إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فارس الخوري.. قصة وطن - واضع العملة السورية ومعيارها الذهب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فارس الخوري.. قصة وطن - واضع العملة السورية ومعيارها الذهب

    فارس الخوري









    فارس الخوري.. قصة وطن


    فارس الخوري


    رئيس وزراء سورية في الأزمات الصعبة وصوت العرب في المحافل الدولية، كان رئيساً للوزارة السورية عدة مرات وممثلاً لسورية في أكثر من مؤتمر دولي.. ورئيساً للأمم المتحدة، وفي كل منصب تقلده كان نضاله لايفتر، هذا هو فارس الخوري في قصته مع الوطن عمرها ثلاث وثمانون عاماً.
    كان فارس صاحب ذاكرة عجيبة ووجه ضاحك بقسوة وتاريخ، وهو الشيخ المتمتع بثقافة القرن التاسع عشر وكياسة القرن العشرين ومرح القرن الحادي والعشرين كان يقول: لقد كتبت صفحات كبيرة حول القضية العربية، وملابساتها وماضيها وحاضرها وأبدى الكثيرون أسفهم للخصام الذي دبّ بين قادتها، لقد كان هؤلاء ملكاً للتاريخ فلماذا مزقوا صفحاتهم الخالدة، لقد عاملوا بعضهم
    بخشونة وكان الأولى بهم أن يقدموا التاريخ للأجيال في إطار من الأدب واللياقة، إن الأخطاء قد تهدم صغار الرجال ولكنها لاتؤثر فيمن شغلوا بشرف المراكز الأولى في أشد العواصف.
    وجاء ذكر أحد السياسيين السابقين -مرة- أمامه فضحك وقال: كم في هذه الأمة من مضللين، إنني سأكتب مذكراتي للأجيال القادمة لتعرف تاريخها كما وقع، وتنظر إلى الكفاح الحقيقي كما جرى..
    فارس الخوري وقصته مع الوطن ذكريات لا يمحوها الزمن لارتباطها بمراحل الكفاح الطويل، كان واحداً من الرجال الذين ساهموا في معركة الوطن بشرف.

    فارس والاقتصاد


    لقد كان له فضل في العمل على تحرير الاقتصاد، وفي إنشاء عدة شركات وطنية سورية في عهد الاستقلال، وحول وضعه لنظام «شركة الإسمنت الوطنية المساهمة»، يقول مؤلِّفا كتاب «فارس الخوري: حياته وعصره»:
    «وأعاد إلى الناس ثقتهم بالشركات التعاونية أو المساهمة، بعد أن فقدوها إلى حدٍّ بعيد على إثر فشل شركة الزجاج أوائل القرن العشرين، حيث دفعوا أموالاً ما لبثوا أن خسروها».
    وقد أقبل الناس على شراء أسهم شركة الإسمنت بشكلٍ غير معهود.

    واضع العملة السورية

    ومعيارها الذهب


    عمل الخوري خلال حقبه الثلاث في وزارة المالية على جعل وزارة المال ذات صبغة سورية وعربية، ساعياً إلى تكريس النهج العلمي في العمل، وقام بتنظّيمها تنظيماً دقيقاً وفق قواعد ثابتة، فأنجز موازنة الدولة وقام بتجديد الضرائب وأحدث الدينار السوري الذهب.
    كتبت جريدة «الحاوي» عنه في ذلك الوقت: «أما باكورة أعمال وزيرنا فارس الخوري في خدمته الجديدة، فهي أنه وقى مالية الحكومة ومصالح التجار وعامة الأهالي من خطر الخسائر المتأتّية عن هبوط وصعود الأوراق النقدية المصرية، وضَمِن سلامة مصالح البلاد الاقتصادية، وذلك أنه وضع معياراً لنقود المملكة السورية التي ستضربها في المستقبل وجعل الذهب معياراً لتلك النقود، فاقترح جعل الدينار السوري سكة ذهبية وزنها 6.452 من عيار 90% من الرملي الخالص، وأن يكون الدينار ذا مئة غرش، والغرش يقسم إلى عشرة أعشار».

    للتاريخ... فارس الخوري ومياه عين الفيجة


    من رسالة بعث بها فارس الخوري سنة 1904 إلى العلامة محمد كرد علي نكتشف أنه منذ ذلك التاريخ كان مهتمّاً بموضوع جرّ الماء من عين الفيجة إلى المدينة.. وقد وضع دراسة هامة حول الموضوع، موجودة كلها في الرسالة.
    في سنة 1921 فكر الفرنسيون في مشروع جر مياه الفيجة إلى منازل دمشق وفي إعطاء امتياز المشروع إلى شركة فرنسية. وعندما طلب رئيس البلدية من فارس الخوري المشاور الحقوقي للبلدية «أي المحافظة» دراسة المشروع تبين لفارس أن شروط الامتياز تضر بمصلحة السكان، فسجل اعتراضاته، واقترح تأسيس مشروع وطني تكون فيه المياه ملكاً للأمة وأنهى دراسته بوجوب رد المشروع. وعلى هذا النحو، وبعد هذه الحادثة بحوالي السنة اجتمعت لجنة من تجار دمشق وأغنيائها وبحثت موضوع تأسيس شركة تجارية لتوزيع المياه. لكن معارضة فارس الخوري كانت شديدة لأنه لم يشأ أن تكون استثمارية بل عمومية فقد كان يخشى أن ينقلب المشروع أجنبيّاً لأن الأسهم مهما بلغت قيمتها سيأتي من يشتريها بأغلى من سعرها، ولذلك قدّم لهم مشروعاً شعبياً محضاً من وضعه وابتكاره ودراسته، هو الذي اُعتُمِدَ ونُفِّذَ ومازال قائماً حتى يومنا هذا.
    وقد كان وراء تنفيذ هذا المشروع لطفي الحفار، وأما نظام هذا المشروع الذي ليس له شبيه في العالم من حيث تمليك المياه للمنازل والعقارات (متر أو نصف متر أو ربع متر) هذا النظام ابتكره عقل فارس الخوري...


    أعضاء المجمع العلمي


    مسيرته في الحقوق


    لم تكمن ممارسة المحاماة في ذلك الزمن تحتاج إلى شهادة وفارس الخوري لم يحمل في حياته إجازة في الحقوق، وكما كتب حنا خباز وجورج حداد في كتابهما: « فارس الخوري حياته وعصره»:
    «بدأ فارس بمطالعة كتب الحقوق بدون أستاذ ولا مدرسة في أوقات الفراغ القليلة التي كانت تتركها له واجبات الوظيفة وأعمالها لمختلفة وعلاقاته الاجتماعية ولم يحصل على شهادة رسمية في الحقوق ولم يكن خريج أي معهد حقوقي. وكل ما هنالك أنه عندما كان نائباً في المبعوثان بعد 1914 تابع دروس الحقوق في اسطنبول ليحصل على شهادته، وكانت تستوجب دراسته ثلاث سنوات. وأوشك أن يظفر بها غير أن السلطات التركية اعتقلته في صيف 1916 وبدأت محاكمته مع سائر الأحرار العرب..».
    «هذا الحقوقي غير المأذون اشتهر كمحام وكحقوقي وكان أحد مؤسسي معهد الحقوق في دمشق، ثم أستاذاً في المعهد المذكور ثم أول نقيب للمحامين في دمشق، ثم عضواً في لجنة الحقوق الدولية التابعة لهيئة الأمم المتحدة وعلماً من أعلام القانون». فكان بذلك أول عربي في هذه اللجنة المهمة من المشترعين الدوليين. وظل في اللجنة إلى أن انتهت ولايته في أثناء وحدة سورية ومصر وحل محله عبد الله العريان.
    عين الخوري أيضاً مشاوراً قانونياً في بلدية دمشق (وهي اليوم المحافظة)، وأستاذاً في معهد الحقوق العربي الذي كان قد افتتح عام 1919، وعمل فيه بتدريس مادتي أصول المالية وأصول المحاكمات الحقوقية حتى عام 1940.. وكان من تلامذته خالد العظم وسعيد الغزي وعلي الطنطاوي وظافر القاسمي وشبان آخرون كثر تولوا فيما بعد مناصب رفيعة في السياسة والقضاء، كما كان مرجعاً في الاقتصاد، ومؤلِّفاً في عالم القانون وفي دنيا الأدب، إضافة لكونه شاعراً متميزاً وخطيباً.
    ولفارس ثلاثة مؤلفات في القانون: أصول المحاكمات الحقوقية، وموجز في علم المالية، وصك الجزاء، وتعد مرجعاً حتى يومنا.
يعمل...
X