تويت
غسان عربو الأسد
SYRIAN SUN LIGHT (سوريا ضوء الشمس)
اهداء من غسان عربو الى الجيش العربي السوري المقدس
حكاية جولانية
مرت بي امرأة من الجولان المحتل وأنا في زيارة للقنيطرة
من قرابة عام ونيف على صوت فيروز وكان الوقت
عصراً وأنا استمع على فيروز عبر المكبرات عند الحدود
بين المتعة وبين الذاكرة
اقتربت مني امرأة كبيرة في السن قالت بلهجتها الجولانية
شبك يا أمي ليش واقف خليني شوف مشيتك وشوف حركتك
بدي أعرفك أنت ابن سلطان باشا ولا ابن هنانو ولا أنت ابن
صالح العلي ولا ابن يوسف العظمة !
وهنا تحركت قدمي دون حركة وقلبي خرج من ثباته نحوها
ودموعي انفجرت بأحداقي وتمنيت أن تأخذني تلك المرأة إلى
خيالها إلى ذاكرتها وأنا لا أعرف إلى أين سأذهب معها ولكن
أحب أن تنسلخ حياتي مني وتواكب حضن امرأة بتلك العظمة
أقول لها أأنت وطني أأنت أرضي أأنت ذاكرتي المنسية أأنت
مستقبلي وإنسانيتي وتاريخي الجميل الذي ضاع مني منذ زمن ؟!
وأسعفتني كلماتي رغم صغرها أمام قامتها قلت لها يا أمي
أنت بتعرفي ثورة سوريا الكبرى ومين قادة الثورة ؟
تبسمت لي وقالت ياماما ...يا حبيبي .. يا أمي
أنت لو شربت من مية الجولان لشمت ريحة رجالنا
ولو أكلت تفاحنا لمررت على تاريخنا وعرفت أن رجالنا
بعروق ترابنا وشريان أنهارنا قلت لها يا أمي والله أنا أكلت تفاح
الجولان قاطعتني وقالت لهيك أنت أجيت لهون فذهلت
من هذا الفهم وهذه الثقافة خجلت أن أسالها من علمك هذا ؟!
وكأنها عرفت بفطرتها ما أحب أن أسالها
فقالت يا حبيبي بعد النكثة هزمنا من داخلنا وقتلنا تاريخنا
حتى يوم تشرين وقت رفع العلم فوق القنيطرة على يد حبيبي
حافظ الأسد رجعنا لملمنا تاريخنا بخيوط العلم وكل عام
أدخل لهنا كي أجلس على مصطبة المكان الذي رفع عليه
العلم بستنا رئيسنا بشار وهو حامل العلم بالجولان
وكل سنة عن سنة بيزيد ريحة تشرين إلا هالسنة ياأمي
شميت ريحة حزيران قلتها ياأمي وعد أني كل سنة رح
أجى لهون استنا متلك واقعد على نفس المصطبة أستنا
وبلكي بسنة اللي جاي بترجع ريحة تشرين
لازلت يا أمي على عهدي أنا رايح على القنيطرة انتظريني
يا أمي ...
بقلم ابن سوريا البار غسان عربو