إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنان مهران أبو كرم : الفن هاجس طارده

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان مهران أبو كرم : الفن هاجس طارده




    "مهران أبو كرم": الفن هاجس طاردني

    رهان حبيب


    يقضي ساعات طويلة يحاور اللوحة ليجسد الوجوه بفكر كلاسيكي يعيدنا لواقعية العصور الوسطى، ويعمل "مهران أبو كرم" مختبراً اللون مقدماً نفسه كفنان محترف.
    ينتقي "مهران أبو كرم" وجوهه من لوحات الحياة لكنه يقر بأن موضوع اللوحة الواقعية فكرة تحدد قيمة العمل ووزنه.

    مدونة وطن eSyria بتاريخ 2/9/2013 التقت متابعي تجربة الفنان لإلقاء الضوء على هذه التجربة التي تتطور بعيداً عن الأضواء ووهج المعارض وتزييناتها، هذه التجربة تتبنى الأسلوب الواقعي لكن بفلسفة عميقة المعالم كما حدثتنا الفنانة "منيرة الأشقر" التي أشرفت على دراسته في معهد الفنون التشكيلية في "السويداء" وقالت: «"مهران أبو كرم" من الطلاب المتميزين في معهد الفنون التشكيلية درس وأنهى دراسته بنجاح وبقي على تواصل مع المعهد وباستمرار كان يحتل ركناً لطيفاً يجذب زوار المعهد، بملامح

    الواقعية التي تبناها واشتغل عليها بتصميم وإرادة وأضاف لما درسه بالمعهد بصمة خاصة تظهر بكيفية انتقاء الموضوع وتجسيده، فقد جهد لتطوير موهبته بجهد ذاتي وكان مجتهداً لدرجة كبيرة جعلته يرتبط بالفن مع أنه اتجه للفن متأخراً وبعمر الخامسة والعشرين، "مهران" اختار أسلوبه وتماهى في الواقعية التي تفيض بإحساسه المرهف المتدفق من ألوانه ولمساته الرائعة، ولأنني أعرف ما لديه من موهبة وقدرة فنية أعرف أن مشاعره المرهفة قادته للفن وهي التي ستقوده للنجاح والتميز الذي يستحق، رغم خياره الواضح بالابتعاد عن الضوء والعمل الفني لأجل الفن مع أنه محترف للفن لكنه متمسك بأسلوب ميزه لدرجة كبيرة».

    ومن الحوار مع الفنان "مهران أبو كرم" نعرض بعض المحاور:

    * تنتسب للأسلوب الواقعي ما سبب اختيارك لهذا الأسلوب؟

    ** الواقعية أساس ثابت لأي فنان من خلالها يتمكن من الخروج لأي اتجاه أو مدرسة في الرسم وهي التي تعلم فلسفة اللون ومفاهيم الشكل والنسب وتقدم التكنيك الأولي ليتمكن الرسام من تحوير أي شكل أو لون، والفن بالنهاية عملية بصرية ولا يوجد شيء بالوجود ليس له أساس بصري واقعي ولغاية هذه الأيام مازالت أكاديميات الرسم في أوروبا تعتني ببناء الفنان عبر الواقعية لكونها المدخل الوحيد لأي اتجاه آخر بالرسم، فالأسلوب الفني للفنان هو اختيار لا واعٍ أو غير إرادي ينبع مما تقود إليه مشاعر الفنان وهنا أستشهد بقول "باولو بيكاسو" قال مرة إنه كان يرسم في سن السادسة عشرة مثل الفنان "روفائيل" وأمضى باقي عمره يرسم مثل الأطفال.

    ومن خلال طلاب الفنون لاحظت ابتعاد الأكاديميين عن تعليم الواقعية وربطها بميول المدرس وأفكاره مع أنني أعتقد أن الواقعية اتجاه شخصي ينفذه الفنان أو الطالب بما لديه من طاقة كنوع من التجربة.

    * حاولت في مرات عدة نسخ لوحات عالمية هل هي حالة اكتشاف أم فكرة تختلف عن ذلك؟

    ** الدافع الأول حالة الحب للوحة العالمية وتعلقي بلوحة معينة هو الدافع
    الفنان مهران أبو كرم مع لوحة من أعماله
    لرسمها وإعادة اكتشاف للوحة وللون الذي رسم به الفنان وللمرحلة الزمنية التي رسمت بها، ويمكن أن نعتبرها حالة تدريب وإتقان للشكل واللون وفهم سبب اختيار الفنان للعلاقات اللونية في اللوحة والفائدة التي يمكن أن تقدمها نسخ اللوحات، وهي قفزات فنية كبيرة للرسام يمكن أن تساعده في أعماله الخاصة بشكل كبير والمهم في الموضوع انتقاء اللوحة المناسبة للنسخ وكانت لي تجارب في نسخ لوحات لكبار الفنانين في العصور الوسطى مثل "رامبرانت"، وقد أنجزت عدداً من اللوحات هي اليوم مقتناة من قبل مهتمين بالفن الواقعي، ومن يطلع على الطرق التعليمية في العالم وأوروبا يلاحظ كيف يدخل الطالب أو الفنان في ورشات نسخ اللوحات العالمية خلال معارض لكبار الفنانين وبالتالي فهي ساحة اختبار لابد للفنان من أن يختبرها.

    وبالنسبة لي فإن النسخ قدم لي فهماً واضحاً لطريقة التعامل مع لوحتي الخاصة من ناحية اللون والأهم اختيار الموضوع وهي فكرة تظهر بالأسلوب الواقعي بشكل واضح.

    * لم تدرس الفن بشكل أكاديمي كيف قادتك الحياة للفن؟

    ** لم أتجه للفن في مرحلة مبكرة وكنت قد أنهيت دراسة المعهد الموسيقي وكانت بذرة الفن تحرضني منذ الطفولة على التجربة وكان لدي قناعة أنني سأرسم في يوم ما، كانت علاقتي مع الرسم مستمرة لتعلقي الشديد بمتابعة أعمال فنية وانطباعها وانعكاسها الصادق في ذاكرتي عندما أتحول لإعادة تشكيلها على الورق بالخط واللون، وكان ذلك وراء الانتساب لمركز الفنون التشكيلية في "السويداء" ودرست الدورة بحماس كبير والتزام كامل بالمشاريع والأعمال التي طلبت مني وقد وضعتني هذه الدراسة على أول الطريق لتقودني للفن كحالة أعايشها بعشق وارتبطت بحياتي بشكل كبير.

    * في ظروف لم تكن مشجعة اخترت احتراف الفن، حدثنا عن رؤيتك مع العلم أن الفن لا يعود بالمال الكثير؟

    ** اختيار احتراف الفن في ظل وجود المناخ الفني الجاف نوع من المغامرة لأسباب عديدة أهمها عدم إيمان المجتمع نفسه بمهنة الفنان واحترامها كمهنة شخصية
    من أعماله
    والتعامل معها كمستقبل غامض مجهول النتائج والمشكلة الأخرى هي عدم وجود ثقافة اقتناء اللوحة التي كان من الممكن تطويرها بالوسائل التربوية المجتمعية، والعمل على التأكيد على قيمة اللوحة ومهمتها في تطوير العقل والفكر، هذه الحالة تؤدي لمشكلات عديدة بتسويق أعمال الفنان بسبب ضعف الشراء، ورغم كل ما سبق أعتبر عملي محاولة للتفرغ واحتراف الرسم وهي بالنهاية غير مضمونة النتائج لكني أحاول تكريس فكرتي بسبب إيماني بالفن ودوره في الحياة، ولأنني في البداية أرسم بدافع ذاتي وفكرة أحاول نقلها من خلال اللوحة علنا نوصل رسالة تعيدنا لحالة صادقة وتذوق فني يعطي للوحة ما تستحق من اهتمام لكونها مكوناً أساسياً يرسم انطباعاتنا وأفكارنا.

    * لوحة لطفلة لاقت الإعجاب من عدد من متابعيك حدثنا عن علاقتك مع الوجوه؟

    ** فن البورتريه (رسم الوجوه) هو من أكثر اتجاهات الرسم حساسية وصعوبة لأن التعامل مع اللوحة لا يكون فقط بنقل التشابه والملامح بل هو نقل حالة تعبيرية ومزاجية يمتلكها هذا الوجه فهنا تلعب إمكانيات الفنان ومحاولته لإظهار ما في العمق النفسي والشخص للوجه المرسوم، وهي أولى الغايات والغرض الأساسي من فن رسم الوجوه، والصعوبة الحقيقة في هذا الأسلوب هي اختيار الموضوع فأي وجه مغرٍ للرسم وطريقة اللقطة هي الأهم بغض النظر عن الجمال أو غيره من المزايا، وما دفعني لاختيار الواقعية هي حالة تعبيرية أحاول تقديمها من خلال الوجه.

    ومن الناحية التقنية أحاول اتباع الأسلوب الكلاسيكي أو المدرسة الكلاسيكية التي تعتمد بشكل أساسي على التدرج المتداخل بين الضوء واللون وهو أسلوب اتبعه معظم فناني البورتريه في العصور الوسطى، وقد يكون أسلوباً اعتيادياً لكنه في ذات الوقت سر إظهار الأعماق الذاتية للشخص لأنه يعطي للوجه حالة من الهدوء والسكون تضفي على الوجه التعبير الداخلي، وبهذه الحالة يتفوق البورتريه على فن التصوير لأنه يمر عبر الفنان ومشاعره ورؤيته الخاصة للوجه نفسه.

    الجدير بالذكر: أن الفنان "مهران أبو كرم" من مواليد 1979
    من أعمال مهران أبو كرم
    "السويداء" درس المعهد المتوسط للموسيقا، خريج مركز فنون تشكيلية 2008 وله عدد من الأعمال المقتناة ويُعدّ لمعرضه الفردي.


يعمل...
X