Announcement

Collapse
No announcement yet.

المؤرخ يوسف الشامي ابن الحواش والصيدلاني الأول في الوادي - أمارة طعمة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • المؤرخ يوسف الشامي ابن الحواش والصيدلاني الأول في الوادي - أمارة طعمة

    "يوسف الشامي" مؤرخ "الحواش" وصيدلاني "الوادي" الأول
    أمارة طعمة
    الأحد 27 آذار 2011
    "يوسف الشامي" ابن قرية "الحواش" في وادي النضارة، غدا الصيدلاني الأول في زمن لم يكن للمهنة من وجود في "الوادي"، وأصبحت خدمة الناس ومساعدتهم هدفه الأساسي، ليصل في وقتنا هذا إلى هدفه الآخر ويكون أيضاً مؤرخ الوادي بتفاصيله المتنوعة ضمن "الحواش، القلعة، الوادي" أول كتبه التي قدمها.

    الدكتور "جودت إبراهيم" المراجع والمدقق لكتاب الدكتور "الشامي"، وأحد أصدقاء العمر تحدّث عن شخصية الأديب والصيدلاني "يوسف الشامي" بالقول: «يتميز الأستاذ الصيدلاني "يوسف الشامي" بقدرته الدائمة على مواكبة التطور بمهنته وكتاباته، وأثبت ذلك من خلال كتابه التوثيقي الذي يظهر فيه ذكاءً فطرياً حوّله من رجل علم إلى رجل أدب وعلم، من صيدلاني إلى كاتب ومفكر ومؤرخ ومثقف، ومحدّث يكتب الحوادث التاريخية، ببراعة تسترجع المعلومات من ذاكرةٍ ملأى بالموضوعات والقضايا، يتناول الحوادث التي لا تخطر ببال أحد ليلتقطها ويظهرها ويضفي عليها كثيراً من ثقافته العميقة وأسلوبه الشيق، فقد ظهرت في كتابه موقع "الحواش" تاريخياً والسكن والمعيشة فيها، العادات والتقاليد والأسرة، الوضع الصحي، النشاط الديني، حالة التعليم، النشاط الاقتصادي».
    eHoms التقى الدكتور "الشامي" وتحدّث معه عن العديد من مراحل حياته المثمرة والتي بدأها بطفولة مميزة خلطت ما بين الظروف الصعبة التي بدأت بوفاة والده وهو بعمر الثامنة والحياة الممتعة التي تجلت بتربية والدته، واحتضان أسرته له على دعم طموحه ونجاحه وتأمين كل المستلزمات بشق النفس وهم من يرجع لهم ذلك النجاح، حيث قال: «ولدت في قرية "الحواش" التي شابهت في ظروفها المعيشية كلّ قرى الوادي، فالدراسة فيها كانت غير منتظمة وكل مجتمع يختار منهجا لتدريس أبنائه، ولاسيما أنه لم يكن هناك مدرسون من حملة شهادات عليا، وإنما كانت الطبقة المتنورة تسعى لتعليم أبنائها وفقاً لمناهج مستحضرة من "حمص" و"طرابلس" بإدارة معلمين محليين، وسكان "الحواش" تحديداً عرفوا بنشاطهم التجاري الذي جعلهم أكثر احتكاكاً بحمص ودمشق وطرابلس، ليتمّ افتتاح أول مدرسة سنة 1949 بمدرس واحد يعلم من الصف الأول وحتى الخامس حيث كانت المدرسة الابتدائية تنتهي في الصف الخامس، وكنت أنا من أوائل تلاميذ هذه المدرسة».
    سنة 1952 اتسعت مدرسة "الحواش" وأصبح لكل صف مدرس خاص به، وبدأ "يوسف الشامي" بالتميز في مادة "الرياضيات" و"العلوم" وسنة 1953 نال الشهادة الابتدائية المعروفة باسم "سرتفيكا"، لتبدأ مرحلة أخرى في حياة الدكتور "الشامي" وعنها تابع: «لم يكن هنالك من مدراس إعدادية أو ثانوية إلا في قرية "المزينة" وقرية "مرمريتا" ورغم قرب "المزينة" من "الحواش" إلا أنني فضلت الذهاب إلى "مرمريتا" لأن نهر
    في قريته الحواش د. "الشامي" في المنتصف
    "راويل" الذي يفصل "المزينة" عن "الحواش" يشهد فيضاناً شديداً في فصل الشتاء، ومن ثمّ يصبح قطعه مستحيلاً بعدم وجود جسر عليه، والذهاب إلى "مرمريتا" لم يكن بالأمر السهل أيضاً وإنما كنت أصل إليها سيراً على الأقدام وأنا بعمراثنا عشر عاماً وأحمل مؤونة الأسبوع كاملة إلى غرفتي التي استأجرتها، ونلت منها شهادة "الإعدادية في "القديس بطرس" والثانوية في "اليقظة العربية" حتى صف الباكلوريا والتي درستها في "حمص" بثانوية "التجهيزة الأولى، وأذكر أنني لم أكن أكلف بأي واجب منزلي يخصّ مادة "الرياضيات" لتميزي وتفوقي الدراسي فيها».
    رغب الدكتور "الشامي" باختصاص قسم "الذرة" إلا أنّه حول ميوله لكلية "الطب" قسم "الصيدلة" لذلك قصة، يحكيها: «في زمن نلت به الشهادة الثانوية فارتأيت أن اختار "الصيدلة" لمحبتي بها ولكونها دراسة مهنية لا سلطة لأحد فيها علي، وبالفعل كنت من الدفعة الأولى التي استقلت فيها كلية الصيدلة عن كلية الطب، حيث كانا في البداية مرتبطتين بكلية واحدة».
    بدأت مشواري بافتتاح أول صيدلية في "وادي النضارة" وفي قرية "عين العجوز" تحديداً في بداية الستينيات من القرن الماضي وحملت اسم صيدلية "الوادي" وكان لها وقع إيجابي كبير لدى السكان، فتلك المنطقة لم تكن لتملك إلا مستشفى "الحصن" لتقديم الخدمات الطبية، وأي نقص في المواد الطبية كان يضطرهم لقصد "حمص" و"دمشق" وحتى "طرابلس" ووجود الصيدلية على الطريق العام المار بكل تلك القرى جعلها حلاً ومقصداً لكل من تصيبه كارثة، وهو أكثر ما أفتخر بتقديمه لأهالي منطقتي».
    انتقل الدكتور "الشامي" إلى مدينة "حمص" لتكون صيدليته هي "الصحة" من أوائل الصيدليات في "حمص" والتي افتتحت بعام 1943، وعن ذلك تحدّث: «في ذلك الحين كان الوادي في مرحلة التوسع والتطور، ودخل كثير من أبنائه إلى الجامعات واختصوا في مجال الصيدلة وبدأت المنطقة تستوعب أكثر من صيدلية، فأردت أن ألحق طموحي الذي اتسع أيضاً وقصدت مدينة "حمص" واستلمت "صيدلية الصحة" المشهورة بتاريخ 1/1/1971، وتلاها قصة أحس بأنها من أغلى ما أملك في تاريخي، فقد حزت في نفسي وأنا شاب حرب السابع والستين والنكبة التي حدثت بها، وفي اليوم الأول لحرب تشرين التحريرية سنة 1973، أبرقت لقائد المنطقة بأنني

    في مكتبه الخاصة أيام الشباب
    أريد تسليم مفاتيح صيدليتي بما فيها للقوات المسلحة لتكون تحت خدمة الوطن، وتطوعت في الجيش الشعبي في "حمص" وشهادة التقدير التي لم أكن بانتظارها والتي حصلت عليها من القيادة العليا للجيش والقوات المسلحة هي من أحب التقديرات في حياتي».
    الانتماء هو ما يقدم للإنسان بغض النظر عن المكان والزمان، كما يرى الدكتور "الشامي" لذلك لم يكن يرى من فرق في مكان وجوده بين "حمص" و"الوادي" فقد لحق به كثر من الناس لينالوا أدويتهم من صيدليته، ورغم كل ذلك فقد ساهم في مشاريع خيرية واجتماعية عديدة في منطقته الأم "وادي النضارة" وأضاف: «الجمعيات الثقافية والصحية والاجتماعية هي التي تبني المجتمع و"الوادي" يستحق الأفضل من تلك الخدمات لأن أهله هم دائمو التطور والانفتاح، ولذلك كنت من أوائل الداعمين والعاملين في معظم المشاريع القائمة ولاسيما في قريتي "الحواش" فأول ما قمنا به كان الجمعية السكنية التي قدمت مشاريع إنمائية أجملها حي سكني كامل ضمن القرية، إضافة إلى جمعية إنعاش "الحواش" التي قدمت مشاريع لإيصال الكهرباء والماء للمنطقة وبناء الجسور والقناطر، مع جمعية النقل التي أمنت وسائل نقل لأبناء المنطقة لتنقلهم إلى معظم المحافظات، أما خارج قريتي أحببت الانتساب لجمعية "العاديات" التي تعنى بالآثار سورية القديمة وهي من أرقى الجمعيات الموجودة، بالإضافة إلى أنني من أوائل المنتسبين إلى جمعية "الهلال الأحمر"».
    امتلك الدكتور "يوسف الشامي" موهبة التأليف التوثيقي التي أثمرت نتيجة فكرة عمرها عشرون عاماً، واحداً من أوائل الكتب التوثيقية عن منطقة "الوادي" وقرية "الحواش" وعن ذلك الإنتاج الأدبي أضاف: «فكرة الكتاب ليست وليدة اليوم وإنما هي حصيلة عشرين عاماً من البحث في الكتب والتاريخ وأخذ العلم من أهل المنطقة القدامى وهدفي الأساسي منها هو تسجيل لواقع الأجداد المعاش في المنطقة وإيصاله للجيل الجديد الذي لا يعرف عنه شيئاً ولكي يعلم أن "الحواش" اليوم المتطورة والجميلة ليست إلا ابنة "للحواش" الأجمل القديمة والمكافحة، فالغاية التوثيقية سبقت الغاية الأدبية».
    مع مهنة "الصيدلة" وفن "الكتابة التوثيقية" حاول "يوسف الشامي" إكمال تعليمه في الجامعة الأمريكية في قسم الصناعة الدوائية، إلا أن ظروف المعيشة والعمل لم يمكناه من متابعة ذلك، ولكنّه طور تعليمه
    "د.الشامي" وزملاءه طلاب الدفعة الأولى من كلية الصيدلة
    ذاتياً وافتتح معملاً لصناعة الأدوية في "حمص" تحت اسم "الشامي وشركاه"، "ألما لصناعة الأدوية" وهو سعيد بكل خطوة قام بها، سواء لقريته "الحواش" أو في حياته الخاصّة والاجتماعية، وهو يرى أن "الصيدلة علم وفن وتجارة" وأن "الصيدلاني" هو أمين لتوصيل الدواء لمن يحتاجه ولاسيما أن الفرق بين "الدواء" و"السم" هو مقدار ذرة فعلى كل من عمل بهذه المهنة أن يعطيها كل ما لديه من أمانةٍ ومحبة.
    الجدير ذكره أن الدكتور "يوسف الشامي" هو من مواليد قرية "الحواش" 1940، متزوج من السيدة "اعتدال دغلاوي" ولديه من الأبناء اثنان كل منهما حمل مهنة أبيه، ومن البنات أربعة حملن شهادات "الهندسة، الأدب الانكليزي، التجارة واقتصاد، علوم الرياضيات والفيزياء".
    وهو يتلقى دعمهم ويقدم لهم الدعم المعنوي باستمرار لمواصلة نجاحٍ بدأه هو بنفسه.
Working...
X