إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التشكيلي عيسى زيدان issa zaidan - فنان ومصور ضوئي سوريامتألق: اإنطباعي رومانسي تجريدية تعبيري..د. نزيه بدور ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التشكيلي عيسى زيدان issa zaidan - فنان ومصور ضوئي سوريامتألق: اإنطباعي رومانسي تجريدية تعبيري..د. نزيه بدور ..





    عيسى زيدان issa zaidan


    عيسى زيدان.. من الانطباعية الرومانسية الى التجريدية التعبيرية

    د. نزيه بدور
    يمتلك الفنان عيسى زيدان قدرة مميزة في التعبير الفني وقد سار في طريق صعب، يحتّم عليه استنباط أساليب جديدة في الإبداع محاولاً تشكيل هويته الخاصة.

    وهو فنان معني بالقيم التكوينية والحجوم والموازنة، مع المحافظة على المضمون العاطفي والانفعالي، فاللوحة المشحونة بالتحريض لا تتخلى عن دورها الجمالي والتزييني. ‏
    المتتبع لأعماله ومعارضه ولاسيما الأخير الذي أقيم في كلية الهندسة المعمارية في حمص يستطيع إحالة نتاجاته الإبداعية عبر مشواره الطويل الى مرحلتين متباينتين:
    المرحلة الأولى: وتعتمد المنظر الطبيعي والحارات القديمة والبورتريه ويغلب عليها الحسّ الانطباعي والرومانسي. ‏
    المرحلة الثانية: تجريدية تعبيرية. ‏
    تتسم المرحلة الأولى بالعفوية والإحساسات المباشرة، دون الوقوع في التسجيل المطابق للواقع. فالطبيعة تتحوّل الى مجرد مبرّر للرؤية، واللوحة هي إيحاء بالطبيعة ونقل للأثر الذي تتركه، فهي مخزن للصور والإشارات. وبعد أن يتم تنفيذ الأعمال في الطبيعة تُعاد صياغتها داخل المرسم، أي ان التجربة الحسيّة تخضع لمراقبة ذهنية. يغلب على هذه المرحلة الإحساس الفردي والطابع الخاص وغلبة الخيال على الواقع، كما يلاحظ الاتجاه نحو التبسيط في الأشكال والمساحات اللونية والجمع بين الشعور البدائي والعقلانية، وتحويل الطبيعة الى سطح ذي بعدين. فاللون ليس بالضرورة مطابقاً للأشياء كما هي في الواقع بل هو من خواص الأشياء ولا سيادة للون محدد، لكنه في تجاوره مع ألوان أخرى يساهم في خلق الطبيعة من جديد وإعادة بنائها ثانية، فاللون مستقلّ بحدّ ذاته ولم يعد يخضع للقوانين البصرية، بل تحوّل الى لون اصطلاحي.
    إن هذه الأعمال موسومة بأسلوب رومانسي يجسد الطبيعة، فتتحول الألوان القوية المتضاربة الى ألوان ملساء يغلب عليها اللون الأخضر ونواجه شفافية الألوان المائية في اللوحة الزيتية. ‏
    شكّل الاتجاه نحو التجريد حدثاً مفصلياً وبداية لمرحلة جديدة هي المرحلة الثانية فالتجريد هو هيمنة للرؤيا على المعرفة الذهنية، وإسقاط للذاتية على الطبيعة والأشياء، والميل نحو التأمل الداخلي والألوان غير الواقعية بقيمها المطلقة، فالفن هو احتكاك مع الروح وما ينتج عنها من تناغم للأشكال والألوان. إنها مرحلة تجريدية تعبيرية ذات طابع رومانسي، تعتمد البساطة في الأشكال والسحر الملازم لها. ‏
    يصبح اللون وحده هو الشكل والموضوع في آن واحد والعنصر الأساسي في اللوحة هو وسيلة التعبير. إنه امتداد لإحساس الفنان وانعكاس لحالة من الكآبة. فاللوحة هي الفكرة والشعور والحسّ، وهي اختزال للموضوع، تاركة للعقل وحده متعة إدراكه. فالأشياء فقدت هويتها وصلتها بما حولها وفقدت كل تفسير وتأويل موضوعي لها. وكل ما تتضمنه اللوحات يصبح مرئياً، لأنه يجد ما يقابله في الطبيعة التي هي المنبع لكل الصور والأشكال. تغلب الضبابية على اللوحة في هذه المرحلة، وتعبّر عن إحساس بالضيق، ووجهة نظر خاصة بالحلم والذاكرة. فالأشكال التي لا تعتمد على الخطوط بشكل صريح، تصبح هائمة في الفراغ، بل تصبح أقرب الى الوهم منها الى الحقيقة. ‏
    ختاماً، يمكن القول: إن المطّلع على مجمل أعمال هذا الفنان يخلص الى نتيجة واضحة حول هدف اللوحة، ودورها كوسيلة اتصال بالآخرين لنقل الأحاسيس والأفكار، من خلال رؤيا خاصة للعالم المحيط بنا، كما يلمس إصراراً على التغيير الخلاق والتحليق المستمر في فضاءات جديدة. ‏



    ¤عيسى زيدان: فنان تشكيلي من حمص ـ مواليد 1958 عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية. ‏

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ


    الفنان عيسى زيدان: التجربة تضيء نفسها


    كرست مدينة حمص عدد من الأسماء الفنية التي أخذت مكانتها وحضورها في جغرافيا التشكيل السوري مثل عبد القادر عزوز وغسان نعنع وعبدالله مراد وآخرين ومنذ تشكل هذه التجارب التي في بعضها راوح مكانه أو ربما ما يزال يعيش في بحث فني لم يستنفذه بعد ، لكن بالوقت نفسه ثمة تجارب تعمل بجهد لا يقل أهمية فنيا إن لم يكن أفضل لكنه ما يزال بعيدا عن دائرة الضوء لأسباب لا نعرفها.

    من بين تلك التجارب تجربة عيسى زيدان وهو مهندس درس الفن في مركز صبحي شعيب وقدم منذ بدايته تجارب للمشاهد الطبيعية كان موفقا فيها أكثر من شغله على أحياء حمص القديمة وكان باديا في مجمل أعماله على أنه ملون يستطيع عجن اللون في صيغة فنية مدهشة أحيانا وهو منذ بدايته ينزع نحو الاختزال في الشكل الذي قاده فيما بعد نحو التجريد المشغول بدون أية عبثية أو ارتجال وإنما هو يعمل كثيرا في اللوحة ويشتغل أكثر من طبقة لونية في جلسات عدة أمام اللوحة وذلك ما ينتج لديه عالم حلمي وضبابي بعض الشيء ، في أعماله لا يعتمد المطابقة مع الواقع فالعالم الخارجي الموضوعي كما يرى الفنان ليس أكثر من مجرد مبرر للرؤية وبالتالي اللوحة لديه هي آثار وإيحاءات بهذا العالم فيها نزوع عقلاني وبدائي بآن معا وبكل هدوء يشتغل أكثر على اللون للوصول إلى الصياغة اللونية النهائية التي تأتي في المجمل بمساحات وحجوم دون أثرا للخط وهو يقدم جوانيته التي تعكس ذلك التأمل العميق والطمأنينة التي تراها في أغلب أعماله ، هو ليس مشاغبا في بناء اللون والشكل ، إنما تأتي لغته الفنية في أريحية وهدوء وانسيابية عالية ، ولا تتعب بالوصول لتلك الأحاسيس ولا تجهد نفسك في التلقي ، يأتيك العمل بنفسه وربما يربت على كتفيك ،
    عيسى زيدان من بين تلك التجارب التي تبحث عن حضورها وهو في معرضه الأخير في صالة عشتار قدم أعماله التي لم تلق تلك العناية حيث أحيانا أسم الفنان يسبق عمله وحتى عندما قدم نفسه للصالة ، قال له مديرها بأنه لايعلم بأسمه ومر المعرض وربما وكأنه لم يمر ، لكن رغم ذلك ثمة إيمان عميق بأن العمل الفني المشغول بفنية و بمسؤولية عالية سوف يلقى حضوره وإن اللوحة تضيء نفسها دون أي اعتبارات أخرى


    سامر أمين اسماعيل، (الفنان عيسى زيدان: التجربة تضيء نفسها)

    خاص: مرصد نساء سورية
يعمل...
X