إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التشكيلي نبيل يوسف ناصر .. الانطباعية وفن دقة التفاصيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التشكيلي نبيل يوسف ناصر .. الانطباعية وفن دقة التفاصيل



    "نبيل ناصر".. الانطباعية وفن دقة التفاصيل

    نورس علي


    موهبة نشأت مع التشكيلي "نبيل ناصر" منذ الصغر اعتنى بها وطور أدواتها بشكل علمي منهجي لتتجسد أدواتها وفق معايير الانطباعية الواقعية.
    مدونة وطن eSyria زارت التشكيلي "نبيل يوسف ناصر" بتاريخ 18/8/2013 وأجرت معه الحوار التالي:

    * هلا حدثتنا عن بداياتك مع الفن التشكيلي؟

    ** كانت رسوماتي في البدايات سريعة جداً لا أعرف لماذا، ولكنها كانت تنال رضى المدرسين بشكل عام، علماً أنه لم يكن لدينا مدرسين اختصاصيين يوجهون وينمون قدرات المواهب، لذلك بقيت الموهبة موهبة حتى بعد مرحلة التخرج في كلية الحقوق، ودخول الحياة العملية الانتاجية، وهنا شعرت بميول لتنمية هذه الموهبة الدفينة، فدخلت معهد "مجيب داوود للفنون التشكيلية" وحصلت منه على كل ما ينقصني وتشذبت موهبتي ونمت قدراتي.

    * رأينا في أغلب لوحاتك تصوير للوجه، فما مرد هذا؟

    ** رسمت البورتريه كتجربة لممارسة قدراتي في التصور الدقيق للملامح والتفاصيل، بالاعتماد على الذاكرة وتحفيز العين للتدقيق في كل ما يحيط بي وبتلك الوجوه، عسى أن يكوّن هذا مخزوناً فكرياً ثقافياً للبيئة الطبيعية المحيطة بالواقع المسكون، علماً أني كنت أشعر بعناء الدقة والعناية خلال تصوير الوجه تشكيلياً.

    ومع تقديم أوائل لوحات البورتريه ومتابعتها من قبل الأصدقاء والثناء عليها، زاد الحافز لتقديم المزيد من الوجوه والبيئات المرافقة لها، ما أسس برأيي للغوص في الأعماق للخوض في غمار تجربة جديدة تعتمد على البيئة والطبيعة الواقعية التعبيرية، وهنا يمكنني القول إن البورتريه هو مجال رحب للإبداع.

    وبعد هذه المرحلة توجهت ميولي إلى الانطباعية الواقعية لقربها من بيئتي الاجتماعية الطبيعية الجميلة وما فيها من ايحاءات ومكنونات تجذب كل فنان.

    * كيف كان التوفيق بين المهنة العملية وهي مجال الحقوق والعدالة، ومجال الفن والإبداع؟

    ** اختصاصي العملي في الحياة الطبيعية ليس له صلة فيما أهواه، خاصة أن دخولي إلى كلية الحقوق لم يكن برغبة شخصية، علماً أني أرى في هذا المجال العملي تأطيراً لجوانب الحياة بما فيها الموهبة الفنية، حيث جعلني أتلمس الوقت الخاص لها، إضافة إلى أنها ساهمت في تنمية شخصيتي العملية وزادت من أفق الإطلال على مختلف جوانب حياة الناس التي من الممكن الاستفادة منها في أفكار تخدم لوحاتي وعملي في الفن التشكيلي الواقعي.

    * كرست أفكارك في مجال المدرسة الانطباعية الواقعية، فهل هذا نتيجة لامتلاكك معايير وأسس هذه المدرسة؟

    ** في الانطباعية الواقعية يجسد الفنان الانطباع الأول لما يراه عندما يريد تجسيد لوحة فنية عن فكرة ما، وهذا أمر أرى نفسي متمكناً منه
    أمومة
    بشكل جيد، خاصة أنني أملك حيز الاحتفاظ بتفاصيل دقيقة تمنحني الخطوط العريضة والأساسية لأي عمل فني أريد تجسيد فكرته.

    أما بالنسبة لانعكاس الألوان فيمكن أن أراه بطريقة لا يراها شخص آخر، فأجسدها على السطح الغرافيكي بطريقة ابداعية جميلة تمثل الانطباع الواقعي.

    * ماذا يعني لك الرسم التشكيلي خاصة أنك تتحدث عن الانطباعية الواقعية وانعكاسات الأفكار والألوان بكل خصوصية فردية؟

    ** الفن التشكيلي بالنسبة لي تجسيد لمختلف المشاعر والأحاسيس التي يمكن أن تنتابني في لحظات الحياة اليومية المختلفة، ناهيك عن الأفكار العلمية التي تجول في مخيلتي بما يرتبط بعملي الوظيفي في دائرة الأطراف الصناعية، والطاقات الابداعية التي يمكن أن تخدم هذا العمل.

    * هل هذا العمل وهذه الروح الفنية ساهمت في تشكيل رسالة خاصة لك تعمل عليها؟

    ** أتمنى طرح ذاتي كما هي، بما تملكه من مكنونات ابداعية خلاقة تقترب من كل متلقٍّ محيط بي فيدرك هذه الذات الداخلية ويحاورها بهدف انتاج ثقافة حوارية فنية تخدم طرفي الحوار.

    * هل من بصمة خاصة يمكن أن يدركها المتلقي في اللوحة فيدرك بأن اللوحة التي أمامه لك؟

    ** أعتقد هذا، فراحة النفس والتفاؤل والمرونة هي سمة أساسية في لوحاتي، وبصمة خاصة يمكن إن أدركها المتلقي أن يتأكد من أن ما يتلقاه من فن هو خاص بي.

    * ما أحب الألوان لك؟

    ** أميل إلى اللون الأخضر والأزرق بشكل كبير، علماً أن الأخضر مزيج لوني من الأصفر والأزرق، وليس لون أساسي، فهما يشعراني بالارتياح والانغماس بالبيئة الريفية الخصبة، ناهيك عن الأفق الذي يمنحني أياه اللون الأزرق، فيمنحني التأمل.

    * كيف قدمت الأنثى في لوحاتك التشكيلية؟

    ** الأنثى كائن جميل ورقيق يظهر في الحياة الاجتماعية الواقعية بين الأم والأخت والزوجة، بورتريهفتمتلئ الحياة بهجة ورخاء، وهي أيضاً كائن ضعيف يحتاج إلى الحنان، ويمكن أن أصور هذا في مختلف أعمالي بخطوط وألوان وحتى أفكار تهدف إلى تكريس دورها كأنثى، كما لوحة الأمومة التي قدمت فيها عظمة دور الأم في حياة أسرتها ما بين تعليم أطفالها والعناية بهم ومنزلها أيضاً.

    * برأيك ماذا تقدم المشاركات في المعارض الفنية الجماعية للفنان؟

    ** شاركت في العديد من المعارض الجماعية والتي من شأنها أن تخلق أجواء من الحوار الثقافي الفني الغني، فيشعر الفنان بالمسؤولية تجاه تقديم الأفكار الفنية الخلاقة الهادفة لتنمية المجتمع.

    * كيف هي علاقتك مع اللون؟

    ** اللون يشدني إلى عوالم لا أعلم ما هي، فأشعر بحنيته وملكاته التي تدفعني لاستخدامه بأفضل الطرق لتجسيد الأفكار والمشاعر الداخلية.

    * هل تحتاج لوحتك للكثير من التحضير للبدء بها؟

    ** اللوحة يجب أن تمر لدي بمرحلتين: الأولى مرحلة تحضير الفكرة أو ولادتها في مخيلتي وتبلورها، ومن ثم المرحلة الثانية وهي مرحلة تجسيد خطوطها العريضة بما يشبه الكروكي البسيط لها، لأنه من المحتمل أن يتم تعديل طريقة العمل وطريقة توظيف اللون ضمن الفكرة الأساسية للوصول إلى فكرة المخيلة المنشودة.

    * أنت ابن بيئة بحرية، فماذا قدمت من هذه البيئة فنياً؟

    ** قبل إقامتي في مدينة "طرطوس" لم يكن البحر يعني لي الكثير، وإنما الطبيعة الريفية هي هدفي وتربة أفكاري، ولكن بعد استقراري في المدينة ومعاشرتي للبحر قدمت لوحات من بيئته وظفت فيها القارب والأصداف رمز البحر.

    وفي لقاء مع الفنان "علي حسين" قال: «يقدم الفنان "نبيل ناصر" لوحات واقعية من الطبيعة تتسم بالجمالية المتفردة بذاتها لتفاصيلها الدقيقة، ولكن اتمنى منه أن يزيد الاهتمام ببعض التفاصيل التي من الممكن ان تضفي ابداعاً جميلاً إلى
    طبيعة
    اللوحة بشكل عام، خاصة اللوحات المستوحاة أفكارها من الطبيعة الريفية».

    يشار إلى أن التشكيلي "نبيل يوسف ناصر" من مواليد عام /1958/ في قرية "شباط" شرقي مدينة "طرطوس"، وهو خريج كلية الحقوق.
يعمل...
X