إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لقاءالقاصة سنية عبد عون رشو ( زيارة غامضة ) - جلال جاف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لقاءالقاصة سنية عبد عون رشو ( زيارة غامضة ) - جلال جاف

    نص وحوار النور ..الحلقة الأولى / الجزء الثاني.. مع القاصة سنية عبد عون رشو ونصها ( زيارة غامضة )







    نص وحوار..الحلقة الأولى / الجزء الثاني.. مع القاصة سنية عبد عون رشو ونصها
    ( زيارة غامضة ) ..

    جلال جاف


    ضيفة الحلقة الشاعرة الناقدة
    أروى الشريف

    أسئلة الشاعرة القديرة أروى الشريف
    أروى الشريف:
    -أوجه ارق التحايا المعطرة بالياسمين لأستاذتي القديرة الكاتبة الكبيرة سنية عبد عون رشو على كل ما تقدمه من فن قصصي راق, يعبر بنا إلى دواخل الإنسان و خوالجه وتقديري العالي لأجوبتها التي ساهمت في تعميق فهم وإدراك ما تفكر به البطلة و ما تعانيه من واقعها كامرأة .
    وجدت نفسي أمام بعض الأسئلة إذا سمحتم :
    سنية عبد عون : سأكون ممتنة عزيزتي.... أهلا وسهلا بالشاعرة المبدعة أروى الشريف محبتي وتقديري
    السؤال الاول : أروى الشريف
    باعتبار ان القصة القصيرة ''فن قولي أو كتابي يقوم على حدث، ويتخلله وصف يطول أو يقصر، وقد يشوبه حوار أو لا يشوبه، ويبرز فيه شخصية أو أكثر، محورية أو ثانوية، تنهض بالحدث أو ينهض بها الحدث''،
    فهل قامت القصة القصيرة ''زيارة غامضة'' على حدث معين ارتكزت عليه الكاتبة القديرة سنية عبد عون رشو لحياكة خيوطها و تجسيد شخصية قلقة و مضطربة حيث لم يتمكن المتلقي من القبض على ملامح البطلة الا بعد قراءات متعددة و تاويلات مرتبطة بواقع قلق ايضا ؟
    جواب السؤال الاول : سنية عبد عون رشو
    تتمحور القصة حول الابعاد النفسية والهواجس التي تحملها البطلة وما يعتريها من ضغوط حادة قد توقعها في متاهات فكرية مضطربة أيضا قد تكون حقيقية أو خيالية أو قد تكون مونولوج داخلي مع الذات القلقة التي لا تعرف الاستقرار والهدوء نتيجة واقع مشحون بالخوف والرهبة والترصد للأحداث اليومية ....لذلك يمكننا القول ان أجواء القصة لا تتقبل الوصف أو الحوار في هذا الجو المرتبك ...لذلك تفهم ملامح البطلة النفسية وليست الجسدية
    و صعوبة تحديد ملامح الشخصية الرئيسة للنص انعكاس لضبابية هواجسها الداخلية وقلقها غير المفهوم حتى بالنسبة لها..
    السؤال الثاني : أروى الشريف

    ما مفهوم القصة القصيرة في نظر الكاتبة القديرة سنية عبد عون رشو و هل توافقين راي (امبرت) الذي يرى ان القصة القصيرة "هي عبارة عن سرد نثري موجز يعتمد على خيال قصاص فرد، برغم ما قد يعتمد عليه الخيال من أرض الواقع، فالحدث الذي يقوم به الإنسان... يتألف من سلسلة من الوقائع المتشابكة في حبكة، حيث نجد التوتر والاسترخاء في إيقاعهما التدريجي من أجل الإبقاء على يقظة القارئ، ثم تكون النهاية مرضية من الناحية الجمالية. (القصة القصيرة، لامبرت ص 52)؟
    جواب السؤال الثاني : سنية عبد عون رشو
    نعم ان القصة القصيرة تعتمد على وحدة الموضوع على ان يكون موضوعها مستمدا من الواقع وقد تحمل أحيانا أفكارا خيالية أو مفاجآت غير متوقعة لإثارة المتلقي...و يختلف الاسلوب من كاتب لآخر وبالطبع يعتمد الكاتب على مدى ثقافته وسعة خياله وطريقة معالجته للموضوع وحسن اختياره للفكرة التي يؤمن بها ويكون صادقا مع نفسه قبل كل شيء ويماهي نفسه الصادقة مع شخوص نصه ..والقصة القصيرة الحديثة عبرت أشواطا من التطور والتغيير وتجاوزت الكثير من شروط القصة القديمة التي تؤكد على وحدة الموضوع وتسلسل الاحداث لتصل الى العقدة ثم تندرج الى النهاية ولنا في ناتالي ساروت وفرجينا وولف مثلا جيدا
    السؤال الثالث : أروى الشريف

    في قصة ''زيارة غامضة'' نستشف وجه البطلة اذ هناك اشتغال على الخيال ونقش في الذاكرة والتاريخ البشري فتعددت أوجه الشخصيات التي كانت تراها البطلة من خلال حديثها وكلامها ويمكن القول انه مونولوج داخلي, وساعدت تقنية التنقل من مكان إلى مكان حتى الوصول الى المشفى الى دفعنا للقول ان الكاتبة القديرة سنية عبد عون رشو تفكر بخلق نوع جديد من القصة القصيرة حين نجد أنفسنا في فضاءات مخيالية متداخلة و متشابكة لاقحام البطلة في دوامة ما بين التوتر و الاسترخاء حيث تقول ''بهدوء وصوت خفيض قلت ....رأسي يؤلمني ....فقرات ظهري غير متجانسة .....كل فقرة تحتاج لجهود مكثفة...... أوربما لإجراء عملية جراحية والأدهى من ذلك ان روحي مثقلة بالهموم ...كل ايامي متشابهة.... معاناتي تتفاقم وليس هناك بارقة امل تمنحني الراحة والشعور بالأمان .....اما الاطباء الذين راجعتهم ..... فوعود كاذبة لتغيير حالتي الجسدية والنفسية .ليس إلا......حتى شل تفكيري ....هناك تناقض كبير بين ما يقوله الشعراء والكتاب ...... وما ينسج خيالهم من عوالم جميلة ودنيا مليئة بأحلام وردية ... ومابين واقع صلد قاس... ..
    جواب السؤال الثالث : سنية عبد عون رشو
    يحتاج الانسان الى من يخفف وطأة حزنه وقلقه لذلك يقصد المريض نفسيا لعيادة الطبيب المعالج ...اذن انه يبحث عمن يساعده ويستند اليه كما يبحث الشيخ الكبير عن عكازه الذي يتكئ عليه....فكانت صورة الام تتماثل أمامها وتستحضر روحها صادقة وحين قابلت هذا الجبل المعبأ بالحنان استسلمت خاشعة في محراب قدسيتها ....
    ...المرأة تعني الارض وتعني الوطن والاستقرار الاسري والحنان فالبطلة تعاني من العلل وقد انقسم ابناء جلدتها بعدد فقرات ظهرها الذي هو الركيزة الاساسية في الجسد ...وكل منها تحتاج لعناية خاصة ... هناك اكثر من ترميز أترك توضيح ومضاته وانزياحاته الاخرى للقاريء الكريم ولك ايتها الشاعرة النابهة القديرة .
    السؤال الرابع : أروى الشريف

    من خلال قراءتي للمقطع التالي:
    ''تبا لهم ولما يكتبون .....أشعر ان الناس كلهم يجتمعون حولي محاولين
    حبس أنفاسي حتى يكاد هذا الهاجس ان يقتلني ....''

    - سؤال جوهري يطرح :هل من الممكن ان يكون قولك في المقطع اعلاه ثورة على كل ما يٌكتب الآن و في هذه الظروف السياسية الصعبة و الأحداث المؤلمة, وهل تكون كتابة القصة ضربا من ضروب المغامرة وجب على القاصة القديرة خوضها؟
    جواب السؤال الرابع : سنية عبد عون رشو
    نعم انها ثورة على ذاتها فهي تلوم نفسها قبل غيرها, (هي ثورة على النفس وعلى الغير )ان تقرأ في الغزل مثلا في اجواء مشحونة بالتوتر والدخان ودوي الانفجارات المخيفة للأطفال والكبار ....عندها يشعر الانسان انه خارج نطاق الانسانية وانه عاد لزمن الكهوف والصراع البدائي...
    الكتابة (كوظيفة تحمل رسالة) ليست ضربا من ضروب المغامرة بل هي نتاج غليان القدر وتصاعد ابخرته التي لا يمكن للمرء منع انفلاتها , كتابة قصة تعني ما يعنيه بخار الماء المغلي ومع ذلك اتفق معك ان المغامرة في ابتداع شكلا كتابيا غير مسبوق او تناول مضامين غير مطروقة تشكل هاجسا لكل كاتب وكاتبة, وكل شاعر وشاعرة
    شديد احترامي ومحبتي للشاعرة القديرة أروى الشريف التي أغنت النص بأسئلة رائعة عميقة تنم عن ثقافة واسعة وقراءة نابهة غنية اتمنى لها التقدم والسؤدد .

    النص:
    زيارة غامضة......قصة قصيرة
    سنية عبد عون رشو
    15/06/2012 النور
    سمعت طرقا خفيفا على الباب وكانت الساعة الثالثة فجرا ....نهضت في حالة من الفزع ..... أحسست أن قدمي قد شلتا عن الحركة ....حاولت جاهدة ان أسير ببطء مستعينة بذراعي اللتين توكأت بهما على الارض لمسافة ثم حاولت النهوض بظهر محدودب .....يا ترى من يطرق بابي في مثل هذا الوقت....ولماذا .....؟؟؟
    حين فتحت الباب طالعني وجه أمي .....مبتسمة مستبشرة ....اندفعتْ بكامل جسدها من خلال فتحة الباب الضيقة .....عجبت لتصرفها وعدم مبالاتها وفهمت انها شعرت بخوفي وتحرجي لمجيئها ( أفي هذه الساعة المتأخرة من الليل؟؟.....بادرتني قائلة .....لا تفكري بأولادك فهم لا يسمعون حديثنا ولا تقلقي بشأن راحتهم ونومهم ..... قلت ....أتعتقدين اني كنت أغط بنوم مريح .؟؟.....
    قالت ....سمعت انك تشكين من قلق وكآبة أو مرض .....وانك تشعرين برتابة وملل ....وهذا ما يقلق راحتي ايضا .....!!
    نعم هذا صحيح .....ولكن من أخبرك .....؟ انا لم اخبر بشرا..!؟
    قالت ....ليس مهما.... .ولكن ما سبب حزنك أو مرضك ...؟.. ان قلبي معك .....؟؟
    جملتها ضاعفت حزني وكآبتي.و مرضي ....شهقت بنفس عميق وشعرت بحاجتي ان أصرخ بأعلى صوتي .....لكنها وضعت يدها فوق رأسي وتحسست جبهتي التي تتفصد عرقا .....يدها منحتني راحة وسكينة
    بهدوء وصوت خفيض قلت ....رأسي يؤلمني ....فقرات ظهري غير متجانسة .....كل فقرة تحتاج لجهود مكثفة...... أوربما لإجراء عملية جراحية والأدهى من ذلك ان روحي مثقلة بالهموم ...كل ايامي متشابهة.... معاناتي تتفاقم وليس هناك بارقة امل تمنحني الراحة والشعور بالأمان .....اما الاطباء الذين راجعتهم ..... فوعود كاذبة لتغيير حالتي الجسدية والنفسية .ليس إلا......حتى شل تفكيري ....هناك تناقض كبير بين ما يقوله الشعراء والكتاب ...... وما ينسج خيالهم من عوالم جميلة ودنيا مليئة بأحلام وردية ... ومابين واقع صلد قاس... ..
    تبا لهم ولما يكتبون .....أشعر ان الناس كلهم يجتمعون حولي محاولين
    حبس أنفاسي حتى يكاد هذا الهاجس ان يقتلني ....
    لا أدري أثمة أرواح شريرة تحرك هذا العالم من حولي .؟؟...أشعر ان أكثر صديقاتي بدأن يبتعدن عني وما زال صدى تحذيرهن في ذاكرتي.... جلست أمي قبالتي واضعة يديها فوق حافتي الاريكة .... منتصبة بجلستها كأنها هي الشابة وأنا المرأة المسنة ...... بحركة مستمرة تومئ برأسها .....دون ان تنطق بجملة واحدة ......حتى سمعنا تكبيرة اذان الفجر تصدح في الافق .....عندها ودعتني .....ما تزال ابتسامتها تؤذيني ..... اغلقت الباب خلفها ....وحاولت ان اعود الى فراشي .... ربما أفوز بإغفاءة مريحة ......
    لكني نهضت صارخة مذعورة خائفة... فقد تذكرت ......ان أمي قد ماتت قبل عشرة أعوام .....فما الذي أتى بها .....؟؟؟.... وكيف ....؟؟...لم أكن نائمة .....وهذه ليست رؤيا ....بل حقيقة ... أمي كانت هنا تماما حضورها الطاغي ما زالت آثاره في وجداني.....!!
    تقرن لساني ....وجف فمي ولم أقو على الوقوف فهوى جسدي الى الارض .....وغبت عن الوعي
    في اليوم الثاني وجدت نفسي في عيادة للطب النفسي ... الطبيب. يدعي انه يصدقني بكل ما أقوله ....ربما أطفئوا الحاسة السادسة عندي .....ولا أمتلك سوى ناصية الهذيان.......!!.. اعرف ان ما اقوله خارج السياقات. وان الطبيب يتصنع التصديق..
    أصدقك .. ولكن بم تنصحين .؟؟....يسألني الطبيب
    أنصح ان تعلنوا للملأ شفائي من كافة أمراضي وان تعيدوا أحلامي وكل أماني المضاعة .....اطلب ان تعيدوا قوتي المانحة للحياة .....ان تشيروا بأصابعكم لسارقيها ....
    حسنا ....حسنا ....
    بحركة من رأسه انصاع رجلان .. فأخذا بيدي الى ساحة فسيحة تصطف فيها الأشجار بطريقة منتظمة وفي وسطها تجري ساقية كتلك التي كانت في قريتنا أيام طفولتي ....تحت كل شجرة هناك مجموعة من النساء والرجال يتفوهون بهذيان أفهمه...هو عين الحقيقة .....أدركت حقيقة أخرى ان هناك شبه كبير بيني وبينهم في حيرتهم وتقلب أفكارهم .....أو ربما جنونهم . أحسست اني افهم رواد المشفى الصحي اكثر من فهمي لمن هم في خارجه.. هذه الحقيقة هي التي تشغلني الان. وابحث عن تفسير مقنع بالنسبة لي على الأقل .
    عالم ملتبس..والأحلام تركض بعيدا...والأيام . أيضا تنفلت من بين ايدينا .. كأنها تسرق

    جلال جاف
يعمل...
X