تويت
"طلال الحلبي".. المسرح الرمزي عشقي
نورس علي
بدايته الفنية كانت من أنشطة المدرسة، ثم حين أراد الاحتراف دخل إلى المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل، ليصبح بعد ذلك واحداً من أهم الذين يعملون بالمسرح.
مدونة وطن eSyria التقت المسرحي "طلال الحلبي" بتاريخ 30/6/2013 وأجرت معه الحوار التالي:
* كيف كانت البدايات المسرحية؟
** طبعاً كانت ضمن المدارس والأنشطة المدرسية من الحاضنة الأساسية للأطفال وهي منظمة الطلائع إلى منظمة شبيبة الثورة، ونظراً لميولي المسرحية دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل، وحينها كانت الدورة الأولى لافتتاح قسم النقد فدخلت به لما للدورات الأولى من امتيازات لكونها بشكل عام، والحمد لله تمت الدراسة الأكاديمية بإشراف مدرسين عمالقة أمثال "سعد الله ونوس" و"جواد الأسدي" وغيرهم من كادر المعهد، وبعد التخرج بدأت ممارسة نشاطات مسرحية وخاصة منها مسرح الأطفال وبعض نشاطات التأليف والإخراج لمسرحيات أخرى منها "المايسترو" و"الوردة البرية" وبعدها قدمت "الاسكافية العجيبة" و"شاهد عيان" وكانتا أكثر اكتمالاً من الناحية الفنية، ففي الفترة السابقة عملت بمبدأ الفرصة المتاحة أي أعمل وفق الفرصة المتوافرة.
* ماذا تقول عن المسرح؟
** المسرح امتداد الحياة، وهو الفسحة التي تجعلني أجد نفسي وأرى ذاتي وأفكاري وانعكاساتها، فهو ليس مجرد مرآة تعكسني وأفكاري وهواجسي وإنما هو رؤيتي المستقبلية، بل أكثر من تاريخ وأكثر من مستقبل.
* هل تحلم من خلال المسرح بمستقبل آخر؟
** بشكل عام طرح القضايا لمعالجتها، وتذكير الناس بالكثير من الأمور الطاهرة والشريفة في خضم هذه الزحمة العجيبة، ونذكرهم ببعض الصفات التي بدؤوا بنسيانها كالمحبة والصدق والنضال ضد الفساد، وذلك من خلال تجسيد شخصية ما وترميزها بالكثير من الأمور وإخضاعها لظروف حياتية ومعيشية واقعية لكل إنسان، وبالمقابل بما أن المسرح جامع للأقطاب سيكون على المسرح أكثر من قطب يحمل أحدها أفكاري وآرائي للوصول إلى الفكرة والفلسفة التي أؤمن بها.
وبما أنه لا يوجد هذه المساحة العددية والكمية للأعمال فلا يمكن أن يظهر المسرحي إلا بالكتابة، وهنا ما كان مني إلا أن كتبت نصاً بعنوان "شاطئ الأحلام".
* كيف تعمل على تجهيز البيئة والعوامل المواتية لنفسية المسرحي قبل تجسيد الدور المسرحي؟
** أولاً يجب معرفة الشخصية وطبيعتها ومكنوناتها الفلسفية، لأن لكل شخص صفاته النفسية
من أحد أعماله المسرحيةوالجسدية والفكرية، وإن لم تكن موجودة في النص المسرحي يجب على المسرحي إيجادها ومعرفة على أي أساس قائمة هذه الشخصية بشكل عام، فيجب النظر إليها على أنها كتلة من الحياة والمشاعر وليس مجرد كلمات على الأوراق، ومن ثم يجب التعايش معها للوصول إلى عمقها ومن ثم صناعها بالكامل، لأن النص لا يعطي الشخصية أكثر من ثلاثين أو أربعين بالمئة من الشخصية أما الباقي منها فيخضع لمهارة المسرحي ليكسوها لحماً ودماً، وهنا تكمن عملية ممارسة الوهم والخيال والضغط على الذات لإقناع ذاته والمشاهد بأن ما يجري أمامه هو شيء من الواقع بالمطلق.
* هل يمكن أن تتقولب بشكل عام بالشخصية التي قدمتها مسرحياً في الحياة الواقعية، أي تكسبك شيئاً من روحها؟
** ممارسة الدور المسرحي كما لعبة كرة القدم حيث يلعب اللاعب ساعة ونصف الساعة على الرقعة الخضراء بشكل رائع، وبعد الانتهاء لا يمكنه اللعب بذات الطريقة أمام جمهور آخر، فالتمثيل نوع من اللعب الخلاق يجعلني أبدع في شخصية معينة وأعزف على أوتارها ومن ثم أتخلى عنها بعد الانتهاء.
* كيف ترى الواقع العام للمسرح في "طرطوس" وجمهوره؟
** في طرطوس الكثير من المواهب وقد تمكن البعض من إظهارها والبعض الآخر لا، ولكن أي موهبة تحتاج إلى رعاية وعناية وتدريب لتثمر، فالموهوبون بالتمثيل في المحافظة قسمان الأول متخصص والثاني هاوٍ يحاول شق طريقه، والمسرح القومي يلعب دوره المناط به في استدراج الهواة والموهوبين لتطوير مواهبهم وقدارتهم لتكون رديفة لما يقدم مسرحياً
في "طرطوس"، ومنهم قد يكون لهم فرص لدى مخرجين وأعمال جيدة تحجز لهم أماكن جيدة في الساحة الفنية المسرحية. وبالنسبة للجمهور المسرحي أراه متعلقاً بالشاشة التلفزيونية أكثر من المسرح، وذلك لعدم توافر ذائقة فنية مسرحية متكاملة لديه تجاه الخشبة المسرحية.
* قدمت مسرحية "شاهد عيان" وهي تجربة في الهواء الطلق، حدثنا عن هذه التجربة؟
** تقديم مسرحية "شاهد عيان" في الهواء الطلق منحها قوة وجمالية، إضافة إلى الارتجالية والصيغة الكوميدية التي حملتها بين مفرداتها ومشاهدها، فكانت المواجهة مباشرة بين الحضور والممثلين، وكانت مواجهة حميمية ناجحة.
* قدمت العديد من الأعمال المسرحية إخراجاً، فهلا حدثتنا عن الحامل المسرحي لها؟
** جميع الأعمال التي قدمتها قريبة من هموم الناس، وإلا كانت أفكاراً ذهنية هوائية ليس لها قيمة، فمسرح الواقع هو المسرح الذي أثبت وجوده في الساحة الفنية لما حمل من أبعاد نفسية وفلسفية واقعية.
وفي لقاء مع الأستاذ "محسن عبد اللطيف" قال في البداية عن الثقافة المسرحية للمسرحي "طلال الحلبي": «"طلال" مبدع مسرحي لأنه امتلك الابداع الفكري الخلاق، فهو تخرج في مدرسة الأستاذ "سعد الله ونوس" ما منحه قدرة على تقديم أدوار مسرحية بإيحاءات متكاملة شكلاً ومضموناً يتوقف عندها المتلقي كثيراً مندهشاً. إضافة إلى أنه امتلك حساً نقدياً أكاديمياً مميزاً وموضوعياً فيه حوار ومنطقية، وأسلوب سهل لإيصال فكرة مسرحية بحداثة مسرحية وكانه يرسم صورة للمسرح المعاصر والحديث من حيث الشكل والصورة واللغة».
ويضيف: «له فكر خاص في تجسيد المسرح الرمزي وطرق التعامل
من مسرحية شاهد عيانمع شخصياته وايحاءاته وأبطاله وطريقة انتقائهم لتجسيد العمل المسرحي بشكل كامل».
يشار إلى أن المسرحي "طلال محسن الحلبي" من مواليد "طرطوس" عام /1965/.
نورس علي بدايته الفنية كانت من أنشطة المدرسة، ثم حين أراد الاحتراف دخل إلى المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل، ليصبح بعد ذلك واحداً من أهم الذين يعملون بالمسرح.
مدونة وطن eSyria التقت المسرحي "طلال الحلبي" بتاريخ 30/6/2013 وأجرت معه الحوار التالي:
* كيف كانت البدايات المسرحية؟
** طبعاً كانت ضمن المدارس والأنشطة المدرسية من الحاضنة الأساسية للأطفال وهي منظمة الطلائع إلى منظمة شبيبة الثورة، ونظراً لميولي المسرحية دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل، وحينها كانت الدورة الأولى لافتتاح قسم النقد فدخلت به لما للدورات الأولى من امتيازات لكونها بشكل عام، والحمد لله تمت الدراسة الأكاديمية بإشراف مدرسين عمالقة أمثال "سعد
الله ونوس" و"جواد الأسدي" وغيرهم من كادر المعهد، وبعد التخرج بدأت ممارسة نشاطات مسرحية وخاصة منها مسرح الأطفال وبعض نشاطات التأليف والإخراج لمسرحيات أخرى منها "المايسترو" و"الوردة البرية" وبعدها قدمت "الاسكافية العجيبة" و"شاهد عيان" وكانتا أكثر اكتمالاً من الناحية الفنية، ففي الفترة السابقة عملت بمبدأ الفرصة المتاحة أي أعمل وفق الفرصة المتوافرة.* ماذا تقول عن المسرح؟
** المسرح امتداد الحياة، وهو الفسحة التي تجعلني أجد نفسي وأرى ذاتي وأفكاري وانعكاساتها، فهو ليس مجرد مرآة تعكسني وأفكاري وهواجسي وإنما هو رؤيتي المستقبلية، بل أكثر من تاريخ وأكثر من مستقبل.
* هل تحلم من خلال المسرح بمستقبل آخر؟
** بشكل عام طرح القضايا لمعالجتها، وتذكير الناس بالكثير من الأمور الطاهرة والشريفة في خضم هذه الزحمة العجيبة، ونذكرهم ببعض الصفات التي بدؤوا بنسيانها كالمحبة والصدق والنضال ضد الفساد، وذلك من خلال تجسيد شخصية ما وترميزها بالكثير من الأمور وإخضاعها لظروف حياتية ومعيشية واقعية لكل إنسان، وبالمقابل بما أن المسرح جامع للأقطاب سيكون على المسرح أكثر من قطب يحمل أحدها أفكاري وآرائي للوصول إلى الفكرة والفلسفة التي أؤمن بها.
وبما أنه لا يوجد هذه المساحة العددية والكمية للأعمال فلا يمكن أن يظهر المسرحي إلا بالكتابة، وهنا ما كان مني إلا أن كتبت نصاً بعنوان "شاطئ الأحلام".
* كيف تعمل على تجهيز البيئة والعوامل المواتية لنفسية المسرحي قبل تجسيد الدور المسرحي؟
** أولاً يجب معرفة الشخصية وطبيعتها ومكنوناتها الفلسفية، لأن لكل شخص صفاته النفسية
من أحد أعماله المسرحيةوالجسدية والفكرية، وإن لم تكن موجودة في النص المسرحي يجب على المسرحي إيجادها ومعرفة على أي أساس قائمة هذه الشخصية بشكل عام، فيجب النظر إليها على أنها كتلة من الحياة والمشاعر وليس مجرد كلمات على الأوراق، ومن ثم يجب التعايش معها للوصول إلى عمقها ومن ثم صناعها بالكامل، لأن النص لا يعطي الشخصية أكثر من ثلاثين أو أربعين بالمئة من الشخصية أما الباقي منها فيخضع لمهارة المسرحي ليكسوها لحماً ودماً، وهنا تكمن عملية ممارسة الوهم والخيال والضغط على الذات لإقناع ذاته والمشاهد بأن ما يجري أمامه هو شيء من الواقع بالمطلق.* هل يمكن أن تتقولب بشكل عام بالشخصية التي قدمتها مسرحياً في الحياة الواقعية، أي تكسبك شيئاً من روحها؟
** ممارسة الدور المسرحي كما لعبة كرة القدم حيث يلعب اللاعب ساعة ونصف الساعة على الرقعة الخضراء بشكل رائع، وبعد الانتهاء لا يمكنه اللعب بذات الطريقة أمام جمهور آخر، فالتمثيل نوع من اللعب الخلاق يجعلني أبدع في شخصية معينة وأعزف على أوتارها ومن ثم أتخلى عنها بعد الانتهاء.
* كيف ترى الواقع العام للمسرح في "طرطوس" وجمهوره؟
** في طرطوس الكثير من المواهب وقد تمكن البعض من إظهارها والبعض الآخر لا، ولكن أي موهبة تحتاج إلى رعاية وعناية وتدريب لتثمر، فالموهوبون بالتمثيل في المحافظة قسمان الأول متخصص والثاني هاوٍ يحاول شق طريقه، والمسرح القومي يلعب دوره المناط به في استدراج الهواة والموهوبين لتطوير مواهبهم وقدارتهم لتكون رديفة لما يقدم مسرحياً
في "طرطوس"، ومنهم قد يكون لهم فرص لدى مخرجين وأعمال جيدة تحجز لهم أماكن جيدة في الساحة الفنية المسرحية. وبالنسبة للجمهور المسرحي أراه متعلقاً بالشاشة التلفزيونية أكثر من المسرح، وذلك لعدم توافر ذائقة فنية مسرحية متكاملة لديه تجاه الخشبة المسرحية.* قدمت مسرحية "شاهد عيان" وهي تجربة في الهواء الطلق، حدثنا عن هذه التجربة؟
** تقديم مسرحية "شاهد عيان" في الهواء الطلق منحها قوة وجمالية، إضافة إلى الارتجالية والصيغة الكوميدية التي حملتها بين مفرداتها ومشاهدها، فكانت المواجهة مباشرة بين الحضور والممثلين، وكانت مواجهة حميمية ناجحة.
* قدمت العديد من الأعمال المسرحية إخراجاً، فهلا حدثتنا عن الحامل المسرحي لها؟
** جميع الأعمال التي قدمتها قريبة من هموم الناس، وإلا كانت أفكاراً ذهنية هوائية ليس لها قيمة، فمسرح الواقع هو المسرح الذي أثبت وجوده في الساحة الفنية لما حمل من أبعاد نفسية وفلسفية واقعية.
وفي لقاء مع الأستاذ "محسن عبد اللطيف" قال في البداية عن الثقافة المسرحية للمسرحي "طلال الحلبي": «"طلال" مبدع مسرحي لأنه امتلك الابداع الفكري الخلاق، فهو تخرج في مدرسة الأستاذ "سعد الله ونوس" ما منحه قدرة على تقديم أدوار مسرحية بإيحاءات متكاملة شكلاً ومضموناً يتوقف عندها المتلقي كثيراً مندهشاً. إضافة إلى أنه امتلك حساً نقدياً أكاديمياً مميزاً وموضوعياً فيه حوار ومنطقية، وأسلوب سهل لإيصال فكرة مسرحية بحداثة مسرحية وكانه يرسم صورة للمسرح المعاصر والحديث من حيث الشكل والصورة واللغة».
ويضيف: «له فكر خاص في تجسيد المسرح الرمزي وطرق التعامل
من مسرحية شاهد عيانمع شخصياته وايحاءاته وأبطاله وطريقة انتقائهم لتجسيد العمل المسرحي بشكل كامل».يشار إلى أن المسرحي "طلال محسن الحلبي" من مواليد "طرطوس" عام /1965/.