إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لؤي عبيد في باكورته الروائية "بل أكثر"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لؤي عبيد في باكورته الروائية "بل أكثر"

    رواية "بل أكثر".. بناء سردي متجانس غني بالتوترات الدرامية


    دمشق-سانا
    يرتب لؤي عبيد في باكورته الروائية التي حملت عنوان "بل أكثر" بناءه السردي بطريقة متجانسة محاولاً أن يغذي الأحداث بتوترات درامية متوالية تدفع الحدث باتجاهات غير متوقعة لكنها لا تلبث أن تعيده إلى سياقاته السابقة وفق تداعيات يفرضها كل موقف وذلك ضمن قدرة في التوليف بين خط السرد وحيد الاتجاه من جهة وبين قدرة الشخصيات على الانسجام ضمنه من جهة أخرى.
    وتحكي رواية /بل أكثر/ قصة صالح طبيب جراحة القلب الذي وهب حياته كلها لابنه ميار بعد وفاة والدته حياة حيث بقي وفياً لذكراها فترة طويلة رافضاً فكرة الارتباط بأي امرأة أخرى لكن الزمن يمضي ليتعرف في إحدى حفلات أصدقائه على نيسان الطبيبة النفسية الجميلة التي تتفهم موقفه من النساء وحساسيته الشاعرية وتعرف كيف تستفز عواطفه تجاهها حيث يقع فريسة الجمال الذكي.
    كما نتعرف في الرواية على شخصية حسن صديق صالح الذي يعمل صحفيا حرا إضافة إلى كونه عضوا في احدى جمعيات حقوق الإنسان الى جانب ملامح أخرى لبعض الشخصيات من قرية الطبيب صالح الجبلية الواقعة في الجنوب السوري ومنهم والدته الطيبة وأخوه رشيد الذي يفهم طريقة تفكيره إلى جانب قريبته ناديا التي تشاركه هواجس طفولته وتشفق على وحدته أكثر من مرة وتواسيه بعطفها بقدر كبير من الحنان إضافة إلى بعض الشخصيات النمطية ذات التفكير المتحجر وغير القابل للتجدد.
    تتكثف خيوط السرد لتكشف كيف يغير دخول نيسان إلى حياة صالح الكثير من المفاهيم لدى ابنه حيث نجد الصراع بات على أشده بين رغبة الأب في الحفاظ على ابنه وعلاقته الوطيدة به في ظل غياب أمه في مقابل أمله الشديد بالارتباط من جديد بشخص يحبه ويتفاعل معه بكل جوارحه ويشتد هذا الصراع بعد مرض ميار الشديد بعد امتحان الشهادة الثانوية حيث اتضح أنه يعاني من ثقب أكبر من المعتاد في غشاء القلب فيقوم والده بإجراء عملية ناجحة له تعيد المياه إلى مجاريها معه ولاسيما أنه بات على علاقة جيدة مع نيسان التي بدأ يكن لها بعض العواطف لوقوفها إلى جانبه وجانب والده في أزمتهما.
    انعطافة أخرى في مسار الأحداث يحققها سفر حسن إلى مصر إضافة إلى دخول ميار غمار الحياة الجامعية في كلية الهندسة المعمارية بكامل حيويته وما يتعرض له خلالها من علاقات اجتماعية وتجارب جديدة تفرض عليه أن يتمرد على والده في بعض الأحيان وأن يخطئ بحقه تحت تأثير الإفراط في شرب الكحول ويزداد الأمر سوءاً بعد أن يشاهد صالح مع حبيبته نيسان خبر وفاة صديقه الصحفي بعد أن اعتدى عليه متطرفون في مصر.
    وبعد أن يقرر الابن الالتحاق بإحدى جامعات الإمارات ضمن منحة دراسية ينال الأب فسحة أكبر من الحرية فيقرر الزواج بنيسانه كما تحب أن يسميها وفي ليلة الزفاف تطل ناديا لتفضح علاقته الغرامية بها فتتركه زوجته بعد أن جرح كبرياءها ولا تلبث أن تتزوج من أحد معارف والدها ليبقى صالح وحيداً من أعز الناس على قلبه زوجته وابنه وصديقه وحبيبته.
    وتبرز في الرواية قدرة عبيد على الانتقال من خط سردي إلى آخر بحيوية واضحة لكن يوءخذ عليه عدم تمكنه من التوغل في نفسية الشخصيات اذ جاء الكثير من ردود أفعالها مبالغاً فيه أو غير منطقي ولاسيما في ظل عدم اكتمال إحيائها على الورق فمثلاً نستغرب التغير الكبير في نفسية صالح الذي كان رافضاً النساء ثم مقبلاً عليهن بنهم أو في بنية نيسان الانفعالية التي جعلتها تنتقل من كونها جريئة وهي التي طلبت لقاء من صالح وبدأت بالتودد إليه إلى كونها عاشقة مذبوحة نتيجة عدم إخباره لها بعلاقة قديمة وهي العالمة بأنه متزوج وغيره الكثير.
    ونلمح عبر الرواية امتلاك عبيد للغة متينة السبك تبدو خلال بعض الاستطرادات التي لا تخلو من شعر يجعلها الراوي بمثابة داعم للحالة الشعورية التي يدور الحدث حولها كما في قوله.. كساعة متأخرة يطرق الحب خطأ على أبواب قلوب من لا ينتظرون ضيفا ثقيلاً في آخر العمر دونما أية ابتسامة أو موعد مسبق أو أي تعبير من الخجل لينبئهم بخراب الروح الجميل الذي يحسون بروعته عندما يبنى على بقايا قلوبهم المتكسرة تحت صخور العشق.
    يذكر أن رواية /بل أكثر/ صادرة حديثاً عن دار نجار للنشر والطباعة وعبيد من مواليد دمشق عام 1989 وهو طالب في كلية التجارة والاقتصاد.
    بديع صنيج
يعمل...
X