إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

د.راوية الشاعر - ( أبيضٌ خاطئ ) قصة قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • د.راوية الشاعر - ( أبيضٌ خاطئ ) قصة قصيرة

    د.راوية الشاعر
    الورشة الثقافية


    قصة قصيرة

    (( أبيضٌ خاطئ ))

    ذلك الكرسي الذي مَنحهُ صلابة خطاياه .. يدهُ كلما مسكتْ المطرقة ترتعشُ بذبول حسناتهِ .. تلكَ المنصة التي حجبتْ عنهُ مقصلةَ الذنوب لأكثر من عشرين عاماً ..
    جاءَ النداء .. المتهمُ الأول ..
    رجلٌ بجلبابِ ومسبحة .. على جبينهِ يرسمُ الزمنُ قساوةَ حجر ..عيناهُ تلقفان الحضور بجوعٍ نهم .. سألهُ صاحبُ المنصة ... ما عددُ ضحاياكَ ؟؟ قالَ بمرارةِ صوت أجش .. ثلاث جياع .. وأثنان راقدان .. وبطن حبلى في شهرها السابع .. أضرمتُ النارَ بالبيت .. فكلُ ما بهِ ليسَ من صُلبي .
    المتهم الثاني .. صبي يتناولُ أظافرَه ..اللون الأحمر في بدلتهِ شاحبٌ كــ لون بشرتهِ بثياب خريف ... قالَ لهُ صاحبُ المنصة .. ما عددُ قتلاكَ ؟؟ هَمسَ بفمٍ يتلعثمُ فيه الصدق .. أخي ... ضَربتُهُ بــ غيرتي .. سَلبتُه خضار عينيهِ .. حينَ حَبستُ وجههُ في كيسٍ رمادي .. يشبهُ ولع أمي بهِ .. وهي تدللُ روحهُ دون لمسي .. أخي الموقع بهِ من فتاتِ رجل غريب بادلَ أمي ارتشافَ الحب ذاتَ ليل .. أخي الذي يعبثُ بجلودِ شقيقتيَّ من ثقب واسع أسمهُ تدني ..
    المتهمُ الثالث .. أنثى بعمر الزهور .. أديمُها الوردي يشعُ نظارةً و رونقاً .. مرتْ بينَ الجموعِ خجلة .. متحررة .. تقولُ للجلادِ هيتَ لكَ ..
    سألَها صاحبُ المنصة .. ويحكِ بجرمِ القتلِ وأنتِ قُبلةُ ناسك .. أجابتْهُ بدمعة متجمدة في أحداق فُضتْ بُكارتها على يدِ رجل يحملُ أكياسَ اللحمِ الى البيت بعرقٍ محموم .. صرختْ في وجهِ صاحب المنصة .. مللتُ سخونة جسدهِ المرمي على بشرتي .. تناولهُ لحلوى مراهقتي .. كرهتُ طيشَهُ بكلِ ألوان فساتيني .. خلتُهُ سَنَدي .. زوجُ الأختِ الذي حللَ لنفسهِ ارتداء سريرينا .. خنقتُهُ بشعري الطويل وهو يلهثُ في فراشِ غريزته .. سمعتُ أنفاسَهُ الأخيرة وهو يطلبُ الغفران .. من بنتٍ لم يبق لها من ميراثِ الأرض شيء.
    ألتفتَ صاحبُ المنصة لنفسهِ ..أشبَعَها دوراناً .. والبللُ يتساقطُ من كل مسامة في عمرهِ الممتد .. تذكرَ تلكَ الطفلة التي هربتْ من يديهِ .. حينَ حاولَ مسكَ ضفيرتِها برغبةٍ مُلحة .. وكيفَ داسَتْها عجلاتُ شاحنة لم تبقِ منها حتى الشرائط .. وكيفَ دَفنَ كل ما تبقى من جيناتهِ ..
    كانَ صاحبُ المنصة.. المذنب الوحيد فـــــــــــي القاعة.. فقد شاخت عــلى يدهِ ( قَبس ) طفلتهُ التي دنى لها بكل الحُججِ أباً .


    ******

    راويـــة





يعمل...
X