إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من تهميش الترجمة إلى تمكين المترجمين بمؤتمر أبوظبي الثاني للترجمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من تهميش الترجمة إلى تمكين المترجمين بمؤتمر أبوظبي الثاني للترجمة

    مؤتمر أبوظبي الثاني للترجمة:

    من تهميش الترجمة إلى تمكين المترجمين


    الموسيقى جسر من جسور ترجمة المشاعر الإنسانية
    عبد الدائم السلامي وحذام خريف
    الترجمة، بوصفها فعلا ثقافيا وجسرا للتواصل الحضاري، مثّلت أحد الأنشطة الفكرية الهامة التي انعقدت عليها فعاليات معرض الكتاب الدولي بأبوظبي في دورته الحالية، حيث حضرت أسئلتها في مؤتمر أبوظبي الثاني الذي نظمه مشروع “كلمة” التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تحت شعار “تمكين المترجمين”.
    ضمن الفعاليات الثقافية الموازية للدورة الثالثة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والذي تُقِيمه الهيئة من 24 ولغاية 29 إبريل 2013، كان للترجمة نصيب من اهتمام المنظّمين حيث خصّص لها لقاء فكري يمتدّ على مدى أربعة أيام ، يحاضر فيه أكثر من 60 خبيراً وأكاديمياً من 20 دولة عربية وأجنبية.
    المنتج الثقافي العربي والآخر
    برنامج المؤتمر الثاني للترجمة تضمّن أربع ورشات عمل متخصصة: ثلاث للترجمة من العربية إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية والرابعة من الإنكليزية إلى العربية، أشرف عليها مترجمون متخصصون وأكاديميون هم محمد عصفور مدير الورشة الإنجليزية وكاظم جهاد مدير الورشة الفرنسية ومصطفى السليمان مدير الورشة الألمانية وفخري صالح مدير الورشة العربية، وذلك بمشاركة طلبة من الجامعات الإماراتية والعربية والعالمية في أقسام الترجمة واللغويات، وسيتم إصدار الأعمال المُترجمة في هذه الورشة في كتيب خاص بعد انتهاء فعاليات المؤتمر، وإتاحته بصورة إلكترونية.
    يذكر أن المؤتمر يتضمن عقد ندوة موسّعة في يومه الأخير تستهدف حضور مختلف فئات المترجمين والأكاديميين وضيوف المعرض والإعلاميين وممثلي المؤسسات العاملة في مجال الترجمة والنشر، لمناقشة واقع وإشكاليات الترجمة وتحديات نقل المنتج الثقافي العربي إلى الآخر لمزيد تعزيز التواصل الثقافي والفكري بين الشعوب وتشجيع فعل التحاور بين الحضارات.
    تطوير مخزون الفكر الإنساني
    حفل الافتتاح حضره جمعة القبيسي، المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية في الهيئة مدير معرض أبوظبي للكتاب، وعلي بن تميم مدير مشروع ” كلمة ” للترجمة، وممثلون عن المؤسسات والهيئات الثقافية الكبرى من مختلف الدول العربية والأجنبية، وحشد من الضيوف المختصين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي والإعلاميين.
    مبارك حمد المهيري، مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أشار في كلمته التي قرأها نيابة عنه جمعة القبيسي، إلى أن المؤتمر سيبحث في سبل التشارك بتطوير مخزون الفكر الإنساني، وأكّد أن الدورة الحالية ستكون فضاءً حقيقياً للتبادل الثقافي والتسامح وحوار الحضارات.
    وأضاف القول: “يُسعدنا أن يتواجد معنا اليوم هذا الطيف الواسع من صنّاع الكتاب والترجمة، وأهل الفكر والأدب والمعرفة، ومن ضيوفنا المبدعين من مختلف القارات والجنسيات، متوافدين إلينا للبحث في سبل التشارك بتطوير مخزون الفكر الإنساني الممتد عبر العصور، والمشاركة بفاعلية في مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني للترجمة تحت شعار (تمكين المترجمين)”.
    يذكر أن المؤتمر يأتي بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 23، وتكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب، والإعلان عن الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية، فضلاً عن افتتاح متحف “اللوفر أبوظبي” لمعرض “نشأة متحف” في المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، وهذه المناسبات مجتمعة “تزداد ألقاً وتطوّراً، بما يجعل من دورة هذا العام فضاء حقيقياً للتبادل الثقافي والتسامح وحوار الحضارات” وفق ما جاء بكلمة مبارك حمد المهيري.
    ضرورة نقل الأدب العربي إلى لغات أخرى
    الأستاذ علي الشعالي، مقرر اللجنة الاستشارية للمؤتمر، عبّر في كلمته عن شكره للعاصمة الإماراتية أبوظبي متمثلة بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لمبادرتها باستضافة رواد الترجمة للمرة الثانية ومنحهم فرصة الإدلاء بآرائهم ومقاربتها بالآخرين، مؤكداً أن المؤتمر في دورته الأولى حقق أكثر من المرجو منه، كما أعرب عن فخره بالعمل وزملائه على مشروع بهذا الحجم والأهمية. وضمن أولى جلسات المؤتمر، وحول حركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، ركزت مروة هاشم مداخلتها على ترجمة الأدب، مُبيّنة فيها تاريخ نقل الآداب العربية إلى اللغات الأجنبية، وأهمية النقل الأدبي لما يحمله من مضمون ثقافي وحضاري.
    وكذلك أهم الانجازات وأبرز الجهود التي بُذلت في هذا الشأن منذ بدايات عصر الترجمة العربية، وعرضت هاشم حالة ترجمة الأعمال الأدبية العربية إلى اللغات الأخرى موضحة الأسباب المؤدية إلى ما تعيشه حركة ترجمة الآداب العربية من عراقيل، مقترحة طرق التغلب عليها لتحقيق دورها في نقل رسالة واضحة راقية تجسد ثقافة وحضارة العرب.
    أما فيليب كينيدي، المحرر الرئيسي في مكتبة الأدب العربي، فتركّزت مداخلته حول تقديم عرض عن المكتبة التي أُطلقت حديثاً، واستعراض الأهداف والتحديات التي تواجه (مكتبة الأدب العربي) كمشروع ثنائي اللغة، وتحديات ترجمة ونشر المواضيع المستعصية كالنصوص العربية الكلاسيكية، ونظرة عامة على الأعمال المقبلة بما في ذلك استعادة الشعر القديم في ترجمات القرن الحادي والعشرون الإنجليزية.
    وتعلّقت مداخلة موريتس فان دين بوغيرت بحيثيات طبعة كتاب صادر عام 1866، وإعادة نشرها إلكترونياً في الانترنيت بترجمة جديدة تحمل عنوان (أصول الدولة الإسلامية)، فضلاً عن التطبيقات العملية ومشاكل التحوّل من الطبعة الورقية إلى الطبعة الإلكترونية.
    موسيقى بكل اللغات
    ولا يخفى أن هذه الفعالية تدخل في إطار سعي مشروع “كلمة” إلى تأكيد أهمية الدور الذي تلعبه الترجمة في بناء الجسور بين الحضارات والشعوب، وبناء قدرات المترجمين الشباب ورفد الجيل الصاعد لاستكمال مسيرة نقل الثقافات والعلوم والآداب من وإلى العربية. إلى جانب إعداد كوادر مُدربة من المترجمين العرب في مجال الترجمة الأدبية، والارتقاء بجودة الترجمة في العالم العربي وعلى وجه الخصوص في مجال الترجمة الأدبية.
    هذا بالإضافة إلى إلقاء الضوء على إشكاليات الترجمة الأدبية وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات بين المترجمين الشباب والمترجمين ذوي الخبرة في هذا المجال. وفي لفتة لاقت استحسان الحضور، وبانسجام مع عنوان ومضمون المؤتمر والهدف منه، تضمّن حفل الافتتاح فقرة موسيقية جمعت روح الشرق وأصالته بحداثة الغرب وتجديده، من خلال عزف مقطوعة موسيقية شارك فيها عازف من الشرق، الفنان الفلسطيني المقيم في النمسا مروان عبادو، وآخر من الغرب الأوربي، الفنان النمساوي المجدد فرانز هوتزانجر، وأبدع الثنائي في عزف مقطوعة حملت اسم “شرق غرب”، باستخدام العود وآلة “الترومبيت” التي أضاف غليها مفتاحا رابعا لتصير قادرة على أداء الألحان العربية، وذلك في تآلف دقيق لإنتاج لحن شرقي بلمسة غربية، ما يؤكد أن للموسيقى، كما للترجمة، دور في بناء الجسور بين الحضارات والشعوب.
يعمل...
X