إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفلسطينية سحر خليفة الروائية - حاورتها: سلمى سلمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفلسطينية سحر خليفة الروائية - حاورتها: سلمى سلمان



    حوار مفتوح.. مع الروائية الفلسطينية سحر خليفة

    حاورتها: سلمى سلمان

    مذكرات امرأة غير واقعية_ باب الساحة_ الميراث_ صورة وأيقونة... والعشرات من الدراسات الميدانية.. ترأس ثلاثة مراكز لشؤون المرأة والأسرة في الأرض المحتلة...


    درست الأدب الأمريكي والإنكليزي، وحصلت على الدكتوراه فيهما إلى جانب دراسات نسائية.. تعمل ضمن الحركة النسائية


    العربية والعالمية. لها سبع روايات كل واحدة منها أثارت الجدل والنقاش على الساحتين الثقافية والفكرية العربية... إنها الروائية /سحر خليفة/ التي تهرب من الصحافة. لماذا؟ تقول: ‏

    _ أهرب من الصحفيين خوفاً من البريق أن يضيعني، ولإيماني بأولوياتي، فرغيف الخبز أهم من الكتاب، لذا أكتب عن مجتمعي كباحثة اجتماعية، وأحاول المزاوجة بين الإعلام وجماليات الفن، ولكن سأجد حلاً لهذه المعادلة... أنا من ناحية أريد أن أخبر: ماذا يحصل في بلدي فلسطين، وأوعّي شعبي قدر استطاعتي. فلدي الوقت للاطلاع على تطورات الغرب، وما هي المخططات التي يضعونها فيما يتعلق ببلادنا، وماهي تحليلاتهم السياسية والاقتصاية والاجتماعية، أجمعها ثم أفرز منها صورة مبلورة، أجسدها بشخصيات آدمية، يتعرف عليها الناس وكأنها من مجتمعهم.


    ‏أنا من جماعة الأدب الملتزم.. وتتابع لدي عدة أهداف: التوعية لأهل الداخل والخارج، أنا لست فنانة لأجل الفن، أنا أعتبر نفسي مناضلة، ولي دور ورسالة وعندي أولويات، وبالنسبة لي كإنسانة رغيف الخبز أهم من الكتاب، وفي الحياة: الحي أهم من الميت، وفي بلدي وأرضي الدفاع عن قضيتي أهم من الفن ذاته.. لذلك فإن كتابتي هي سلاحي وأداتي في النضال، ولهذا فهي ما بين إعلامية وروائية فنية، وأحاول قدر المستطاع أن أزاوج ما بين الميدانين: الميدان الإعلامي الذي يعلّم، ويوعي الآخرين، وفي الوقت نفسه أحتفظ بجماليات الفن من حيث التراكيب والتقنيات وتطوير الشخصيات وأجوائها، واللغة الشعرية... ومع ذلك ترينني أنزع إلى القاع وأكتب بالعامية أحياناً، و أعطي لغة الشارع مكانتها، حتى أمنح مصداقية لشخصياتي، وحتى أدخل القارئ في محيطها، وكأنه يعيش معها.. وهذه بتقديري معادلة صعبة... ‏

    ? متى تحاولين تجاوز هذه الاشكال؟ تجيب: ‏

    _ يظن القارئ أنني أكتب لغة عفوية، صدقيني، أجلس أكثر من سنة أحياناً، وأنا أفكر ماذا سأفعل بمشكلة اللغة؟!. عندما تقرئين لغتي تحسينها بأنها عامية فلسطينية، لكنها مقروءة عربياً، فأنا أغربلها، وطريقي للحل هو القياس باستخدام المفردة المعروفة أكثر لدى الدول العربية، وغالبيتها مستعملة باللهجة المصرية، فالكلمة المغرقة بالعامية أحاول أن أجد لها بديلاً في الفصحى المبسطة، أو موازياً باللهجة المصرية، لأنها قريبة ومفهومة على الساحة العربية فأستخدمها لأنها تؤدي الغرض... ‏

    كما أحاول من حيث التراكيب، وتطوير الشخصيات، أن أدمج الإعلام بالفن، وأظل أسير على خيط رفيع، وأنا خائفة، أن أقع على إحدى الجهتين.. حتى الآن الأمور متوازنة لدي.. والمطلع على الآداب العالمية يرى أن الثوابت لدينا ليست ثوابت للأبد، وأنا محظوظة أنني درست الأدب الأمريكي والانكليزي، واطلعت على استخدام اللهجة المحلية سواء عند الأدب الأسود المعتبر حالياً في أوج مكانته، فهو يستخدم اللهجة حتى المكسرة منها بشكل واسع بالحوار، وبالسرد بعض الأحيان. هم يلملمون بعض التراكيب أو المصطلحات، ولمَ لا؟!... فما هو الأدب؟: أن تجعل القارئ يدخل ويتوهم كأنه يعيش أجواء الرواية، أجواء مختلفة عن واقعه، عندما أدخل القارئ إلى حارات نابلس، والقدس... وأوهمه أن هذه سعدية حقيقية، وأن المومس نزهة التي تتكلم العامية هي حقيقية أيضاً، ويشعر أنه انسحب معها، وبين برهة وأخرى يلاقي انتفاضة شعرية بفقرات لغوية رقيقة، تصعد به إلى أعلى سماوات الفرد، وتنزل به تارة أخرى إلى شارع الأرض بين الناس... فهذا بتقديري ثورة، فلا شيء ثابتاً مطلقاً.. هذا هو الأدب والفن كله تجارب، وكل جديد تجربة، ولذا فأنا مازلت أجرب، مع أنه لدي سبع روايات. ‏

    أما دراساتي الأخرى، فإنها تساعدني على تحليلاتي الاجتماعية والسيكولوجية لشخصياتي، وتحليلاتي السياسية لمجتمعي وللمجتمع العالمي، وتعطيني حصيلة ثقافية، وأسساً سليمة لكل ما أقوم به.. فالرواية هي مزيج من العلوم الإنسانية والفنون، ولذلك ليس من السهل كتابة رواية ناجحة.. كما أنه لا يصح أن يبقى الإنسان مقتنعاً بما وصل إليه، ويكرر نفسه، كما كثير من الكتاب الكبار، فكل عام يكتب رواية، وأخيراً نراهم مثل /كعك العيد/ مصفوفين بالقالب نفسه.. هذا ليس صحيحاً أبداً أن يجتر الكاتب نفسه. يجب أن يكون هنا تنويع وتجديد. الرواية تبقى أكثر من ثلاث سنوات بين يدي، ورواية /الميراث/ ظلت خمس سنوات.. ونسأل: ‏

    _ هل هذه فترة تخمير للانتاج؟ ‏

    ? طبعاً من المفترض أن يختمر العمل الثقافي ليخرج جيداً.. صحيح أن القارئ يشعر أن في رواياتي جانباًَ إعلامياً، لكنه مشغول فنياً، فكم من الأجواء في رواية /الميراث/ أدخلت القارئ إليها: الجالية العربية في أمريكا و أجواء الضفة الغربية، والوطن بتفاصيله، وبوجوهه المتنوعة من خلال شخصيات، وكل شخصية لها جوها الخاص بها، وكلٌّ مبحوثٌ فيه بحثاً دقيقاً، أعمل كباحثة اجتماعية دقيقة، والذي يساعدني على ذلك، أنني أحمل الدكتوراه في الدراسات النسائية، فأنا عندي أدوات البحث، ولدي مقومات العمل الميداني... ‏

    أكتب للتاريخ ولقضايا الشعوب... ‏

    أما ما هو مدى استجابة انتاج سحر خليفة للمتغيرات الحالية على الساحة العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً؟... فقد شرحته مؤكدة أنها بهذه الفترة بالذات، والتي تحمل المتغيرات السريعة والمخيفة، ابتدأت برواية جديدة تحاول فيها كما تقول: رصد شخصية شاب يعمل عملية استشهادية. ‏

    هناك يتنازعني حس المناضلة وحس الأم والمرأة والإنسان، وحس التي تخاف..مع كل ذلك هناك حس الاستمرارية في الثورة. عندما أصل إلى هذا النوع من الاضطراب أتوقف عن الكتابة، حتى أهدأ، ويتبلور لدي الوضع. قد يستغرق هذا عدة شهور، وأنا الآن أعيش هذه الحالة، ولم أكتب لأكثر من شهرين، بعد ذلك أستطيع أن أتخذ موقفاً، لا يرتكز على الحدث العابر، وإنما على الحدث الذي له بعد سياسي تاريخي ويترك بصماته.. لا تعنيني عملية استشهادية واحدة، لكن علي أن أرى تراكم العمليات والمنهج، وهل يؤدي الغرض أم لا. هذا كله مدروس عندي، لأخرج بعمل يكون على الأقل إنسانياً أخلاقياً سليماً... هذا هو الأدب الملتزم... أنا لا أكتب/أكشن/ للسينما الأمريكية، وإنما أكتب للتاريخ وقضية، ليست قضية فلسطين فقط، لكن لقضايا شعوب أخرى، قد تمر بالتجربة نفسها، وبشخصيات تعيش في أجواء مقموعة ومسحوقة مثل أجوائنا، وبدراسة جيدة.. ولذا يكون الانتاج له بعد أخلاقي وإنساني. ‏

    _حسب تقديرك، كم يلعب أدبك وانتاجك دوره السليم هنا؟


    ? أنا أطمح... لكن كم يكون له من المردود؟ لا أعرف. لكن علي أن أحاول قدر المستطاع. أبذل مجهوداً، وإيماني أن: المسألة ليست بالكم... ‏

    الخوف والغرور يقتلان الإبداع ‏


    وتتابع: إن الخوف والغرور يقتلان الإبداع... شعور الكاتب أنه تمكن تماماً من حرفته وأنه أصبح قادراً على إطلاق الأحكام الأخلاقية والإنسانية ببساطة، وأنه تام لا نقص لديه، هذا كله يقتله كفنان وكمبدع معاً، من الممكن أن يحدث هذا عنده انزلاقات خطيرة، وأيضاً عندما يركض وراء الأضواء والظهور الإعلامي.. أنا انتقائية بشكل كبير لأنني أخاف على نفسي، أخاف من البريق أن يضيعني، لذلك أختبئ، وأهرب من الصحفيين... غير أنني أتكلم مع الصحافة الآن، فهناك كتاب جديد صدر لي هو /صورة وايقونة/ و من حقه أن يأخذ مساحة التعريف به، حتى يصل للقارئ.. عندما ينشر لي كتاب جديد أقول لنفسي: أنه حان الوقت لفتح الباب بعض الشيء للصحافة والإعلام، لنعطي هذا الكتاب بعض السند، للفت النظر إليه، بعد ذلك أعود لمخبئي. هذا هو منهاجي، يمكن لأني دخلت طريق الأدب وأنا كبيرة، يمكن لأني خضت تجارب، ونلت فيها «علقات ساخنة ومؤلمة».. ويمكن لإيماني بأولوياتي، هل الربح السريع هو المطلوب، أو أقدم شيئاً مفيداً لهذا الشعب المسكين المكسور الذي ضحى، ويضحي وسيضحي.. ولكن!!!. ‏

    المثقف مدرك لكل الأمور!! ‏


    و نسألها: لديك مساحة للنقد الذاتي، وفي الوقت نفسه للنقد الموضوعي، لما يحدث حولك فيما يخص القضية الفلسطينية، وحالياً تتسع هذه الدائرة.. ما قولك هنا؟ ‏

    _ نعم. لأن الغلط يكثر والمصائب تكبر، والدم يسيل أنهاراً.. عندما كتبت رواية /الميراث/ لم تكن الانتفاضة الجديدة، ولم يحدث التهديم والتدمير والقتل الجماعي حينها... ‏

    باطلاعي ودراساتي والحصول على معلومات أستقيها من كل الجهات العربية والعالمية وببعد نظر، أسمع من هنا ومن هناك، وأراقب وأتفحص، ماذا يقول الشارع؟ إلى أي مدى يمكن أن تكون الحلول المقدمة ذات بريق زائف.. وأخيراً أخرج بإنتاجي الثقافي. عندما رأيت أن الحل المجلوب إلى الشعب الفلسطيني عبارة عن بيوت معلقة بالهواء، وسيسقط على رؤوسنا قنابل وصواريخ، أعلنت هذا في روايتي، وهذا ما حصل فعلاً.. أنا لست نبياً لأتنبأ.. كان عملي حصيلة جمع معلومات بشكل علمي، إذا وضعتها: واحد زائد واحد يساوي اثنين، تلك النتيجة الحتمية. وعندما تموت فتنة /في الرواية/ على الحاجز أثناء الحصار، هذا ما حصل على أرض الواقع وما نعيشه الآن.. نموت بالحصار.. ‏

    _ هل أفهم من ذلك أن المثقف الحقيقي يمكن أن ينبه ويجنب شعبه الكثير من الويلات؟.. ‏

    ?? المثقف الشريف الوطني، وصاحب القضية وليس غيره، هو الذي يمتلك تلك الأحاسيس، والقادر على لعب هذا الدور. ‏


    هناك مثقفون مطلعون وقارئون كثيراً، ويعرفون عدة لغات، وكتبوا ومازالوا يكتبون، لكنهم لم يبينوا الطريق الصحيح لشعوبهم، المثقف الملتزم باستطاعته ليس التنبؤ، وإنما استخدام معلوماته جيداً، سيصل إلى استنتاج حتمي، فيه الرؤية الصائبة وهذا ما يجب فعله لدى الفنان وفي كل أمر. أنا جمعت كل هذه المعلومات واستنتجت أن: ما يحصل من قبل القائمين على قضية شعبي هو خراب لبيوتنا، على المستوى الداخلي في فلسطين، المسألة لا تحتاج إلى معجزات، وإنما إلى محاكمة عقلية، وضمير حي، وقلب محب، والقدرة على الغوص في أعماق الشارع، وفي الوقت نفسه، يكون الهدف الإنساني والأخلاقي هو البعد الأساسي الذي يسعى إليه الكاتب. أي يربط ما بين الأرض التي نعيش عليها، وما بين السماء التي نحاول أن نصلها.. وبقدر ما نصل إلى هذا الهدف نكون قد حققنا شيئاً مهماً ومفيداً.. ‏

    على الأدب مواكبة التطور.. ‏

    وبخصوص التطورات التقنية التي لا تنجو كتابات سحر خليفة منها أوضحت أن: ‏


    _ هذا صحيح أنا درست كل هذه السنوات، وتعمقت بالأدب، وقرأت، وأقرأ بشراهة /دودة الكتب/ وأتابع ما يحصل ولاسيما في الآداب العالمية من أجل أن يظل شغلي كله /دقة قديمة/، لا ..للفن جمالياته، ويتطور مع تقنياته، والناس تطلب الأحداث دوماً، والقريب منها، والأجمل، والذي يمتعها أيضاً، فالأدب عليه مسؤولية الإمتاع، إلى جانب إعطاء معان إنسانية، فالبعد الجمالي لابد منه..و إلا انتفت صفة الفن عن الفن. ولذا فأنا أتتبع التقنيات، ولم أترك أمراً في هذا الخصوص إلا ودرسته وبشكل احترافي.. فالخياطة مثلاً: هل يعقل أن تخيط ثوباً الآن كما كانت تخيطه في منتصف القرن الماضي؟... وحتى الجراحة ألم تتطور تقنياتها ويبتكر فيها كل يوم جديد؟.. المفروض أن نستغل هذه الإنجازات العلمية، وإلا أصبحنا من الزمن الغابر ومتخلفين عن الركب الحضاري.. ‏

    _ أصل إلى أن الثقافة جزء من أحداث الإنسان مثل الاقتصاد وغيره؟.. ‏


    ترد بالقول: ‏

    ? طبعاًَ. من المفترض أن تتطور وإلا أصبح العمل الثقافي الحالي تابعاً لمرحلة قديمة.. عند استخدام التقنيات الجديدة يصل الكاتب للقارئ أكثر ويمتعه ويجمل عمله، ويعطيه غنى أكثر، ولم لا؟!... ‏

    هل السيارات قبل خمسين سنة مثل سيارات اليوم؟.. والفن أيضاً يتجدد، وفيه تلوين وتنويع واكتشاف أدوات وطرق وتراكيب جديدة، وإلا أصبح شيئاً مملاً لا يجذب أحداً.. ‏

    _ من هذا المنطلق أنت استخدمت تعبير /المومس الفاضلة/؟.. ‏

    تشرح: ‏

    _ الموقف التقليدي عموماً أن: المومس يجب أن يقضى عليها، لأنها خارجة على أخلاق المجتمع. وأنا كامرأة لدي حس إنساني، وأدافع عن المرأة وبالذات عن الشرائح المسحوقة من النساء، وتصنف المومس بأدنى درجات الانسحاق الإنساني، وهي أدنى فئة اجتماعية، هنا أبحث عن سبب معاناتها، لنتعرف على مأساتها ومن ثم نحاكمها.. فعندما حاكمنا /نزهة المومس/ في رواية باب الساحة و /خضرة/ في عباد الشمس، وتبين أنها مغلوبة على أمرها، ولم تكن سوى نتاج مجتمع أفسدها، ووضعها في هذا الطريق.. هنا يجب أن يكون لي موقف إنساني وأخلاقي منها.. فمن خلال محاكمتها، أنا حاكمت مجتمعاً بأسره... ‏

    على المثقف أن يتكلم ‏

    _ عندما تكتبين عن المرأة والوطن، وفي الوقت نفسه عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي، هل من تعارض بين الناجحتين؟.. ‏

    ?لا. هما ناحيتان متلاحمتان. أنا أكتب عن قضايا التخلف والتنمية، نحن شعب مهزوم ليس على الصعيد العسكري فقط.. فالتشرذم العربي، واختلاف المواقف هو الذي جلب الدمار لنا.. مجتمع تنتشر فيه الأمية بنسب متفاوتة، مجتمع مهلهل، على الكاتب مراجعة حساباته وأن يعرف أين نحن ذاهبون؟.. أحياناً يأخذ الفرد منا قراراً يحسبه صحيحاً، تتكشف الأحداث عن عدم صحته.. هل يبقى خطأ؟ طبعاً لا، ولا يجوز.. فالمثقف النقي يجب أن يعترف بأخطائه وأن يغير إذا ما اقتضى الأمر ذلك... نحن العرب جسمنا كله مريض، والمسألة الحالية مسألة حياة أو موت.. وهذا الوقت الضروري والحتمي لأن يخرج فيه المثقف، وليمارس دوره ومسؤوليته تجاه نفسه ووطنه، وأنا أتبنى الموقف الذي يقضي بأن يحكي المثقف ما عنده وبضمير حي ووطني، الآن هي المرحلة الواجب أن نراجع فيها كل شيء، فالآتي بنظري أسوأ بكثير مما نحن عليه الآن. لقد وصلنا لمرحلة لا مبرر فيها لأي مثقف ليقول: أنا غير قادر لوضع قطرة دم في هذا الدلو، عليه أن يؤدي دوره، وإلا ليحذف صفة الكاتب عنه...!!. ‏

    المستقبل للمرأة بقدر ما تعمل!! ‏

    _ أنت امرأة كاتبة، هل ترين من آفاق للكتابة النسائية العربية، وهل المستقبل لها أم عليها؟ ‏

    ? المستقبل لها بقدر ما تبذل من مجهود فلا شيء يأتي من فراغ، فالفرد الذي يعمل ويطور ذاته، وأدواته، ويجتهد ويدقق بمعلوماته ينجح، أما الذي يبقى كما هو، حتماً الفشل ينتظره.. ‏

    والكتابة تراكم، والكثيرات اشتغلن وحققن انجازات... والكتابة النسوية في أمريكا الآن تحتل الدرجة الأولى، ومما قاله ادوارد سعيد في مقال له: (إن الكتابة النسوية الآن في العالم العربي، تأخذ منحى الكتابة النسوية في أمريكا، والتي تحتل أعلى قمة في الكتابة عموماً). ‏

    هذا تراكم خبرات، لا شيء يمنع المرأة العربية المثقفة من أن تثبت وجودها، لكن يجب عليها أن تتعب على نفسها.. والنجاح الذي يراكمه الإنسان محسوب له.. فإذا ما تعبت النساء في هذا المجال نجحن.. أما إذا كان لهن آفاق مستقبلية، أو ليس لهن، فهذا ما لا أعرفه.. علينا أن نعلم بناتنا، ونهيئ لهن البيئة الصالحة حتى ينمون نمواً حسناً ومن ثم يكملن ما بدأناه...
يعمل...
X