إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

Saadeh Odeh - ما قاله الإله إيل الناموس ال 33

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Saadeh Odeh - ما قاله الإله إيل الناموس ال 33

    • ‏‎Saadeh Odeh‎‏






    • الورشة الثقافية


      فصــــة للمســــــاء
      ما قاله الإله إيل
      الناموس ال 33

      شعر الفلسطيني أن مراثيه التي أبدعها عرضة للفناء ، فالريح لا تحفظ أشعاره والسواقي لا تنصت لها والطيور لا تحملها والأودية لا ترددها ، إنها منسوجة من الشجا المعتق والوفاء ، وذروة في البلاغة والتعبير، حَريَّةٌ بالخلود ،كما هي حرية بتخليد الأبطال الذين سقطوا والذين ما زالوا يسقطون .
      منذ الصباح وهو ينقح مرثية جديدة . ينشدها على إيقاع اصطنعه على جذع مجوّف كان لقرعة رجع في القلب وهزة في الشعور .
      أيتها النخلة المشرئبة في السماء
      انظري إلى موقع قدميك
      وشاهدي أبطال الفلسطينيين
      كيف قاتلوا كالنمور
      وسقطوا سقوطا مدويا كجذوع الأشجار العملاقة
      سقطوا كبذورك المملوءة بالحياة
      طأطئي رأسك إجلالا ولا تحزني
      فدماؤهم تسقي عروقك العطشى
      تجعلك أكثر سموا وارتفاعا
      فلا تبكي حيث يتوجب الفخر
      ولا تفخري حيث يتوجب البكاء
      شعر أن إنشاده أكثر أصالة ، وأكثر تعبيرا من مزامير العبرانيين الذين لا يخجلون من تزييف الحقائق والمشاعر ، إنه بحاجة إلى ذاكرة يسكب بها هذه الأناشيد ، جمع قومه ، وأنشد لهم ، فما استمعوا له كما توقع وأمل ، كانوا متشاغلين ، لم يحفظوا شيئا ولم يصفقوا له ،كأنهم يقولون له اسكت .
      هذا اليأس الذي انتابه بعد الإنشاد الفاشل ، أشعره بألم ينساب في أعصابه ، وانتفاخ يعلو في جوفه ، فكيف يعلم قومه أن الأناشيد ليست ترفا بل ضرورة ، وهي سحر له مفعوله ،بل غذاء للروح وعلاج لها .
      لم يجد بدا من أن يخلد مراثيه على حجر أسوة بالعبرانيين الذين يخلدون مزاميرهم على قرطاس.
      شكر الفلسطيني الإله إيل إذ كف يد العبرانيين عنه ، وتركه ينقش على مهل مرائيه ، ورأى أن القربان واجب عليه ، ذبح عجلا أمام نصبه الإله ، وما هي إلا لحظات حتى نهض العجل وهو مقطوع الرأس ، ارتعدت فرائصه ، أدرك أن الإله إيل لم يتقبل قربانه ، وما هي إلا هنيهة حتى هتف الإله في قلبه:
      _ الانتصارات تخلد ذاتها ، أما الهزائم فما أحوجها إلى شعر يزيفها .





يعمل...
X