إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المفكر عبّاس بن محمود بن إبراهيم العقّاد - حياته - بقلم: محمد علي شاهين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المفكر عبّاس بن محمود بن إبراهيم العقّاد - حياته - بقلم: محمد علي شاهين

    عبّاس بن محمود بن إبراهيم العقّاد

    بقلم: محمد علي شاهين
    منقول - عن الغرباء
    وقف سداً منيعاً ضد أعداء الإسلام، ووجّه ضربات قاتلة للمراهقين الفكريّين
    (1306/1889 ـ 1383/1964)
    موسوعي فذّ، مفكّر إسلامي حرّ، صاحب مدرسة في فنّ السير، مؤلّف العبقريّات، عضو المجامع العربيّة في دمشق، والقاهرة، وبغداد.
    ولد في أسوان، نشأ عصاميّاً في بيت يقدّس الدين، ويبجلّ العلماء.
    درس في كتّاب الحيّ بأسوان، ثم دخل المدرسة الابتدائيّة، ثم التحق بمدرسة الفنون والصنائع، وكان أبوه يصحبه إلى مجلس أحد فضلاء الأزهريّين الذين لزموا الشيخ جمال الدين الأفغاني، فكان يسمع بعض ألوان الأدب التي يرويها عن المتقدّمين والمتأخّرين، ولم تتح له فرصة الدراسة النظاميّة بعد الدراسة الابتدائيّة، لكنه قرأ بنهم وثقف نفسه ذاتياً، فكانت مدرسته الحقيقيّة الحياة والكتاب.
    وفي ذلك يقول: وقد عاقتني عوائق شتّى عن متابعة التعليم المدرسي، كما كنت أودّ يومئذ، ولست على ذلك بنادم ؛ ويفسّر محمود تيمور معنى هذه العوائق فيقول: كان المرض قد ألمّ به مفتتح شبابه، مما كان له الأثر الأعظم في تكوين حياته، فقد اضطرّه المرض أن يحيا حياة عزلة واعتكاف، فانفسح المجال لميوله الأدبيّة كي تشبع نهمها إلى القراءة والدرس في ذلك المعزل، ومن ثمّ أقبل العقاد يعبّ من فنون البيان ومناحي الثقافة ما سانح له أن يعبّ، وتمكّنت في خصائصه ملكة التأمّل في الحقائق والتعمّق في الأفكار، واستقرّ في قلبه حبّ الحياة والكفاح في سبيلها. الأستاذ عباس محمود العقاد
    تردّد على مجالس الشيخ الجدّاوي واستفاد من علمه، والتقى بمحمد فريد وجدي وتأثّر به، وكان معجباً بالإمام محمد عبدة يتبنّى طريقته في الإقناع والردّ بالحجّة والدليل، وأمضى فترة شبابه مشغولاً بدراسة الأدب الإنجليزي والثقافة الغربيّة، وتأثّر به وبنظرته النقديّة.
    عمل موظّفاً ثم معلّماً، ولكنّه استقال من خدمة الدولة، نفوراً من قيود الوظيفة الثقيلة، وتكاليفها وكان يقول: إنها رقّ القرن العشرين ؛ ثم انقطع إلى الصحافة، فعمل مصحّحاً ومترجماً ومحرّراً في (جريدة الدستور) ذات الطابع الإسلامي، التي كانت تصدر عن دار الوعظ لصاحبها محمد فريد وجدي، وكانت أوّل مقالة منشورة له فيها سنة 1907 ؛ وأنشأ (جريدة الضياء) المستقلّة حيث صدر العدد الأول منها في 8/2/1936 ؛ وانتخب لعضويّة مجلس النواب وعيّن بمجلس الشيوخ، ووقف حياته في خدمة الفكر، والأدب، والدين.
    جرّه العمل الصحفي إلى معاداة الفكرة الإسلاميّة فترة، ثم اتجه نحو الدراسات الإسلاميّة فترة النضج الفكري، وآمن بأن الإسلام دين قامت على مبادئه وقيمه حضارة، وقدّم الإسلام على أنّه نظام كامل في مختلف الميادين.
    قال الدكتور إبراهيم مدكور في ذكراه السنويّة الأولى: كان العقّاد يرى أنّ الدين ضرورة اجتماعيّة، تسمو على المصلحة الوطنيّة، والحاجات الحيويّة، وجد قبل وجود الأوطان، ولا يغني عند سد الحاجات الماديّة على اختلافها، وهو أبقى وأفسح من الزمان والمكان.
    وقال د. يحي الشامي في معرض حديثه عن إسلاميّات العقاد: انصرف العقاد إلى إظهار حقيقة الإسلام، والدفاع عنه في وجه الخصوم من الملحدين والعلمانيّين والمشكّكين، ودعاة التغريب المتأثّرين بأفكار المستشرقين، ذوي النزعات المشبوهة، دفاعاً بالقلم واللسان والفكر والحجّة والمنطق والبرهان، حتى أضحت السمة الغالبة على أدبه ومؤلّفاته وكتاباته هي السمة الإسلاميّة.
    وبيّن أن روعة الإسلام تتجلى في قدرته على استيعاب النظريّات السياسيّة والاجتماعيّة على اختلافها.
    وأنّه مهما تكن السياسة فالعقيدة أثبت منها، ومهما تكن الدولة فالأمّة هي الباقية، وأياً كان الخطر، فالجهل هو الخطر الأكبر.
    وقال: إن الإسلام إذا بقي له إيمان، وبقي مؤمنوه على هدى وبصيرة، فلا خطر على الدين من أقوياء اليوم، ولا من أقوياء الغد، وأخطر الخطر في نظره أن يتخلّف مكان العلم والبصيرة، ويتقدّم مكان الجهل والغباء كاللجاج والهياج في التحريم والتحليل.
    خاض معارك سياسيّة وفكريّة حامية، وكانت أشهر معاركه الأدبيّة مع مصطفى صادق الرافعي، على صفحات (البلاغ، والمقطّم، والرسالة، والمؤيّد) سنة 1914، ومعركته مع جميل صدقي الزهاوي، عندما غمز العقاد من قناته في الشعر مثنياً على عقله وعلمه، ومعركته مع الأب أنستاس الكرملي عندما انتقد ديوان العقاد، وأبان ما فيه من أخطاء لغويّة، ومعركته مع سلامة موسى، حول ما كتبه العقاد عن المتنبّي والمعرّي، وكانت أشهر خصومة له مع أحمد شوقي، عندما اتّهمه العقّاد بالمبالغة والتكلّف في العاطفة، ومحاكاة القديم. ومع طه حسين، حول كتاب طه حسين، عن المعرّي وفي الشعر الجاهلي. واتّصل بسعد زغلول، وعانى ما عاناه الوفد من شدائد، واحتمل متاعب السجن والاضطهاد.
    جمع المنافقون مقالاته المعارضة لسياسة الحكم بعد انتهاء حصانته البرلمانيّة، عندما كان نائباً، فأحيل للمحاكمة بتهمة العيب في الذات الملكيّة سنة 1930، وحكم عليه بالسجن تسعة أشهر، وبعد خروجه من السجن كتب مقالات عن حياة السجن جمعت في كتاب (في عالم السدود والقيود).
    واستمرّ مع خلفاء سعد زغلول في الوفد، مدافعاً عن آرائه، مناهضاً الاستعمار والمستعمرين، محامياً عن الأهداف التي قام الوفد من أجلها، وهي الحريّة، والاستقلال، والدستور، وانفصل عن حزب الوفد بعدما تكشّفت له الأمور، وناصب ثورة 23 يوليو 1952 العداء، وكان يكره الدكتاتوريّة وأهلها.
    وأعجب بالبطولة وبحث عن نماذجها في التاريخ، فكتب العبقريّات وبرز فيها كأديب مفكّر فكتب: (عبقريّة محمد (ص)) و(عبقريّة الصدّيق) و(عبقريّة عمر) و(عبقريّة عثمان بن عفّان ذو النورين) و(عبقريّة الإمام) و(أبو الشهداء حسين بن علي) و(عبقريّة خالد) و(فاطمة الزهراء والفاطميّون) و(الصدّيقة بنت الصدّيق) و(معاوية بن أبي سفيان بالميزان) وكتب عن فلاسفة المسلمين ومفكّريهم، وترجم لطائفة من شعراء مصر في القرن التاسع عشر في (شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي).
    كتب خمسة عشر ألف مقال أو تزيد، في الآداب والعلوم والفنون في الصحف العلميّة والأدبيّة مما يملأ مئات من الكتب الأخرى، إلى ما خلّف من مؤلّفات بلغ عددها نحو مائة كتاب ونيّف، تشكّل دائرة معارف واسعة، تمتاز بالأصالة، والبراعة، والدقّة مع قوّة البيان.
    وصف الأديب طاهر أحمد الطناحي كتابات العقاد ومؤلّفاته في مقدّمة (حياة قلم): بأنها حصيلة قريحة خصبة، ووليدة ثقافة أصيلة، وإنتاج ذهن عبقري، عاش صاحبه أديباً مجاهداً، وعالماً مفكّراُ، ومؤلّفاً غزير الإنتاج، واسع الاطلاع، وفيلسوفاً سامي المبادئ، عظيم الأهداف.
    وكان صاحب مذهب شعري حتى أن طه حسين بايعه بإمارة الشعر بعد وفاة أحمد شوقي، وحافظ، قائلاً: ضعوا لواء الشعر في يد العقاد، وقولوا للأدباء والشعراء أسرعوا استظلوا بهذا اللواء فقد رفعه لكم صاحبه ؛ وكان الأديب المصري محمود تيمور قد وصفه بقوله: إنّه شيخ نشيط في شبابه، وشاب وقور في كهولته، وإنّه شاعر يخط للشعر نهجاً طريفاً غير مألوف، وناقد يثور على القديم، ويدعو إلى التجديد.
    وأصدر عدداً من الدواوين الشعريّة منها: (يقظة الصباح) و(وهج الظهيرة) و(أشباح الأصيل) و(هديّة الكروان) و(أشجان الليل).
    وضمّن آراءه النقديّة في كتاب (الديوان) بمشاركة المازني، وشكري، وعرفت مدرستهم باسم (مدرسة الديوان).
    وأشار محمود تيمور إلى أنّه قد دعا إلى التجديد مع رفيقه عبد القادر المازني ووصفهما بأنّهما أبرز دعاة العصر إلى بعث الروح الأدبي على نحو يساير النهضات الأدبيّة في العالم المتحضّر، وإليهما يرجع كثير من الفضل في أداء رسالة الفكر الغربي إلى الشرق في هذه الحقبة.
    ووقف سداً منيعاً ضد أعداء الإسلام، ووجّه ضربات قاتلة للمراهقين الفكريّين المتطاولين على اللغة وآدابها.
    ومن مؤلّفاته (التفكير فريضة إسلاميّة) و(المرأة في القرآن الكريم) و(الديمقراطيّة في الإسلام) و(الشيوعيّة والإنسانيّة في شريعة الإسلام) و(الفلسفة القرآنيّة) و(حقائق الإسلام وأباطيل خصومه) و(الله) في مقارنة الأديان و(فلاسفة الحكم في العصر الحديث).
    وله (الإسلام في القرن العشرين) الذي تحدّث فيه عن قوّة الإسلام وصموده، و (المذاهب الهدّامة) حيث أشرع قلمه في حرب الأفكار الجماعيّة كالشيوعيّة والفاشيّة، و(دراسات في المذاهب الأدبيّة و الاجتماعيّة) و(مطالعات في الكتب والحياة) و(بين الكتب والناس) و(ساعات بين الكتب) و(دين وفن وفلسفة) و(الشذور) و(الفصول) و(مطالعات) و(جحا الضاحك المضحك) و(موسوعة عباس محمود العقاد الإسلاميّة).
    وصفه سعد زغلول فقال: أديب فحل، له قلم جبّار، ورجولة كاملة، ووطنيّة صادقة، واطّلاع واسع، ما قرأت بحثاً أو رسالة في جريدة أو مجلّة إلا أعجبت به غاية الإعجاب، وما عالج موضوعاً، إلا أحاط به جملة وتفصيلاً، إحاطة لا تترك بعدها زيادة لمستزيد، وله أسلوب أدبي فريد.
    وكتب في سيرته: أنيس منصور (في صالون العقّاد ) ورجاء النقاش (العقّاد بين اليمين واليسار) وعامر العقاد (عبقرية العقاد) و(معارك العقاد الأدبيّة) و(لمحات عن حياة العقّاد) ويحي الشامي (العقّاد كاتباً وشاعراً) ومحمد طاهر الجبلاوي (من ذكرياتي في صحبة العقّاد) وشوقي ضيف (مع العقّاد) ونشر عبد الحميد العلّوجي (نشرة بيبلوغرافية من آثار العقّاد الفكريّة) وعبد الحي دياب (العقّاد وتطوّره الفكري) وجابر قميحة (منهج العقّاد في التراجم الأدبيّة).
    وكتب العقاد في سيرته الذاتيّة (أنا العقّاد) حوى أربعين مقالاً تناولت حياته الشخصيّة، بما لها من صفات وطبائع وخصائص وتربية أدبيّة وفكريّة، وبما طبع أو انطبع في نفسه من إيمان وعقيدة ومبادئ، وبما تأثر من بيئته واساتذته، و(حياة قلم) تناول فيه جوانب حياته الاجتماعيّة والسياسيّة.
    نال جائزة الدولة التقديريّة سنة 1960 توفي بالقاهرة، ودفن في أسوان.
    __________________________________
    (1) المعجميون في خمسين عاماً ص 137 محمد مهدي علام. (2) قمم وأفكار إسلامية ص 37 سامح كريم. (3) العقاد كاتباً وشاعراً، ص 7 و 13 و 21، 38، يحي الشامي. (4) في الأدب الحديث ص 213 عمر الدسوقي. (5) الفكر الإسلامي المعاصر ص 55 غازي التوبة. (6) من تاريخنا المعاصر ص 160 محمد عبد المنعم خفاجي (7) النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين ج 1 ص 543 محمد رجب بيومي. (8) الأعلام م 3 ص 266 خير الدين الزركلي. (9) مجلة حضارة الإسلام ع 9 مقال بسام الإسطواني. (10) حياة قلم لعباس محمود العقاد. (11) ملامح وغضون صور خاطفة لشخصيّات لامعة ص (99 ـ 104) محمود تيمور.
    أعلام الصحوة الإسلاميّة .................................................. تأليف: محمد علي شاهين.

  • #2
    رد: المفكر عبّاس بن محمود بن إبراهيم العقّاد - حياته - بقلم: محمد علي شاهين

    تسلم الأيادي يا المفتاح...

    تقرير رائع جدا عن علم من أعلم عالمنا العربي....

    لك الود و الورد...

    تعليق

    يعمل...
    X