّ المؤكد أن كل التغيير الحاصل لما سبق الحضارات الكتابية لم يكن إلا عمليات عقلية راقية معقدة ومتشابكة .
وحول مفهوم الزمن أكد المحاضر أنّ إنساننا الأول لم يكن الأول بمفهوم البدائية الذي قدمته مدارس الاستشراق الأوروبي والغربي ... لقد كان الأول بمفهوم الطليعة والاكتشاف ولقدعرف معنيين للزمن ، معنى كمي ، دوري ، مجرد ، وآخر كيفي نوعي ..
وحول ما يذكره المستشرقون ويردده المستغربون العرب لسبب أيديولوجي بأن الفلسطينيين قدموا من وراء بحر أمورو -عمورو- من جزر كريت في بحر إيجه فذلك ينافي الحقيقة والوقائع التاريخية والسياق العام للحراك الجولاني كما يقول المحاضر : فمن المعروف أن الكنعانيين - الفينيقيين هم الذين انتشروا على امتداد سواحل البحر المتوسط منذ الألف الثالث قبل الميلاد شمالاً - غرباً منذ نهاية الألف الثاني قبل الميلاد وفي نهاية المحاضرة طرح الحضور مجموعة من المداخلات والتساؤلات أجاب عليها المحاضر باختصار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسطورة في الميثولوجيا العربية - د. جمال الدين خضور - نجاح حلاس