إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحمصي (رفيق بن عبد اللطيف فاخوري ) الشاعر والاديب الراحل ..والتأسيس الشعري.. -ممدوح سكاف..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحمصي (رفيق بن عبد اللطيف فاخوري ) الشاعر والاديب الراحل ..والتأسيس الشعري.. -ممدوح سكاف..


    الشاعر الراحل رفيق فاخوري والتأسيس الشعري

    العروبة
    ممدوح سكاف
    فيما كنت أفتش أوراقي القديمة عثرت مصادفة على نص مقابلة أدبية سبق أن أجريتها مع الشاعر الفقيد رفيق فاخوري وذلك عام 1968، وكنت في الثلاثين من عمري. وقد رأيت أنه من المفيد

    لدارسي تاريخ الحركة الشعرية في سورية من نقاد وباحثين، نشر وقائع هذه المقابلة لما فيها من إضاءات تنير مسيرة هذا الشاعر العلم من أعلام الكلاسيكية الجديدة، وتوضح بعض سمات تجربته الشعرية مع أقران من جيله احتفاء بدورهم الريادي المشهود، ولكنني قبل ذلك أود أن أقدم نبذة تعريفية به تمهيداً للحوار معه:‏ • ولد الأستاذ المرحوم رفيق فاخوري في حمص عام 1911 وهو العام نفسه الذي ولد فيه صديقه الشاعر وصفي قرنفلي وتوفي في تركيا إثر حادث سير مروع عام 1985 ونقل جثمانه إلى مدينته ودفن فيها.‏ • نال الإجازة في الحقوق من الجامعة السورية.‏ • قضى حياته في تعليم اللغة العربية وآدابها وفنونها في ثانويات حمص وتتلمذت أجيال على يديه طوال خمسين عاماً، وأعتز أنني كنت واحداً من طلابه في الصف الثالث الثانوي - الفرع الأدبي - في أثناء الوحدة بين مصر وسورية.‏ • نشر قصائده في أرجاء الوطن العربي خلال الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من هذا القرن وخاصة في مجلتي (الهلال) و (الرسالة) المصريتين.‏ • سمى مجلس مدينة حمص شارعاً باسمه، وكذلك فعلت مديرية التربية فأطلقت اسمه على ثانوية للبنات، وذلك تقديراً منهما لدوره التربوي.‏ • أهدى ورثته مكتبته العامرة إلى (كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة البعث) وكان من المرتقب تسمية مدرج باسمه بعد إتمام بناء الكلية الجديد اعترافاً بدوره اللغوي المؤسس.‏ • أقام له (فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص) حفلاً تأبينياً كبيراً، لمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته، في قاعة (دار الثقافة) بإشراف لجنة شكلها محافظ حمص لهذه الغاية، وحضره جمهور غفير جداً، وكنت عضواً فيها وألقيت كلمة الاتحاد في الحفل المذكور.‏ • أصدر له اتحاد الكتاب العرب في القطر السوري ديوانه عام 1996 وأعادت (دار طلاس) طبعه.‏ • يعد أحد أبرز أعلام (الكلاسيكية الجديدة) في الشعر العربي الحديث في سورية.‏ • له شقيقان شاعران هما نصوح فاخوري وممدوح فاخوري.‏ • أحب المرأة كثيراً ولكنه لم يتزوج شأنه شأن وصفي قرنفلي.‏ • نص المقابلة‏ - أود أن تعطيني لمحة عن الوضع الأدبي في حمص خلال مرحلة الاستعمار الفرنسي على سورية؟‏ -- أستطيع القول إن النشاط الأدبي في حمص بدأ يدب منذ عام 1930 أو قبله بقليل، أما الزمن الذي سبق هذا التاريخ فقد وجد فيه أدب لا يسمو إلى مستوى الأدب في العصر العثماني إلا بمقدار، ولهذا لا أرى من الخير أن نقف عنده طويلاً لأن العقم والكلفة يسودانه.‏ كانت حقبة الإنتاج الأدبي حافلة بالأحداث التي تحفز الشاعرية من مثل الثورة السورية 1925 ونضال الشعب السوري مع الدولة المنتدبة فرنسا، ولم يكن الشعر في هذه الغمرة حبيساً، وإنما كانت الحناجر تنطلق، وكانت الأقلام الحرة تسهم في المعركة، وكانت صحف العاصمة تنشر هذا الشعر الوطني الثائر، ولا تلقى معارضة من الانتداب، ما لم تكن في هذا الشعر الصراحة التي تؤذيه وتقلقه.‏ - هل لك ذكريات خاصة كشاعر عن تلك الفترة؟‏ -- أذكر أني كنت طالباً في ثانوية حمص الوحيدة آنذاك المسماة (التجهيز) فنظمت قصيدة بمناسبة حادثة أليمة شهدتها حمص في أعقاب الثورة السورية، ونددت في القصيدة بالشيخ تاج الدين الحسيني - حبيب الانتداب والمنتدبين - لمنعه التجوال ليلاً في حمص وفرضه غرامة قدرها 900 ليرة على أهالي حي (باب الدريب) وأتى العيد فنكأ الجرح وزاد الألم ونشرت القصيدة على ما فيها جريدة (العهد الجديد) الدمشقية في عددها الصادر في 19 أذار عام 1929 ومن أبياتها:‏ لا كنت يا عيد والأيام مدبرة‏ تمسي وتصبح في أبرادها السود‏ أقبلت والجور في الأحرار محتكم‏ تكاد من حكمه آمالنا تودي‏ يحاول (الشيخ) تدبير الأمور ولم‏ تلق الرعاية إليه بالمقاليد‏ غداً يؤسس في عرض البلاد أسى‏ لها ويهدم مجداً غير مهدود‏ ولا أكتم القارئ أني خفت بعد نشر القصيدة مما قد تجره عليّ من عواقب غير محدودة، لعل أهونها السجن، وفكرت في الفرار والاختباء، ولم تزل الغمة وتنفرج الأزمة إلا بعد مرور ما يكفي لنسيان القصيدة وزوال تبعاتها.‏ - ما وضع الشعر في سورية آنذاك؟‏ -- لا أقول إن الشعر الوطني كان حينذاك يحتل مكان الصدارة، فالشباب يعانون أبداً مشكلات عاطفية وأزمات نفسية يصورونها فيما ينظمون أو يكتبون، وكنا نحن من هؤلاء، لكن بعض الشعراء المجيدين الذين أسميهم شيوخ جيلنا، كان منهم من جعل معظم شعره موقوفاً على الأغراض القومية التي تناهض الانتداب، أعد منهم أستاذنا المرحوم بدر الدين الحامد، وشفيق جبري وخليل مردم بك وبدوي الجبل ومحمد البزم.‏ - أين كنتم تنشرون إنتاجكم؟‏ -- كنا نعول في نشر آثارنا على صحف العاصمة غالباً، أذكر أن أول قصيدة عاطفية لي نشرتها في صحيفة (المقتبس) التي كان يصدرها المرحوم أحمد كرد علي والتي صار اسمها فيما بعد (القبس) وتولى تحريرها المرحوم نجيب الريس صاحب النشيد الوطني المعروف:‏ يا ظلام السجن خيم‏ إننا نهوى الظّلاما‏ وتابعت النشر بعد ذلك في صحف دمشقية أخرى أهمها (ألف باء) ليوسف العيسى و(فتى العرب) للكاتب القصّاص معروف الأرناؤوط صاحب رواية (سيد قريش).‏ أما مجلات القاهرة فبدأت النشر فيها منذ عام 1933 وكانت أولى قصائدي المنشورة في مجموعة السنة الأولى من مجلة (الرسالة) لأحمد حسن الزيات قصيدة (الذاكرة) وأولى قصائدي المنشورة في (الهلال) التي أسسها جرجي زيدان وما تزال تصدر حتى أيامنا قصيدة (مناجاة صورة).‏ - ما أهم المؤثرات الثقافية التي أثرت في شعرك؟‏ -- لابد من الإشارة إلى أن الأدب الفرنسي - وأخص الشعر منه - كان يطبع شعري بطابع خاص يتميز به.‏ كان يتأثر بقراءاتي المتصلة للشعر الفرنسي الرومانتيكي والرمزي والبارناسي خاصة، وماأزال أحتفظ بمكتبة فرنسية صغيرة لا تحوي إلا دواوين الشعراء الفرنسيين ومختاراتهم، وماأزال في فترات متقاربة أو متباعدة أعيد النظر فيها.‏ هذه القراءات المتصلة للشعر الفرنسي ولما ترجم منه أعدها من أهم المؤثرات التي طبعت شعري في الشطر الأول من حياتي بطابع متميز خاص، وكان يشركني في الاتصال بالشعر الفرنسي والإعجاب به صديقي الشاعر الأستاذ أحمد الجندي، والصديق الراحل المرحوم علي الأبرش.‏ وكان لشعراء حمص مجالس وكانت لهم مجامع، ولم تكن المدارس الفنية التي انتقلت إلينا من أوروبا من الكثرة بالقدر الذي يعرفه قراء الأدب اليوم، وإنما كان الشباب يميلون إلى الانطلاق والتجديد في الحدود التي وقف عندها شوقي وحافظ والمازني والعقاد والرصافي ومن إليهم، يضاف إلى ذلك ما قبسناه من الأدب الغربي.‏ - كيف أسستم مجلة (البحث) ومن كان يشارك في تحريرها؟‏ -- لقد أنتجت اتصالاتنا وجهودنا المشتركة بعض المشروعات التي كانت حافزاً لنشاطنا الأدبي والتي كان لها بعض الصدى في حمص وغيرها، من ذلك إصدارنا مجلة (البحث) التي توقفت عن الصدور بعد عام واحد لأسباب مادية، وقد أسهم في إصدارها وتحريرها الأدباء الأساتذة رضا صافي ومحيي الدين الدرويش وأحمد الجندي والمرحوم على الأبرش (وقد سبقنا إلى رحمة الله في (بوردو) بفرنسا عام 1936) ونبيه سلامة ووجيه الخوري وبرهان الأتاسي ورفيق فاخوري وغيرهم.‏ - هل يمكن أن تزودنا بفكرة عن وضع الصحافة في حمص خلال النصف الأول من هذا القرن؟‏ -- الصحف في حمص كانت في الأعم الأغلب تزود الرأي العام بالأخبار وتنقل إليهم أنباء النشاط في الدوائر الرسمية، ولم تكن تعنى بالآداب والفنون إلا في الندرة، أذكر من هذه الصحف (فتى الشرق) للمرحوم أديب الساعاتي و (صدى سورية) ليوسف شاهين و (حمص) الأسبوعية التي صدرت عام 1909 وماتزال تصدر، وقد نالت حظاً من التطور في الخمسينيات فاتسع صدرها للحقول الأدبية والعلمية والفنية، ولعل الصحيفة الأولى التي عنيت بالأدب في حمص كانت (التوفيق) اليومية (التي أصدرها المرحوم توفيق الشامي) وأسهمت في تحريرها عام 1940 ثم (القافلة) اليومية للأستاذ ماجد أتاسي و (الضحى) اليومية للمرحوم سليمان المعصراني ثم (الفجر) الأسبوعي للأستاذ أحمد نورس السواح وقد تحولت هذه بعد عامين من إصدارها إلى صحيفة يومية.‏ - ماهو المذهب الأدبي الذي ينتمي إليه شعرك في رأيك؟‏ -- أنت تسألني عن لون الأسلوب الذي أكتب به ... إنه الأسلوب الاتباعي المعدل (نيوكلاسيك) الذي أخترت له الأوزان القديمة مع الإكثار من الرباعيات والمثنيات والأراجيز المزدوجة التي يدعو إلى الإكثار من استعمالها الدكتور طه حسين لأنها تخلص الشاعر من القافية الواحدة وتريحه من عناء التزامها في المطولات.‏ - ما رأيك بحركة التجديد في الشعر الحديث التي بدأت رياحها تهب من العراق على يد السياب ونازك الملائكة في أواخر الخمسينيات وتأثر بها عدد من الشعراء فساروا على طريقتها؟‏ -- التطرف والشذوذ اللذان يسميان في رأي بعض الأدباء تجديداً وانطلاقاً، لا أحمدهما وإن أثنيت على بصر أصحابها بالشعر ومعرفتهم بآلاته.‏ - هل لك من كلمة أخيرة ننهي بها هذه المقابلة؟‏ -- لعلي بهذه الإلمامة أتيت على ذكر منابع الشعر وروافده وخصائصه في شعري، ولا أقول إن جذوة الشعر قد خمدت في نفسي الآن، ولكني قائل إن الفكرة بدأت تهيمن عليّ وترجح في الميزان على سائر عناصر الشعر ومقوماته، وقد أنتج هذا الاتجاه الجديد في شعري (همزات شيطان) المؤلف من رباعيات نحوت فيها منحى النقد الاجتماعي الذي يعنف في بعض الأحوال حتى يسمى هجاء صريحاً.‏ *** عاش رفيق فاخوري غريباً ومات غريباً حقيقة لا مجازاً، عاش وحيداً ومات وحيداً واقعاً لا خيالاً، فأية مأساة في الحياة أقسى وقعاً وأعمق جرحاً من الغربة والوحدة، تلك هي أطراف وأشتات من مأساة رفيق، وقد تكمن فيها سعادته من منظار فلسفته الخاصة وزاوية رؤيته الذاتية، وقد تكمن فيها عدم قدرته على التلاؤم أو التعايش مع مجتمع جديد بدأ ينشأ في سورية بعد ثورة الثامن من آذار.‏ رحمك الله يا شاعرنا (رفيق) لقد كنت من فردوس (الضّجرين) على هذه الأرض، فلحقت بمن سبقك من شعراء حمص، هذه المدينة الشاعرة تعزف ألحانها على وتر الإبداع، هذه المدينة القيثارة تتحف سامعي قصائدها وقارئي شعرها مرقرقاً على شفة النغم لحقت بأصدقاء عمرك محيي الدين الدرويش، وقبله وصفي قرنفلي، وقبلهما عبد الباسط الصوفي وعبد السلام عيون السود، وهناك ستلتقون جميعاً على ضفاف الأبدية، فطبوا نفساً في مجلسكم الأدبي، وتناشدوا الأشعار، وأطيلوا الأسمار يا شعراء مدينتي التي أحب.‏
    [email protected] ">‏

    [email protected]
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
    رفيق فاخوري





    - ولد رفيق فاخوري في حمص عام 1911.
    - تابع دراسته في دمشق.
    - في عام 1932 نال شهادة الفلسفة وانتسب إلى معهد الحقوق بدمشق.
    - في عام 1943 عمل في التدريس في ثانويات حماة.
    - عمل رئيس تحرير جريدة "التوفيق".
    - كان يهوى العزف على العود وله بعض المؤلفات الموسيقية.
    - كتب في الصحف والمجلات المحلية والعربية ونشر العديد من قصائده الشعرية.
    - ترجم عدداً من القصائد لشعراء فرنسيين.
    - نشر عدة مقالات عن الموسيقا.

    من مؤلفاته:
    - "همزات شيطان" - ديوان شعر.
    - "شوارد النحو" - معجم.
    - "صور و عبر" - مخطوط.
    المجالات:
    شاعر- صحفي
    تاريخ الميلاد: 1911 م
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    رفيق فاخوري الشاعر والاديب
    الشاعر والاديب رفيق فاخوري
    رفيق بن عبد اللطيف فاخوري وُلِدَ في حمص ـ حي الحميدية ـ عام 1911 وأتَمّ دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس حمص ثم التحق بكلية الحقوق بجامعةرفيق فاخوري الشاعر والاديب دمشق ،وحصل على إجازة الحقوق في عام 1938 ولم يعبأ بها إنما انصرف لتدريس مادة الأدب العربي ـ الذي كان هوايته المفضّلة ـ في ثانويات حمص .
    بدأ ينظم الشعر من عام 1927 وكان يهوى الموسيقى والغناء بالإضافة للأدب ، فكان صوته أَمْيَل إلى الجَمال ويحفظ أغاني الموسيقار محمد عبد الوهاب كان ذلك عام 1928 ويغنّي له لاسيّما في ( مشاويره ) بين بساتين حمص مع بعض أصدقائه كأحمد الجندي ومحي الدين الدرويش .
    كان يمتاز بإلقاء النكتة فهماً وإحساساً وإبداعاً وإن ولعه الشديد انصَبَّ على اقتناء الكتب والمخطوطات النادرة واسطوانات الأغاني والموسيقى .
    غير إنه اتّخذ الشِّعْر مهنة له لولعه به ، وكان الناس بالطرقات يُشيرون إليه بقولهم هذا شـــاعر .
    اشتغلَ رفيق بالصحافة وبدأ ينشر أعماله في الصحف الدمشقية كالقبس والأيام وألف باء والحمصية مثل : حمص ، فتى الشرق ، مجلة البحث لمحي الدين الدرويش ، مجلة دوحة الميماس لماري شقرا . ومع بداية الحرب العالمية الثانية لم يبق في حمص جريدة يومية ،فأسّس الشاب توفيق الشامي مطبعة مع جريدة يومية أسماها ( التوفيق ) وكان رئيس تحريرها رفيق فاخوري دامت أربع سنوات ثم جريدة صدى سوريا لنسيب شاهين فشاركت التوفيق بنشر ذخيرة أدباء حمص . وتبعها جرائد ومجلاّت أُخرى كان رفيق فاخوري السَبَّاق في نشر إنتاجه فيها .
    أُعْجِب الناس بشعر رفيق لأنه كان يتحدّث عن نفْسه وحديث النفْس هو الكلام الذي يقرأه الناس ويُعجبون به ويتناول ما عندهم من عواطف وميول وهواجس وكان شعره يعتمد على الإيحاء ، وكانت عينه حادّة النظر ، تتفحّص الوجوه بخبرة وترى ما لا يٌرى فكتبَ شعره بكاريكاتيرية عجيبة وبألفاظ موسيقية مرنة ، لم يمدح ولم يتكسّب بشعره أحد ، رفض مناصب عديدة لأنه كان يؤمن بالتخصص في المناصب .
    كان لطيفاً مهذّباً مرهف الحس والشعور ويُروى عنه أنه كان يسكن في شقّة ، والشقّة التي كانت فوقه كانت تقيم أسرة مازالت تستخدم القباقيب وكانت قرقعتها تصله ليلاً نهاراً فقط . الأمر الذي يسبّب له الإزعاج الكبير ، فطلب أكثر من مرّة من جاره تغيير القباقيب بشحّاطات ، فلم يستجب . وذات يوم سأله كم عدد أفراد أسرتك ؟ أجابه ثمانية ولكن لماذا ؟ أجابه لكي أبتاع لكم شحّاطات على حسابي .
    والجدير بالذكر إنه كان ينظم شِعْره على لوح أسود وبأقلام الحوّارة ( الطباشير ) ، وعَلَّمَتْه هذه الطريقة أن لايَخْرج بيت الشِعْر من يده حتى يأخذ شكله الأخير ديباجة وأسلوباً لم يتزوّج في حياته وهو القائل : ( الوظيفة والزوجة كلتاهما لون قاتل ، وقد أحسن الله إليّ إذ خلّصني من واحدة وإنيّ لرَاجٍ من كرَمِهِ تعالى أن يتمّم إحسانه ) .
    لم يتوقف رفيق فاخوري عن كتابة الشِعْر حتى آخر لحظة في حياته حتى توفي رحمه الله في تركيا إثر حادث أليم عام 1985 .
    تكريما له :
    أطلقت مديرية التربية بحمص اسمه على معهد باسم: ( معهد رفيق فاخوري لتقنيات الحاسوب ) بحي البغطاسية . كما أصدرت دار طلاس عام 2002 كتاب ( ديوان رفيق فاخوري ـ الأعمال الكاملة ) .
    من مؤلّفاتــــه :
    ـ همزات شيطان صدر عام 1972
    ـ ديوان رفيق فاخوري ( أعماله الكاملة ) صدر عن دار طلاس عام 2002
    ـ مختارات من الشعر العربي
    ـ معجم شوارد النحو
    ـ الأوابد : مختارات شعرية ، رفيق فاخوري و محي الدين الدرويش
    ـ قواعد الإملاء : رفيق فاخوري ومحي الدين الدرويش
    مقتطفـــات من شِعْـــره :
    1 ـ من قصيدة الطبيعة :
    لها البقاء ، حين نغدو رممـاً منسيَّة ، لانهتدي لها الذِكــرْ
    ياليت لي عيناً لمرآة الضحى ترعى مجاليها إذا غاب النظرْ
    2 ـ وقال في ملاحظته الحُسن والجمال في كل مكان :
    يا فـريــداً في الجَمــالِ داوِ قلبــي فهو لـــك
    الهــوى يا ذا الــــدلال في فــؤادي قـد ســلك
    3 ـ وقال على لسان يتيــم :
    أنــا طفـل ما غـذاني قط عطـف الــوالـدات
    عشـت في الدنيا غريبـاً كنبــات في فــــلاة
    4 ـ وقال في رباعياته همزات شيطان الذي نشر معظمها في جريدة العهد الحمصية بين عامي 1960 ـ 1961 :
    مــاذا فـي حمــص ؟
    في حِمْصَ لا الرّيحُ تُحيينا ـ كما زَعَموا لِتَسْمَعَ الجارةُ الغَيْرى ـ ولا الماءُ (1)
    رِيــاحُنا تقـلعٌ الأشجارَ غَضبتهــا ومـاؤنا عِلَــلٌ شَتّــى وأدواءُ
    إني لأعجَـبُ من أحــوالِ بلدتنــا وَيعجبُ الطِــبُّ منها والأطِبـاءُ
    قالوا : الهواءُ علـيلٌ ، قلـتُ : وَيْحَكُم ما اْعتَلَّ ، لكننــا نحن الأعِـلآءُ
    ______________
    البَــلاء الســائل
    وأطلقــها من أنفه مستطيلـــة فطارتْ وَحَطّتْ بيننا حيثُ نـجلسُ
    ومَسَّـحَ بعدَ ( الحمدُ للهِ ) إصبعـاً تمنّيتُ لو في مَوْقِدِ النارِ تُغْــرَسِ
    فنوديَ : أينَ الذوقُ ؟ ما أنت مُسْلِمٌ فخَنْخَنَ ـ والخيشومُ بالكَفِّ يُمرَسُ ـ (2)
    وقال : بلاءٌ سائلٌ سَــدَّ منخري فكيفَ ـ إذا خلَّيْتَــهُ ـ أتنفَّسُ؟!
    _______________
    بِعْنَــــاهـا
    مقـــاماتٌ وقــاماتٌ عرفناهــا بســيماهـا
    لهــا الدنيأ ، ونـحن لنا حــدودٌ ما عَدَوْنَــاها
    أخــي ما ينفعُ العقــلُ وشــاراتٌ لبسناهــا ؟!
    إذا ســألوكَ عنهـا قُـلْ لهـم في الحــال: بِعْناها
    _______________
    المفــردات :
    (1) الجارة الغيرى هي مدينة حمــاه
    (2) خَنخَنَ : أخرج الكلام من أنفه . ومرَسَ الشيء : مَرَُثه باليد
    بقلم المهندس جورج فارس رباحية
    ---------------------------------------------------------
    المصــادر والمــراجع :
    ـ ديوان رفيق فاخوري : دار طلاس 2002
    ـ همــزات شيطـان : رفيق فاخوري 1972
    - جريدة الوحدة - دمشق
    - فن الرسم




    لن اقول كل ما افكر به00 لكنني حتما سافكر في كل ما ساقوله
يعمل...
X