إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر الفرنسي لامارتين في دمشق - إعداد : المحامي بسام المعراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر الفرنسي لامارتين في دمشق - إعداد : المحامي بسام المعراوي

    الشاعر الفرنسي لامارتين
    في دمشق
    إعداد : المحامي بسام المعراوي

    بالرغم من تهديدات الباب العالي، بل بالرغم من التخوف من تدخل إبراهيم باشا وحاميته المؤلفة من اثني عشر ألف جندي مصريين أو أجانب لم يقبل سكان دمشق أن يدخل المدينة قنصل إنكلترا العام في سورية. لقد حدث في المدينة تمردان هائلان لمجرد وصول الخبر بمجيء القنصل. ولو لم يرجع من حيث أتى لكان مُزّق إرباً. والأمور ما زالت باقية هكذا على ما كانت عليه. فقدوم أوروبي في لباس أوروبي قد يكون إشارة لفتنة جديدة وقد ساورنا قلق من أن يكون خبر مجيئنا قد بلغ دمشق فيعرضنا إلى أخطار جدية. اتخذنا جميع التدابير الممكنة. لبسنا كلنا ألبسة عريقة جداً في تركيتها. أوروبي وحيد اقتبس أخلاق العرب تزيَّا بزيَّهم، وكان يُعتبر تاجراً أرمنياً قد عرّض نفسه منذ عدة سنين لخطر الإقامة في مدينة كهذه ليكون مفيداً لتجارة ساحل سورية وللمسافرين الذين يجرهم مصيرهم إلى هذه الأماكن التي لا ترحب بالغرباء. إنه السيد بودان، عميل قنصل لفرنسا وكل أوروبا معتمد قديم للسيدة ستا نهوب رافقها في رحلاتها الأولى إلى بعلبك وتدمر، استخدمته الحكومة الفرنسية فيما بعد من أجل الحصول لها على أحصنة من الصحراء. والسيد بودان يتكلم العربية كأي عربي وقد أنشأ علاقات صداقة وتجارة مع جميع القبائل التي تتجول في الصحارى التي حول دمشق. وهو يعيش في دمشق منذ عشر سنوات وتزوج امرأة عربية من أصل أوروبي، وبالرغم من علاقاته العديدة تعرضت حياته للخطر عدة مرات بسبب غضبة سكان المدينة المتعصبين، واضطر إلى الهرب مرتين لينجو من موت محقق. وقد بنى له بيتاً في زحلة المدينة المسيحية الصغيرة الواقعة على سفح جبل لبنان، فإلى هناك كان يلجأ في أوقات الاضطراب الشعبي. فالسيد بودان الذي كانت حياته مهددة دائماً في دمشق هو في هذه العاصمة الكبيرة صلة الاتصال الوحيدة لسياسة أوروبا وتجارتها وما كان يقبض من الحكومة الفرنسية كأجر من أجل خدماته العظيمة سوى مبلغ زهيد قدره (1500) فرنك، في حين أن قناصل قد اتخذت حولهم جميع الاحتياطات الأمنية وحُوّطوا بكلّ أبهة الحياة في درجات الشرق الأخرى يتناولون مكافآت وافرة جزيلة. أنا لا أستطيع أن أفهم بأي عدم مبالاة وبأي إجحاف تهمل هكذا الحكومات الأوروبية ولاسيما الحكومة الفرنسية شاباً ذكياً نزيهاً خدوماً شجاعاً ونشيطاً قدّم وقد يقدّم أعظم الخدمات الوطنية. إنها تخسره! لقد تعرّفت إلى السيد بودان في سورية في السنة السابقة واتفقت معه بشأن رحلتي إلى دمشق وأخبرته بسفري وبوصولي القريب. فبعثت إليه هذا الصباح عربياً ليخبره بالساعة التي أكون فيها في ضواحي دمشق ورجوت منه أن يرسل لي دليلاً ليرشد خطواتي ومساعيّ.‏
    سرنا في الساعة التاسعة صباحاً محاذين جبلاً تغطيه بيوت ريفية وبساتين سكان دمشق. جسر جميل ممتد فوق سيل عند سفح الجبل. وشاهدنا أرتالاً عديدة من الجمال محملة أحجاراً من أجل أبنية جديدة. كل شيء يدلّ على اقترابنا من عاصمة كبيرة: بعد ساعة من الزمن رأينا على قمة هضبة جامعاً صغيراً منعزلاً، لقد كان منزلاً لناسك محمدي، وإلى جانب الجامع عين ماء تجري، وقد رُبطت طاسات من النحاس بسلاسل إلى جدار العين كي يتاح للمسافر أن يرتوي، فتوقفنا برهة في هذا المكان في ظل شجرة جميز، وبدا الطريق مكتظاً بالمسافرين والفلاحين والجنود العرب. ثم امتطينا خيولنا وما أن سرنا صُعُداً بضع مئات من الخطوات حتى سلكنا شعباً عميقاً منحصراً بين جبل نضيدي ينهض شاقولياً فوق رؤوسنا إلى الشمال وحافات صخور إلى اليمين يبلغ ارتفاعها ثلاثين إلى أربعين قدماً.‏
    كان الانحدار سريعاً والأحجار المتدحرجة تنزلق تحت حوافر خيلنا. كان عرب الزبداني يسيرون في الطليعة وأنا في مقدمة القافلة على بعد بضع خطوات منهم. وفجأة وقفوا وصرخوا صراخ الفرح وهم يدلوني على ثقب في حافة الطريق. فتقدمت وحدقت بنظري من خلال فجوة في الصحراء إلى أروع وأغرب أفق لم يدهش مثله نظر إنسان من قبل: إنها دمشق وصحراؤها التي لا حد لها تحتي على بعد بضع مئات من الأقدام. النظر كان يقع أولاً على المدينة التي تحيط بها أسوار الرخام الأصفر والأسود وتحصنها أبراج مربعة لا تحصى على مسافات متقاربة، في أعاليها شرفات منحوتة، وتسيطر على المدينة غابة من المآذن المختلفة الأشكال، وتخترقها فروع نهرها السبعة والسواقي المتفرعة عنه التي لا تعد. لقد كانت ممتدة مدى البصر في متاهة بساتين مزهرة تلقي بسواعدها هنا وهناك في السهل الواسع، الظل في كل مكان، وتحف بالمدينة من كل جانب ضمن دائرة من عشرة فراسخ (أي 40 كم) غابة من أشجار المشمش والجميز، أشجارها من جميع الأشكال وخضرتها التي هي من كل الألوان تبدو كأنها تختفي من وقت لآخر تحت قبب أشجارها ثم تظهر مرة أخرى على بعد كبحيرات عريضة من المنازل والضواحي والقرى، متاهة بساتين وحدائق وقصور وأسواق يحار البصر فيها فلا يترك فتنة إلا ليجد فتنة أخرى. لقد توقفنا عن المسير، الجميع، تراصوا عند فجوة الصحراء الضيقة المنقوبة مثل نافذة فكنا مرة نشاهد ونحن صامتون ومرة أخرى كانت هتافاتنا تتعالى. المشهد الساحر الذي كان يمتد كله هكذا فجأة تحت أعيننا في نهاية درب خلال صخور عديدة وأماكن منعزلة قاحلة عند بداية صحراء أخرى لا يحدها سوى بغداد والبصرة وينبغي لاجتيازها أربعون يوماً. وأخيراً استأنفنا السير، الحاجز الصخري الذي كان يحجب عن عيوننا السهل والمدينة أخذ ينخفض شيئاً فشيئاً حتى أتاح لنا أن نتمتع تماماً بالأفق كله، وما كنا إلا على بعد خمسمائة خطوة فقط من جدران الضاحية، وكانت تحيط بتلك الجدران أكشاك فاتنة ومنازل ريفية أشكالها وهندساتها من أعرقها شرقية فتلمع مثل زنار ذهبي حول دمشق.‏
    الأبراج المربعة التي تدعمها وتعلو الخط موشاة بزخارف عربية تخترقها أقواس قوطية ذات عمد صغيرة رفيعة مثل قصب مجدول تضخمها شرفات على شكل عمامات. رخام أصفر أو أسود وحجارة تكسو السور بتعاقب وتناسق لطيف. أعالي السرو والأشجار الكبيرة الأخرى التي ترتفع في البساتين وفي داخل المدينة تسمو فوق السور والأبراج وتكللها بخضرة قاتمة. وقبب الجوامع والقصور التي لا تحصى في مدينة يقطنها أربعمائة ألف من السكان كانت تعكس أشعة الشمس الغاربة وكانت مياه الأنهر السبعة الزرقاء اللامعة تتلألأ وتختفي الواحدة تلو الأخرى من الشوارع والبساتين. والأفق خلف المدينة كان مثل بحر لا ساحل له فيختلط بالجوانب القرمزية لسماء نارية ما زال يلهبها انعكاس رمال الصحراء الكبيرة، إلى اليمين تلال جبال لبنان الشرقية العالية العريضة التي تبتعد مثل أمواج ظلال ضخمة بعضها إثر بعض تتقدم مثل أنف جبل في السهل حيناً وحيناً تنفتح مثل خلجان عميقة حيث يغرق السهل وغاباته وقراه الكبيرة، التي يبلغ عدد سكانها أحياناً ثلاثين ألفاً. بحيرتان كبيرتان وفروع النهر كانت تظهر هنا في ظلمة صبغة خضرة عامة كأن دمشق غارقة فيها، وإلى يسارنا سهل أكثر انفتاحاً وعلى بعد نحو اثني عشر أو خمسة عشر فرسخاً كانت قمم جبال مكللة بالثلج تلمع في زرقة السماء مثل غيوم الأوقيانوس. تحيط بالمدينة تماماً غابة حدائق من أشجار مثمرة حيث الوالي تتشابك كما في نابولي وتمتد كشرائط زخرفة فيما بين أشجار التين والمشمش والأجاص والكرز. الأرض تحت هذه الأشجار خصبة ومروية دائماً ومفروشة بالشعير والحنطة والذرة وجميع الخضار التي تنتجها هذه التربة. بيوت صغيرة بيضاء تتخلل هنا وهناك خضرة هذه الغابات وتتخذ مسكناً للبستاني أو مكاناً تتنزه فيه أسرة المالك. وفي هذه البساتين خيول وخراف وجمال وحمام وكل ما يشيع حركة في مشاهد الطبيعة. مساحة كل منها "اربنت أو اربنتان" بصورة عامة يفصل بينها جدران من طين مجفف في الشمس أ و من سياج حي جميل، وبين هذه البساتين طرق عديدة ظليلة، وإلى جانبها ساقية ماء جار تؤدي إلى ضاحية بعد أخرى حتى تصل إلى بعض أبواب المدينة. إنها تشكل دائرة قطرها عشرون إلى ثلاثين فرسخاً حول دمشق.‏
    سرنا برهة في أولى متاهات هذه الحدائق صامتين قلقين لأننا ما رأينا الدليل الذي أبلغنا به. فتوقفنا عن المسير، وأخيراً بان لنا أنه أرمني مسكين ثيابه غير جيدة، وعلى رأسه عمامة سوداء. فاقترب دون تصنع من القافلة، فوجه كلمة وأشار إشارة وبدلاً من أن ندخل المدينة من خلال الضاحية ومن الباب الذي كان أمامنا، فقد تبعناه محاذين الجدران حتى كدنا ندور حولها، خلال دهاليز البساتين والأكشاك إلى أن دخلنا من باب مهجور تقريباً قريب من حارة الأرمن التي فيها منزل السيد بودان الذي تكرم بتهيئة مأوى لنا فيه. عند أول باب للمدينة لم يقل لنا أحد شيئاً، وبعد أن اجتزناه سرنا مدة طويلة إلى جانب أسوار عالية لها نوافذ ذات حواجز متشابكة. وفي الجانب الآخر من الشارع قناة ماء عميقة تدير دواليب عدة طواحين. وفي نهاية هذا الشارع اضطررنا إلى التوقف وسمعت شجاراً فيما بين أتباعي من العرب وجنود كانوا يحرسون باباً ثانياً في الداخل لأن لكل حارة باباً خاصاً بها. كنت أود أن أ بقى مجهولاً وأن تمر قافلتنا على أنها قافلة تجار من سورية. غير أن الشجار استمر وعلا الصياح وازداد وأخذ الجمهور يتجمع حولنا، فهمزت حصاني وتقدمت إلى أول القافلة. وكان حرس من الجنود المصريين يمنعوننا من الدخول لأنهم لاحظوا وجود بندقيتي صيد أهمل خدامي العرب إخفاءهما تحت أغطية أفراسي. حاكم دمشق الحالي شريف بك كان أصدر أمراً يحظر إدخال أسلحة إلى المدينة، لأنه كان يخشى أن تقوم فتنة كل ليلة ويذبح الجنود المصريون. ولحسن الحظ كنت أحمل رسالة حديثة من إبراهيم باشا، فأخرجتها وقدمتها إلى الضابط آمر المركز فقرأها ورفعها إلى جبينه وشفتيه وأدخلنا معتذراً ومرحباً كثيراً.‏
    وسرنا زمناً في متاهة أزقة مظلمة ضيقة وقذرة. وكانت تشكل هذه الشوارع بيوت صغيرة وطيئة، جدرانها من طين، كأنها على وشك أن تسقط علينا، وكنا نشاهد من خلال شعريات النوافذ وجوه صبايا أرمنيات فاتنات أسرعن لدى سماعهن ضوضاء قافلتنا وخيولنا، فكن ينظرن إلينا ونحن نعبر ويوجهن إلينا كلمات تحية ومودة. وأخيراً وقفنا عند باب صغير وطيء وضيق في شارع لا يمكن اجتيازه إلا بصعوبة فتجرنا عن خيولنا وسرنا في ممشى معتم ومنخفض وفجأة وجدنا أنفسنا في باحة مبلطة بالرخام تظللها أشجار الجميز ويبرّدها ينبوعا ماء حولهما أقواس من المرمر وأبهاء فخمة الزينة: كنا في منزل السيد بودان.‏
    خصص السيد بودان كلاً منا بغرفة جميلة مؤثثة على طريقة الشرقيين، فارتحنا على متكآته وعلى مائدته المضيافة من عناء طريق طويلة. رجل معروف ومحبوب يصادف وسط جمهور مجهول وعالم أجنبي يكون بمثابة وطن كامل. لقد شعرنا بذلك عندما صرنا في منزل السيد بودان. والساعات الحلوة التي قضيناها في التحدث عن أوروبا وآسيا، في المساء على ضوء مصباحه وسماع خرير نافورة باحته بقيت في ذاكرتي وفي قلبي من أعذب الراحات في رحلاتي.‏
    السيد بودان من الرجال النادرين الذين هيأتهم الطبيعة لكل شيء. ذكاء واضح وسرعة في الخاطر، وقلب مستقيم، حازم، نشيط لا يكل سواء أكان في أوروبا أم آسيا، في باريس أم دمشق، في البر أم البحر فإنه يرتاح لكل شيء ويجد سعادة وصفاء في كل مكان، لأن روحه كروح العربي مستسلمة إلى القانون الكبير الذي يشكل جوهر الدين المسيحي والإسلامي، ألا وهو الخضوع لمشيئة الله، ولأنه يحمل أيضاً في نفسه عقلاً حاذقاً نشيطاً هو روح ثانية للإنسان الأوروبي. تكيفت هيئته ولسانه وعاداته حسبما شاءت لها ثروته أن تتكيف. ومن يراه يتحدث إلينا عن فرنسا وسياستنا المتحركة يظن أنه رجل وصل أمس من باريس وسيعود إليها في اليم التالي. والذي يرى السيد بودان مساءً مستلقياً على متكئه بين تاجر من البصرة وحاج تركي من بغداد، وهو يدخن الغليون أو النرجيلة وحبات المسبحة الشرقية الكهرمان تنساب بين أصابعه ببطء، وعلى جبهته عمامة وفي رجليه بابوج، يقول كلمة كل ربع ساعة بخصوص سعر القهوة والفراء، يظن أنه تاجر رقيق أو حاج عائد من مكة. مامن رجل تام الصفات إلا الذي سافر كثيراً وبدل عشرين مرة شكل فكره ونمط حياته، فالعادات الضيقة الرتيبة التي يتعودها الإنسان في حياته النظامية وفي رتابة وطنه قوالب تصغر كل شيء: الفكر والفلسفة والدين والطبع كل شيء أكبر، كل شيء أعدل، كل شيء أصدق عند من رأى الطبيعة والمجتمع من وجهات نظر عديدة. يوجد وجهة نظر لأجل الكون المادي والثقافي. السفر من أجل البحث عن الحكمة كانت كلمة كبيرة عند الأقدمين، ونحن لم ندرك معناها: ماكانوا يسافرون للبحث فقط عن عقائد غير معروفة وعن دروس في الفلسفة ولكن ليروا كل شيء ويقدروا كل شيء. فيما يتعلق بي يذهلني باستمرار الطريقة الضيقة الهزيلة التي بها ننظر إلى الأشياء والمؤسسات والشعوب. إذا عقلي كبر، وإذا نظرتي اتسعت، وإذا تعلمت التسامح في كل شيء، وفهمت كل شيء فإني مدين بذلك فقط إلى كوني بدلت كثيراً المشهد ووجهة النظر. دراسة القرون في التاريخ والناس في الأسفار والله في الطبيعة تلك هي المدرسة الكبيرة. ندرس كل شيء في كتبنا الحقيرة. ونقارن كل شيء بعاداتنا المحلية الصغيرة: ومن ذا الذي صنع عاداتنا وكتبنا؟! أناس صغار مثلنا. فلنفتح سفر الأسفار ولنعش ولنر ولنسافر: الكون كتاب وكل خطوة نخطوها تقلب لنا صفحة، فماذا يعرف من لم يقرأ سوى صفحة واحدة؟!

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
    الشاعر الفرنسي لامارتين في دمشق - إعداد : المحامي بسام المعراوي

  • #2
    رد: الشاعر الفرنسي لامارتين في دمشق - إعداد : المحامي بسام المعراوي

    الكون كتاب وكل خطوة نخطوها تقلب لنا صفحة فماذا يعرف من لم يقرأ سوى صفحة واحدة
    قيمة المرء ما يحسنه

    تعليق

    يعمل...
    X