إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مكافأة المبدعين ... جائزة الشيخ زايد للكتاب…

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مكافأة المبدعين ... جائزة الشيخ زايد للكتاب…

    جائزة الشيخ زايد للكتاب… مكافأة المبدعين



    أحمد الطيب مثال العالم الذي يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلو
    عبد الدائم السلامي
    بعد إعلان مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب برئاسة الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، عن أسماء الفائزين بفروع دورتها السابعة منذ بداية شهر أبريل، احتفت مدينة أبوظبي مساء أمس الأحد 28 أبريل 2013 بالفائزين بفروع هذه الجائزة وذلك بحضور شخصيات فكرية وأدبية، محلية وعربية وعالمية، إضافة إلى حشد كبير من الإعلاميين.
    سجّلت الدورة السابعة لجائزة الشيخ زايد للكتاب إقبالا كبيرا من طرف الباحثين والمبدعين والكتّاب والمؤلفين على المشاركة في فروعها حتى وصل عددهم إلى 1262 مشاركة، وهو ما يعدُّ مؤشراً إيجابياً يؤكد أن الفرصة قد منحت لمعظم العاملين في حقول الفكر والثقافة والمعرفة والإبداع. ولعلّ حسن تنظيم سير أعمال لجان الجائزة ومصداقيتها جعلاها تغدو من أكثر الجوائز تقديراً واحتراماً، بل وأصبحت موعداً سنوياً ينتظره كلّ محبّ للعلم والمعرفة بكلّ شوق وشغف.
    الجائزة نجمة تضيء سماء الإمارات
    وبهذه المناسبة، تمّ مساء أمس، وضمن الفعاليات الموازية لمعرض الكتاب الدولي بأبوظبي في دورته الثالثة والعشرين، الاحتفاء بالفائزين في فروع هذه الجائزة بمركز المعارض بمدينة أبوظبي. افتتح الحفل الدكتور علي بن تميم، الأمين العام للجائزة، الذي ألقى في الحضور كلمة خالف فيها مألوف الكلام المناسباتي، وانزاح بها صوب إنشائية شاعرةٍ بحميميّة المناسبة وبحرارة اللقاء. حيث بدأها بتوصيف الجائزة في قوله: «أنتِ يا من تجمعين تحت هذه السماء النيرة الصافية، سماءِ المحبة والعطاء، سماء التعايش والأخوة والإنسانية، سماءِ الإمارات الناصعة، وفي القلب منها عاصمتُها الحبيبةُ أبوظبي، عاصمة القلم النابض والكلمة الحرّة والمعرفة المتطلعة إلى المستقبل، تجمعين نخبة من المفكّرين والمثقفين والأدباء والتنويريين، حاملة في آن معاً أمانتين غاليتين: أمانة الكلمة، وأمانة الاسم الذي تسميت عليه: اسم الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان». واعتبر علي بن تميم أنّ جائزة الشيخ زايد للكتاب أصبحت «تديم عشقنا للمعرفة»، بل صارت «مَحَبّة سابعة تجمعنا»، بل هي «أفق رحب تلامسُ جبينَه أناملُ اللغة وحلمُ البحر وحداء الصحراء والرمال القارئة والفكرة المشعة وعشبةُ الحروف الخضراء وشجرتها الفارعة»
    وأضاف بن تميم قوله مرحبا بالجائزة وبلجانها وبمن نالوها وبالحاضرين، إن الجائزة أصبحت من الثقافة ربيعَها الذي نتنفّس عبق أزهاره المتفتحة، والذي لا تقوى عليه العتمة ولا تخدش جماله الأيادي والعيون والقلوب المكفهرة، وذلك باعتباره ربيعا ينشر أجنحة وفائه الوارفة على ينابيع الإبداع والتنوير واليقظة بعيداً عن التشرذم والصعود على أكتاف الدين.
    شيخ الأزهر مثال للاعتدال الديني
    وأثنى علي بن تميم على ما يتصف به شيخ الأزهر من ملامح فكرية مُحيلة إلى ما في قيمنا الإسلامية من اعتدال وتسامح وانفتاح على الأخر وصون وحدة المجتمع ونبذ البغضاء بين أفراده، وتوجّه بن تميم إلى الفائزين قائلا: «فضيلة شيخ الأزهر الشريف، أيها الفائزون الكرام، لأنتم حماة الأبجدية والعقل، والبصر والبصيرة، لأنتم حملة راية التنوير، تلك الراية التي لم تنل منها أيادي العابثين، ولا أفسدتها نوايا المفسدين، مصداقاً لقوله تعالى: «هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون»… «والله يعلم المفسد من المصلح».
    يُشار إلى أن فروع الجائزة توزّعت كالتالي: فرع «التنمية وبناء الدولة» وفازت بجائزته إليزابيث اللبنانية سوزان كسّاب عن كتابها «الفكر العربي المعاصر… دراسة في النقد الثقافي المقارن»، الذي عرضت فيه صاحبته الجدالات العربية المعاصرة حول قضايا الثقافة من منظور مقارن بهدف الوقوف على محدّدات الوعي بالذات الثقافية في فترة ما بعد الاستعمار. وفرع «المؤلِّف الشاب» وفاز بجائزته المغربي عادل حدجامي عن كتابه «فلسفة جيل دولوز في الوجود والاختلاف» الذي أفصح عن ذكاء قرائي مّكن مؤلفه من النفاذ إلى العالم الفكري لفيلسوف كبير يعد من الفلاسفة المعاصرين البارزين.
    وفرع «الترجمة» الذي نال جائزته التونسي فتحي المسكيني عن ترجمته لكتاب الفيلسوف الألماني مارتن هيدغر «الكينونة والزمان» وهي ترجمة عالية المستوى لنصٍّ فلسفي متميز بلغته الألمانية الأكاديمية المتخصصة، والذي عُرف بأنه من أمهات المصادر الفلسفية الظاهراتية. وفرع «الفنون والدراسات النقدية» الذي آلت جائزته إلى العراقي عبد الله ابراهيم عن كتابه «التخيُّل التاريخي… السرد والإمبراطورية والتجربة الاستعمارية»، وهو دراسة علمية جادة في مجال النقد الأدبي الحديث، تتجلى فيها رؤية المؤلف الخاصة التي تحاول تحليل العلاقة بين أبنية السرد في الرواية التاريخية والمرجعيات التاريخية التي توجهها وتتحكم فيها.
    أما فرع «الثقافة العربية في اللغات الأخرى» فقد فازت بجائزته البريطانية مارينا وورنر عن كتابها «السِحرُ الأغرب… وألف ليلةٍ وليلة»، والذي تصدت صاحبته للبحث في موضوع يجمع ما بين الثقافتين الإسلامية من ناحية والغربية من ناحية أخرى من حيث الأثر الذي تركته ترجمة كتاب (ألف ليلة وليلة)، الذي حاز في الغرب على مكانة أعلى من المكانة التي حاز عليها في العالم الإسلامي نفسه.
    في حين فاز في فرع «النشر والتقنيات الثقافية» المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، وهو مجلس يُعد من المؤسسات الريادية خليجياً وعربياً منذ تأسيه عام 1973 ليكون مؤسسة ثقافية ترعى الآداب والفنون.
    أما «شخصية العام الثقافية» فقد آلت الجائزة لشيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد محمد الطيب، بوصفه شخصية تجمع بين الباحث والأستاذ الأكاديمي المتخصِّص في الفلسفة، وهو مثال العالم المسلم الورع الذي يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلوّ، والداعية إلى ثقافة التسامح والحوار. بينما حُجبت جائزتا فرع «أدب الطفل والناشئة» وفرع «الآداب».
يعمل...
X