تويت
المرأة العربيّة لم ترَ وجهها في مرآة mtv
مقدمة البرنامج ساندرا منصور
بعد حملة دعائية كبيرة في العالمين الواقعي والافتراضي، أطلّ «أنا امرأة» (تقديم ساندرا منصور، إخراج شربل يوسف) في حلقته الخامسة أول من أمس على mtv، متوجّهاً إلى المشاهدات بنحو خاص. ستّ فقرات باللغة الإنكليزية تضيء جانباً من جوانب عالم المرأة العصرية من موضة وماكياج وجراحة تجميلية ورياضة وغذاء.
زينب حاوي
في ساعة من الزمن، تأخذ منصور الآتية من عالم الموضة والأزياء مخيّلة المشاهدين/ ات الى عالم زهري حالم، بدءاً من الجنيريك الذي يضع الخطوط العريضة لتوجه البرنامج عبر خلطة أسفار متنقلة بين عواصم الموضة. في فقراته المختلفة، يوجّه البرنامج المرأة كي تظلّ دوماً أنيقة مثيرة ولو تقدمت في العمر. النصائح المقدمة تجعلك تظن أنّ لكل مشكلة مفتاحاً. يداعب البرنامج الغريزة الأنثوية وينتشلها من «بؤسها» الذي تصل حدوده القصوى الى مبضع جراح تجميل أو تحقيق حلم بالتشبه بإحدى النجمات الشهيرات.
استضافت حلقة أول من أمس وجوهاً جديدة. فقرة Glam me up كانت نجمتها كيارا، الفتاة الإيطالية التي أرادت تقليد المغنية Pink، فصففت شعرها وارتدت على طريقتها لتعبر في النهاية عن فرحتها العارمة بتحقيق «هذا الحلم»! أما مي، المرأة الأربعينية التي ظهرت في فقرة mirror on the wall، فأتت من باريس الى بيروت لتجري تعديلات جراحية على وجهها بعدما واجهتها مشاكل مع زوجها الذي يصغرها في العمر وتريد أن تعود سنوات الى الوراء لتريه أنها ما زالت شابة. رأينا مي منهارة تبكي بعد إجرائها هذه اللمسات المبضعية. بكت لأنها كما قالت أخرجت كل هذا الحزن من داخلها بعد العملية. وفي فقرة Ambitious mind، أطلّت علينا الرسامة جيسكا التي قررت العيش في الحضارة العربية. استُكملت الفقرات لتصل الى Define me المتعلقة باللياقة البدنية وتعليم المرأة مختلف أنواع الرياضات، ومن أبرزها القتالية، وتضمّنت أيضاً فسحة للكلام عن الصحة والغذاء مع اختصاصية راحت تكرر ما نسمعه في البرامج الصباحية للحصول على جسد رشيق ونحيف. وللجانب النفسي أيضاً دوره في إعطاء النصائح للمرأة حول كيفية جذب الرجل. في الحلقة، تطرّقت فقرة men stripped الى لغة الجسد وكيفية جذب اهتمام الرجل. وأخيراً أخذتنا ساندرا الى تخوم منطقة كفرذبيان لتمارس رياضة الـATV وتبرهن على أنّ كل امرأة يمكنها ممارسة هذه الرياضة.
بعد الفقرات الستّ ومضمونها، يتبيّن لنا أنّ البرنامج لم يكتف فقط في استنساخ البرامج الغربية، بل رسّخها ولم «يعرّبها». الانكليزية تسود الحديث والنساء اللواتي يردن التمثل بالنجمات الشهيرات هن أجنبيات لا عربيات. في مروحة هذا «الماغازين» المفترض أن يتوجه الى المرأة، يطرح السؤال: الى من يتوجه فعلاً؟ الى أي امرأة؟ وهل هي لبنانية، عربية، غربية؟ والأهم لماذا اختزال المرأة في كائن لا يتعدى همّه الأقصى تجاعيد وجهه؟
«أنا امرأة»: كل أربعاء 21:45 على mtv
ميديا
العدد ٢١١٥ الجمعة ٢٧ أيلول ٢٠١٣