إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عاشق السماء رائد الفضاء غيرمان تيتوف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عاشق السماء رائد الفضاء غيرمان تيتوف

    غيرمان تيتوف عاشق السماء


    شأن كل انسان ان يبحث عن مكانه في هذه الحياة. وهذا شأن غيرمان تيتوف كذلك.
    لم يحلم غيرمان منذ ايام صباه بان يحلق في السماء ،كما يقال. ولم ينتزع ركنا من الزرق السمائي ليخفيه في قلبه الا بعد مرور فترة.
    واحب أولا التأمل في النجوم البعيدة التي تتلألأ في الظلام، ثم عرف انها ليست نجوما بل كواكب سيارة كما يقول علم الفلك. ثم طار نحوها ليتأكد من وجودها في الكون ويستمتع بتألقها .
    ولد غيرمان تيتوف يوم 11 سبتمبر/ايلول عام 1935 في عائلة مدرس وترعرع في جو من احترام الناس والعلوم والعمل المتفاني والوفاء للاصدقاء. وبقي في نفسه طول عمره مثل قاله ابوه المدرس" من لم يعرف ذوق المر لن يستوعب الحلو".
    علمته المدرسة حب التقنيات ، وكانت اول تقنية اضطلع بها هي آلة عرض افلام كان يفككها ويجمعها كل يوم لكي يفهم الفكرة الموضوعة في اساس هذا الجهاز الساحر. ثم اهتم بالسيارات وتعلم سياقتها. ثم جاء دور الطائرات. ولما سألوه بعد التخرج من المدرسة ما هي المهنة التي يحب ان يكرس لها حياته كلها قال دون تردد : بالتـأكيد هي الطيران. فالتحق بالكلية الجوية في مدينة بارناؤول حيث سمع تعليمات واردة من النقيب المدرب كيسيليوف تفيد بان طيارين الاختبار هم مسؤولون عن كل شيء ولا يحق لهم ان يخطأوا لا في السماء ولا في الارض. واذا اخطأت انت فتموتَ ويموت زميلك معك.
    هكذا كان طريقه الى السماء، فاحبها برتقالية وقت الضحى وشفافة وقت الظهر وقرمزية وقت الاصيل.
    وحل عام 1959 ، فصارت تدوي في الاذان ألفاظ مثل الاقمار الصناعية والفضاء الكوني التي كانت تبدو خيالية منذ زمن قصير ، فاستدعي غيرمان تيتوف الى فريق رواد الفضاء لكونه طيار اختبار ممتازا يتصف بالشجاعة ورد الفعل السريع والمهارة الجوية الى جانب الصحة الممتازة.
    واحبه زملاءه لخفة دمه وولعه بالادب والشعر وتعاطفه مع زملائه واستعداده لحل مشاكلهم وقدرته على حل المشاكل التقنية.
    وقد طرح تيتوف بعض العروض التقنية التصميمية التي وافق عليها العلماء، وذلك اثناء تلقيه العلوم في الدورة التدريبية في مدينة النجوم. وتم تعيينه طيارا بديلا ليوري غاغارين الذي انطلق الى الفضاء الكوني يوم 12 ابريل /نيسان عام 1961 و دشن عصرا جديدا في تاريخ البشرية. وكان يشاركه والشعب السوفيتي كله في سعادته بعد انجاز هذا التحليق الفضائي الاسطوري. وامضى يوري غاغارين في الفضاء ساعتين. بينما كتب على تيتوف ان يقضي في الفضاء 25 ساعة و18 دقيقة ، وذلك في 6 – 7 اغسطس/آب عام 1961 حين ركب سفينة "فوستوك – 2" الفضائية ليقوم بالتحليق الفضائي الثاني ( بعد غاغارين) . وشكل هذا التحليق خطوة هامة في هندسة الفضاء الكوني، فابلغ نتائج التحليق الى اعضاء الاكاديمية السوفيتية وتحدث حوله الى علماء امريكا ويوغوسلافيا وألمانيا وعمال ميناء هايفونغ وطلبة جاكارتا .
    ومرت سنون، سنة تلت اخرى، فلم ينفد حماس تيتوف الذي تخرج من اكاديمية جوكوفسكي لهندسة الطيران ثم اكاديمية الاركان العامة وترقى الى رتبة اللواء الجوي. فلم يهدأ وبدأ في اختبار الطائرات الحربية الحديثة بما فيها طائرات تفوق سرعتها سرعة الصوت ومزودة باجنحة متحركة ، وعمل على تطوير مشاريع جديدة في الملاحة الفضائية والطيران والاتصال الفضائي.
    احيل رائد الفضاء غيرما تيتوف الى التقاعد عام 1993 ، وبعدها انتخب نائبا في مجلس الدوما ، وكان عضوا في الكتلة البرلمانية للحزب الشيوعي الروسي.
    توفي تيتوف في 20 سبتمبر/ايلول عام 2000 ، فاطلق اسمه على جزيرة في خليج تونكين وجبل في الجهة العكسية للقمر.
يعمل...
X