حيث لا قانون – بعض الحروب سلام – الضربة على سوريا -روزانا رمّالحيث لا قانون – بعض الحروب سلام – الضربة على سوريا
روزانا رمّال
يتحضر المجتمع الدولي و معه سوريا و السوريين و لبنان و اللبنانيين و تركيا و الاتراك و اسرائيل و الاسرائيليين لكلمة البيت الابيض و الناتو الفاصلة لاتخاذ قرار شن ضربة عسكرية موضعية على سوريا حسبما ذكرت المصادر . و ما يلفت الاجواء الاسرائيلية بين اعلام و قادة التي تؤكد ان الضربة او العملية محدودة وأهدافها مختارة جيداً و هي لا تسبب سقوط النظام، ولا تغير من موازين القوى على الأرض مع التشديد داخل غرف الاجتماعات في الادارة الاميريكية و البنتاغون خصوصا على حصر نطاقها و لهذا التقدير الكثير من الابعاد خصوصا و ان الضربة تعني بشكل خاص اسرائيل ..
ماذا يعني بالضربة الموضعية ؟
الضربة الموضعية او المحدودة و التي يعرف منفذها مسبقا انها لا تغير موازين القوى كسيناريو اول و التي ربما تتدحرج نحو حرب اكبر كسيناريو ثاني لا شك -
.ماذا يعني بالضربة الموضعية ؟
الضربة الموضعية التي لا تؤثر على تفكيك كيان او انهياره تهدف لا شك الى تحقيق اهداف سياسية و هذا ما يفسر القلق و الحذر و الاجتماعات المكثفة لقيادات اركان غرب و عرب و خليجيين في بلدة جارة هي الاردن لتشريع الاجتماع و القرار بغطاء عربي و اعطاءه هالة معنوية اكبر تشير الى قرب حدوث الضربة و الواقعة و هذا الاجتماع بعينه هو رهان و ضغط سياسي قبل وقوع او حدوث اي ضربة اميريكية لاهمية الحاضرين فيه من رموز عسكرية قد لا تجتمع سوى في حرب عالمية ثالثة .
الحكومة السورية قابلت كل تلك التحركات و التصعيد برد مفاده انها مستعدة للتعامل و التصرف مع كل الاحتمالات بالطبع فلا حل سوى المواجهة بالنسبة لسوريا فهي البلد الغارق بالازمة و التي لن تخسر اكثر ما خسرت على العكس فان سيناريو ثالث لتكريس الاسد رئيسا بطلا في هذه الحرب هو سيناريو مفترض ثالث
اذا الضربة موضعية و الاهداف سياسية و عندما نتكلم بالسياسة نفتح كل الاحتمالات التي قد لا تروق لكثر من الموالين للنظام السوري و لمحور الحلف الروسي الايراني- - السوري – لكن ماذا لو ؟
عندما نفتح احتمالات السياسة جميعها لا نستطيع اغفال اي فرضية من الفرضيات و بحالة ضربة محدودة هدفها سياسي كهذه ننظر الى الفرقاء الرئيسيين و تصريحاتهم و جدول اعمالهم
على جدول اعمال الرئيسين الاميريكي و الروسي لقاء في قمة العشرين في سان بطرسبرغ مطلع الشهر القادم هذا ما اكد عليه البيت الابيض بعد ان كان قد سبق و ألغى اوباما زيارته الى موسكو للقاء بوتين قبيل مشاركته في أعمال القمة، احتجاجا على قرار روسيا منح حق اللجوء للموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن قضية كسنودن فيها مس بالامن القومي الاميريكي كفيلة بتوتير الاجواء لمدة بين البلدين لكن اللقاء سيتم ما يشير الى ان الولايات المتحدة بحاجة الى ابقاء التواصل المباشر مع روسيا – روسيا بوتين اليوم و ليست روسيا ميدفيديف كما كانت روسيا في اول الازمة السورية فللرجلين حيثيتهما و قنواتهما و قراراتهما المختلفة .
اذا اللقاء سينعقد بين بوتين و اوباما في قمة سان بطرسبرغ السؤال الذي يطرح نفسه نا هو الاتي :
كيف للقاء قد التبست اجواء قيامه على خلفية سنودن ان يتم الاعلان عن تاكيد اوباما حضوره و لا يلغى على خلفية التحضير لعملية على سوريا اذا سلمنا جدلا ان البلدين روسيا و الولايات المتحدة اتفقا على احترام مصالح بعضهما البعض ؟ و كيف للقاء قمة بين بوتين و اوباما ان يبقى على جدول اعمال دولة تتحضر لحرب على حليف احد المجتمعين في القمة ؟

لا شك ان للقاء قمة بهذا الحجم راهن عليه حلفاء كلا البلدين لا يمكن ان يخرج دون اعلان هام و اتفاق على خارطة للمنطقة باسرها بعد التحضيرات الاميريكية للخروج من افغانستان و المباشرة بالقنوات و ارسال الوفود الديبلوماسية الى ايران للتواصل معها من اجل التوصل الى صيغة بشأن البرنامج النووي مع عهد روحاني و الذي اتت اشارات التواصل المباشر بعباءة الامم المتحدة وصول فيلتمان الى طهران و الذي لن يتخلى عن اميريكيته في مهمته الاممية و دولته تعلن امام الملاء خرقها لمعايير الامم المتحدة بشأن التوصل الى اجماع على ضربة عسكرية على سوريا يعني خرق قوانين الامم المتحدة لبلاده امرا طبيعي و يمكن للمهام ان تكون مزدوجة .
المفاوضات مع ايران صنيعة جهد روسي اولا و اخيرا مع حلفاء روسيا بعد الاتفاق على احترام مصالح البلدين اثر سلسة لقاءات عقدت بين كيري و لافروف تناولت العديد من الامور .

لماذا نتكلم اذا عن اتفاق على ايران و افغانستان و مصالح كلا البلدين و لا نتكلم على الاتفاق حول ختم الملف السوري باتفاق ايضا ؟ لماذا نتكلم عن خلاف اميريكي روسي و قمة قادمة على الابواب رغم الغاء لقاء ديبلوماسي مشترك في لاهاي تقرر في 28 اب و الذي يعتبر تفصيلا امام القمة الاكبر ؟
هل تطلب قضية سنودن تلويح بالغاء اميريكي لقمة الرئيسين بوتين و اوباما و لا يتطلب المس بمصلحة روسيا المباشرة في حماية سوريا من السقوط كذلك ؟
الم يرسل البيت الابيض بالتأكيد عليها وسك اجواء الاستعداد لحرب على سوريا في ذلك اشارات ؟
اذا..
ماذا لو كان الاميريكي و الروسي ايضا متفقان على هذه الضربة العسكرية المحدودة على سوريا اذا سلمنا جدلا الاتفاق على ما سواها في منطقة الشرق الاوسط و افريقيا ؟
هل يمكن وضع كلام لافروف في مؤتمره الصحفي يوم 26 اب 2013 الذي مفاده ان روسيا لن تحارب احدا تحت هذه الفرضية ؟
هل تنتظر الولايات المتحدة ضمانة رد محدود للحلف السوري الايراني و تكون بعدها طاولة مفاوضات سياسية تعتبر حينها الولايات المتحدة ان ميزان القوى الذي يميل للجيش السوري قد اعتدل و اصبح من الممكن حفظ مصالح حلفائها الخليجيين ؟
ايعقل ان تجتمع و تعلن كل هذه الدول الحرب على سوريا و تتخلى عن عنصر المفاجأة الذي قد يكون نصف ربح الحرب لهم ؟
اليس من المنطقي اعتبار ان سوريا اليوم بعد سلسلة التهديدات تأخذ اجرائات امنية مشددة و احتياطات امنية تخلي فيها ابرز الثكنات و المعدات العسكرية و قياداتها ؟
الا يقوم حزب الله بالاستنفار نفسه و الجهوزية ايضا ؟
نعرف ان اسرائيل و الجبهة الداخلية المتخوفة من حرب كيميائية لن تتحمل هذه الجولة اليوم و هذا تحصيل حاصل ..فاذًاً ماذا لو ؟
ماذا لو كان الحديث كله اليوم تهويل بضربة ان حصلت فهي متفق عليها ؟
ماذا لو نتج عن هذه الضربة طاولة سلام شاملة للمنطقة ؟ الوقت ينفذ و الاميريكي سيرحل عن افغانستان و لا وقت لمزيد من التجارب ؟
في السياسة حيث لا قانون او قاعدة في بعض الحروب
"ان وقعت" سلام ..