إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر عبد الرحيم محمود تخليداً لذكراه - عدنان حطاب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر عبد الرحيم محمود تخليداً لذكراه - عدنان حطاب

    احتفال ثقافي في عنبتا
    تخليداً لذكرى الشاعر عبد الرحيم محمود

    عدنان حطاب


    عقدت مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع، أمس، ندوة بعنوان: أثر عبد الرحيم محمود في الشعر الفلسطيني المقاوم "وذلك احتفالاً بمرور مئة عام على ميلاده، بمشاركة الشعراء: عبد الناصر صالح، ومفلح طبعوني وطارق عبد الكريم محمود.

    واحتشد عشرات الطلبة في قاعة المدرسة التي تحمل اسم الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود في أجواء يغمرها الشوق واللهفة للاستماع إلى سيرة الشاعر الشهيد وأشعاره ومسيرته الوطنية والإبداعية.

    واستذكر مدير المدرسة، مروان ذوابي،أشعار عبد الرحيم محمود والأثر الذي تركته في نفوس وعقول شريحة الطلاب بالذات، الذين، ما زالوا يرددون أشعاره ويستلهمون تجربته في الدفاع عن وطنهم وشعبهم، مضيفاً أن أشعاره عكست الاهتمام الصادق لأهداف وغايات شعبنا الفلسطيني وهو يناضل من أجل استعادة حقوقه المشروعة.

    وقال الشاعر عبد الناصر صالح عضو المجلس الوطني الفلسطيني، مدير عام وزارة الثقافة، أن ما يميز شعر عبد الرحيم محمود هو الرومانسية، مشيراً أن ما يحرك الرومانسية أمران: أولهما الأسطورة الغنية التي وظفها في شعره وجعلته متفوقا له لونه الخاص ونكهته الخاصة، لنتعرف من خلالها على أهم الأحداث التي مر بها الشعب الفلسطيني في كافة مراحل نضاله منذ مطلع القرن الماضي، مؤكداً أن نبع الأساطير قد جف الآن، وأن التجريد قد طغى على النتاج الشعري الفلسطيني، وأشار إلى أن الأمر الثاني الذي يميز عبد الرحيم محمود هو الثورة، مؤكدا أن عبد الرحيم محمود كان شاعرا "ثائراً" ومشاركاً مشاركةً فعلية في النضال ضد أعداء شعبه، وأن هذه المشاركة جعلت الشعر يخرج من أحشائه الملتهبة ليؤثر على كل الحواس، وأن أبياته الشعرية الشهيرة هي تقدم باتجاه الروح وأساسه التفاعل مع الحواس، وأن الحسّي لديه تحول إلى روحي وهي ميزة لا تتوفر عند غيره من الشعراء.

    وتحدث الأستاذ طارق عبد الكريم محمود، ابن شقيق الشاعر عبد الرحيم محمود، عن مسيرة حياة عمه منذ ولادته عام 1913 وحتى استشهاده عام 1948، مستعرضاً مناسبات التكريم والفعاليات التي خلدته واستحضرت ذكراه. وقال: إن أول تكريم له كان من أهالي الناصرة الذين عرفوه وأحبوه فقاموا يوم استشهاده بتشييعه في جنازة مهيبة، وحرصوا أن يكون ضريحه مَعْلماً معروفاً، كما أن أهالي طولكرم وعنبتا خرجوا يوم استشهاده في جنازة رسمية، وألقى يومها الشاعر الفلسطيني حسن البحيري قصيدة مؤثرة.

    وأكد الأستاذ طارق عبد الكريم أن وزارة التربية والتعليم الأردنية قد أدرجت قصائد له في منهاج اللغة العربية، وكذلك فعلت وزارة التربية والتعليم في السلطة الفلسطينية وعدد من مثيلاتها في الدول العربية، مضيفاً أنه في عام 1956، أقيم في العاصمة الأردنية عمان حفل لإحياء ذكراه تحدث فيه كل من الأساتذة: قدري طوقان وإسحاق موسى الحسيني وأكرم زعيتر ووهيب البيطار وراضي عبد الهادي وسيف الدين الكيلاني وعبد الرؤوف حمزة، كما خصصت الإذاعات والتلفزيونات العربية عدة برامج عن الشاعر الشهيد، وقال عدد كبير من الشعراء قصائد فيه، وصدرت عدة دواوين له في طبعات مختلفة وأقيمت أيام دراسية للحديث عنه، كما صدرت مجموعة من المؤلفات تتحدث عن مسيرته النضالية والأدبية، وأطلق اسمه على مدارس في عنبتا ونابلس، وعلى شوارع في عنبتا ونابلس وعمان، ومنذ البدء باحتفالات مئوية الشاعر،هذا العام، أقيمت لقاءات وندوات أدبية كثيرة في كل مكان من فلسطين.

    وأشار الشاعر مفلح طبعوني، ممثل مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع في الناصرة، إلى المكانة التي يتبوأها الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود، في قلوب أبناء الناصرة الذين أحبّوه وأحبَّهم، فعاش في قلوبهم ووجدانهم وعاشوا في قلبه ووجدانه حتى آخر قطرة سالت من دمه، مضيفاً أن ذاكرة أبناء الشعب الفلسطيني ما زالت خصبة ثرية تحفظ عهود ومواثيق المخلصين وروائحهم العطرة الفوّاحة التي لا تزال تأتينا مع نسيم الصباح العليل، ونشتم عبيرها العذب في كل آن.وأشار طبعوني إلى العلاقة النضالية الرفاقية التي جمعت عبد الرحيم محمود مع قوى شعبنا الوطنية منذ مطلع الأربعينات من القرن الماضي وخاصة عصبة التحرر الوطني والقائد الأممي فؤاد نصار بالذات، وآخرين ممن حملوا راية النضال والدفاع عن حقوق شعبهم عقوداً من الزمن، وما زال أبناؤهم وأحفادهم يحملون نفس الراية حتى يتحقق الهدف الذي دفع الشاعر عبد الرحيم محمود روحه من أجله. وأكد الشاعر مفلح طبعوني أن الشاعر عبد الرحيم محمود، كشاعر ثوري ومناضل تقدمي، سجّل في كتاب فلسطين صفحات نضالية وثقافية مشرقة، مضيفاً: أننا الآن نجلس حول مائدة واحدة بحضور عبد الرحيم محمود، هذه المائدة يحفها الإخلاص والوفاء ويضيء من خلالها الوجه المشرق للشاعر الشهيد وهو يقرأ أشعاره مُعبِّراً عن خالص إرادته وعهده لوطنه بانتصار الحق على الباطل وانطلاق كافة خيول الحرية من قيودها، مفاخراً بشعبه ونضاله الدؤوب من أجل الحرية والعودة، ومطالباً بإنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني وتكريس الوحدة الوطنية ومبادئ الحوار والأخوة الكفاحية وتمتين الجبهة الداخلية لدرء أي عدوان غاشم يستهدف أرضنا وشعبنا وتاريخنا وثقافتنا.

    وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع في الناصرة، أقدمت، مؤخراً،على تنظيم وإحياء الأُمسيات والندوات الثقافية تخليداً لذكرى الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود، وأصدرت كتاباً في الذكرى الخمسين لاستشهاده بعنوان: "عبد الرحيم محمود شاعراً ومقاتلاً"، وعكفت هذه المؤسسة لمناسبة مرور مئة عام على ميلاد عبد الرحيم محمود على وضع وتنفيذ الخطط والبرامج الشعرية والثقافية احتفالاً بهذا الشاعر والرمز الثقافي والوطني الكبير"وهي من المؤسسات الناشطة في جمع وتوثيق تراث الشعراء والمناضلين الفلسطينيين الذين أسهموا في نشر رسالة الثقافة الوطنية والإبداعية والإنسانية للشعب الفلسطيني.
    أنا بنت الهاشمي أخت الرجال
    الكاتبة والشاعرة
    الدكتورة نور ضياء الهاشمي السامرائي
يعمل...
X