إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

للشاعرة الفلسطينية رولا سرحان - ديوان حراً على آخرك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • للشاعرة الفلسطينية رولا سرحان - ديوان حراً على آخرك

    قصائد غضة تلتحف الحرية



    رولا سرحان تتلمس بداية الإبداع من خلال “حرا على آخرك”
    صدر حديثاً عن “المؤسسة العربية للدراسات والنشر”، للشاعرة الفلسطينية رولا سرحان مجموعتها الأولى التي خرجت للنور بين دفتي ديوان بعنوان ” حراً على آخرك “. هذا العنوان الإشكالي يراه الشاعر والإعلامي أحمد زكارنة إضافة نوعية للمحتوى تضفي ظلالاً أخرى يلمحها القارئ بيسر بمجرد الوقوع في فخ الملاحقة التي تحققها نصوص هذا الديوان الممتلئ كما يقول الأديب الروائي والشاعر أنور الخطيب: بلغة كثيفة تمسك بتلابيب المعنى مباشرة ومن دون مواربة، فتأتي الجملة خالصة صافية من الشوائب.
    اهتمامات رولا سرحان تعطي لنصوصها نوعاً من التأويل الذي يستهدف الوصول إلى المستويات العميقة للخطاب عن طريق قراءة تُحدث نوعاً من الجدل لدى القارئ المتلقي، برغم أن الملاحظ في ديوان رولا سرحان كما يقول الأديب الفلسطيني محمود شقير: أن هناك ثمة ضبط للانفعالات وكتابة قصيدة تبدو كما لو أنها محايدة وهي ليست كذلك، مؤكداً أن لغة الشاعرة جميلة متقشفة وفيها محاولة لتأسيس أسلوب خاص بها، خارج على مألوف الشعر الفلسطيني.
    هذه الأسلوبية الخاصة تبدو واضحة في السواد الأعظم من نصوص هذا الديوان الذي حينما نريد السباحة ولو قليلا في أجوائه توقفنا كثيراً وهي تناشد الإنسان داخلنا في القصيدة التي حملت اسم الديوان” حراً على آخرك ” وهي تقول: لا
    تَعْتَدِلْ ولا تُعدّل
    اتّحد مع صلصالِك وتُرابك
    مع غُبارِك وتأنّقِك
    مع كلّ تعبك وتمرُّدك
    تكونُ أنت
    حرّا على آخرك
    وعلى نصفيكَ الشهيين
    فأصيرُ حرّةً على آخري
    بنصفين أحدُهما معك”.
    ولتحقيق غرض القراءة الأولية لهذا الديوان الزاخر بالمفاجآت يمكننا أن نعرج قليلاً لآخر النصوص المكتوبة لهذه التجربة الشعرية المتفردة بأسلوبيتها، لنقف معا أمام تفصيلة أعتقد أنها كتبت بلغة جديدة لتصور لنا حقيقة مشهدنا الفلسطيني الخاص والعربي العام في هذا المقطع من قصيدة ” إلا أننا “:
    “نتقاسمُ الرغيفَ بين مذبحةٍ ومنفى
    إلا أنَّنا
    عابقونَ باللونِ والمفاتيحِ ومغالبةِ الزمن
    نُرتِّبُ الحطبَ استعداداً للخيباتِ
    إلا أننا
    نتصبَّبُ محاولاتٍ تفورُ حرَّةً على
    الطبيعةِ
    كأن تُعمَّرَ نسلكَ كلَّما انطوت قامَتُكَ
    لأنَّ خللاً أصابَ وظيفةً حيويَّةً في التكاثرِ
    كرحيلِ الأملِ مثلاً”.
    أخيراً ونحن نقف على أبواب الصفحات الأولى في رحلة صوت شعري جديد يؤكد الكاتب والناقد الأديب جميل السلحوت أننا أمام شاعرة تخوض تجربتها الإبداعية بخطى واثقة، تمتلك صورا شعرية جميلة، ممهورة بإيقاع وموسيقى رشيقة وخاصة جدا.
    جدير بنا الإشارة إلى أن ديوان الشاعرة رولا سرحان الذي جاء في 166 صفحة بلوحة للغلاف من الفنان التشكيلي الأردني ” بدر محاسنة ” وتصميم الفنان الفلسطيني ” رائد الغضبان ” يحتوي على أربعين قصيدة توزعت في أبواب ثلاث يؤكد الإعلامي أحمد زكارنة أنها كتبت بوعي كامل في تدرج تصاعدي للرؤى والرؤيا حيث جاء بابها الأول بعنوان ” في الظرفِ حكايا – في المكانِ حكاية ” فيما وصفت بابها الثاني بالقول: في الرؤى تنضجُ الرؤيا وختمت ديوانها بباب خاص تؤكد فيه خصوصية المقولة حين أسمته: فيما لي، ما دفع الروائي الناقد أنور الخطيب للتأكيد أن رولا سرحان كتبت الحرب والحب في ديوانها (حراً على آخرك).
    تظل تجربة الشاعرة رولا سرحان من التجارب المعبّرة عن الواقع المعيش للشعب الفلسطيني الذي يعاني من ظلم واضطهاد في ظل الاحتلال الإسرائيلي، ومجموعتها هذه جاء لتصور بلغة حالمة وسلسة أضفت عليها سرحان بعدا إنسانيا متجاوز حدود الإقليمي الضيق إلى فضاءات أرحب.
يعمل...
X