إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لقاء زينب صافي عباس الشاعرة والأديبة العراقية - منى بعزاوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لقاء زينب صافي عباس الشاعرة والأديبة العراقية - منى بعزاوي

    الشاعرة والأديبة العراقية زينب صافي عباس: الكتابة ليس فيها مذكر أو مؤنث

    توانسة - منى بعزاوي



    نستضيف اليوم الشاعرة والأديبة العراقية زينب صافي عباس التي عرفت بدفاعها عن حقوق المرأة العربية وحقوق الإنسان عامة وعرفت بالجرأة الفكرية، لها عديد المؤلفات و هي أنموذج للمرأة العربية و أنموذج للحرف الإنساني و الوجداني الحر.

    * زينب صافي عباس اديبة وشاعرة عراقية كيف تقدمين نفسك للقارئ الذي لايعرفك؟

    - زينب صافي امراة عراقية ناشطة في مجال الأدب والاعلام ، أديبة واعلامية بكلوريوس اعلام. ناشطة في أغلب منظمات المجتمع المدني العراقي، أصدرت خمس دواوين شعرية منها (همسات قبل الرحيل، عاشقة الروح، بلسم الجراح، أقدار معلقة، ملائكة الشعر) ومجموعة قصصية مشتركة (حكايات شهرزاد الجديدة) عملت في جميع الصحف العراقية اليومية والأسبوعية منها الرافدين والاقتصادي والاعلام. اشتركت في جميع مهرجانات القطر الرسمية منها المربد والمتنبي وابي تمام. حصلت على عدة جوائز ودروع وشهادات منها درع مهرجان المتنبي وقصيدة النثر والجامعة المستنصرية وميدالية شبكة صدانا الثقافية الاماراتية للشيخة أسماء صقر القاسمي وكان شرف كبير لي وجائزة التقديرية لمسابقة نازك الملائكة للقصة القصيرة وعدد كبير من الشهادات التقديرية من عدة جهات ثقافية وفكرية هذه نبذة صغيرة يمكن ان اقدمها للقارئ الذي لايعرف زينب صافي.

    * هل تعتبر الكتابة عند زينب الصافي نتاج رؤى شخصية أم هي وليدة اللحظة؟


    - هي نتاج الاثنين معا فهي تارة تكون وليدة شئ مؤثر جدا وخاص ومعاش وتارة أخرى تكون جملة من الأفكار التي تعصف بوجداني سواء كانت هذه الافكار تخصني أم تخص المحيط الذي حولي من أصدقاء وأهل وأشياء اخرى.

    * عرفت زينب الصافي بالجرأة فما مفهوم الجرأة عندك كأمراة مثقفة؟


    - نعم الجرأة بمنظاري الخاص هو أنني أعرف ماهو لي وماهو علي أي بشكل آخر أنا أكره أن تكون المرأة ضعيفة أمام ظلم يقع عليها أو يسرق حقها وحياتها جرأتي متأتية من قوة عقلي وثقافتي بهما أنا أمتلك الجرأة أمام مسرح الحياة الكبير.

    * نقدت كثيرا سلطة الرجل تجاه المرأة فهل ترين ان الرجل يمارس سياسة التفوق ثقافيا واجتماعيا وسياسيا على ثقافة المرأة؟


    - نعم أنا نقدت كثيرا سلطة الرجل المتخلف ثقافيا وفكريا ودينيا تجاه المرأة، والرجل الشرقي وليس كل الرجال يمارس الضغط النفسي والمركزي لكي يسحب البساط من تحت المرأة ويجعل من المرأة الند والضد له ورغم كل هذه المحاولات والتغيب للمرأة من قبل الرجل عن المجتمع الثقافي نرى أن النساء هنا وهناك يسجلن ابداعهن وتفوقهن سيدتي.

    * في حوار تلفزي لك قلت أن نظرة المجتمع العراقي للمرأة نظرة قاسية فإلى أي مدى ترين أفق الثقافة النسوية في العراق أولا وفي العالم العربي ثانيا؟

    - كل مايقال من ادعاءات عن وجود نشاطات ثقافية وفكرية تقام هنا وهناك وحديثي عن العراق للأديبات أو الاعلاميات هي جزء ضئيل وقليل مما يسلط الضوء على ثقافة المرأة وابداعها لأننا نعيش مجتمع ذكوري لايسمح للمرأة المثقفة أن ترى النور وأن اشتهرت بعض النساء عندنا فهن قد نحتن الصخر وأكثرهن يعاني من تحزب أو تكتل وتجمع الرجال في مجتمعاتنا الثقافية وكلها لكي تعطل مسيرة المرأة المثقفة وباقي البلدان العربية بإعتقادي لايوجد اختلاف في نفس الرؤى والمعاملة تجاه أختها المرأة العراقية المثقفة تختلف بشئ بسيط عنها.

    * يغلب على كتاباتك النفس العاطفي والاحساس الأنثوي فهل تختلف كتابة الأنثى عن كتابة الرجل في طرح قضايا اجتماعية وعاطفية؟ وكيف؟

    - بالطبع تختلف كتابة المرأة عن كتابة الرجل وان كانت الكتابة ليس فيها مذكر أو مؤنث لكن الاحساس المرهف والرقيق يغلب على المرأة بما منحها الله من خاصية الحنان والنعومة والرقة فأكيد تغلب العاطفة والوجدان عند المرأة فعندما توجه أفكارها الكتابية للمجتمع تكون غنية وثرية بألفاظ تطرق أدق التفاصيل وحساسيتها عند الناس برأي هي تنجح بكتابتها لقضايا الناس والمجتمع أكثر من الرجل أما كيف ؟ نجدها مثلا عندما أكتب قصيدة تخص اليتيم أو الفقير وأقرأها بصوتي الرخيم الانثوي الشعري تصل إلى المتلقي وتطرق احساسه أكثر مما لو كتبها زميل لي.

    * تتحدثين كثيرا عن الشوق في أغلب قصائدك. إلى من تشتاق زينب الصافي: هل للطفولة أم للماضي أم للحظة الراهنة أم لحضارات الوطن؟

    - أشتاق إلى حضارة بلادي وداي الرافدين العريقة بكل زهوها وابداعها وكنت أتمنى لو عشت في ذاك الزمان الذي أسميه العصر الذهبي أو الزمن الجميل.

    * لك قصيدة بعنوان (الوجه) فماذا تقصدين بالوجه ؟وإلى من توجهين هذه الصورة الفلسفية؟ وهل يمكن اعتبار هذا الوجه هو ذاتك ام وجدانك أم فكرك أم شيء آخر؟

    - الوجه هنا هو المرأة حيث أراها أجمل مخلوق خلقه الله فأبدع التكوين لهذا أنا اعتبرته هدية الخالق لنا نحن البشر فهو أنا وأنت وكل النساء، للعلم أنا تغزلت بوجه المرأة وكيانها بلسان حال الرجل يعني وضعت نفسي مكانه وكتبت عنها فصورتها بمثابة الأثيرة والحبيبة.

    * في بعض القصائد تعلنين التمرد أو الثورة على الثقافة العربية وعلى الحرف فهل التمرد هو نتاج ابداعاتك؟

    - كنساء عربيات مثقفات يجب أن نعلن تمردنا على ثقافتنا العربية السائدة بأفكارها الرجعية التي ترى المرأة مكانها الطبيعي فقط البيت والزوج والأولاد و لابأس بكل هذا لكن لا يمكن أن تحرم المرأة من حقها الطبيعي في ابراز مواهبها وصقلها وخروجها إلى النور أنا قلت نحن مجتمع ذكوري لا يرى من المرأة سوى الكفوف والأقدام لأجل ذالك تمردت في قصائدي و أعلنت ثورة فكرية و هذا لايعني أن كل رجالنا ليسوا مساندين لقضيتنا في الوطن العربي.

    * كتبت بعض القصائد عن الأرض ماذا تمثل الأرض بالنسبة لك ؟وهل تعتبرين أن الأرض هي مولد الفكر والثقافة؟


    - نعم الأرض هي عبارة عن البشر والوطن كلاهما يمثلان الأرض وهي العرض وقد تغني الشعراء بها وأنا منهم لأنني أعتبر كل أرض هي ولادة للعباقريها وعلمائها ومفكريها وهم زرعها وهم ورثتها ومن هذه الطينة التي تربوا على زرعها وخيرها و بالتالي هي مولد لكل خير وفكر نير وعليها قامت أكبر الحضارات في التاريخ ومازالت تنتج لنا عقول.

    * لو سألتك عن أول قصيدة كتبتها زينب الصافي ماهي؟ وماهي أبعادها؟

    - كانت عن "الهمسات قبل الرحيل" وهذا عنوانها واعتز بها كثيرا لأنها كانت بدايتي وانطلاقتي لعالم الشعر والأدب وتتحدث عن لوعة الهجران والابتعاد عن من نحبهم أي كان وعن الغربة عن الوطن والاشتياق له مترجما بهمسات قبل الرحيل نطلقها قبل رحيلنا وابتعادنا.

    * لك بعض الدواوين المنشورة لو تقدمين لنا لمسة عن هذه الكتابات وماهي العلاقة الجامعة بينها؟


    - بعون الله تعالى وما جادت به قريحتي عندي خمس دواوين أولها كان "همسات قبل الرحيل" وتنوعت قصائده مابين الوجداني والوطني والاجتماعي وكان في 2002 وبعدها ديوان "بلسم الجراح" سنة 2003 ونفس الشئ تنوعت القصائد فيه و في سنة 2005 أصدرت ديوان "عاشقة الروح" وفي سنة 2009 كان "ملائكة الشعر" حيث غلب على القصائد الوجدان والعاطفة وفي عام 2010 كان اصداري الخامس " أقدار معلقة " وكانت كل قصائده في الوجدان وأنت كما ترين أن الجامع بين كل قصائدي هي العاطفة والوجدان فهل يوجد أرقى من الاحساس والعاطفة لكي أكتب بغيره و سمة الرومانسية عالقة بي منذ البداية إلى اليوم .

    * بعد كل هذا النجاح الذي حققته الأديبة زينب الصافي هل لك رسالة اجتماعية توجهينها للعالم العربي أم انك مازلت تبحثين عن غد أفضل؟


    - أنا مازلت أبحث عن اليوم والغد الأفضل لكل أديباتنا ونساءنا المثقفات بشكل عام فمن خلال المنابر الاعلامية والفكرية والثقافية اوجه ندائي لكل مثقف عربي على أن يساعد ويفسح المجال وينشر الحب والمصالحة مع أخته وأمه وابنته المرأة العربية المثقفة ويدعمها دائما وأبدا حتى لايقال عنا شعوب متخلفة ورجعية ونامية لأننا أكبرالحضارات وأعرقها في التاريخ.

    * هل يمكن اعتبارالرجل عدو المرأة العربية ؟ مارأيك ؟ ولماذا؟


    - لا يمكن أن تسير الحياة مع عدو ولا يمكن لعجلة النجاح أن تسير أو تكون هناك حضارة ومدنية دون الرجل لأن كلا الطرفين المرأة والرجل عاملان مهمان في البناء، الرجل العربي ليس العدو لأنه الأخ والأب والابن والحبيب والزوج إنما العدو الخفي بيننا والمتمثل في الرجال العرب هي تلك العقول الفاسدة والجاهلة لحقوق المرأة والمحاربة لها وقد قلت ليس كل الرجال العرب على هذه الشاكلة إنما الأغلبية فلا نستطيع ان نغيب رجال قمة في الروعة والعظمة بما يقدمونه للمراة العربية وأذكر مثال "والدي" الذي كان وراء نجاحاتي وداعم لي ويقول وراء كل امرأة عظيمة ومتفوقة رجل ووراء انكسارها أيضا رجل. و أضيف

    * يقول المثل وراء كل رجل عظيم امرأة فما هو رأيك في هذا القول وهل لك رؤية خاصة؟

    - مثلما قلت في السؤال السابق نعم وراء نجاح كل امراة مجتمع يعني نجمة وشخصية مهمة نسوية يقف هناك رجل أما والدها أو زوجها المهم رجل يقف بجانبها ونحن في الشرق وطبيعة مجتمعاتنا الشرقية تحتاج المرأة كثيرا للرجل بسبب العادات والتقاليد والعرف فأنا ساعدني كثيرا في مسيرتي والدي وكم هاجمني أعمامي وبعض أقاربي كوني اعلامية وشاعرة يتطلب مني السفر الدائم إلى أماكن بعيدة وأيضا أنني امرأة وغير متزوجة كان هذا عاملا يحتاج إلى وقوف والدي المستمر معي لأنه يقول أنا ربيتك فأحسنت تربيتك فلماذا أحرمك من موهبة اعطاك اياها الله وليتمتع الناس بها وسيري وأنا أمامك وورائك ياابنتي فوالدي مضربا لمثل الرجل العربي المثقف الواعي.

    * هناك أنواع شتى من الزواج فأيهما تفضل الأديبة زينب الصافي الزواج المادي أم الزواج الاجتماعي أم الزواج الثقافي والابداعي؟ ولماذا؟

    - على الرغم من عروض الزواج المقدمة لي ومن أكثر الرجال ثقافة لكني لليوم لم أجد الشخص المناسب الذي يوازي بتفكيره وحنانه ورجولته بمعنى الرجولة العربية الأصيلة وبأخلاقه وتدينه وهذه أغلب الصفات عند والدي فلم يستطع أحد أن يطرق باب قلبي ويفوز به على الرغم من قطار العمر يسير لكنني لاأبحث عن زواج لمجرد زواج فأنا اديبة واعلامية و شاعرة مرهفة لا أستطيع أن أتنازل عن الأديبة لمجرد المرأة والأنثى بداخلي إلا إذا وجدت الرجل المناسب طبعا وانا لاأحبذ الزواجات الأخرى لهذا تجدين معظم النساء في مجالنا غير مستقرات عاطفيا او اجتماعيا.

    * الكاتب والمثقف والشاعر هو استمرارللابداع وللحياة فماذا تقولين للقراء الذين يتابعون أعمالك؟


    - أقول لهم نحن منكم وأنتم منا فلا يستطيع شاعر منا أن يكتب بعيدا عن مجتمعه أو نبدع دون التلاقح والتلاحم مع القراء والمتلقين فهم الأرض التي نجني منها ثمارنا الفكرية وهم نجاحنا واستمرارنا في الوسط الأدبي والحياة الثقافية فلا نستطيع العيش والتفكير إلا بهم و أنا أحبكم جميعا دون استثناء من شرق الوطن العربي إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه واتمنى أن يكون الربيع الثقافي والفكري يعم المنطقة ويضلل عليها ونعيش كلنا تحت خيمة الربيع الفكري وزهور الأدب والشعر والفكر.
    أنا بنت الهاشمي أخت الرجال
    الكاتبة والشاعرة
    الدكتورة نور ضياء الهاشمي السامرائي
يعمل...
X