إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قمر صبري الجاسم - مقطع من قصتي (عولمة )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قمر صبري الجاسم - مقطع من قصتي (عولمة )


    ‏‎Qamar Sabri Aljassem‎‏
    مقطع من قصتي (عولمة )
    ... أصعد إلى السطح , أطلب من أختي أن تراقب لي الصورة مبشراً إياها أنها لن تقلق على أمي عندما تتركها وحيدة و تذهب لإنجاز بعض مهامها العالقة بعد الآن ,و نحن نعمل على أنغام صوت أمي الغاضب أبداً, الصارخ و المحتجّ خاصةً بعد أن شرحت لها أختي ما نقوم بفعله :
    - هذا اسمه "المفسديون" , الله لا يشبعكم.. إنهم يرسلون لنا ما يلهينا لكي يخططوا على مهل لاغتصاب أراضينا , أفيقوا من غفلتكم يا سكارى.
    أنزل , أقلّب في القنوات باستعمال جهاز التحكم " الريمون" كما تسميه, و هي ما تزال تستنكر ما أفعل , و كعادتي أقنعها , و الحق يقال أن أمي تؤمن بالحوار و إطلاق الأحكام بعد التجربة .
    و على عكس ما توقّعت , ازداد سخطها , صار شغلي الشاغل هو مسح شاشة التلفاز من كثرة ما تبصق عليها و هي تحدثني :
    - لقد أحضرت لي ما يدخلني إلى النار , أجارنا الله منها , و ما يحيرني ,ألا تستحي الفتيات من أنفسهن و هن تلبسن هكذا خاصة أنهن عربيات, و الله أستحي أن ألبس ما تلبسن في الحمام .
    - لا يا أمي . أوضح لها , هذه مسلسلات مكسيكية مدبلجة .
    تتابع و وجهها يفيض دماً :
    - أليسوا عرباً , إنهم يتحدثون العربية , و أفضل مني و منك . لعنهم الله , اللعنة لا تجوز إلا على إبليس .
    و تعدّ لي ثيابها .. الشرعي و الكم و النصف كم ... متابعةً :
    - الممرضة ضحكت من كثرة ثيابي عندما أرادت أن تسحب لي دماً من أجل التحاليل .
    على كل الأحوال فإن وضع أمي أفضل بكثير من جارتنا التي زفت البشرى لجميع أهالي الحي أن ابنها ذو الإثني عشر ربيعاً,يتحدث المكسيكية و بإتقان حيث قال لها عندما أيقظته بإلحاح للذهاب إلى المدرسة :
    - أنتِ ساقطة يا أمي .
    المهم أنني وضعت نفسي في مشكلةٍ جديدة , و لكي لا أثبت فشلي , أردت أن أداويها بالتي كانت هي الداء , كما يقولون .
    أتفق مع مهندسٍ للإلكترونيات لكي يركّب للتلفاز جهازاً للأقمار الصناعية" ديجيتال" . يأتي المهندس و يبدأ بالعمل و أمي تبدأ بأسئلتها و استفساراتها كالعادة و المهندس يجيب بكل رحابة صدرٍ موجهاً نظره نحو الأجهزة .
    الآن أعرف مغزى ما تقوله لنا دائما أن أبي رحمه الله كان يقول عنها أنها متحدثة لبقةً , معه كل الحق .
    يقول لها بعد أن تقدم له القهوة :
    - شكراً يا حاجة , حاجة أليس كذلك ؟
    تجيبه :
    - الحمد لله خمس مرات , ألله يرضى عليها ابنتي في السعودية و على زوجها , كنت كلما ذهبت إليهم لحضور ولادتها أحج , و عملت أكثر من عشر عمر و كلها في رمضان ,و عمرة في رمضان كحجة معي .
    أقول :
    - يا أمي لا دخل لك أنت , عمرة في رمضان كحجة مع الرسول "ص" ولا تعادل حجة معك, يجب أن تقولي , عن الرسول "ص" أنه قال وتتابعين.
    تقول :
    - عليه الصلاة و السلام ,هذا ما كنت أقصده , الله يأخذ بالنيات.
    أوجه حديثي نحو المهندس :
    - و أنا أيضاً ذهبت إلى العمرة عندما كنت أعمل عند أبو عبدو الجزار, بإمكانك أن تقول لي يا عمري .
    تتابع أمي :
    - إنه يُذهب الهم عن القلب , دعك منه ,ألست معي أنهم يرسلون لنا التلاهي ؟ .
    يجيب مختصراً:
    - فعلاً يا حاجة ما تقولينه صحيح , لكننا نحن الذين نأخذ من التطور الاتجاه المعاكس .
    أحاول أن أرطب الجو كعادتي و بين الضحك و الجد أتابع النقاش الدائر :
    - لكننا لا و لم نسكت لهم أبداً .
    ينظر إليّ المهندس , و أمي ... أتابع قبل أن يسترسلا بالحلم :
    - قصدي إنهم كلما اخترعوا دبابةً يظهر لدينا مطرب جديد ,و كلما اخترعوا صاروخاً ,تظهر لدينا راقصة,و قس على هذا المنوال ...
    يضحك المهندس من كل قلبه و أمي تعلق :
    - أنت ابني بصحيح .
    >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
    قمر صبري الجاسم
يعمل...
X