إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أصوات زماميرالسيارات نشاز ولغة حوار على الطرقات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أصوات زماميرالسيارات نشاز ولغة حوار على الطرقات

    أبواق السيارات.. أصوات نشاز ولغة حوار على الطرقات



    الحقيقة الدولية ـ عمان ـ رائد رمان
    "عشت في السويد ثلاث سنوات لم أسمع فيها بوقا "زامورا" أو منبه سيارة على الإطلاق"، يقول عبدالرحمن حرز الله لـ"الحقيقة الدولية" مضيفا: "في تلك الفترة افتقدت صوت "الزامور" الذي "يلعلع" في بلادنا على الفاضي والمليان".
    يؤكد حرز الله أن استعمال "الزامور" أو المنبه هناك ممنوع إلا في الحالات القصوى التي تتعلق بحياة الإنسان، وإذا ثبت بأن الحالة لا تستحق التنبيه فإنه يتم تحرير مخالفة للسائق المتسبب بالإزعاج.
    لقد أثبتت بعض الدراسات أن سبب بعض الحوادث استخدام المنبه أو "الزامور" الفجائي ما يربك السائق خاصة إذا كان السائق مبتدئا أو سيدة.
    نادر الشيخ سائق يقول ساخرا: "إن "الزامور" عندنا يستخدم للتحية بين السائقين ولشتم الآخرين، ولمعاكسة الفتيات ولتحميل الركاب وللتهريج ولحث من هو في الأمام على قطع الإشارة".
    يستغرب من لجوء البعض ممن سماهم "ضعفاء النفوس" إلى تغيير أصوات "زامور" سيارتهم إلى صوت يشبه عواء كلب أو صوت البقرة أو مواء القطة.
    يلفت الشيخ إلى أن "الزامور" بألحانه المختلفة أصبح الناطق بلسان حال كثير من سائقي السيارات، تترجم رسائلهم من خلاله وتختلف درجة الضغط عليه وفقا للموقف الذي تعرض إليه.
    الطالب الجامعي معاذ طه يرى أن أثير الشارع العام بات يحمل تعبيرات مختلفة أبطالها سائقو سيارات التكاسي، والشاحنات والباصات والسيارات الخصوصي الضاغطون على كبسة "الزامور" لتعكس واقع حالهم بشكل سريع وبطريقة مختصرة.
    يوضح أن "الزامور" أصبح يعبر عن حالات الغضب والفرح التي تعتري السائق، وهو وسيلة لإلقاء التحية أو مناداة شخص على الطرف الآخر من الشارع أو أداة لتنبيه المارة أو السائقين وزجرهم وتوبيخهم لفعل ما.
    سائق التاكسي جهاد ناصر يقر بأن "الزامور" مصدر إزعاج، لكنه يؤكد أنه المصدر الوحيد الذي ينفّس من خلاله عن الغضب الذي يصيبه في الازدحام المروري الخانق، مشيرا إلى أنه أصبح بديلا عن الكلام وبات لغة الحوار بينه وبين السائقين على الطرقات.
    ربة المنزل أم باسل تعاني من الأصوات التي يتركها "الزامور"، فهو لا يفارق سماع أذنيها ليل نهار كما تقول، وتبين: "إن منزلي يقع على شارع رئيسي، وهذا يضطرني لسماع مقطوعات موسيقية تمتاز "بالنشاز"، ومختلفة حسب اختلاف السيارة أو الحافلة التي تسير في الشارع."
    وفق كهربائي السيارات وليد منير فإن بعض السائقين يعملون على تضخيم صوت "زامور" سياراتهم من خلال تركيب عدة "زوامير" وربطها في كبسة واحدة، وبذلك يجعل النغمة طويلة وتحمل موسيقى مغايرة.
    بقي أن نقول إن على أنغام "الزامور" يهرول المسن العابر للشارع خوفا على ما تبقى له من السنين، ومنه تسرع المرأة الحامل خوفا على نفسها وعلى الجنين، وبفعله يركض الطالب المسكين، فهم جميعا يخشون فعل "الزامور" ويحسبون له ألف حساب؛ لأنهم باتوا يدركون أن الموت مرتبط بسماع "الزامور".
    إلى متى سيدوم هذا الحال؟ أما آن لنا أن نرحم النائم والعابر للطريق، والواقف على الإشارة وطريح الفراش، من تطفل وإزعاج "زوامير" سياراتنا وبثها للملوثات السمعية.
يعمل...
X