تويت
في البحث عن الحب ، نحمل صنارة صيد ونرميها هنا وهناك و ننتظر حتى تعلقَ الصنّارة..
في عمقها لا تكمن المتعة في الحب بوجود من علِقَتْ به الصنارة بقدر وجود هذا التوتر في الخيط ... بقدر وجود هذه المسافة المشدودة منه .. مسافةٌ تقول لي :" أنت هنا .. بفضلِ مَن يشدّ الخيط هناك"
ما يقيس الحب إذاً هو "توتر الخيط" ..فبقدر ما هو مشدود بقدر ما نابضٌ ومتوهج..
...
ما الذي يحدث عندما تغيب المسافة فيغيب بالنتيجة توتر الخيط ؟
ما الذي يحدث عندما يصير الحبيبان في نقطة واحدة ( الزواج) ؟
الذي يحدث هو أن يظل الخيط .. لكنه خيط مُرتخٍ .. بلا فائدة ولا معنى قد يكون عبئاً على حامله ..أو قد يدور حول عنق أحد الحبيبين أو كلاهما .. فيخنقه.. تماماً كما يخنق الحبل السري وهو أكثر الحبال حناناً ومحبة .. جنينَ الأم قبل أن تراه..
..
الحب بشكله الواقعي .. هو حاجة لمسافةٍ تسمح للشخص أن يفك الحبل عن رقبته.. لمسافةٍ كافية تعيد التوتر لهذا الحبل..
إنه القدرة على صناعة المسافة .. بموافقة الآخر ..
وكلما كان عند الحبيب شوق لصناعة هذه المسافة كلما سهّل المهمة على شريكه ..
وغياب هذه الرغبة عند أحد الطرفين .. يعني قبوله بالحبل ملفوفاً على رقبته في سبيل ما يسمى شيوعاً " زواج - أسرة - عائلة"
..
الحرية هي الرغبة الدائمة بصناعة هذه المسافة .. أما الحكمة .. فهي التي تجعل الحرية دائماً في خدمة الحب .. في خدمة الخيط المتوتر المشدود
يقول الحبيب لحبيبه :" أنا لا أبتعد عنك.. أنا فقط أُعيد للحبل توتَره .. وحبنا"
الدكتور رفيف المهنا