إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وسيلة لتجميل واقع المرأة بإخفائها لعمرها ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وسيلة لتجميل واقع المرأة بإخفائها لعمرها ..

    إخفاء المرأة لعمرها وسيلة لتجميل واقعها





    الجمال هاجس المرأة الأول والأخير
    سعاد محفوظ
    الحديث عن عمر المرأة يثير جدلا واسعا، لأن معظم النساء يخفين ذلك ونادرًا ما تجد امرأة تواجه الآخرين بعمرها الحقيقي، الأسباب تختلف من واحدة إلى أخرى لكن جلها تدور حول فلك الإحساس بالجمال والأنوثة ورفض الشيخوخة وآثارها.
    القاهرة- تتحدث السيدة خديجة معبرة عن موقفها من إخفاء النساء لأعمارهن فتقول: “إن زوجي يعلم أنني لا أقبل أن أكشف حقيقة عمري أمام أحد، وإن اضطررت إلى ذلك فهو يعلم السن التي أحب الظهور بها، أود أن أوضح أن إخفاء عمري لا علاقة له بالخوف من زحف الزمن أو من الشيخوخة.
    كل ما في الأمر أني أنظر إلى هذه المسألة بأنها من أشكال التحيل على الواقع للحفاظ على نضارتي وجمالي أطول فترة ممكنة”.
    وسألنا سوزان عن عمرها فقالت: “عمري 41 عامًا، وليس عندي أي تحفظ تجاه هذا الموضوع، ومع ذلك لا أسلم من لوم الناس الذين ينصحونني بإخفاء عمري، خاصة أن مظهري لا يدل على عمري الحقيقي، وأنا لا أخاف من الشيخوخة، لأن هذه السن مرتبطة عندي بالحكمة والرصانة، وكل ما أتمناه هو أن يديم الله عليَّ نعمة الصحة، لأنها في رأيي هي التي تعطي الجمال والقوة والمال، وبزوالها يزول كل شيء”.
    أما عن موقف الرجل من إخفاء المرأة لعمرها يقول نزار وهو رجل متزوج: “تظن المرأة أن سلوكها هذا يحفظ لها مشاعر الإعجاب والقبول ممن حولها من خلال البقاء صغيرة في أعين الجميع، ومن هنا تحديدًا يظهر النقص في شخصيتها.
    وبالنسبة إليَّ لا أستطيع إلا أن أنظر بازدراء إلى هؤلاء النساء اللواتي يعكس سلوكهن سطحية وسذاجة في التفكير، وأنا مندهش من أن المرأة بإخفائها عمرها تستطيع أن تقنع الآخرين أو تخدعهم، ولا يمكن أن أسمح لزوجتي بأن تنتهج سلوكًا كهذا، فأنا حريص على أن أشعرها دائمًا بحبي لها واهتمامي بها، والأهم تقبلي لها بكل التغيرات الطبيعية التي تصاحب كل مرحلة عمرية، تمامًا كما تتقبلني هي، وذلك كي لا تشكل مسألة التقدم في السن أو الشيخوخة عقدة أو أزمة نفسية لدينا”.
    ولتوضيح هذه القضية من بعدها النفسي كنا تحدثنا مع د. صابر عبد العظيم اختصاصي في الطب النفسي، الذي قال: “إن إخفاء المرأة لعمرها محاولة لتجميل الذات، وهو ناتج عن عقدة نقص تعاني منها معظم النساء في المجتمعات العربية، وتتمحور حول الدور الذي تلعبه المرأة، أو الذي يجب أن تلعبه في حياتها مما يجعلها تشعر دائمًا بالضعف، فتحاول عبر شكلها الخارجي والحفاظ عليه تعويض جانب القوة الذي تفتقده”.
    ويضيف الطبيب عاملاً سيكولوجيا آخر في هذا الجانب، مفاده: “أن قمة عطاء المرأة من حيث الحمل والإنجاب تنحصر بين “20 و 45″ سنة.
    وعند تخطي هذه المرحلة أو الاقتراب من تجاوزها نجد أن اهتمام المرأة يتجه بالكامل نحو مظهرها وكيفية الحفاظ عليه لتظل شابة، أو على الأقل لتبدو كذلك مما قد يوحي باستمرارية العطاء حسب اعتقاد المجتمع واعتقادها هي، وهذا السلوك لا يقتصر على فئة معينة من المجتمع″.
    وكما أن الجانب النفسي يلعب دورًا في هذا السلوك، كذلك الجانب الفسيولوجي “الجسدي”، فمن المعروف أن النساء أكثر عرضة من الرجال للأمراض النفسية، كنتيجة للتغيرات الفسيولوجية، وتحديدًا من خلال ما يعرف بـ”متوازنة سن اليأس″ التي تحدث نتيجة انقطاع هرمون “الإستروجين” الذي يؤدي إلى اضطرابات فسيولوجية ونفسية.
    ويخلص إلى أن المرأة لن تصل إلى مرحلة التقبل الكامل لشيخوختها ما لم تشعر بالرضى عن ذاتها وعن كل ما أنجزته خلال حياتها، وما لم تدرك أن لكل مرحلة عمرية جمالها، خاصة حين تصبح جدة محاطة بعائلتها التي تمنحها الإحساس بالأمان والفخر والنجاح.
    وفيما يتعلق بالخوف من الشيخوخة يشير إلى أن أسباب هذا الخوف تختلف عند النساء “فمنهن من يخفن على جمالهن في المقام الأول، وهؤلاء ممن تسيطر المادية على تفكيرهن، متجاهلات الجانب الروحي في الحياة الذي يعد أكثر أهمية.
    وهناك من النساء ممن بحكم تنشئتهن تربين على أن يكن زوجات وأمهات من دون منح الإنسانة أو الأنثى في داخلهن الحق في الحياة لنفسها، وهذا النوع من النساء يربط السعادة بالآخرين وليس بالذات، خاصة بالأولاد الذين يشكلون مصدر سعادتهن الأهم، إن لم يكن الوحيد”.
    وتلفت الدكتورة فاتن أحمد الحناوي أستاذ علم الأنثروبولوجيا، الانتباه إلى أن هذا السلوك مرتبط بالمجتمعات العربية، فالمرأة في المجتمعات الغربية تعترف بعمرها بكل بساطة، على الرغم من أن مظهرها في كثير من الأحيان قد لا يدل على حقيقة عمرها.
    وتعزو الحناوي الفرق في ذلك إلى اختلاف نظرة المجتمع الشرقي إلى المرأة مقارنة بنظرته إلى الرجل “فالرجال في مجتمعنا كلما تقدم في العمر أصبح أكثر نضجًا ووقارًا، بينما يكون الوضع غاية في البؤس بالنسبة إلى المرأة، لأن دورها في الحياة من وجهة نظر المجتمع يتركز في الزواج والإنجاب، وهما مرتبطان بالشباب، فما أن تتقدم المرأة في السن حتى يفقد المجتمع اهتمامه بها، وهذا من أهم الأسباب التي تدفعها إلى التكتم بشأن عمرها”.
    وهنا تبرز ازدواجية دور الرجل في هذه المسألة، فقد يكرس هذا السلوك لدى زوجته إن كان هو بطبيعته ميالاً إلى الاهتمام بالشباب أو بالمظهر الشبابي، وقد يلغيه وينفيه تمامًا إن كان من النوع الــذي يعي أهمية كل مرحلة من مراحل عمر المرأة، ويقدر مزاياها ويــدرك كيفية التعامــل معها”.
يعمل...
X