إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قوانين قراءة النص الأدبي و الشعرية - أزراج عمر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قوانين قراءة النص الأدبي و الشعرية - أزراج عمر

    الشعرية وقوانين قراءة النص الأدبي





    دي سوسير وجاكبسون: باحثان اهتما بوظائف اللغة في سياقها التداولي
    أزراج عمر
    عن دار العربية للعلوم – ناشرون ببيروت ومنشورات الاختلاف بالجزائر صدر للباحث الجزائري الطاهر بومزبر هذا الكتاب الذي يحمل عنوان “التواصل اللساني والشعرية” ويركّز على نظرية التواصل ومفهوم الشعرية والوظائف اللغوية عند فردينان دي سوسير وكارل بوهلر ورومان جاكبسون.
    أهمية كتاب “التواصل اللساني والشعرية” تتمثل في كونه يتسم بالوضوح من حيث الشكل وبالدقة والاختصار من حيث عرض الأفكار وفضلا عن ذلك فإنه يقدم خلاصة لبانوراما هذا الحقل اللساني المعقد وبذلك فإنه عمل يزيل الكثير من المسائل الغامضة، ومن ثمة فإنه كتاب مفيد للمهتمين بالتطورات التي يشهدها حقل اللسانيات اللغوية.
    في هذا الكتاب سأركز على مفهوم أساسي تناوله الباحث الطاهر بومزبر بالتحليل وهو مفهوم الشعرية الذي يحتل مكانة مهمة في الدراسات النقدية والأدبية والثقافية والمتسم غالبا بالغموض فضلا عن الخلط الذي يقع فيه بعض الدارسين حيث نجدهم لا يميزون بين الشعرية والشاعرية التي تعني شيئا مختلفا كل الاختلاف، وعلى الوظائف الستة في نظرية جاكبسون والتي تتأسس عليها عمليات التواصل اللغوي بين الناس وبين الثقافات وفك شفرات الخطابات ورموزها.
    في مفهوم الشعرية
    في قاموسه المخصص لشرح مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص” يوضح الباحث الجزائري رشيد بن مالك النقاط التالية المتعلقة بمعنى مصطلح الشعرية و نلخصها هكذا: لا تسعى الشعرية إلى تسمية المعنى، بل تهدف إلى معرفة القوانين العامة التي تنظم ولادة كل عمل، وهذا يعني أن الشعرية مقاربة “مجردة” وباطنية في الآن نفسه، كما أنها وفقا لهذا الباحث تعني علم الأدب. في هذا السياق يرى رشيد بن مالك أن موضوع “الشعرية ليس مجموع وقائع الأعمال الأدبية، بل هو البنية المجردة التي هي الأدب “. وبهذا الخصوص نجد الناقد الأميركي جونثان كولر يميز بين الشعرية وبين التأويل هكذا: “هنا يوجد تمييز أساسي، يهمل غالبا جدا في الدراسات الأدبية، بين نوعين من المشاريع: فالمشروع الأول مصاغ على اللسانيات ويتخذ المعاني باعتبارها ما يجب شرحه، و يحاول أن يبحث كيف هي ممكنة، أما المشروع الثاني فإن عمله يبدأ من الأشكال ويبحث في التفسير لإخبارنا عن ماذا تعني حقا”.
    يلاحظ بأنه يوجد تناقض جوهري في حقل الدراسات الأدبية بين مفهوم الشعريات وبين مفهوم التأويل ينبغي إبرازه بكل وضوح حتى ندرك الفرق بين هذين المصطلحين، وهكذا فإنه من الضروري القول بأن ” الشعريات تبدأ من المعاني والأسباب المؤكدة و تسأل: كيف أنجزت”، أما التأويل الذي يختلف عن الشعريات من حيث الدلالة والوظيفة “فيبدأ من النصوص و يسأل ماذا تعني، ويبحث من أجل اكتشاف التفسير الجديد أو الأفضل”. في هذا السياق يشرح الباحث الطاهر بومزبر الشعرية بأنها “الوظيفة التي تركز على الرسالة مع عدم إهمال العناصر الثانوية الأخرى، ونلـمح تعريفها في تحديد جاكبسون لمجال الشعرية بوصفها علما قائما بذاته ضمن أفانين اللسانيات أي بوصفها الدراسة اللسانية للوظيفة الشعرية في سياق الرسائل اللفظية عموما وفي الشعر على وجه الخصوص”.
    وظائف اللغة
    وهنا نجد الباحث بومزبر يستنتج بأن اللسانيات “عمل يستغرق كل جزئيات اللغة الداخلية والخارجية ، وما ينجم عن هذه الجزئيات من وظائف متباينة حسب تباين مآلات الفعل اللغوي”. أما في ما يتعلق بوظائف اللغة عند عالم اللسانيات رومان جاكبسون فيلخصها في ستة وظائف، هي : أولا الوظيفة التعبيرية التي تركز على المرسل الذي لديه الفكرة، أو قصد يريد التعبير عنه تجاه المرسل إليه سواء كان شخصا مفردا أو جماعة، ثانيا الوظيفة الإفهامية التي تعني توضيح وتبيان مضمون الرسالة الموجهة من طرف المرسل إلى المرسل إليه، ويبرز الباحث بومزبر أن مميزات الخطاب الإفهامي تتمثل عدة عناصر منها التأثير، والإقناع، والإمتاع والإثارة، ثالثا الوظيفة الانتباهية التي ترمي باختصار إلى “التأكد من اشتغال دورة الكلام ونجاح عملية التواصل” وفقا لشروح جاكبسون، رابعا الوظيفة المرجعية والتي تعني بالتقريب أن “اللغة تحيلنا على أشياء وموجودات نتحدث عنها وتقوم اللغة فيها بوظيفة الرمز إلى تلك الموجودات والأحداث المبلَغة” كما يرى الناقد التونسي عبد السلام المسدي، خامسا وظيفة ما وراء اللغة التي يتم شرحها عادة بأنها تعني الكلام على الكلام نفسه لشرح الموقف أو الدلالة أو القصد الذي لم يكن واضحا. وبهذا الخصوص يمكن لنا أن نعطي أمثلة أخرى لتوضيح المقصود بمصطلح “ما وراء اللغة” كمثال النقد الذي نكتبه عن نظرية النقد أو كما يشرح قاموس كامبردج في الفلسفة فإن ما وراء اللغة هو اللغة التي تستعمل لوصف لغة أخرى، حيث أن ما وراء اللغة يستعمل لتخصيص لغة الرموز والوظيفة الشعرية التي تهدف إلى إدراك ” الخصائص المجردة التي تصنع فرادة الحدث الأدبي أي الأدبية”.
يعمل...
X