تويت
التشكيلي عباس الزهاوي
الزهاوي بين مأساة الأمس القريب وألوان اليوم
مقالة نقدية للكاتب والفنان
احمد حمودي ماهود
لو أردنا الخوض في أعمال الفنان عباس الزهاوي لواجهنا بداية ًكم ابداعي متسلسل يفرضهُ علينا نتاجه الكبير وألوانه التي ما أنفكت تداعب سطح لوحاته بجرأة قد لا يمتلكها الكثير من الفنانين .فتارة نجد ان ذلك اللون يعلن عن بداية يصب من خلالها الفنان جام غضبه على ماض قريب وتراكمات سلطة وحشية ازيلت من الواقع السياسي العراقي لكن لم تزل رابضة في غياهب المجهول لدى فناننا الزهاوي وقليلة هي اللوحات التي لا اجد فيها ذلك الأحمر الذي يتأتى من عبوة اللون مباشرة ً .قد يحاول الزهاوي احياناً اخفاء ذلك الذي يحتويه من لوعة وألم من خلال بعض لوحات الطبيعة التي ابدع في انتاجها على مر حقبات حياته وخاصة ًانه ينحدر من مدينة عُرفت بطبيعتها الخلابة في شمال العراق "مدينة خانقين تحديداً .لكننا نفاجئ بلوحات بين الحين الآخر تحمل طابع الإدانة لمشاهداتٍ سابقة عصفت بالبلاد والعباد على حدٍ سواء .كذلك بالنسبة للأساليب الفنية التي اتبعها الفنان الزهاوي هي ما بين الانطباعية في معارضه السابقة والتجريدية الحديثة والتي تحمل طابع التصميم للتركيز على هدف اللوحة .اما عن الايقونات المبثوثة من خلال اعماله والتي تكون مباشرة على الاغلب هي استخدامه للأقفال المستخدمة على الأفواه -الصرخة المدوية -الموت المقنن -الرحلة المجهولة -الخيول الجامحة وهي اشارات واضحة لتكميم تلك الافواه المنادية بالحرية والعدالة المسلوبة على مر العصور .كذلك سيلاحظ المتلقي لأعمال الفنان الزهاوي انتشار اللون الفيروزي (Turquoise) والطيور على سطح لوحاته مما يؤكد على رغبة الفنان في ترسيخ الأمل في غد ٍمشرق .ان انتقال الفنان بين الاساليب بشكل سريع يدل على قابليته الكبيرة للتجديد في مساحات التعبير وخلق حالة من استثمار اغلب تلك الاساليب فـ تارة نجده منضوي تحت لواء المدرسة الدادائية (Dada) وتارة اخرى نجده في الانطباعية (Impressionist) ومرة اخرى يجول في مساحات التجريدية (Abstract) الخ ..انه باختصار شديد فنان واثق من خطاه وهذا ما حققه من خلال اعماله التي استحقت تقدير واهتمام المتلقي والمتخصص على حد سواء .
الزهاوي بين مأساة الأمس القريب وألوان اليوم
مقالة نقدية للكاتب والفنان
احمد حمودي ماهود
لو أردنا الخوض في أعمال الفنان عباس الزهاوي لواجهنا بداية ًكم ابداعي متسلسل يفرضهُ علينا نتاجه الكبير وألوانه التي ما أنفكت تداعب سطح لوحاته بجرأة قد لا يمتلكها الكثير من الفنانين .فتارة نجد ان ذلك اللون يعلن عن بداية يصب من خلالها الفنان جام غضبه على ماض قريب وتراكمات سلطة وحشية ازيلت من الواقع السياسي العراقي لكن لم تزل رابضة في غياهب المجهول لدى فناننا الزهاوي وقليلة هي اللوحات التي لا اجد فيها ذلك الأحمر الذي يتأتى من عبوة اللون مباشرة ً .قد يحاول الزهاوي احياناً اخفاء ذلك الذي يحتويه من لوعة وألم من خلال بعض لوحات الطبيعة التي ابدع في انتاجها على مر حقبات حياته وخاصة ًانه ينحدر من مدينة عُرفت بطبيعتها الخلابة في شمال العراق "مدينة خانقين تحديداً .لكننا نفاجئ بلوحات بين الحين الآخر تحمل طابع الإدانة لمشاهداتٍ سابقة عصفت بالبلاد والعباد على حدٍ سواء .كذلك بالنسبة للأساليب الفنية التي اتبعها الفنان الزهاوي هي ما بين الانطباعية في معارضه السابقة والتجريدية الحديثة والتي تحمل طابع التصميم للتركيز على هدف اللوحة .اما عن الايقونات المبثوثة من خلال اعماله والتي تكون مباشرة على الاغلب هي استخدامه للأقفال المستخدمة على الأفواه -الصرخة المدوية -الموت المقنن -الرحلة المجهولة -الخيول الجامحة وهي اشارات واضحة لتكميم تلك الافواه المنادية بالحرية والعدالة المسلوبة على مر العصور .كذلك سيلاحظ المتلقي لأعمال الفنان الزهاوي انتشار اللون الفيروزي (Turquoise) والطيور على سطح لوحاته مما يؤكد على رغبة الفنان في ترسيخ الأمل في غد ٍمشرق .ان انتقال الفنان بين الاساليب بشكل سريع يدل على قابليته الكبيرة للتجديد في مساحات التعبير وخلق حالة من استثمار اغلب تلك الاساليب فـ تارة نجده منضوي تحت لواء المدرسة الدادائية (Dada) وتارة اخرى نجده في الانطباعية (Impressionist) ومرة اخرى يجول في مساحات التجريدية (Abstract) الخ ..انه باختصار شديد فنان واثق من خطاه وهذا ما حققه من خلال اعماله التي استحقت تقدير واهتمام المتلقي والمتخصص على حد سواء .