Announcement

Collapse
No announcement yet.

أفكار عارية في الشارع العام.... سلمان حسين

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • أفكار عارية في الشارع العام.... سلمان حسين

    أفكار عارية في الشارع العام..
    ضوضاء الشّارع , صخب المساء و المارّة و الوجوه و العيون المستطلعة لتفاصيل الفراغ , مع كلّ العتم المختبئ في الزوايا و الزواريب اللّامأهولة , لم يكنْ كلّ هذا الضجيج إلّا ليزيد من قدرته على تلمّس خفايا تلك الأنثى الواقفة إلى جانبه و المعتادة دائماً على التخفّي و تقصّي مكامن المجهول .
    كان يدرك بوضوحٍ ما يعتمل في دواخلها , ولكنّه لن يستطيع فهمه أو التعبير عنه بكلماتٍ تجلّي المعنى و تستوضحه وتستوضح لبّه بأحرفٍ بدتْ هشّة ً وغير قادرةٍ على حمل المعنى المبهم إلى مدارك السّطر وخلايا الهواء الطازج في الشّارع القريب منّا .
    البرونز المثير و السّارح بشبقٍ شفيفٍ على رقبتها يُثير لديه خلايا التأويل للكشف العميق عن انحناءات الخطوط الّلينة التي رسمتْ الجسد الممشوق بكلّ هذا الشبق المتوازن بميزان الخفّة..!!
    ربّما كانت تلك هي المرّة الأولى التي يخلع فيها حلزونه الحذر , ويستعرض غموض شهوته المحتقنة على تفاصيل جسدٍ أنثويٍّ طازجٍ , روحه تطفح من مساماته الدقيقة..!!
    و للحظةٍ ما .. استطاع استشراف المستقبل في قدرة إيماءتها الجسدية على إغراء تفاصيل الرّجولة المتكوّرة في بطنه..!!؟
    كانت تثير لديه فكرةً جنونية ً وغريبة في أن يبذر في رحمها المالح حشرة الحياة , لو لمْ يقطع على نفسه عهداً , ويعقد هدنة ً مع قضاة قوس قزح بألّا يصنع خطيئة أبيه , وأن يحرم الموت والحياة معاً من فرصة التلاعب بلعبةٍ آدميةٍ خرقاء يتسليّان بها في أوقات المللْ و تثاؤبات الله في السماء السّابعة....!!؟
    يستطيع أن يشتمّ بقرنيه الاستشعاريين تحت خيشومه رائحة خفر تلك الأنثى وهي تتلفّتُ لاستجلاب فراشات الفراغ وحنكة التأويل .
    جوعٌ جنسيٌّ عتيق تستفزّه مسامات الهباء و تثنيّات الجسد الشهيّ في تكسّرات العتم _ الضوء.
    وتسرح خلايا المعادلات في تلافيف الدماغ الذّكري , لاقتناص صورة المشهد المرتقب من حُجُب الخيال.. يستطيع أن يتحسّس الآن , في حقيقة خياله , أناملها الرقيقة وهي تمسّد جسده الناحل بأنامل من حريرٍ , ليرتفع القمح سامقاً بين فخذيه , ولتتكوّر خصيتيّ قلقه حدّ الاضمحلال , ولتتيه حيواناته المنوية في مجاري المجهول و تشعبات الأقنية...!!؟ يستطيع الآن أن يشتمّ بعنفٍ رائحة الحنين الغامض على رقبتها وبين نهديها المكوزين , وأن يلمّ خلايا الحنين عن خاصرتها وبطنها وحوضها ومابين فخذيها المدوّرين... يستطيع أن يستشعر أصابعه وهي تغوص بعمقٍ في مدارات اللحم الطريّ لتنبش أسراره , وليتحسّس بهدوء انتفاخ الشهوة الأنثوية في حلمةٍ طريّةٍ تنبض بعنف , فتخبط الدّم في شرايين الجسدين المتلاصقين وسط هذا العالم الكوني الهائل...!!
    هذا ما فكّر به بائع البوظة وهو يمدّ يده ليناول إحدى الفتيات الجميلات طاسة من البوظة المثلّجة...!!
    سلمان
    حزيران 2013
Working...
X