إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

منازل الرؤساء السوريون ((أمين الحافظ - نور الدين الأتاسي - حافظ الأسد ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منازل الرؤساء السوريون ((أمين الحافظ - نور الدين الأتاسي - حافظ الأسد ))


    منزل أمين الحافظ مخزن للهيل والبن

    مكاتب تجارية في سكن نور الدين الأتاسي

    وحافظ الأسد أهدى بيته

    (دي برس - إعداد: زاهر جغل) ينفرد موقع "دي برس" بنشر ملف يتنقل ما بين النزل التي قطنها رؤساء الجمهورية العربية السورية، ملف يوثق حياة بيوت كانت شاهدا على أحداث ومجريات سياسية، أنصتت إلى ما دار في أذهان الرؤساء وعرفتهم عن كثب، غير أن هذا الشاهد لم يجد من يوثق تاريخه حيث غاب عن سجلات دار الوثائق الوطنية وسطور المؤرخين والباحثين.
    "دي برس" وقفت على تاريخ البيوت والحال الذي آلت إليه بعد رحيل ساكنيها، جالت بين جدرانها، وبحثت عن قيدها، والبداية كانت ممن يشغلها اليوم وصولاً إلى ذوي الرؤساء والمقربين منهم، ودعم الملف بشهادات خبراء وباحثين مختصين تحدثوا عن الإهمال الذي تعيشه، وعقدوا مقارنة بينها وبين نظيراتها في الدول الأخرى حيث تحولت هناك إلى متاحف تحوي أغراض الرؤساء الشخصية، وخص الملف جانباً للرأي الرسمي المسؤول عن الواقع المعاصر للبيوت.

    أمين الحافظ 1963 - 1966م (مستودع لتخزين البن):
    تولى أمين الحافظ رئاسة الجمهورية العربية السورية في 27 تموز 1963، بعد إفشال انقلاب الناصريين وعزل رئيس مجلس قيادة الثورة الأسبق لؤي الأتاسي من منصبه، كما ترأس الحافظ المجلس الوطني لقيادة الثورة وتسلم أيضاً جميع المناصب التي تشمل قيادة الجيش إضافة لمنصب الأمين القطري لحزب البعث.

    ينضم الرئيس أمين الحافظ لقائمة بعض الرؤساء السوريين الذين لم يتملكوا بيوتاً طوال مسيرة حياتهم وفقاً لزوجته زينب بيبو، غير أن الحافظ ظل مخلصاً لبيت العائلة في حارة الشيخ محمد الجذبة الواقعة ضمن منطقة البياضة بمدينة حلب، حيث استمرت زياراته وجولاته في أروقة حاراتها حتى أخر أيام حياته بحسب زينب.
    وفيما يتباهى أهالي حي البياضة بجوارهم للمنزل الذي حضن طفولة وشباب الحافظ، يمثل هذا البيت اليوم خاوياً على عرشه حزيناً ومهترئاً، بعد أن أهمل وترك مهجوراً بعدما حولته عائلة زوجة أخيه التي امتلكته لاحقا إلى مخزن للبن والهيل.
    منزل الرئيس أمين حافظ في منطقة البياضة

    وسكن الحافظ مستأجراً في العديد من المناطق والمدن التي فرز إليها أثناء خدمته كضابط في الجيش العربي السوري، فكانت منطقة الجزيرة (الحسكة، البوكمال، ودير الزور) نطاقاً تنقل فيه الحافظ خلال حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، إلى أن سافرإلى "بوينس أيرس" ليكون ملحقاً عسكرياً للسفير السوري في الأرجنتين وغادرها عام 1961م.
    عاد الحافظ إلى دمشق من بوابة قيادة المجلس العرفي عندما تم تنصيبه حاكماً عرفياً، ومن ثم توليه رئاسة الدولة عام1963، وحينها كانت إقامته في القصر الجمهوري بدمشق وسكنه طوال فترة حكمه إلى أن حوصر فيه ورحل.
    منزل الرئيس أمين حافظ في حي الفرقان

    واحتضن حي القطرنجي في حلب الرئيس أمين الحافظ مدة أربع أشهر في بيت ابنه الكبير من زوجته الأولى، وانتقل بعدها للإقامة في لبنان مدة سنتين، من ثم توجه الحافظ إلى العراق عام 1968 واستقر في عاصمتها في شارع الرشيد البغدادي الشهير ما ينيف عن 35 عاماً إلى أن سقط نظامها الحاكم عام 2003، فقرر الحافظ العودة إلى حلب بعد دخول القوات الأميركية إلى العراق، وتم استقباله في سورية كرئيس أسبق للدولة وذلك بتوجيه خاص من الرئيس بشار الأسد، ونال الحافظ في عودته مكرمة خاصة من القيادة السورية، حيث منح سيارة فارهة وإقامة مرموقة ضمن بيت فاخر بحي الفرقان، المنطقة التي تعد من أكثر المناطق رقيا في حلب، كما حظي باهتمام ورعاية صحية رافقته طوال فترة صراعه مع المرض إلى أن توفي نهاية العام الماضي 2009.

    نور الدين الأتاسي 1966 - 1970م (على طريق الهدم):
    وصل الرئيس نور الدين الأتاسي إلى هرم السلطة في سورية 25 شباط 1966 بعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس الأسبق أمين الحافظ، وكانت سلطة رئاسته محدودة في ظل نفوذ الأمين العام المساعد لحزب البعث صلاح جديد بصلاحيات فعلية مطلقة.
    وتم في عهد نور الدين الأتاسي توقيع اتفاق إنشاء سد الفرات مع الحكومة السوفيتية وبوشر في تنفيذه في ذلك العهد أيضا. كما خسرت سوريا مع مصر والأردن خلال فترة حكمه حرب الـ1967 وتم احتلال الجولان.


    ولد الرئيس نور الدين الأتاسي وأمضى معظم حياته في منطقة باب هود بمدينة حمص ضمن شارع يعرف باسم طريق الشام، حيث ترعرع الأتاسي في بيت عربي كبير ضم عائلته وعائلات كل من أعمامه وعماته، ويتميز هذا البيت بصيته الذائع في تلك المنطقة رغم هدمه عام 1987 وتحويله إلى بناء كبير توزعت المحلات والمكاتب التجارية في أدواره الأولى والأرضية.
    منزل عائلة الرئيس نور الدين الأتاسي سابقاً


    ولم تكن إقامة الأتاسي طويلة في البيت الذي استأجره قبيل استلامه الرئاسة بمنطقة المالكي بدمشق، إذ لطالما تواجد في الشقة القريبة من بيت العائلة بباب هود تحديداً، والتي اشتراها والده بغاية تحويلها إلى عيادة طبية.
    وبيت الأتاسي اليوم مهدد بالهدم وإنشاء بناء جديد مكانه، ووفقاً لواثب الأتاسي ابن عم الرئيس نور الدين، فإن بيت الرئيس نور الدين جرى بيعه منذ حوالي خمس سنوات لعائلتي (دياب والسباعي)، بغرض هدمه بالكامل واستبداله ببناء تجاري جديد.
    منزل الرئيس نور الدين الأتاسي في منطقة باب الهود

    حافظ الأسد 1971 - 2000م (مركز للبحث الأثري):
    تولى الرئيس حافظ الأسد منصبه في 12 آذار 1971، بعد أن شغل رئاسة مجلس الوزراء ووزير الدفاع، وتميز عهده ببناء وتشييد سورية الحديثة "مباني جديدة مميزة وبنية تحتية قوية وجسور وضواحي جديدة إضافة للمدارس التعليمية والجامعات"، كما عمل على تحرير المرأة ومساواتها بالرجل واعتبرها نصف المجتمع، وشجع الرياضة والرياضين.
    وعلى الصعيد الخارجي تميز الأسد بالتصدي للمعاهدات والأحلاف التي هدفت إلى حرف بوصلة القضايا العربية وحقوقها عن مساره الصحيح، وتجسد ذلك من خلال تمسكه بمبدأ الأرض والسير نحو استرداد ما اغتصب من الأراضي العربية خلال حرب 1967 ومنها الجولان السوري.


    تنقلت إقامة الأسد في العديد من المناطق السورية تبعاً لمراكزه ومناصبه العسكرية، إلا أن بيته الذي يقع بالقرب من دوار السبع بحرات ضمن شارع الباكستان يعتبر من أهم البيوت التي ارتبطت باسمه، حيث تملكه بعد أن دفع ثمنه من خلال أقساط شهرية للمؤسسة العسكرية المعنية بالاسكان، وسكنه فترة توليه لمنصب وزارة الدفاع، وعندما ترأس حافظ الأسد الجمهورية العربية السورية تقدم بمنزله هذا هدية إلى وزارة الثقافة ليكون مركزاً للأبحاث والتدريب الأثري (مركز الباسل للبحث الأثري)، ويضم البيت اليوم وفقاً للدكتور عمار عبد الرحمن مدير المركز عاملين ذوي مؤهلات وخبرات خاصة ونادرة يعملون على تزويد المتدربين بتلك الخبرات.
    ويحافظ البيت بحسب عبد الرحمن على إطاره وتقسيماته التي كانت بعهد الرئيس، ولم يطرأ أي جديد عليه سوى تبديل المفروشات و تغيير لون الطلاء فقط.

    منزل الرئيس حافظ الأسد في شارع الباكستان


    متاحف
    بعد التوثيق لحياة بعض النزل التي سكنها رؤساء الجمهورية العربية السورية، يبدو التساؤل مشروعا عن مدى إيلاء تلك المساكن الأهمية التي يجب أن تؤدى تجاهها من قبل الجهات الثقافية والأثرية في سورية، وذلك بعد معرفة غياب العديد من تلك البيوت عن حاضرنا الوثائقي الذي يفتقر لمجرد إشارة أو لافتة أو حتى مجرد سطور في أحد الكتب التاريخية أو المذكرات الوطنية تدل على أن تلك البيوت كانت يوماً من الأيام الماضية سكناً لرئيس جمهورية سابق.
    والنقاش بهذا الشأن يعتبر خطوة رائدة في بداية المسير نحو الاهتمام بتلك البيوت بحسب الدكتور سامي المبيض الباحث في تاريخ سورية الحديث، والذي ساق مثالا عن الجدل الكبير بين الأوساط الثقافية اللبنانية، وعن الممانعة التي قوبلت بها مسألة تحويل بيت الرئيس اللبناني فؤاد شهاب إلى مطعم سياحي، حيث مانعت جهات عديدة منها استبدال منزل الرئيس بمشروع سياحي رابح لمالكيه.

    ولا يكتف د. سامي المبيض بتحويل تلك البيوت إلى متاحف، إنما يقترح أيضا أن تعرض مقتنيات أصحابها، "أقلامهم وطرابيشهم وبدلاتهم الرسمية كانت أو العسكرية وغيرها من الصور التوثيقية لحقب وأحداث مرتبطة بالذاكرة الوطنية"، وفي حل صعب تملك البيوت التي هي في عهدة أحفاد الرؤساء أو أقربائهم، يفترض المبيض أن أقل ما يمكن فعله هو التعريف بتلك البيوت التي كانت سكناً لرئيس جمهورية سابق إما بتمثال يرمز له، أو لوحة دلالية (شاهدة) أو ربط الشارع باسمه.
    وتحقق البيوت التي سكنها رؤساء الجمهورية مجمل النصوص التي وردت في قانون الآثار بالمادة رقم /1/ والتي تجيز في نصها للسلطات الأثرية في سورية أن تربي الأثار والممتلكات الثابتة أو المنقولة التي ترجع إلى العهد الأحدث إذا رأت أن لها خصائص تاريخية أو كمية أو قومية، بحيث ترتبط بالذاكرة الوطنية أو الحوادث ذات القيمة بتاريخ البلد، أو مكان ما كان لسكن شخصيات تاريخية وتحمل ضمنها قيم صالحة للحفاظ عليها، وأيضاً بيوت المشاهير ويعتبر الدكتور غزوان ياغي مدير المباني في دائرة آثار دمشق القديمة أن رجالات السياسة الوطنية هم من أهم المشاهير الذي يجب أن يشملهم القانون.
    تحويل البيوت إلى مناطق أثرية لا يأتي من قرار السلطات الأثرية وحدها وفقاً لياغي كون القرار بحاجة لدعم وزارات وجهات وسلطات أخرى يقع على عاتقها تسهيل الإجراءات القانونية والتشريعات اللازمة التي تمكن وزارة الثقافة من بدء العمل بالحفاظ على البيوت الثقافية.
    ويشير ياغي لمسألة توفير القدرة المالية التي تمكن استملاك العقارات، كما تبرز أيضاً الحاجة كما يقول إلى تشكيل ورشة لدراسة وتوفير المعلومات اللازمة لمثل هذه القرارات، ويكون أعضاء تلك الورشة من كافة الجهات المعنية.
    • شكر خاص للدكتور سامي المبيض الأستاذ في كلية العلاقات الدولية بجامعة القلمون والباحث في تاريخ سورية الحديث.
    • الدكتور غزوان ياغي مدير المباني في دائرة آثار دمشق القديمة.
    • الأستاذ مروان الطيب الكاتب والباحث في تاريخ سورية المعاصر.
    • الأستاذ أكرم العلبي الباحث التاريخي والتوثيقي في دار الوثائق الوطنية.
    • ذوي الرؤساء والمقربين منهم.

  • #2
    رد: منازل الرؤساء السوريون ((أمين الحافظ - نور الدين الأتاسي - حافظ الأسد ))

    تسلم الأيادي سيدي المفتاح تقرير رائع جدا...

    يسعد أوقاتك...

    تعليق

    يعمل...
    X