تويت
على تويتر… مأزومون يناقضون أنفسهم
لا تمثل قضية المرأة مستجدا في إهتمامات المشايخ إذ لا طالما مثلت موضوعا لفتاوى التحريم، غير أن الجديد يتمثل في مهاجمة المرأة العاملة ومحاولة تقييد حركتها عبر تويتر.
ونشط مؤخرا هاشتاغان #كاشيرة # تحرشوا بالكاشيرات، غير أن المثير أن من أطلقهما عبد الله الداوود الذي يعرف نفسه على فيسبوك بأنه «كاشف العلمانية» إضافة إلى آخر يدعى محمد النشار.
ما يدعو إلى السخرية في هذا الأمر المفارقة العجيبة التي يضربها محمد الداوود فمن جهة يقف «حارسا» على الدين الإسلامي الذي احتكره المشائخ في كثير من الأحيان ومن جهة أخرى يدعو إلى التحرش بالنساء الذي يرفضه الإسلام وكل الأخلاق والأعراف الدولية.
وتصدى مغردون سعوديون لدعوة «الشيخ» حيث أطلقوا سريعا عبر الوسيلة نفسها التي استعملها «هاشتاغ» بعنوان «اعتقال عبد الله الداوود» و»اعتقال محمد النشار»، وذلك ردا على دعمهما لحملة إلكترونية تدعو إلى التحرش بالنساء العاملات في المراكز التجارية.
وغرد عبد الله محمد الداوود، الذي يعرف عن نفسه بأنه كاتب سعودي، على حسابه على تويتر قائلا «تفاعل مثمر في هاشتاغ #كاشيرة # تحرشوا بالكاشيرات».
وأبدى عدد كبير من المغردين من الجنسين اعتراضهم الشديد على تلك الدعوة، كما أعرب المغردون الرجال عن تضامنهم مع المرأة العاملة لاسيما تلك التي طالتها «إساءات الداوود.»
ويعكس هذا الجدل الدائر على صفحات التواصل الاجتماعي الانقسام الحاد الذي يشهده الشارع السعودي إزاء محاولات السلطات في المملكة تشجيع المرأة على العمل في إطار خطتها لتطبيق إصلاحات شاملة تعالج مشكلة البطالة بين السعوديين. وتصطدم القرارات السياسة الإصلاحية التي ينتهجها العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، بمعارضة بعض المتشددين من رجال الدين الذين يعتبرون أن عمل المرأة يفتح الباب واسعا أمام الاختلاط مع الرجال، الأمر الذي يرفضونه بشدة.
وفي هذا السياق، لاقت دعوة الداوود تأييدا وتشجيعا من «زملائه» المحافظين مثل رجل الدين خالد إبراهيم السقعبي الذي قال إن ”مساعي الحكومة لوضع قانون ضد التحرش في أماكن العمل يدعو إلى فجور بالتراضي».
من جانبهم شن النشطاء «حربا» ضد تلك الدعوات، بل طالبوا السلطات الأمنية باعتقال كل من الداوود والنشار لأنهما يعيثان في اﻷرض فسادا» على حد قول إحدى المغردات ولأن دعواتهما ”تتنافى مع الإسلام وتسيء له”
وقال الناشط خالد البندر، على «أخواتي الكاشيرات اللاتي آذاهن الداوود أن يتضرعن لله بالدعاء عليه بجوف الليل. فدعوة المظلوم مستجابة»، معتبرا أن الأخير «تمادى كثيرا، حتما سينال عقابه… وأكاد أجزم أنه بات وشيكا».
وتدور على تويتر ”معركة” تشير إلى أن القضايا السياسية والاجتماعية المهمة في السعودية يجري نقاشها في الفضاء الإلكتروني فاتحا المجال لكل الفئات الاجتماعية والمراحل العمرية للدخول في حوار بناء ومثمر.
بدرية البشر التي قامت بتحليل ذهنية التحريم في السعودية وخاصة فيما يخص المرأة، ذكرت أن سبب تحريم كثير من الأشياء في المملكة لم يكن بسبب الدين وإنما بسبب «التمسك الأعمى بأفكار وقيم ومبادئ تاريخية معينة»، وعقدت مقارنة بين حركة التحريم هذه وبين حركات سياسية متطرفة «لم يكن الدين باعثا على تطرفها، كالنازية، والماركسية».
وتقول بدرية البشر باحثة علم الاجتماع إن الواقع الاجتماعي طالما احتمل وجهات نظر متعددة فإنه واقع صحي يقدم عدة خيارات لكل قارئ ومتأمل، وأن من يدعي أن الحقيقة لها لون واحد ووجهة واحدة لاشك أنه صاحب فكر مأزوم».
كثير من المتشددين يرفضون عمل المرأة منعا للاختلاط بالرجال
ذهنية التحريم في المجتمع السعودي أصبحت شبه متجذرة، تعتمد على رجال دين متشددين يستغلون منابر المساجد. غير أن هؤلاء تحولوا أخيرا إلى استغلال المواقع الاجتماعية التي حرموها سابقا لبث أفكار غريبة يناقضون فيها أنفسهم.لا تمثل قضية المرأة مستجدا في إهتمامات المشايخ إذ لا طالما مثلت موضوعا لفتاوى التحريم، غير أن الجديد يتمثل في مهاجمة المرأة العاملة ومحاولة تقييد حركتها عبر تويتر.
ونشط مؤخرا هاشتاغان #كاشيرة # تحرشوا بالكاشيرات، غير أن المثير أن من أطلقهما عبد الله الداوود الذي يعرف نفسه على فيسبوك بأنه «كاشف العلمانية» إضافة إلى آخر يدعى محمد النشار.
ما يدعو إلى السخرية في هذا الأمر المفارقة العجيبة التي يضربها محمد الداوود فمن جهة يقف «حارسا» على الدين الإسلامي الذي احتكره المشائخ في كثير من الأحيان ومن جهة أخرى يدعو إلى التحرش بالنساء الذي يرفضه الإسلام وكل الأخلاق والأعراف الدولية.
وتصدى مغردون سعوديون لدعوة «الشيخ» حيث أطلقوا سريعا عبر الوسيلة نفسها التي استعملها «هاشتاغ» بعنوان «اعتقال عبد الله الداوود» و»اعتقال محمد النشار»، وذلك ردا على دعمهما لحملة إلكترونية تدعو إلى التحرش بالنساء العاملات في المراكز التجارية.
وغرد عبد الله محمد الداوود، الذي يعرف عن نفسه بأنه كاتب سعودي، على حسابه على تويتر قائلا «تفاعل مثمر في هاشتاغ #كاشيرة # تحرشوا بالكاشيرات».
وأبدى عدد كبير من المغردين من الجنسين اعتراضهم الشديد على تلك الدعوة، كما أعرب المغردون الرجال عن تضامنهم مع المرأة العاملة لاسيما تلك التي طالتها «إساءات الداوود.»
ويعكس هذا الجدل الدائر على صفحات التواصل الاجتماعي الانقسام الحاد الذي يشهده الشارع السعودي إزاء محاولات السلطات في المملكة تشجيع المرأة على العمل في إطار خطتها لتطبيق إصلاحات شاملة تعالج مشكلة البطالة بين السعوديين. وتصطدم القرارات السياسة الإصلاحية التي ينتهجها العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، بمعارضة بعض المتشددين من رجال الدين الذين يعتبرون أن عمل المرأة يفتح الباب واسعا أمام الاختلاط مع الرجال، الأمر الذي يرفضونه بشدة.
وفي هذا السياق، لاقت دعوة الداوود تأييدا وتشجيعا من «زملائه» المحافظين مثل رجل الدين خالد إبراهيم السقعبي الذي قال إن ”مساعي الحكومة لوضع قانون ضد التحرش في أماكن العمل يدعو إلى فجور بالتراضي».
من جانبهم شن النشطاء «حربا» ضد تلك الدعوات، بل طالبوا السلطات الأمنية باعتقال كل من الداوود والنشار لأنهما يعيثان في اﻷرض فسادا» على حد قول إحدى المغردات ولأن دعواتهما ”تتنافى مع الإسلام وتسيء له”
وقال الناشط خالد البندر، على «أخواتي الكاشيرات اللاتي آذاهن الداوود أن يتضرعن لله بالدعاء عليه بجوف الليل. فدعوة المظلوم مستجابة»، معتبرا أن الأخير «تمادى كثيرا، حتما سينال عقابه… وأكاد أجزم أنه بات وشيكا».
وتدور على تويتر ”معركة” تشير إلى أن القضايا السياسية والاجتماعية المهمة في السعودية يجري نقاشها في الفضاء الإلكتروني فاتحا المجال لكل الفئات الاجتماعية والمراحل العمرية للدخول في حوار بناء ومثمر.
بدرية البشر التي قامت بتحليل ذهنية التحريم في السعودية وخاصة فيما يخص المرأة، ذكرت أن سبب تحريم كثير من الأشياء في المملكة لم يكن بسبب الدين وإنما بسبب «التمسك الأعمى بأفكار وقيم ومبادئ تاريخية معينة»، وعقدت مقارنة بين حركة التحريم هذه وبين حركات سياسية متطرفة «لم يكن الدين باعثا على تطرفها، كالنازية، والماركسية».
وتقول بدرية البشر باحثة علم الاجتماع إن الواقع الاجتماعي طالما احتمل وجهات نظر متعددة فإنه واقع صحي يقدم عدة خيارات لكل قارئ ومتأمل، وأن من يدعي أن الحقيقة لها لون واحد ووجهة واحدة لاشك أنه صاحب فكر مأزوم».