تويت
الخيال والابتكار
إعداد عبد الكريم سليم علي
الخيال من وجهة نظر الفكر المثالي الإغريقي :
ومن هنا يظهر جلياً جوهر الفلسفة الغائية لـ( سقراط ) التي ارتبط بها الجميل بالنافع، فالأعمال الجميلة المتخيلة سواء كانت محاكية للواقع وذات تخييل تمثيلي أو متخيل مبتكر انتقائي لم تكن في نظر (سقراط) جميلة ما لم تكن ذات غاية نفعية ترجى من ورائها ، إلا إن هذه الغاية مشروطة بهدف نبيل وهو تحقيق الخير المطلق، والأشياء بقدرة تشبيهها بعالم المثل المتصل بأسس كمالها،فـ(الدرع كسلاح) وان كان صنع بشكل جميل ووفق متخيل مبتكر إلا انه يكون قبيحا إذا كان الهدف منه الضرر ،فالأشياء قبيحة إذا وجدت لخدمة أهداف قبيحة ،وقبيحة أيضاً إذا أخفقت في تحقيق هدف صياغتها ،وهكذا فمفهوم الأعمال الفنية التخيلية مفهوم مرتبط برغبات الإنسان وأهدافه الأخلاقية وهو محور فلسفة(سفسطائيين) النسبية أي أن عملية التخييل لن تكون جميلة ونافعة إذا لم تكون قد حققت اهدافها، أي هدف الفنان الجمالي وهدف إيصال الفكرة والمضمون الذي تولد نتيجة الفكرة المعرفية الجمالية التي عليها0 وعليه فان فلسفة (سقراط) المرتبطة بالواقع لم تكن تصلح إلى فن قائم على تخييل وهمي إذا فهمت من ناحية الغاية إنها غير نفعية أو مقيدة، لكننا لو فهمنا إن التخييل هو لصالح عملية والعملية الجمالية وفنياً لصالح التكوين الذي يريد إيصال خطاب محدود، عندئذ يترتب على الفنان القائم بمهمة التخييل العقلي لموجودات الطبيعة ومن ثم إلى آليات التخييل في العمل الفني ومن ثم مرورا باليات التخييل لدى المتلقي إثناء مواجهتة العمل الفني، حيث تعمل مخيلة الفنان إلى التصرف في صور المحسوسات الجزئية وتكون صور فنية بالاعتماد على المعاني الكلية ألمدركة، وفي هذا يسعى العقل بمخيلتة إلى تركيب صور لخدمة العمل الفني وتوليف هذه الصورة توليفاً متخيلاً ليس له ما يشابه في الواقع شيء، وهذا لا يتم إذا لم يقم الفنان بدراسة الطبيعة ليتمكن من استخلاص أشياء جميلة بحد ذاتها ويحاول إن يجدها في العمل الفني المتخيل.
الخيال عند أفلاطون Plato: 428 / 347 ق . م
يرى أفلاطون ان الخيال عملية رسم في النفس أشباه الأشياء المدركة ، فيأخذ من الحواس موضوعات الحس التي تطبع مادة الخيال وأساسه . ويميز افلاطون بين عالم المثل ، أي عالم الحقائق الثابتة ( الجمال ، العدل ) وبين عالم الحس حيث تتجسد الصور وتصبح حسية مدركة . وعالم المثل يحرك الصور الحسية ولا يتحرك وهو الكل الذي يمثل أجزاء متغيرة ، اما المدرك الحسي فهو جزء ومتحول وهو صورة لمدرك مثالي ، ويرى أفلاطون ان للخيال وظيفتان أساسيتان : الأولى استعادة الصور المحسوسة والثانية استخدامها في عملية التخيل لذا يكون التخييل هنا هو عملية عقلية تقتصر دور الحواس فيها على التقاط صور، وان العقل هو الذي يقوم بإدراك الأشياء المحسوسة كما يقوم بوظيفة التخيل والتذكر وادراك الأشياء السابقة، فيرتفع من المحسوس إلى المعقول وصولاً إلى المتخيل المطلق, كما إن الحسي يشاهد المحسوسات والعقل يشاهد المعقولات بدلالة المحسوسات بان المعقولات هي باطنية فيها وما يحدث هو تذكر المعقولات فقط0
الخيال عند ارسطو طاليس Aristotle 384 / 322 ق . م
" الخيال حركة ناتجة عن الإحساس بالفعل " الخيال حركة يسببها الإحساس ، وهو حركة وتنبيه للأحاسيس بفعل الحس المشترك الذي هو عضو التخيل ، فالتخيل لديه شبيه بالإحساس او بالأحرى إحساس ضعيف وان كان التخيل ناتجا عن الإحساس فأن صور الادراك الحسي قد تبدو مشابه لصور التخيل مع فارق بفكرة القوة والضعف والوضوح والغموض حيث ان حضور التخيل اضعف واكثر غموضا من صور الإحساس .
وللتخيل عنصرين أساسيين : 1. اختيار وتحليل وخزن الصور الحسية التي تلتقطها الحواس ، 2 . إمكانية إعادتها وقت الحاجة . ان كلمة الحركة الواردة في التعريف تدل من قريب على ان التخيل عملية ديناميكية .
لقد أكد الإغريق على آلية الاختيار والتخزين والاستعادة كأساس لعملية التخيل واهم ما اثار الإغريق هو ( الإعادة التركيبية للصور ) لا على شكل الصورة التي التقطت عليها بل على شاكلة جديدة ، وهذا يمثل بنية الخيال ألابتكاري .
إعداد عبد الكريم سليم علي
الخيال من وجهة نظر الفكر المثالي الإغريقي :
- الخيال عند سقراط Socrates (470-399ق.م ) حيث ميز بين النفس والجسد ووجه الانتباه إلى المعرفة وجعل للنفس خاصتين يسترشد بها الإنسان نحو الحقائق وهما : الحواس والعقل، فخص الحواس بمعرفة الأشياء، واعتمد على العقل في أدراك المعاني الكلية التي تعد معرفة حدسية بانطلاقها من النفس من خلال العقل التصويري .
ومن هنا يظهر جلياً جوهر الفلسفة الغائية لـ( سقراط ) التي ارتبط بها الجميل بالنافع، فالأعمال الجميلة المتخيلة سواء كانت محاكية للواقع وذات تخييل تمثيلي أو متخيل مبتكر انتقائي لم تكن في نظر (سقراط) جميلة ما لم تكن ذات غاية نفعية ترجى من ورائها ، إلا إن هذه الغاية مشروطة بهدف نبيل وهو تحقيق الخير المطلق، والأشياء بقدرة تشبيهها بعالم المثل المتصل بأسس كمالها،فـ(الدرع كسلاح) وان كان صنع بشكل جميل ووفق متخيل مبتكر إلا انه يكون قبيحا إذا كان الهدف منه الضرر ،فالأشياء قبيحة إذا وجدت لخدمة أهداف قبيحة ،وقبيحة أيضاً إذا أخفقت في تحقيق هدف صياغتها ،وهكذا فمفهوم الأعمال الفنية التخيلية مفهوم مرتبط برغبات الإنسان وأهدافه الأخلاقية وهو محور فلسفة(سفسطائيين) النسبية أي أن عملية التخييل لن تكون جميلة ونافعة إذا لم تكون قد حققت اهدافها، أي هدف الفنان الجمالي وهدف إيصال الفكرة والمضمون الذي تولد نتيجة الفكرة المعرفية الجمالية التي عليها0 وعليه فان فلسفة (سقراط) المرتبطة بالواقع لم تكن تصلح إلى فن قائم على تخييل وهمي إذا فهمت من ناحية الغاية إنها غير نفعية أو مقيدة، لكننا لو فهمنا إن التخييل هو لصالح عملية والعملية الجمالية وفنياً لصالح التكوين الذي يريد إيصال خطاب محدود، عندئذ يترتب على الفنان القائم بمهمة التخييل العقلي لموجودات الطبيعة ومن ثم إلى آليات التخييل في العمل الفني ومن ثم مرورا باليات التخييل لدى المتلقي إثناء مواجهتة العمل الفني، حيث تعمل مخيلة الفنان إلى التصرف في صور المحسوسات الجزئية وتكون صور فنية بالاعتماد على المعاني الكلية ألمدركة، وفي هذا يسعى العقل بمخيلتة إلى تركيب صور لخدمة العمل الفني وتوليف هذه الصورة توليفاً متخيلاً ليس له ما يشابه في الواقع شيء، وهذا لا يتم إذا لم يقم الفنان بدراسة الطبيعة ليتمكن من استخلاص أشياء جميلة بحد ذاتها ويحاول إن يجدها في العمل الفني المتخيل.
الخيال عند أفلاطون Plato: 428 / 347 ق . م
يرى أفلاطون ان الخيال عملية رسم في النفس أشباه الأشياء المدركة ، فيأخذ من الحواس موضوعات الحس التي تطبع مادة الخيال وأساسه . ويميز افلاطون بين عالم المثل ، أي عالم الحقائق الثابتة ( الجمال ، العدل ) وبين عالم الحس حيث تتجسد الصور وتصبح حسية مدركة . وعالم المثل يحرك الصور الحسية ولا يتحرك وهو الكل الذي يمثل أجزاء متغيرة ، اما المدرك الحسي فهو جزء ومتحول وهو صورة لمدرك مثالي ، ويرى أفلاطون ان للخيال وظيفتان أساسيتان : الأولى استعادة الصور المحسوسة والثانية استخدامها في عملية التخيل لذا يكون التخييل هنا هو عملية عقلية تقتصر دور الحواس فيها على التقاط صور، وان العقل هو الذي يقوم بإدراك الأشياء المحسوسة كما يقوم بوظيفة التخيل والتذكر وادراك الأشياء السابقة، فيرتفع من المحسوس إلى المعقول وصولاً إلى المتخيل المطلق, كما إن الحسي يشاهد المحسوسات والعقل يشاهد المعقولات بدلالة المحسوسات بان المعقولات هي باطنية فيها وما يحدث هو تذكر المعقولات فقط0
الخيال عند ارسطو طاليس Aristotle 384 / 322 ق . م
" الخيال حركة ناتجة عن الإحساس بالفعل " الخيال حركة يسببها الإحساس ، وهو حركة وتنبيه للأحاسيس بفعل الحس المشترك الذي هو عضو التخيل ، فالتخيل لديه شبيه بالإحساس او بالأحرى إحساس ضعيف وان كان التخيل ناتجا عن الإحساس فأن صور الادراك الحسي قد تبدو مشابه لصور التخيل مع فارق بفكرة القوة والضعف والوضوح والغموض حيث ان حضور التخيل اضعف واكثر غموضا من صور الإحساس .
وللتخيل عنصرين أساسيين : 1. اختيار وتحليل وخزن الصور الحسية التي تلتقطها الحواس ، 2 . إمكانية إعادتها وقت الحاجة . ان كلمة الحركة الواردة في التعريف تدل من قريب على ان التخيل عملية ديناميكية .
لقد أكد الإغريق على آلية الاختيار والتخزين والاستعادة كأساس لعملية التخيل واهم ما اثار الإغريق هو ( الإعادة التركيبية للصور ) لا على شكل الصورة التي التقطت عليها بل على شاكلة جديدة ، وهذا يمثل بنية الخيال ألابتكاري .