إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تعود للفترتين الرومانية والبيزنطية 12 لوحة من الفسيفساء تزين المتحف الوطني بالسويداء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعود للفترتين الرومانية والبيزنطية 12 لوحة من الفسيفساء تزين المتحف الوطني بالسويداء

    تمثل مشاهد أسطورية تعود للفترتين الرومانية والبيزنطية
    12 لوحة من الفسيفساء تزين المتحف الوطني في السويداء



    السويداء - سانا
    تقرير:سهيل حاطوم
    تلخص معروضات متحف السويداء الوطني تاريخ منطقة البازلت الأسود الغنية بأوابدها و آثارها التاريخية عبر مختلف العصور اذ يزخر المتحف الوطني بالعديد من اللوحات الفسيفسائية التي تعود إلى الفترتين الرومانية والبيزنطية عثر على معظمها في مدينة شهبا ويبلغ عددها 12 لوحة تزين جدران هذا المتحف العريق.
    ومن أبرز تلك اللوحات المعروضة في المتحف لوحة مفاجأة أرتميس في الحمام التي عثر عليها في مدينة شهبا فيليبوبولس بمقياس 3 ضرب 3 م وتعود للعصر الروماني في عهد الإمبراطور فيليب العربي الذي حكم روما في الفترة الممتدة بين 244-249 ميلادية.
    وتتضمن هذه اللوحة مشهداً لأرتميس آلهة الصيد عند اليونان أو ديانا عند الرومان وهي تستحم مع وصيفاتها قرب نبع ماء يقع أمام مغارة محاطة بحوريات الماء وبالصدفة فاجأها الصياد أكتيون ورآها فعاقبته وحولته إلى غزال ثم افترسته كلاب الصيد المرافقة له.
    ويحيط بهذا المشهد إطار مزدوج الأول مكون من أشكال بيضوية تتعاقب برسوم مختلفة والثاني مكون من أوراق خضراء وأشكال من الفاكهة المرفوعة من قبل آلهة الخضرة والنبات "أتيس" وهناك طيور كثيرة تحط على الحزم النباتية.
    وبالقرب من تلك اللوحة لوحة جي أو غايا آلهة الأرض والفصول الأربعة بمقاييس 55ر3 و53ر3 م ومصدرها أيضاً مدينة شهبا خلال الفترة من244-249 ميلادية.

    وتصور هذه اللوحة آلهة الأرض ممثلة بهيئة إمرأة نبيلة ترتدي الزي الروماني تقوم بواسطة الآلهة الأطفال بتقديم فاكهة الفصول إلى الإله ديونيزيوس اله الخمر وأرديانة زوجته آلهة النبات ويحضر هذه التقدمة بلوتوس اله الثراء والنعمة .
    وتتمثل الفصول الأربعة في لوحة غايا بأربعة أطفال أحدهم يحمل حزمة من القمح وآخر يحمل حملاً صغيراً أما الطفلان الآخران فهما غير واضحين في المشهد فيما ضم إطار اللوحة مشاهد صيد مختلفة مع مختلف أنواع الحيوانات تتخللها غصينات نباتية من أوراق الأكانث وفي زوايا اللوحة الأربع مثلث الفصول الأربعة بوجوه إنسانية.
    ومن اللوحات الموجودة في المتحف لوحة مشهد ولادة فينوس إلهة الحب و الجمال بمقاييس 24ر3 و19ر3 م ومصدرها مدينة شهبا وتعود إلى الفترة الممتدة بين 244-249 ميلادية.
    وتحتوي اللوحة على مشهد لفينوس محمولة بصدفة بحرية بواسطة وحشين اسطوريين ويعلو رأسها وشاح يحمله اثنان من الآمورات وتمسك فينوس بيدها مرآة تتأمل فيها وجهها فيما تبدو ملامحها في اللوحة قوية وشعرها أسود اللون وحاجباها كثيفان كما تزين ذراعيها بعض الحلي ويوجد خلاخل في الكاحلين.
    ومن اللوحات لوحة تيثيس آلهة البحر والبحارة المرعبون بمقاييس 32ر2 و84ر1 م ومصدر اللوحة مدينة شهبا خلال الفترة المذكورة آنفاً حيث تبدو فيها ربة البحر بهيئة امرأة لها مجداف وقارب.
    وإلى جانب تيثيس يظهر حيوان بحري ضمن لوحة مستديرة وسط اللوحة وفي زواياها أربعة أطفال مجنحين يمتطون حيوانات أسطورية أما إطار اللوحة فمكون من شريط زخرفي حلزوني الشكل يشبه الضفائر.
    ويظهر في اللوحة الخامسة التي تعود إلى مدينة شهبا مشهد مطاردة أسد لغزال كي يفترسه بمقاييس 44ر2 و32ر1 م ممثلة ضمن مستطيلين متقابلين متماثلين ومشهد آخر يحتوي على ديك ودجاجة ينقران غصناً زهرياً وبينهما أفعى صغيرة كذلك ضمن مستطيلين متقابلين متماثلين ضمن تدرج لوني يتراوح بين الأسود والأبيض والزهري والأصفر الفاتح والغامق والبني.
    وتمثل اللوحة السادسة التي تعود للفترة الرومانية بين 244-249 ميلادية مشهداً لعرس بيلة , ابن الملك ,أجينا المتزوج من تيثيس حيث تظهر اللوحة مشاركة كل الآلهة الذين جلبوا معهم الهدايا لحفل الزفاف.
    وتبين اللوحة أيضاً أخيل المقاتل المشهور ابن بيلة وتيثس والذي مات في حرب طروادة كما يوجد في اللوحة تصوير لـ9 شخصيات بألوان تتنوع بين الأحمر والأسود الفاتح و الغامق و الأبيض والأصفر الغامق و الزهري.
    وتجسد اللوحة السابعة التي عثر عليها في كنيسة السويداء البيزنطية الكبرى صورة الراهب سرجيوس بمقاييس تتراوح بين 322 و80 سم.
    فيما تضم اللوحة الثامنة المربعة الشكل المسماة فسيفساء المائدة والتي بلغت مقاييسها 655-655 سم سبعة أشخاص يتناولون الطعام و الشراب وهم في أوضاع مختلفة وفي الإطار الذي يحيط بدائرة يبلغ قطرها 260 سم بداخل اللوحة توجد أشكال هندسية مختلفة إضافة الى رسوم لأنواع المأكولات التي كانت تقدم كالسمك والغزال والأرانب والبط والجمل و البيض والفاكهة.
    أما اللوحات الأربعة المتبقية في المتحف فهي فسيفساء هندسية الشكل الأولى على شكل مروحة بمقاييس تتراوح بين 78 و70 سم عثر عليها في كنيسة السويداء البيزنطية الكبرى والثانية مصدرها شهبا وهي مربعة بمقاييس 142 و142 سم تحتوي على أشكال هندسية مختلفة مرسومة ضمن مربعات.
    وتضم اللوحة الثالثة المستطيلة الشكل والتي تتراوح مقاييسها بين 318 و115 سم ومصدرها شهبا رسوما وأشكالا عادية تشبه أنصاف الدوائر ومكعباتها ملونة بالأبيض والأسود والبيج بينما اللوحة الرابعة فهي مربعة الشكل مصدرها شهبا ايضا ومقاييسها 145 و145 سم وتحتوي أشكالا ورسوما هندسية مختلفة فيها مربعات ومستطيلات.
    وقال المهندس وسيم الشعراني رئيس دائرة آثار السويداء جميع اللوحات المعروضة اتبعت تقنية التصنيع المعروفة باسم تيسيلانوم واعتمدت على الغنى اللوني الذي أظهر البعد الثالث في اللوحات كما انها موضوعة على حوامل اسمنتية.
    وأضاف الشعراني أنه تم اخضاع بعض هذه اللوحات الى جملة من أعمال الترميم والصيانة شملت توثيق حالتها الفيزيائية وإزالة طبقة الدهان التي كانت موجودة على سطحها باستخدام مادة مزيل الدهان والتنظيف اليدوي الميكانيكي بواسطة المطرقة والأزميل والمشارط الطبية وبعض المواد الكيميائية مثل كربونات الأمونيوم.
    وبين رئيس دائرة آثار السويداء أن عمليات الصيانة شملت أيضاً حماية اللوحات بوضع طبقة من البارالويد المخفف عليها إلى جانب العمل على تدعيم الحواف الخارجية لعدد من اللوحات بسماكة3-4 ملم عبر وضع بودرة الرخام والحجر والكلس.
    وأوضح الشعراني أن دائرة آثار السويداء تجري حالياً أعمال عزل وترميم لسطح المتحف والقبة المصبوعة من مادة الفيبر كلاس بكلفة تصل إلى 4 ملايين ليرة لافتاً إلى أن المحتف بحاجة أيضاً لمتابعة أعمال الصيانة للأرضيات والأسقف المستعارة مع تنظيم سيناريو العرض.
    ولفت الشعراني إلى أن محتويات المتحف تتنوع بين منحوتات حجرية بازلتية وأدوات حجرية صوانية ولوحات نادرة من الفسيفساء وأوان فخارية وزجاجية ومجموعة من الحلي والأحجار الكريمة إضافة إلى مجموعة من النقود الذهبية والبرونزية والنحاسية التي تعود بتاريخها إلى عصور العرب الأنباط والعهود الرومانية والبيزنطية والعربية الإسلامية.
    ويعتبر المتحف الوطني في مدينة السويداء من أوائل المتاحف التي تأسست في سورية حيث بدأ العمل به عام 1923على هيئة متحف في الهواء الطلق وصولاً الى افتتاحه بحلته الجديدة عام 1990.
    كما يتميز المتحف بموقعه وفن هندسته المعمارية والبازلت الأسود المحلي الذي يكسو جدرانه والمميز لطبيعة المنطقة البركانية فضلاً عن أن الحديقة المحيطة به تشكل متحفاً آخر في الهواء الطلق.

يعمل...
X