إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإِعْلاَمِي:عَبْدُ الْمالك قُرَيْن والشَّاعِرُ بحوَارٌ مَعَه - بقلم : محمد الصغير داسه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإِعْلاَمِي:عَبْدُ الْمالك قُرَيْن والشَّاعِرُ بحوَارٌ مَعَه - بقلم : محمد الصغير داسه

    حوَارٌ مَعَ الإِعْلاَمِي الْكَبِير؛ الْكَاتِبُ والشَّاعِرُ :
    عَبْدُ الْمالك قُرَيْن
    مُدِيرُ جَرِيدَةُ الْحِوَار بقلم : محمد الصغير داسه



    السيد عبد المالك قرين الإعلامي المتميِّز، الشاعر الموهوب، يعمل في صمْت الكبار، ويسبَح في بُحُورِ الإبْدَاع، ويؤثِّث نصوصه بالصد ق والْجُرأة وقوَّة الخطاب، خاصة في كتاباته التِي عرفت طريقها إلى القارئ وتعلق بها، ومن خلالها انْتَهَج خطا لايسايره فيه أحدًا من شعراء جيله ومن الكتاب البارعين، وهو يُدْركُ كيف يُمْسك زمام النص باحترافيَّة عالية وبفنيَّة رفِيعة، قصائده تتميَّز بكثافة الأفكار وصِدْق العاطفة، وجزالة الطرح، وعُمْق الخيَال
    ونَحْنُ فِي عالم يختلف عمَّا كان عليه، نواجه تحديَّات من نوع أخر، ففي زخم ثورة المعلومات والسموات المفتوحة، نتوق إلى الكثير من المعرفة والوعي، والبحث عن أجوبة لكثير من التساؤلات الغامضة، لفهم أسرار وألغاز الواقع الذي نعيشه، والذي استبحرت فيه العلوم التكنولوجية، وتنامت خدماتها وأغراضها بشكل رهيب..فمنذ أن ذاع النشر الإلكتروني وانتشر، بدأ يشكل تهديدًا للنشر الورقي، ويصرف أنظار القراء عن الكتاب وعن كل ماهو ورقي، وتردَّد في أوساط المثقفين أنَّ الإعلام الورقي مايزال حاضرًا بقوَّة، وأنه هو الوثيقة الشرعيَّة التي تبقى مُتداولة بين القرَّاء وتحْضي بالاهْتمام، وأنه لامجال للحديث عن انْدِثَارِ الورقِي لصالح الرَّقمي ذي الصولة والجولة والانتشار الواسع، والذي يعرف رواجًا وإقبالا كبيرين وسط الشباب حدَّ التهافت والإدْمَان؛ وبين مؤيِّد لهذا المنافس ومُعارض، وفي خضم استمرار الجدل، فانَّ العقلاء يرفعون أصواتهم عالية،أنَّ لكل عصر أدواته وتقنياته، ولا يمكن أن نعود إلى الوراء، بل علينا أن نتكيَّف مع الجديد ونطوِّر أنفسنا للاستفادة منه ولا مجال للرفض، وبالفعل ونتيجة لذلك بدأ العمل حَثيثا لتحديث الإعلام الوَرقِي من أجل مُسايرة سُرعة العصر والتطور التكنولوجي، وهذا بالعمل على تطوير الْمُحتويات، ومعرفة احتيَّاجات القراء واهتماماتهم، مع الاعْتِناء بالجانب الشَّكلي والْجَمَالي، إلى أنَّ بعض الحقائق بدأت تطفحُ على السَّاحة الإعلاميَّة ومِنْها أنَّ الإعْلام الرَّقمي جعل الجَّميع صَحَافِيين دُون مِصْداقيَّة ودُون عِلم بما يكتبُون وينشرُون، وهذا ما يُعطي الإعلام الورقِي مصداقيَّة ومِيزة خاصة، في هذه الأجواء. السيد عبد المالك قرين الإعلامي المتميِّز، الشاعر الموهوب، يعمل في صمْت الكبار، ويسبَح في بُحُورِ الإبْدَاع، ويؤثِّث نصوصه بالصد ق والْجُرأة وقوَّة الخطاب، خاصة في كتاباته التِي عرفت طريقها إلى القارئ وتعلق بها، ومن خلالها انْتَهَج خطا لايسايره فيه أحدًا من شعراء جيله ومن الكتاب البارعين، وهو يُدْركُ كيف يُمْسك زمام النص باحترافيَّة عالية وبفنيَّة رفِيعة، قصائده تتميَّز بكثافة الأفكار وصِدْق العاطفة، وجزالة الطرح، وعُمْق الخيَال، شِعرٌ في أبْهَى صوَّره، كلمات في منتهى العذوبة والسلاسة، شعر ماتع، وسردٌ جَمِيل، ولغة أنِيقةٌ في مفرداتها وفكرتها ونبضها، ليعود في كل مرة إلى مَرْفَأ الإعلام فيطل علينا من خلال عمُودِهِ الأسْبُوعي برَأيِه الْحَصيف في الأحْداث. نلتقي مع هذه القامة الإبداعِيَّة الشامخة في هذا الحوار الشيِّق على جِسْر المَحَبَّة والتقدير ليتجَدِّدَ التواصل مع القراء الأفاضل الذين عرفوه إعلاميًا ولم يعرفوه شاعرًا صاحب إلياذة، وشعر من أجمل ماقيل.
    محمد. ص.داسة
    – بِدَايَة من هو عبد المالك قرين..الأستاذ النائب في المجلس الوطني، الإعلامي..الشاعر ؟
    عَبْدُ الْمالك قُرَيْن
    ج 1- عبد المالك ڤريْن واحدٌ من جيل عَشق الوطن فلم يجد إلى هذا العشق من سبيل سوى الحرف، جيل فتح عينيه فأبصر أول ما أبصر وطنا يُحاول أن يطاوِل السَّماء كيف لا؟ ونفحات نوفمبر ما زالت آنذاك تملأ الأكوان عطرا والفضاءات صدى ورجعا.
    ولدتُ بعد الاستقلال ولكنني كمن عاش الثورة المباركة بكل تفاصيلها ودقائقها فكانت الملهم للشعر والإبداع، الثورة بكل ما تحمل من قيَّم لا تموت وإن تبدَّلت المصطلحات والمفاهيم.
    تربيت في إحدى بوادي المسيلة وللبادية سِحْرها الخاص ونشأتُها المتميِّزة واختلطت القيَّم الثورية باتساع فضاء الباديَّة وكان التشكيل...
    درست في الجزائر "كل أطوار التعليم" واشتغلت في كل أطوار التعليم، وحتى فيما له علاقة بالتعليم كالدِّيوان الوطني للمطبوعات المدرسية، وترأست لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي بالبرلمان الجزائري حين كنت نائبا للفترة 2002- 2007.
    وقد تخللت فترات حيَاتي عوالم الصحافة والإعلام حيث كنت أكتب وأراسل وأتواصل مع كثير من اليوميات والأسبوعيَّات كنت أتواصل مرة ككاتب وأخرى كشاعر.

    محمد. ص.داسة
    - كيف جاءَتك الفكرة واعْتليْت مِنصَّة الإعلام ذات تاريخ ووهبت فِكْرك أجنحة الحرية {الحوار} فضاءات شتى؛ فتحت نوافذها في مجالات المعرفة وصناعة الوعي ليُحلق فيها من شاء وليصنع علامات الألق؟
    عَبْدُ الْمالك قُرَيْن
    ج2- هي ليست فكرة ولا قرارًا، ولكنه مسار طويل، فمنذ زمن بعيد كنت أتواصل مع وسائل الإعلام كالإذاعة خاصة الثقافيَّة واليوميات، ولكنني قررت ذات سنة أن أهب فكري أجنحة الحوار (حسب تعبيركم أستاذ محمد الصغير)، لأنني لم أجد أرْحَب من الحوار صدرًا ولا أشدَّ منها صبرًا ربما على أفكاري وأفكار مثلي الذين لا يستحضرون أثناء الكتابة تلك العوائق الوهميَّة التي تحوَّلت عند بعضهم إلى رقيب سيء مسيء، يلجم الفكر ويقمعه تحت طائلة حجج واهية ومبررات خاوية، وفي الوقت نفسه لا يخدشُون ضمير الآخر ولا يمسون من قيمه ومن قناعاته خاصة التي احتواها الضمير الجمعي تحت طائلة حرية التعبير والكلمة والفكر، لأننا -ومع الأسف- نقرأ كثيرًا من الموروث الفكري، والهرطقات الماجنة التي تستفزُّ المجتمع تحت مسمى: حرية التعبير.
    محمد. ص.داسة
    - الإعْلام الالُكْتروني تغلغل في أوْصَال المُجتمع وَصار حَقيقة، لكن سيبْقى للأعلام الوَرَقِي رَوْنقهُ وعَبَقهُ الِجَذَّاب. مار أيُكم سيِّدي في الذِين يقولون أن الإعْلام الإلكترُوني سحَب البِسَاط من تحْت المَطبُوعَات، وحَجَّم من دَوْرِ اليَوْمِيات..؟
    عَبْدُ الْمالك قُرَيْن
    ج 3- إن كان المقصود بالسُّؤال عمَّا هو كائنٌ فهيَّ الحقيقة في بعض زواياها، هناك طغيان للإعلام الإلكتروني والأسباب هنا لا تعد ولا تحصى، وهي وإن برز فيها من السلبيات فإنها لا تخلو من إيجابيات.
    وإن كان المقصود عما ينبغي أن يكون، فرأيي بكل تواضع، أن المشكلة بعيدة عن تنازع الإلكتروني مع الورقي.. لأن الرابط المشترك بينها هو القارئ، وصراحة أرى المشكلة هنا: أين القارئ؟ ما عدده؟ ما شكله؟ ما ذوقه؟ ما هواه؟ ما علاقته بقيمه وانتمائه وحضارته؟ ما قدرته على التحصن بموروثة؟ ما قدرته على عدم الاستلاب والانجذاب والتضليل؟
    مصيبة القارئ الإلكتروني في تصوري كالمطاعم السريعة قد تسد من جوع ولكن عواقبها وخيمة.
    القراءة متعة ولذَّة، وللنص جمال أيًّا كان هذا النص لأنَّ القارئ الجيد يستنطق النص فيرى فيه ما لا يرى غيره، وهذه مِيزة الإعلام الورقي ولكنها قد لا تخطئ الإعلام الإلكتروني بشرط أن نجد القارئ الجيد.

    محمد. ص.داسة
    -من خلال يوميَّة الحِوار شكَّلتُم أرضيَّة لصناعَة الْوَعْي بواسطة الحِوار، واشتغلتم على واقع الخِطاب من خلال تحليل الخطاب السيَّاسي وصناعة المعرفة واكتشاف الغُموض..وباعتبار أنَّ الخطاب الإعْلامِي مُمَارَسَة اجْتِماعِيَّة مُتغيِّرة .ماذا قدَّمت يوميَّة الحوار في هذا المجال ومنذ تأسِيسِها
    عَبْدُ الْمالك قُرَيْن
    ج 4- قدَّمنا من خلال جريدة الحوار ما نحن مقتنعون به، وما رأينا صالحا للنشر، وفعلا كان هدفنا صناعة وَعْي آخر من خلال الرأي والرأي الآخر. لا ندعي أننا وصلنا إلى كل الأهداف التي سطرناها وحلمنا بتحقيقها ولكننا نبذل جهد المُقل، وما لا يدرك كله لا يترك جله. وصراحة ليس من السهل أن تحقق ما تصوب إليه في هذه الأجواء المتناقضة في كثير من الأحيان.
    محمد. ص.داسة
    -أقَمْت عَلى ضِفاف الْحَرف أوَّل مِشوارك؛ فبِمَنْ من الكتاب تأثرت؟ وأنت شاعِر.فهل لك أن تمدَّ قرَّاء حُروفِك بنبْذة بسِيطةٍ عن إصْدَارَاتِك وأعْمَالك المُسَطرة.؟ ويُقال أنَّ أعمالك الكتابيَّة تميَّزت بالجُرأة والمُناقشَة الْجَادَّة للمَوَاضِيع التي تعِدُّ من الطابوهات..ماذا تقول في ذلك؟
    عَبْدُ الْمالك قُرَيْن
    ج 5- تأثرت بكل جميل الشعر والأدب والفكر والإبداع قديمه وجديده، والإبداع الجميل في قناعتي لا يحده الزمان ولا المكان ولا يقتصر على عصر ولا ينحصر فيه.
    من الأكيد أنني كنت كغيري من جيلي مُتأثرًا بالشعر الجاهلي فالأموي والعباسي والأندلسي، وكذا بشعر النهضة والحداثة ولكني أميل إلى الحداثة الجادة وأكتفي بأن أقول الجادة.
    وقد تأثرت بالكتاب والشعراء الجادين الذين أحدثوا نهضة وإقلاعًا في عالم الكتابة العربية كطه حسين والعقاد والمازني وجبران والمنفلوطي والجواهري ونزار قباني والسياب وأحمد مطر ومفدي زكرياء ومحمد العيد آل خليفة والقائمة لا تنتهي.

    محمد. ص.داسة
    - كلمة من أدِيبِنا الْكَاتب والشاعرعبد المالك قرين للأقلام التي تبْحَثُ عن فَتِيل شَمعة للخرُوج من نفَقِ التعْتِيم على حُروفهم...؟
    عَبْدُ الْمالك قُرَيْن
    ج 6- لا تيأسوا ولا تسمعوا لمن يثبط عزائمكم، واعلموا أن أوَّل الغيث قطر ثم ينهمر، ولكن لا تخدعوا أنفسكم، لا سبيل لأقلام تريد أن تسطع في رحاب الإبداع إلا بالعمل الجاد والقراءة والاحتكاك وأخذ العلوم والآداب من أفواه الرجال كل ذلك ينبغي أن يكون في تواضع العالم لا في غرور الجاهل. وما يزال المرء عالما ما طلب العلم فإن ظن أنه علم فقد جهل.
    محمد. ص.داسة
    - هل لك سيِّدِي من كلمَة أخِيرة ٍ؟ وإن شِئتَ نَمُوذج مِن شِعْرِك .. لك كُل الشُّكْر والتجلية وأكاليل الورد، على سعة صدرك وتميُّزك في الإجابَات...
    عَبْدُ الْمالك قُرَيْن
    ج 7- أرجو أن تقبلوا مِنِّي هذه القصيدة:
    هي قصيدة كتبتها بمناسبة عُكَّاظِيَّة الشعر العربي بفلسطين، والتي احتضنتها الجزائر لتعْذُر تنَقل الشعراء إلى القدس الشريف ...العكاظية اختير لها عنوان : القدس في ضمير الشعر ..
    القصيدة قرأها في حفل الافتتاح الأستاذ عبد العزيز بلخادم وكان مُمَثلا شخْصِيًّا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكان ذلك بقاعة الموقار بالجزائر العاصمة يوم : 21 ماي 2009
    القدس منا شعور

    يَا شَاعِرَ العُربِ مَا لِلْدَّهْر يٌرزينا
    نرُوم وصلا وبالإبعاد يَجزينا ؟

    عزَّ اللقاء بأرضٍ لا بدِيلَ لَها
    أم في الجزائر شيءٌ من تأسِّينا؟

    سنمتطي الشِّعر صهوًا من توَجُّعنا
    ونلبَس الصبر ثوبا من مَآسِينا

    ونبعَث الوزن للأكْوانِ ترْجمة
    القُدس مِنَّا مدى أحزانها فينا

    ونجعل الحرف بُركانا نفجره
    فالحرف أقدر تبيانا وتبيينا

    القدس نبضٌ، وهل نحْيا بغيْر دم
    إن ماتت القدس لا عربا ولا دينا

    القدس منا شعور بات يجمعنا
    والقدس فينا ضمِير ظل يهدينا

    اصدح بشعرك لا تأبه لقولهمو
    فالشعر أوثق تخليدا وتمكينا

    وازرع قصيدك أورادا تبللها
    أنداء قدسك ترويها وتروينا

    ثبِّت عروبتها لا تخش مكرهمٌو
    الشعر أوفى من الأعداء تقنينا

    لا تنخدع بسلام العار هرْوَلة
    وافضح بشعرك مقداما أعادينا

    إنا نُحِبك حبًا لا نفسِّره
    يا قبلة الكون يا معنى معانينا

    الحب فيك طريق المجد نسلكه
    والشعر كالحب توثيقا وتمتينا

    الشعر يشهد أن القدس موعدنا
    وهل تمد لغير القدس أيدينا؟

    والشعر يشهد أن لسنا سماسرة
    والله يشهد ما خنا أهالينا

    فلا تشد لغير القدس رِحْلتنا وليس يدعو لغير القدس داعينا .

    *-الأديب والإعلامي المتميز عبد المالك قرين حلقت بنا في أفق الكتابة والإعلام والفكر الخلاق وأسمعتنا شعرا جميلا على القدس..لايسعنا إلا أن نشكر سعة صدرك واستجابتك الطيبة لاطلاع القراء على دفاتر كاتب متميز وأديب استثنائي، وإعلامي يكتب بوعي وحكمة العقلاء.
يعمل...
X