إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر ( عادل خزام ) أديب إماراتي - بروايته:الظل الأبيض

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر ( عادل خزام ) أديب إماراتي - بروايته:الظل الأبيض

    عادل خزام ينشد الخلاص من حيرته الوجودية في «الظل الأبيض»



    المنجز الثقافي في الإمارات سببه ثقافة التسامح في نهج مؤسسها الشيخ زايد
    سلام سرحان
    تتميز التجربة الثقافية في الإمارات بحداثتها على مستوى الإبداع الأدبي الذي تمثل في ظهور نخبة من شعراء مرحلة الثمانينات الذين تبنوا مشروع تطوير النص الشعري والخوض في أسئلته الجديدة، وطرح رؤى مغايرة للسائد. ويبرز من بين أبناء هذا الجيل الشاعر والأديب عادل خزام، الذي قدم تجربة متفردة على مستوى الشعر في منطقة الخليج، وكوّن لنفسه صوتا خاصا عبر اجتراح لغة شعرية عميقة قدمها في ثلاث مجموعات شعرية هي “تحت لساني” و”الوريث” و”السعال الذي يتبع الضحك”.
    لم تتوقف تجربة عادل خزام عند القصيدة، بل تجاوزتها إلى نوع جديد من النصوص التأملية التي تختلط فيها أدوات التعبير ما بين النص الشعري، والأسلوب السردي والنص الفلسفي التأملي مع مسحة روحانية، وقدمها في كتابه “مسكن الحكيم – التأمل تحت شجرة المحبة الأكبر من الكون”. عادل خزام مثقف نشط ومتعدد الرؤى، عمل في الصحافة المكتوبة والمرئية ولا يزال، وقدم دراسات في كتابين أحدهما عن المسرح في الإمارات بعنوان “الستارة والأقنعة” وآخر عن تطور الفنون البصرية في الإمارات “في الضوء والظل وبينهما الحياة”. كما قدم مجموعة كبيرة من الألحان للمسرح والتلفزيون وفاز أكثر من مرّة بجوائز في موسيقى الطفل.
    أخيرا استدرجته الرواية التي تقدمت على بقية الأجناس الأدبية ففاجأ الأوساط الثقافية بروايته الأولى “الظل الأبيض” التي لاقت نجاحا لافتا ورشحها البعض لدخول قائمة البوكر العربية السنة المقبلة.
    رواية التناقضات في خليط مدهش
    يقول عادل خزام إنه مسكون منذ فترة بالبحث عن فضاء نصي مفتوح يستطيع تحمل الرؤى والأفكار الفلسفية العميقة والأفكار الشعرية ليجعلها قريبة للفهم منذ “مسكن الحكيم” الذي يتكون من مقاطع غير مترابطة لكنها متناغمة. “بناء الرواية ساحر حقا. تستطيع ربط كل موجودات العالم في نص، وهي تجربة رائعة فعلا تعلمت منها الكثير. كتبت داخلها الشعر وحمّلتها مضامين فلسفية وأسئلة وجودية ثقيلة، وتلاعبت في انتقالات السرد والذكريات والغرق في الذاتية أحيانا. أسعدني كثيرا أن كل هذه الرؤى ترابطت في خيط واحد. ولكن مهلا، أليست الحياة نفسها خليط مدهش من المتناقضات مجتمعة في قلب بشر.
    نعم ذهبت للرواية متعمدا، ووجدت فيها الرحابة والقدرة على كتابة النص المفتوح الذي أطمح إليه. التزمت بشروطها الفنية الأساسية مثل الزمن والحبكة، لكني لم أخضع لها بالكامل فكنت أميل إلى النصيّة أكثر من الروي”. “الظل الأبيض” رواية ذاتية جدا ولا تشكل الأحداث سوى خلفية فائضة عن الحاجة، ومجرد خيوط لشد العمل. يقول خزام إنها رحلة بطلها إبراهيم، الذي يغوص عميقا في ذاته ليكتشف جوهره الحقيقي، إنها بحث عن جوهر كل إنسان.
    ويتحقق ذلك لبطل الرواية عن طريق التأمل العميق لأيام طويلة من الجلوس الصامت، وهو موضوع صعب في الكتابة لأنه بلا أحداث. وبحسب عادل خزام فإن الرواية تطرح وتشرح مجموعة من الأفكار الفلسفية حول ماهية الذات الإنسانية، وكيفية التحرر من النوازع والأفكار وعدم التعلق بها بغية الوصول إلى رؤية جديدة للحياة… حياتنا المتجاذَبة من كل صوب.
    وهو يرى أنه “ليس حقيقيا أن الرواية يجب أن تعكس الواقع وأن يغرق الكاتب في وصف التفاصيل والأمكنة”. يخيل لي أن البحث العميق في الدواخل، أنتج عادل خزام آخر غير الذي كان قبل الرواية. يقول عادل خزام عما أضافته الرواية له “تعلمت من الرواية فن الصّبر، والعيش لشهور طويلة في بناء معمارها بوضع حجر أو حجرين كل يوم. عشت أرق البحث عن نهايات مناسبة للشخصيات، وضياع الحبكة، وضرورة ضبط الزمن ومراعاة شروط الأمكنة، والبحث عن خاتمة لائقة. وهي شروط لا تتطلبها القصيدة.
    التناص بين المجرد والمتخيل
    النقاد تحدثوا عن عدد كبير من العناصر الجديدة في الرواية، كونها الأولى التي تتناول موضوع التأمل، إضافة إلى لغتها الشعرية وبعدها الفلسفي وحبكتها الروائية. الرواية وصلت إلى شريحة كبيرة من القراء بسبب توزيعها مع مجلة دبي الثقافية في جميع الدول العربية وأربع عواصم غربية. يقول عادل خزام إنه لم يعتد في الشعر على استقبال ردود فعل وآراء القراء، لكن في الرواية تلقى الرسائل على تويتر والفيسبوك من كل مكان. وبشأن الحديث عن جائزة بوكر للرواية العربية يقول: “إن الترشيح متروك لدار النشر إن رأت أن هذا العمل يستحق المنافسة على هذه الجائزة الكبيرة”.
    حميمية الرواية العالية تجعل من يعرف عادل خزام موقنا أن فيها الكثير من حياته الشخصية وتطرح أسئلة عن اتصال وانفصال الشخصي عن المتخيل. يرى عادل خزام أن التجربة الإنسانية هي ما ينبغي ترسيخه في العمل الأدبي، لأن قدرة الإنسان على الخيال بلا حدود. في الأدب يتأطّر هذا الخيال ويتخذ أشكالا مركبة بين المحسوس والمعيش وبين المجرّد والمتخيل. ويضيف أن بعض مقاطع الرواية وأماكنها حقيقية ولها علاقة بأماكن الصبا على خور دبي. ويؤكد أن بعض الشخصيات والأحداث مبتكرة بالكامل وأن هناك أوصافا لأماكن وبلدان وشوارع لم يزرها من قبل.
    أحد النقّاد ذكر في دراسة عن الرواية أن مؤلفها لجأ إلى التناص، عندما سرد قصصا وأشار إلى بعض النصوص. رغم أن المؤلف يؤكد أنها متخيلة ومبتكرة وما من تناص فيها. يقول عادل خزام إن ما تحقق في الإمارات من إنجازات ثقافية ومعرفية كبيرة يعود أولا إلى ثقافة التسامح والمحبة التي تأسست عليها الدولة وكانت نهجا واضحا في عمل مؤسسها الشيخ زايد الراحل. ظهرنا مطالع الثمانينات وفي قلوبنا حب كبير للإبداع والتميز والتفرد، لم تكن وصاية الجيل الأدبي السابق كبيرة أو مهيمنة علينا. جذبتنا الحداثة بسرعة. نشرنا وكبرنا معا ونحن نرى البلاد تتفوق على نفسها وتتقدم بعزم كبير نحو المستقبل، لتصبح اليوم عاصمة ثقافية عربية وعالمية تمتد وتتنوع نشاطاتها الثقافية طوال العام.
    والظل الأبيض رواية ذاتية جدا ولا تشكل الأحداث سوى خلفية فائضة عن الحاجة، ومجرد خيوط لشد العمل. وهي غوص عميق في الذات… بحثا عن جوهر كل إنسان. بعد “ظله الأبيض؟” يعمل الشاعر عادل خزام منذ ثلاث سنوات على كتاب جديد ونوعي هو رحلة لـ”الحكيم والشاعر” يطوفان الأرض بحثا عن المعنى، بحسب ما أخبرني عادل خزام الذي يضيف “ألتقي بهما عند نبع ماء واتبعهما مدونا ما يقولانه، وفي هذا الكتاب تتداخل اللغة الشعرية باللغة الفلسفية، وتكون الحياة بكل تجلياتها هي الموضوع الأكبر… نمر على الصحاري والأنهار والمدن والحروب والبشر… الشاعر يصف ما يراه في القصيدة، والحكيم يقرأ الوجود بعينه الثالثة. الكتاب ضخم وكبير وهو أكبر مشروع أعمل عليه. وعن تاريخ إصدار هذا العمل الذي ينتظره النقاد والمهتمين بالشأن الثقلفي الإماراتي يقول عادل خزام :” أتمنى أن أنجزه قبل نهاية هذا العام”.
    عادل خزام
    - شاعر وأديب إماراتي، حاصل على بكالوريوس في إدارة الأعمـال عام 1986.
    - عمل بالصحافة الإماراتية ثم انتقل إلى العمل التلفزيوني محررا ثم رئيس تحرير الأخبار في قناة دبي الاقتصادية ثم نائبا لمدير قناة سما دبي.
    - عضو اللجنة العليا لمهرجان دبي للتسوق ومهرجان صيف دبي 2007 – 2009.
    - بدأ بنشر القصائد والمشاركة في الأمسيات الشعرية داخل الإمارات وخارجها منذ عام 1984.
    - قدم مجموعة من الألحان والأغاني للمسرح والتلفزيون وفاز بجائزة أفضل موسيقي في مهرجان مسرح الطفل في الشارقة.
    - صدر له: “تحت لساني” ديوان شعر 1993، “الوريث” ديوان شعر 1997، “في الضوء والظل وبينهما الحياة” دراسات عن تطور الفنون البصرية في الإمارات 2000، “الستارة والأقنعة” دراسة استقصائية عن المسرح في الإمارات 2002، “السعال الذي يتبع الضحك” ديوان شعر 2006، “مسكن الحكيم” نصوص وتأملات 2010.
    - ترجمت قصائده إلى عدة لغات منها الإنكليزية والفرنسية والسويسرية والهندية، وله مجموعة شعرية كاملة مترجمة إلى اللغة الألمانية.
يعمل...
X