إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

للمخرجة نادين لبكي فيلم وهلأ لوين؟ ..يعرض الثلاثاء بالبعث - د.نزيه بدور‏

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • للمخرجة نادين لبكي فيلم وهلأ لوين؟ ..يعرض الثلاثاء بالبعث - د.نزيه بدور‏


    "وهلّأ لوين؟" هو الفيلم الثاني للمخرجة اللبنانية نادين لبكي بعد نجاح فيلمها الأول "سكّر بنات" لبنانياً وعالمياً. على ما يبدو، كانت نادين لبكي تبحث عن فكرة جديدة لفيلمها الثاني.. "لقد وجدتها" Eurêka... وها هي الفكرة تنبع "من تجربة شخصية. إذ اكتشفتُ أنني حامل في السابع من أيار 2008. في ذلك اليوم شهدت بيروت استعادةً لأجواء الحرب... عندها سألت نفسي: عندما أرزق بالطفل ماذا سأفعل لأمنعه من حمل السلاح والخروج إلى الشارع؟ وكانت تلك نواة فكرة الفيلم"... على ما تقول لبكي.

    فيلم "وهلّأ لوين" لنادين لبكي





    على ما يبدو، تيمة "الحرب اللبنانية" ما زالت راجحة، تستقطب دوماً السينمائيين اللبنانيين – من جيل ما بعد الحرب خاصة - تشكّل حافزاً لهم، وتستمر راسخة في اللاوعي الجماعي، حاضرة أبداّ لتشكل مادة دسمة لمختلف السيناريوات. كيف لا، وموضوع الذاكرة، ذاكرة الحرب هي من المواضيع "التابو"... ممنوع التطرق إليها في زمن "السلم" (السلم الرسمي على الأقل؛ السلم على الورق).

    فيلم نادين لبكي تدور أحداثه في قرية مختلطة بين المسلمين والمسيحيين، في مجتمع (أو وطن) ممزّق بسبب الإقتتال الأهلي الطائفي. قصة الفيلم "تجسّد أي حربٍ أهلية يتقاتل فيها أبناء الوطن الواحد" على حد قول المخرجة لبكي.
    المشهد الأول "انتولوجي" بإمتياز: مقابر البلدة. من هناك سيبدأ تسلسل الأحداث. المقبرة مليئة بضحايا حلقات عنف سابقة. المشهد يصوّر موكب نساء يسرن بهدف زيارة أضرحة أحبائهّن. منهم المحجبات ومنهم من يتقلدّن صليباً في رقابهم. الكل متشح بالسواد. لقد قيل كلّ شيء تقريباً، ويبقى تتمة الفيلم.

    السيناريو يقوم على أساس فكرة حرب تدور رحاها خارج القرية؛ بينما تعمل نسائها جاهدة للحيلولة دون وصول هذه الحرب إلى أزقتها وشوارعها وساحاتها المشرّعة دائما على إمكانية الصدام بين رجالها وشبابها من وقت لآخر نتيجة للإحتقان الطائفي.

    مخرجة الفيلم استعانت بشكل أساسي بممثلين غير محترفين، في عملها الممتد على ساعة وخمسة وأربعون دقيقة، رغم إسنادها بعض الأدوار لعادل كرم، أنجو ريحان، زياد أبو عبسي، وخليل خليل. عن خيارها تقول لبكي: «أحب اللعب مع الواقع. أضع أشخاصاً واقعيين في مواقف واقعية، وأدعهم يخلقون ضمنها واقعهم الخاص».


    النساء في فيلم لبكي هنّ تعبير عن غريزة البقاء التي يفتقدها الرجال في زمن الحروب. هنّ تعبير عن الحياة، عن "الإيروس" في وقت ما زالت تعصف "نزعة الموت" Thanatos في عالم رجال القرية.

    هم ارامل وثكالى، ضحايا الحروب العبثية، تعلموا منها، على عكس أزواجهنّ وأولادهنّ المتحفزين دائماّ "للعبتهم" المفضلة: الحرب، الاقتتال والصراع.

    «أردت أن أظهّر هوس الأم بحماية أطفالها في الفيلم»، تقول مخرجة الفيلم التي اشتركت في كتابة السيناريو مع كلّ من جهاد حجيلي ورودني الحداد.

    سوف تشكّل النساء سوراً واقياً، تحالفاً ضد انتشار العنف والكراهية وعدم تقبّل الآخر في القرية. لهذه القضية، سوف تتوسلن وتخترعن شتّى الأساليب:

    "ايفون" تدّعي التواصل مع السيدة العذراء. سوف تكشف بعض أسرار رجال القرية.. تتوسل "الفضائح" في سلوكياتهم ومواقفهم..
    في مكان اخر، مع تفاقم التوتّر في القرية، سوف تلجأن إلى استراتجية استقدام فتيات عرض أوكرانيات – مثيرات جداً - على أمل التغيير في سلوكيات رجالهم وشبابهم.. في حبكة تربط الجنس بالعنف، ساعيةً إلى تسامي الأخير.

    الفيلم يعالج موضوعه بنكهة كوميدية.. ولكن للدراما مكان لها أيضاً خاصةً عندما تطلق "أم نسيم" النار في احد المشاهد على رجل وحيدها الباحث عن "الصندوق الأخضر" الذي يخبئ فيه الأسلحة والعتاد وتمنعه من مغادرة المنزل. «يعدّ استخدام السخرية في التعامل مع مصائب الحياة، استراتيجيا هدفها البقاء... أردت أن يأتي الفيلم كوميدياً بقدر ما هو دراميّ»، تقول لبكي.


    أحداث الفيلم تدور في قرية "منعزلة" منفذها الوحيد الى العالم الخارجي، جسر مدمّر يقع بين جرفين، تزنّره الألغام (من مخلّفات حرب كانت قد عاشتها القرية)، ولا وسيلة للإنتقال منها وإليها سوى على دراجة نارية.

    القرية تصلها أخبار الوطن الأوسع متقطّعة من خلال الصحف والتلفاز، ولكن النسوة قادرات على التعمية عليها من خلال مطالبتهنّ الدائمة بمشاهدة الأفلام عوضاً عن نشرات الأخبار أو من خلال إتلاف الصحف إن وصلت إلى القرية.

    فلسفة سيناريو الفيلم تنطلق من الفكرة التالية: التعمية على أخبار الفرقة والتشرذم والإقتتال، وعلى كلّ ما يحصل (خارج القرية) أو داخل المجتمع... هذا هو السبيل لمنع تفاقم التوترات وبالتالي الإنقسام . (ويبقى السؤال: متى كان مذهب الإنكار الجماعي Déni ، اي "الإنكار" بمفهومه النفسي، وعلاقته بمبدأ منع "عمل الذاكرة" هو الحل؟... تساؤل نطرحه نحن).

    عند مقتل نسيم برصاص المتحاربين خارج القرية أثناء أحدى خروجاته من القرية تقرر والدته إخفاء جثته في البئر للحيلولة دون تقاتل أبناء القرية إن شاع خبر مقتله! "الإخفاء" هو الوسيلة الوحيدة لتجنّب المشاكل بحسب سيناريو الفيلم! (نوع من سياسة النعامة، او نظرة تشاؤمية في مقاربة الأحداث اللبنانية؟).

    خوري الضيعة (يقوم بالدور سمير عوض) وشيخها (يقوم بالدور زياد أبو عبسي) يجسّدان شخصيتين دينيتين معتدلتين بسعيهما الدائم إلى منع تفاقم الإشكالات التي تشهدها القرية بين مسيحييها ومسلميها (في تبرئة أرادها الفيلم ربما لرجال الدين، وللعامل الطائفي). في أحد لقاءاتهما الهادفة إلى إزالة التوترات بين أبناء قريتهما يردّ الشيخ على قول الخوري «سامحهم يا ابتاه إنهم لا يدرون ماذا يفعلون»، فيتابع ساخراً: «ليش نحنا ندرون ماذا نفعلون».. في إشارة إلى عجزهما عن التأثير في مجرى الأحداث.



    من فيلم "سكّر بنات" إلى فيلم "وهلّأ لوين؟" تبرز النزعة النسوية لدى لبكي؛ في فيلمها الأول تصل إلى حد التغييب الكامل للرجل. وفي الفيلم الثاني، الرجل يصبح مدعاة سخرية، تتوسل المخرجة الهزلية كنهج، فتراها تتلاعب بـ"رجوليته" التي لا تقاربها سوى من باب الدعوة إلى حمل السلاح، والحماسة الدائمة للذهاب الى الحرب. من الآن فصاعداً، الزوجة، الأم في الفيلم هي "البطلة-المرأة" التي تقرر "الخصاء الرمزي" لرجلها.. وإن "غلفت" قضيتها بنبل الدعوة الى اللاعودة الى الحرب.

    سيناريو الفيلم يبدو استسلامياً أمام إمكان توحّد اللبنانيين رغم تنوّعهم. تتجنّب لبكي تحدّي الواقع الإجتماعي اللبناني الإنقسامي ولو رمزياً. أمال المسيحية (نادين لبكي) وربيع المسلم (جوليان فرح) لا يعترفان بحبهما إلا مواربةً أو في تخيّلاتهما، فالحبّ بين رجل ومرأة من دينين مختلفين محظور في سيناريو الفيلم!

    في المشهد الأخير من الفيلم، يقف موكب الجنازة التي يتوحّد فيها أهل القرية المتخطين لانقساماتهم الدينية بين مقبرة المسيحيين ومقبرة المسلمين محتارين إلى أيّ وجهة يتابعون! "وهلّأ لوين؟" هي آخر عبارة نسمعها في الفيلم ومنها عنوانه. «"وهلّأ لوين؟".. سؤالٌ لا أمتلك إجابةً له»، تقول لبكي. وبدورنا نسأل نادين لبكي: "وهلّأ لوين؟". هل من مقاربة أكثر جرأة لواقع المجتمع اللبناني ولسلم يتأسس على المعرفة لا على الإخفاء؟




    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

    د.نزيه بدور‏
    وهلأ لوين؟
    -------------
    يعرض نادي السينما ظهيرة الثلاثاء 3/9/2013 الفيلم اللبناني:
    " وهلأ لوين؟؟" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي.. وذلك في القاعة الزرقاء في كلية الهندسة المعمارية بجامعة البعث.
    تدور أحداث الفيلم في قرية صغيرة معزولة عن محيطها، يسكنها مسلمون ومسيحيّون. ويعيشون في وئام, وبعد تركيب جهاز تلفزيون في أحد منازل القرية.۔ تندلع المشاحنات الطائفية ...
    والجدير بالذكر ان نادي السينما كان قد عرض فيلما آخر للمخرجة نادين لبكي هو "طيارة من ورق" بطولة زياد الرحباني. وكان قد لاقى استحسانا من جمهور النادي.

يعمل...
X