إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

150 ديمة الغزاوي مئة وخمسون أغنية وطنية جديدة سجلت في الإذاعة ولم يذع منها إلا القليل - هيثم صالح - ديمة الغزاوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 150 ديمة الغزاوي مئة وخمسون أغنية وطنية جديدة سجلت في الإذاعة ولم يذع منها إلا القليل - هيثم صالح - ديمة الغزاوي



    ديمة الغزاوي

    مئة وخمسون أغنية وطنية جديدة سجلت في الإذاعة ولم يذع منها إلا القليل
    هيثم صالح
    في المحن والآلام والأزمات الكبرى، أول ما تلجأ الشعوب إلى مخزونها الثقافي لتستنفره سلاحاً فعالاً تزج به في ساحة المواجهة والتصدي ولتستنهض به الهمم المسترخية والمتعبة واللامبالية وتقوي الهمم المتوثبة بإعطائها دفعاً إضافياً يزيدها إصراراً على مواجهة المعتدي
    سواء أكان فرداً أم جماعة أم دولة أو حتى مجموعة دول كما يحدث اليو
    م على امتداد الساحة السورية.
    فالحرب بالكلمة والقلم والوتر قد تكون أكثر وقعاً وإيلاماً من الحرب بالبندقية والمدفع والرشاش لأنها تستهدف بالدرجة الأولى الارادة التي تحرك السلاح والوجدان الذي يديره ويتبناه والعاطفة التي تحدد المسار باتجاه الهدف.
    وقد تصدرت الأغنية الوطنية المشهد منذ الأيام الأولى وكانت سباقة على الشعر والقصة والرواية ربما لأنها تحاكي اللحظة الآنية وتستطيع التعبير المكثف عن الحالة الوجدانية للمجتمع والوصول أسرع من بقية أنواع الأدب الأخرى التي تحتاج وقتاً أطول للنضوج والإحاطة بكل جوانب المشهد .

    منذ بداية الأزمة برز كمٌ كبير من الأغاني الوطنية ومن كتاب وموسيقيين كبار تخلوا عن اهتمامهم بالأغنية العاطفية لأنهم وجدوا أن مايحدث في سورية يتطلب شحذ الهمم وتوجيه الاهتمام باتجاه آخر لا مكان فيه للأغنية العاطفية ولا أحد لديه «نفس» كما يقال بالعامية لسماع أغان عاطفية وسط هذا الكم الهائل من القتل والإرهاب وسفك دماء السوريين.
    ثقافة جمعية

    «تشرين» التقت مجموعة من الكتاب والموسيقيين السوريين ممن اهتموا بالأغنية الوطنية كتابة وتلحيناً. يقول الإعلامي والكاتب عيسى الضاهر الذي وزع كل وقته خلال الأزمة بين عمله الإعلامي في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وكتابة الأغنية الوطنية: إن الاغنية الوطنية هي عبارة عن وثيقة تجسد حالة الوطن والشعب خلال فترة معينة وتبرز بقوة في الأحداث والوقائع الكبرى كما إن الاغنية الوطنية تكرس حب الوطن في قلب المواطن وتساهم في خلق ثقافة جمعية للالتفاف حول الوطن في كل حالاته معافى أو موجوعاً فرحاً أو حزيناً والأغنية في نظري تشبه اللوحة التشكيلية من حيث تصوير المشهد بالكلمات الشفافة والجميلة واللطيفة والمعبرة عن الوجدان.
    وعن صعوبة كتابة الأغنية الوطنية يقول الضاهر: ليس من السهولة أن تستحضر كل مشاعر العزة والفخار بالوطن وتختزلها بكلمات شفافة ومعبرة تدغدغ آذان المستمع ومشاعره وتعلق في ذهنه لتخلق لديه حالة وطنية يتماهى فيها مع الآخرين ويتفاعل مع عواطفهم، وتالياً تدفعه للقيام بسلوك يخدم الوطن ويقويه ويوفر له الحماية من خلال دفق شعوري وعاطفي ووجداني تحدثه الأغنية واللحن والموسيقا والصوت والصورة.
    وعن سبب اهتمامه بكتابة الأغنية الوطنية قال الضاهر: دائماً يكون الشعور الوطني ملازماً للإنسان أي إنسان ولكن لكل طريقته في التعبير، فكاتب الدراما يجسد انتماءه الوطني من خلال النصوص الدرامية وكذلك الكاتب المسرحي والشاعر والقاص والروائي، أما بالنسبة لي فأنا أميل لكتابة الشعر المغنى وكنت فيما مضى أكتب الأغنية العاطفية ولكن الظروف الحالية التي نمر بها وما يتعرض له وطننا من هجمة شرسة حدت بي إلى كتابة الأغنية الوطنية لشحذ الهمم والشد على أيادي الجيش العربي السوري البطل الذي يتحمل العبء الأكبر في مواجهة هذا العدوان الإرهابي على سورية وكذلك أيضاً لمخاطبة مشاعر المواطنين وعواطفهم وعقولهم للوقوف إلى جانب الوطن الذي يستحق منا جميعاً الدفاع عنه وعن وحدته واستقراره وأمنه. وفيما يتعلق بالأغاني الوطنية التي كتبها وتم تلحينها وغناؤها قال الضاهر: كتبت أغنية «عليّ الراية» ألحان الفنان «نزيه أسعد» وأداء مجموعة من الفنانين وتحضّ على التمسك بعلم الوطن ذي النجمتين الخضراوين.
    يقول مطلع الأغنية:
    علي الراية علي الراية... وسطّر اسم بلادك آيه
    زنودك سمرا علّي الراية... وأرضك حرة علّي الرايه
    تمسك فيها روحك فيها... إنت بكرة الحلّم الجايه
    وكتبت أيضاً «صامد ياوطني» ألحان وغناء المطرب «عدنان عمر» ويقول مطلعها:
    كل ماطلوا الخيالة... العز بينده نيالو
    صامد يا وطني الغالي... وعامر بزنود رجالو
    وأيضاً «يسعد مساك سورية» غناء المطربة «فاتن مصطفى» وألحان «غياث النقري» و«سورية ندهتي» ألحان الفنان «حسين نازك» وغناء «سومر برجارو» و«فاتن مصطفى» و«نسور بخياله» ألحان الموسيقار «أمين الخياط» و«جيش بلادي» ألحان الأستاذ «يوسف العلي».
    هذه الأغاني واكبت انتصارات الجيش العربي السوري على مختلف ساحات الوطن وقد جسدنا ذلك لتبقى وثيقة للأجيال القادمة كدليل على حب الوطن والاعتزاز بجيشه الباسل وإن شاء الله نحن سنستمر في تقديم كل مايقوي لدى أبناء شعبنا حب الوطن والانتماء إلى ترابه الطاهر.
    بعضهم غير متحمس لها!

    الموسيقار أمين الخياط أجاب عن سؤال: أين هي الأغنية الوطنية ولاسيما في المرحلة الراهنة بالقول: الأغنية الوطنية موجودة وموجودة بكثرة وبحلل جديدة لأن ما يحصل في سورية دفع كل الفنانين والملحنين السوريين الوطنيين لأن يقولوا كلمتهم ويدلوا بدلوهم من خلال هذه الأغنية.
    وكما هو معروف لا يستطيع الفنان أن يفعل شيئاً إلا من خلال مهنته سواء أكان كاتباً أم ملحناً أم موزعاً أم مطرباً والجميل أن كلاً من هؤلاء شارك في الأغنية الوطنية، ومن هذا المنطلق سجلت إذاعة دمشق بحدود 150 أغنية وطنية خلال هذه المرحلة وهذا العدد لايستهان به ولكن مع الأسف بعض القنوات الإذاعية لم تذع شيئاً من هذه الأغاني وكذلك فعل التلفزيون العربي السوري وأنا شخصياً أحمل المسؤولية للمعنيين القائمين على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لأنه من المفترض بهم انتقاء الجميل مما سجل من أغان وطنية وإذاعته لأن ثمة موضوعات طرحتها هذه الأغاني مهمة منها التأكيد على الوحدة واللحمة الوطنية ودعوة الناس للتكاتف وحب الوطن فضلاً عن موضوعات أخرى لها علاقة مباشرة بالأغنية الوطنية، ولكن للأسف لم يصل إلى أذن المشاهد أو المستمع أي شيء منها.!
    ويضيف: حتى لا نظلم الجميع هناك بعض إذاعاتنا الوطنية كإذاعة صوت الشعب مثلاً كانت السباقة في الأغنية الوطنية بينما إذاعة صوت الشباب هي أقلها إذا لم أقل إنها لا تذيع بالمرة الأغنية الوطنية ونحن نلاحظ أن الشارع السوري هو الذي يدفعنا ويحرك مشاعرنا باتجاه انجاز أغنية وطنية جيدة.
    وتابع الخياط قائلاً: لدينا كموسيقيين أمنية أن تذاع هذه الأغاني الوطنية التي سجلت خلال هذه الفترة بالذات حتى يرى شعبنا هذا الكم الذي قدم من الأغاني الوطنية.
    وسألنا الموسيقار خياط لماذا يغيب العمل الأوبرالي والعمل المسرحي الغنائي في سورية فأجاب: هذا موضوع شائك ونحن بحاجة له ويا ليت دار الأوبرا عوضاً عن الحفلات الصغيرة والبسيطة التي تقوم بها أن تتعاون مع كتاب وملحنين لإنتاج أعمال أوبرالية أو ابريتات، أو على الأقل ما يشابه الأعمال التي قام بها الأخوان رحباني وشكلت مدرسة جميلة في العمل المسرحي وتقدم من خلالها همنا ووجعنا وأغانينا الوطنية.
    وعندما سألناه عن هذا التقصير وهل يعود لعدم توافر النص أو عدم توافر الرغبة في إنتاج النص قال: النص موجود واللحن موجود والفرق الموسيقية موجودة وكذلك الكفاءات العالية متوافرة بكثرة لدرجة أن هذه الكفاءات تسحب من سورية وتصدر إلى الخارج.
    المشكلة لدينا أننا لا نعرف قيمة الجواهر التي تملكها سورية من موسيقيين وملحنين وموزعين. وأضاف ما نحتاجه هو عقل منفتح يفكر بالوطن، عقل يستطيع أن يستقطب هذه الكفاءات لإنجاز أوبرال أو أكثر من أوبرال وطني بدلاً من القيام بأعمال هي بمنزلة تمضية وقت وتعبئة أيام في الشهر, وخاصة في هذه المرحلة التي تحتاج إلى تضافر كل الجهود للتأثير إيجابياً بشعبنا وتوثيق عرا وحدتنا الوطنية التي يحاول الخارج تمزيقها وتشتيتها. لقد بدا الأسى واضحاً على وجه هذا الموسيقار الذي أمضى عقوداً في التلحين وهو يجيب عن سؤال: هل من كلمة تريد توجيهها لمن يعنى بالحركة الفنية في سورية ولاسيما ما يتعلق منها بالأغنية الوطنية؟ فقال: كل ما أتمناه أن يكون في مفاصل الادارات الفنية أناس قلبهم على الأغنية وان يكونوا على فهم ودراية بقيمة الاغنية وتأثيرها لأن اليوم الأغنية تستطيع أن تجمع وتحشد الجماهير على الكثير من القضايا ولاسيما القضايا الوطنية ونحن هنا مقصرون لأننا لا نعير الجانب الغنائي الأهمية المطلوبة.
    غياب التنسيق

    الموسيقار أسعد خوري تحدث لنا عن رؤيته للأغنية الوطنية بالقول: نحن بحاجة لهذا النوع من الغناء وكلنا مشحونون لافتداء الوطن ولدينا في مكتبة الموسيقا في الاذاعة والتلفزيون أغان وطنية جميلة جداً ولكن خلال هذه الفترة من عمر الأزمة في سورية تم تسجيل أعمال غنائية كثيرة. وتابع: نحن كفنانين والحمد الله نعرف قيمة بلدنا ومن ليس له وطن هو إنسان فقير ولذلك نريد الحفاظ على وطننا فترانا مشحونين عاطفياً وإرادياً مع جيشنا العظيم ومشحونين مع الأغنية الوطنية التي تقوي عزيمة الجيش وترسخ حب الوطن.
    وككتاب وشعراء وموسيقيين وموزعين مشاركين نقدم أعمالاً جميلة، لكن هذه الأعمال تفتقر للتركيز عليها والاهتمام بها من قبل المعنيين للأسف وأتصور أن السبب هو غياب التنسيق لكن في المحصلة يجب التركيز على هذه الأعمال المهمة.
    على سبيل المثال «أغنية السيدة فيروز في حرب تشرين (1973)« خبطة قدمكم ع الأرض هدارة» أعطت المقاتل بشكل خاص والمواطن العربي السوري عامة حماسة قل نظيرها، ونحن حالياً كمواطنين سوريين لا نتقبل إلا سماع الأغاني الوطنية- ولا نستطيع سماع أغاني الحب والغرام- الظرف فرض نفسه على حياتنا، فالوقت ليس وقت الحب والغرام، ولكن المعركة التي نخوضها اليوم سننتصر فيها بإذن الله. وعن ضرورة التركيز على الأغنية الوطنية في هذه المرحلة في القنوات المسموعة والمرئية حدثنا خوري بالقول: من الطبيعي التركيز على هذه النوعية من الأغاني في الظروف الراهنة، كما قلنا سابقاً تشكل رديفاً أساسياً للصمود الشعبي والعسكري من جانب وكي لا يضيع جهد تلحينها وتسجيلها من جانب آخر، مفترضاً وجود لجان تنسيق تتولى مشاهدة وسماع هذه الأعمال وفرز الجميل والمؤثر والهادف منها من سواه مع يقينه أن كل الأغاني الوطنية التي سجلت جميلة، لأن من اشتغل عليها كان مدفوعاً بحب الوطن أولاً فضلاً عن امتلاكه كل مقومات نجاح هذه الأغاني «كلمات وألحان وأداء» ثانياً. وجزم هذا الموسيقار الذي لحن مئات الأغاني الوطنية والعاطفية خلال العقود الماضية بعدم وجود أعمال غير جميلة تم تسجيلها في هذه المرحلة. وكحال زميليه الإعلامي والكاتب عيسى الضاهر والموسيقار أمين الخياط حين سألناهم هل من كلمة أخيرة، التمعت عينا الموسيقار أسعد خوري وهو يقول: أهم شيء يخطر في بالي اليوم هو أمنية أن تنتهي الأزمة التي نمر بها بخير إن شاء الله وأن تنتصر سورية وتعود كما كانت أرض أمان واستقرار، فقد درت وزرت كل بلدان العالم تقريباً ولم أجد أجمل من وطني سورية ولا يمكن أن يكون هناك أجمل منها فهنا ولدنا وهنا عشنا وهنا سنموت.. عاشت سورية، عاشت سورية.
    [email protected]
    — ‏مع ‏‏‏‏‏‏عيسى الضاهر‏، ‏الشاعرة ليندا ابراهيم‏‏، ‏‏‎Soma Grace‎‏، ‏‎Abd Issa‎‏‏‏، ‏‏‏د.نهلة عيسى‏، ‏‎Yarosh Mohammad‎‏‏، ‏‏خالد العبود‏، ‏‏‎Majeda Badour‎‏، ‏عمران الزعبي‏‏‏‏‏، ‏‏‏‏‎Sana Naser‎‏، ‏‎Firas Moualla‎‏‏، ‏‏ناصر قنديل‏، ‏‏نجلاء قباني‏، ‏رائد خليل‏‏‏‏، ‏‏‏‎Imad Fawzi Shueibi‎‏، ‏‎Firas Ibrahim‎‏‏، ‏‏‎Bahjat Akroush‎‏، ‏‏‎Tamer Yaghi‎‏، ‏‎Zaher Yaghi‎‏‏‏‏‏‏ و‏‎Jihad Makdissi‎‏‏.‏
يعمل...
X