‏‎Jalila Houda Saddem‎‏

اخترت لكم اليوم قصيدا بعنوان : وصايا الفضيل بن عياض للشاعر الكبير محي الدين خريّف و قبل ان اقدم لكم القصيد هذه لمحة عن الفضيل :
هو أحد أعلام التصوف في القرن الثاني الهجري وكان اوّل أمره قاطع طريق عاش في عهد هارون الرشيد وهو الذي قال له يوما: ما أزهدك؟ قال له الفضيل أنت أزهد منّي.قال:و كيف ذلك؟ قال الفضيل : أنا أزهد في الدّنيا و أنت تزهد في الآخرة.... وهو الّذي كان يقول للمسافر : إذا رأيت حزينا فاقره منّي السّلام... و كان عبد الله بن المبارك يقول: إذا مات الفضيل ارتفع الحزن من الدنيا.
***********************************************
أوصيكمُ ولي كما علمتمُ
وصيّة خضراء كالأشجار
أوصيكمُ بالسرّ أفشوه ولا تكدّروا
على من استضافكم بكتمه
و مدّّدوا في الحزن إنّ الحزن للمريدْ
كروضة يلقى بها القريب و البعيد
*****
خذْ من يدي قلادتي
فأنّى للزمان أن يلبسها فيّ...؟
وقد سافرت في الزمانْ
اخلع عليّ الثوب لا أريده
فإنّ لي ثوبا من الحنانْ
لشجْرة السّرو أطيار ولي وطنْ
و ها أنا أحمله
أمشي به برغم ما في السير من محنْ
سلّم على كلّ حزين عندما تراهُ
قبّل لنا الدّموع و البكاءْ
فإنّني أُكبر من يعرف ما في الدّمع من عزاءْ
رأيته عند سقوط قرطبهْ
و عندما شتّت شمل الحبّ في الحمراءْ
أوّاه يا من علّم المحزون سرّ الحزنْ
قلبي عليك دائما معلّقٌ
كطائر يبحث عن خميلة عذراءْ
ان عاد في تعاقب الفصولْ
أرقبه في كلّ فصلٍ لاحق
حظيت في حضرته بأجمل القبولْ
لأنّه يعرف ما في القلب من حقائق
محي الدين خريّف
بواسطة: قبسات أدبيّة