إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تجربة هومرلين ..الإصلاح و علاجهم عن طريق الحب الذي يقدمه المسؤولون عن الطفل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تجربة هومرلين ..الإصلاح و علاجهم عن طريق الحب الذي يقدمه المسؤولون عن الطفل


    تجربة هومرلين
    منذ خمسين عاماً مضت – ذكر ( هومرلين ) من خلال عمله في أحد معسكرات الإصلاح أن الأحداث الجانحين يمكن علاجهم عن طريق الحب الذي يقدمه المسؤولون عن الطفل . لقد جمع هومرلني مجموعة من الأولاد والبنات الخطرين من محاكم لندن وهم يتميزون بميولهم المضادة للمجتمع ومات فيهم الشعور بالخجل ولهم شهرة واسعة في النهب والسرقة وبانتمائهم إلى عصابات محترفة . جمُع هؤلاء الأطفال الجانحون إلى معسكر إصلاح يتوفر فيه مجتمع قائم على الحكم الذاتي والتقبل المبني على الحب ، وبالتدريج أصبح هؤلاء الأطفال أكثر لطفاً وأمانة .
    كان ( هومرلين ) ناجحاً في تفهمه وتعامله مع الاطفال الجانحين ، عالجهم لأنه دائماً كان يعطي الحب والتفهم ، وكان دائماً ينظر بعمق إلى الدوافع الدفينة في أي جانح كما كان مقتنعاً بأن خلف أي جريمة توجد رغبة كانت في الأصل طيبة . كما وجد أن الحديث مع الأطفال لا فائدة منه ولكن الفائدة المرجوة توجد في الفعل والعمل . وأنه لكي نخلص طفلاً ما من عادة اجتماعية سيئة يجب علينا أن نمكن الطفل من أن يعيش خارج حدود رغباته .
    ففي إحدى المرات عبر أحد الصغار أمام ( هومرلين ) عن غضبة ورغبته في أن يحطم الأكواب وأطباقها الموجودة على مائدة الشاي فأعطاه لين قطيباً من الحديد وطلب منه أن يحمله ثم يضرب به في الهواء حتى يهدأ وفعلاً أخذ الصغير الجانح الحديد وأخذ يلوح به محطماً الأكواب والأطباق وفي اليوم التالي عاد الطفل إلى لين ورجاه أن يعطيه مزيداً من المسئولية وعملاً يعطي دخلاص أفضل من الذي يقوم به في المعسكر . فسأله ( لين ) لماذا يطلب عملاً يدر دخلاً أفضل ؟ فقال له لأنني أود أن أدفع ثمن ما كسرته من أكواب وأطباق ، وكان تفسير ( لين ) أن عملية تحطيم الأكواب كانت بمثابة تفريغ للصراعات والأحباطات التي يعانيها الطفل والتخفيف منها . فلأول مرة في حياة هذا الطفل يشجع عن طريق السلطة على تحطيم شيء ما والتخلص من غضبه ولابد أن يكون لذلك تأثير إنفعالي إيجابي عليه .
    كان الجانحون الذين درسهم ( هومرلين ) من أحياء شعبية قذرة – ورغم ذلك لم يعد أي منهم ثانية إلى العصابات . وتسمى هذه الطريقة بطريقة منح الحب أو طرح الكراهية بعيداً . وحيث لا تشفى الكراهية إنساناً ما من أي شيء ما – فإنها أيضاً لن تجعله اجتماعياً .
    وفي هذه الأيام يبدي كثير من ضابط البوليس رغبة مخلصة في محاولة فهم الجانحين ، كما يعمد الأخصائيون النفسيون إلى تعريف الجانح على أنه يحتاج للحب بدلاً من الكراهية والفهم بدلاً من النظرة الجامدة الخاطئة ، ونظرة سليمة نحو ربط الجانح بالمجتمع بدلاً من تعميق كراهيته لهذا المجتمع .
    فلم يسمع عن بناء إنسان على أساس من العنف والقسوة والكراهية . فالجانحون أفراد يتميزون بأنهم تعساء وكارهون ولديهم مشاعر نقص وإضطراب وجداني . كما أنهم محرومون من الاحترام يعيشون جواً من التوتر والشك .

    الأسباب النفسية :
    الصراع ، والأحباط ، والتوتر والقلق ، والإنقباض والحرمان العاطفي ، والجوع الإنفعالي ، وانعدام الأمن والخبرات المؤلمة والأزمات النفسية ، وعدم اشباع الحاجات ، والنمو المضطرب للذات ( مفهوم الذات السالب ) ، وعدم تعديل الدوافع ، الضعف العقلي ، والضعف الخلقي ، وتأخير النضج النفسي .

    الأسباب البيئية :
    ومنها أسباب بيئية عامة مثل أسلوب التنشئة الإجتماعية الخاطئة في عملية تعلم القيم والمعايير الاجتماعية ، والبيئة الجانحة وتأثير الكبار ، ونقس وسائل الترفية ومشكلات وقت الفراغ ، وسوء التربية الجنسية ، والفقر والجهل والمرض . ومنها ما يكون داخل المنزل مثل أسلوب التربية الخاطئة ( أفراط اللين والتساهل والأفراط في الرعاية والحماية ) – قلة الضبط والرقابة – اللامبالاة – القسوة والافراط في العقاب – التفرقة في المعاملة – اضطراب العلاقات بين الوالدين والطفل – الأهمال – الرفض – عدم الأستقرار العائلي وتفكك الأسرة ( الهجران – الأنفصال – الطلاق – السجن – الموت ) ، الناحية الاقتصادية ( الفقر – ازدحام المنزل – انعدام وسائل الراحة ) ، الحالة الاخلاقية ( الادمان – المجون- التشجيع على الانحراف ) العلاقات الانفعالية المضطربة في الأسرة . ومن الأسباب البيئية ما يكون خارج المنزل مثل قرناء السوء ، ومشكلات الدراسة والهروب من المدرسة والفشل الدراسي ومشكلات العمل .

    أعراض جناح الأحداث :
    فيما يلي أهم أعراض جناح الأحداث :
     الكذب المرضي ، والسرقة والنشل والتزييف ، والتخريب والشغب والخطورة علىالأمن ، والهروب من المنزل والمدرسة والفشل الدارسي ، والتشرد والبطالة والعدوان والتمرد على السلطة وعدم ضبط الأنفعالات ( حدة الطبع والتقلب ) والسلوك الجنسي المنحرف اكهتك العرض والجنسية المثلية ، وتعاطي المخدرات والمسكرات والأدمان والقتل ، وغير ذلك من ألوان السلوك الاجرامي .
     الشعور بالرفض والحرمان ونقص الحب وعدم الأمن وعدم فهم الآخرين له ، والشعور بالعجز ( الحقيقي أو المتخيل ) ومشاعر النقص في الأسرة وفي المدرسة ومع الرفاق والشعور بالمرارة والغيرة نحو واحد أو أكثر من الأخوة بسبب التفرقة في المعاملة ، والشعور بالذنب بخصوص السلوك الجانح ، ويلاحظ عدم الارتياح بخصوص الأسرة وسوء سلوك الوالدين في التنشئة الاجتماعية للطفل والمراهق . ويشاهد الشقاء بسبب وجود صراعات نفسية عنيفة ( مكبوتة غالباً )
     وجود مفهوم سالب للذات وتشوه صور الذات . وقد وجد أنور الشرقاوي 1970 أن صورة الذات المشوهة شائعة بين الأحداث الجانحين وان اتجاهات الجانح نحو ذاته تتميز بالسلبية نتيجة الخبرات السيئة التي كونها عن نفسه مما جعله غير متقبل لذاته ، وأن تقدير الجانح لذاتة يتميز بالدونية والقصور وعدم الواقعية وأنه أقل رضا عن ذاته بالنسبة لمثله الأعلى أو توقعات الجماعة له وخاطئه أسرته .
     ويصاحب هذا كله أعراض مثل نقص البصيرة وعدم التبصر بعواقب السلوك وعدم التعلم من الخبرة وعدم القدرة على الحكم السليم ، وعدم المسئولية وخطأ الحكم وعدم الأهتمام بالمستقبل وعدم وضوح أهداف أو فلسفة للحياة ، والأنانية ونقص النقد الذاتي ، والبله الاخلاقي وعدم الشعور بالذنب وضعف الضمير . والاستهار بالتعاليم الدينية والقيم اللاخلاقية والمعايير الاجتماعية .
     ويلاحظ أيضاً من الجانحين يكونون أذكياء ، ألا أن الأغلبية حالات حدية وضعاف عقول . والصحة العامة للجانحين أقل من المتوسط ويشاهد العيوب الجسمية والتعرض للحوادث ، ويشاهد أيضاً العصابية ، وزيادة النشاط الحركي وعدم الإستقرار والأندفاع والقابلية للايحاء وعدم ضبط النفس والاتجاهات الدفاعية والعدائية ونقص التعاون ومناواة السلطة والمخاطرة والتمرد والتدخين وغير ذلك في سن مبكرة ( بيترسون وآخرون 1968 ) .
    Jjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjj

يعمل...
X