إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بقلم الإستاذة :عبدالكريم فضيلة - واقع الفلسفة في الجزائر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم الإستاذة :عبدالكريم فضيلة - واقع الفلسفة في الجزائر

    واقع الفلسفة في الجزائر
    بقلم : أ/عبدالكريم فضيلة


    في السّادس والعشرين" 26"من شهر أفريل من كل سنة ،تحتفل بلادنا باليوم الوطني للفلسفة، والذي يعتبر محطة سنوية لإعادة طرح الأسئلة المطروحة آنفا , مثل ماهو واقع الفلسفة في الجزائر؟و هل حضورها ونسقها في مشهد الحياة والعلوم والأدب والثقافة مفعل ؟ وهل لها علاقة بالمشهد الفلسفي و الفكري بالعالم العربي ؟ و هل هناك مقاربة للمشهد الفلسفي بين المنتج الفكري العربي و الغربي ؟هذه الأسئلة و غيرها نطرحها اليوم في سياق الحديث الفلسفي في يوم الفلسفة الوطني .
    طرح الباحث و أستاذ الفلسفة / جديدي محمد/بجامعة منتوري / قسم الفلسفة / قسنطينة / المشهد بصورة منطقية حيث قسم المعطيات إلى 3 دوائر / دائرة النخبة و دائرة النشاط و دائرة التعليم , حيث ركز على دور الأخيرة , وهي الناحية التي يظهر فيها الفعل الفلسفي حاضرا بشكل سطحي و توقف عندها طويلا ليكشف لنا و بكل منهجية أهمية الجانب التعليمي المتاح للممارسة الفلسفية , كما وجه نصيحة للمشتغلين قي حقل الفلسفة إلى الابتعاد عن / الأدلجة و الأسلمة و التسيس/ إذ يقول :"في مجتمعنا إذ لا تخرج عن واحدة من اثنتين: إما أن تكون صورة مرادفة للإلحاد وإخراج الناس من الملة والدين أو أنها مرادفة للغو والسفسطة، وفي كلتا الحالتين فلا جدوى منها، ولذا فعلى المتفلسفة في الجزائر أن يعيدوا الاعتبار للفلسفة انطلاقا من تصحيح هذه الصورة المشوهة وذلك لن يتأتى إلا إذا اشتغلوا حقيقة بالفلسفة كفلسفة بعيدا عن الأدلجة أو الأسلمة أو التسييس، فاتخاذ موقف إيديولوجي أو ديني أو سياسي لا يعني بالضرورة أنه مؤسس فلسفيا أو ينبئ عن فلسفة. لكن مع الأسف، إن بعضا من يعادون الدين أو أيضا من ينتصرون للدين يتصورون وينطقون باسم الفلسفة وهم مخطئون وخطرهم عليها أشد. على هؤلاء إن أرادوا المساهمة في بناء مشروع يمكن الفلسفة من احتلال موقع متميز –يقارب ما هو موجود لدى جيراننا- ضمن المشهد الثقافي والإعلامي والعلمي في بلادنا أن يعيدوا النظر في تصورهم للفلسفة من داخل اهتمامهم الفلسفي، أي بعيدا عن المواقف والقناعات الدينية والإيديولوجية تمهيدا ربما لمشروع فلسفي يتسم بالتنوع اللغوي والتعدد الثقافي ..." عن جريدة النصر / اليومية الإخبارية الوطنية العدد الصادر يوم /22 /4 0 /2013 وقال أيضا "...مثل هذا الجهد ليس من الضروري أن يكون مهيكلا في مراكز ومخابر فبعضها موجود ولكنه غير فعال بل قد تثمر الجهود الفردية أو في شكل فرق بحث صغيرة وتؤتي أكلها بأفضل مما هي في مؤسسات والدليل على ذلك كما لاحظ أحد الفلاسفة أنه لما كانت الفلسفة تعيش ازدهار عهودها لم تكن هناك جامعات أما وقد صارت عندنا جامعات فلم تعد عندنا فلسفة..."
    فعلا هو هذا بالضبط ,أصدقك القول و أنت كنت أستاذي و مازلت ,وأنا الآن أدرس الفلسفة لسنوات طويلة لا أعرف تلك القداسة المعرفية للفلسفة إلا داخل القسم مع التلاميذ و تنتهي فاعلية الأشكلة و المفاهيمية بمجرد الخروج من الصف . إذ لم تعد مادة الفلسفة في برامج التعليم الثانوي تمتلك تلك الأهمية التي كانت عليها فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. وقد يكون السبب الرئيس في اعتقادي يكمن في الضعف الحاصل في تكوين الأساتذة وكذا طبيعة الكثير من الموضوعات التي تحتويها البرامج، والحال نفسه يمتد ليشمل الجامعية و تحصل هذه الرداءة والإحباطا لا للفلسفة وحدها بل لكل فكر عقلاني يسعى إلى تنوير العقل .
    إننا بحاجة إلى منظومة مفاهيم و قيم فكرية و نقدية لنتعلم كيف نتجاوب مع مشكلات الحياة,
    وأتوجه في آخر هذه الكلمة للأستاذ عمر بوساحة/ الكاتب والباحث وأستاذ الفلسفة في جامعة الجزائر ورئيس الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية بضرورة تفعيل دور الجمعية في الحياة الثقافية و في الحراك الثقافي الإبداعي لكى نرسم لأنفسنا مشهدا فكريا و فلسفيا على غرار كل الأمم المتطورة .و أتوجه لأستاذي جديدي محمد بالتقدير و الإحترام على هذا الظهور و التألق الفكري ...و دمتم أيقونة منتجة للفكر الفلسفي الرائد بإمتياز .
يعمل...
X