إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

متى ندرك أن للشعر قداسة ينبغي احترامها - النشر الورقي للشعر : ثقافة أم سخافة ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • متى ندرك أن للشعر قداسة ينبغي احترامها - النشر الورقي للشعر : ثقافة أم سخافة ؟

    النشر الورقي للشعر : ثقافة أم سخافة ؟بقلم : عمر طرافي ماستر نقد أدبي حديثمتى ندرك أن للشعر قداسة ينبغي احترامها !حينما تتألم الأشعار تنزف صمتا لايسمعه إلاّ أولو النقد من ذوي العلم الدافق ، وما أكثر ما تأوّهت به القوافي هذه الأيام من صهيل الوجع فقد تكدّست مجاميع المحاولات الشعرية كثبانا رملية وهي تخال أنها تنشئ جبلا شامخا بدون أوتاد راسية !! ، وما تلبث أن تذروها الرياح ولن يبقى لها أثرا .ذلك أنّ الكتاب المطبوع يعتقد الكثير ممن لهم بدايات شعرية أنه مولج المجد ـ وهو كذلك حقا ـ لكنّ تعجلهم في النشر يجني عليهم عكس ما ينتظرونه من بريق الشهرة و تتالي الاطراء و أماني نقد جميل من ناقد مرموق! لاسيما وقد غدا الطبع الورقي متاحا لجميع الدور من دون لجنة قراءة ! وما أشدّ ذلك على الشعر !حينما بدا المبتدئون ينشرون قصائدهم في النوادي الإلكترونية أقمنا لهم العذر وقلنا لعلهم يتشجعون أكثر رغم أن التعاليق في أغلبها مدح يستدعي الغرور لصاحب النص وهو ماحدث للأسف للكثيرين ومع ذلك كان الاستنكار أقلّ وطأ من إصدار كتب ورقية تجزم بأنّ الشعر فيها لا غبار عليه . ولعلني سأجمل في نقاط معدودات أسباب تعجّل النشر الورقي وما يترتـّب على ذلك من خطر ! :أ ـ الأسباب :1 ـ ميل النفس للاشتهار وهو أمر مشروع ما لم يبن على قاعدة متينة .2 ـ عدم اشتراط لجنة قراءة في أغلب دور النشر التي أصبحت لاتعترف إلا بالمال سيدا للنشر .3 ـ تزكية بعض الكـُتاب والدكاترة لأصحاب المحاولات الشعرية عن طريق التقديم لهؤلاء .4 ـ نشر بعض الجرائد لهذه المحاولات على أنها قصائد شعرية تامة الشروط .5 ـ العُجب الغروري بالنصوص المنجزة .6 ـ عدم مصارحة المستشارين من أصدقاء شعراء أو نقاد أحباب على حقيقة هذه النصوص وهل هي فعلا ترقى لمستوى النشر أم لا ؟ إذ الغالب أن المجاملة سيّدة الموقف .7 ـ عدم تقبل النقد من أولي النصح والإختصاص عمليا رغم أنّ المُحاولين يطلبون ذلك ويمتعضون من كل ملاحظة لا تتماشى وأهواءهم ولو أخذوا بالنصيحة لما استعجلوا .8 ـ ثقافة ضحلة وضئيلة في مختلف علوم الشعر من عروض ونحو وبلاغة و نقد وغيرها من العلوم التي تصقل الموهبة وتسمو بها نحو التطور والرقي الشعري كما أن النظرة السطحية لنصوص الكبار توهم بسهولة النسج على المنوال ذاته .9 ـ اتخاذ عدم وجود الوزن الشعري في القصيدة النثرية ملاذا زائفا للكتابة وجهلا بخصائصها الفنية الجوهرية .10ـ الجهل بقداسة الشعر قال الشاعر مفدي زكريا :سهولتها تغري البسيط وإنها = من العمق تستعصي على كل وزّان ِ *ب ـ النتائج :أما نتائج هذا النشر العشوائي فقد أسفرت على مايلي :1 ـ اغترار صاحب المحاولات الشعرية بنفسه حيث أصبح يرى أنه أصبح شاعرا يُشار له بالبنان .2 ـ عدم تقبل أيّ نقد حكمي يُبيّـن عيوب نصوصه .3 ـ رؤية أعمال كل من لم ينشر ورقيا أنها لاترقى لمستوى النشر !4 ـ تشجيع المتدئين على المُضيّ في نفس الخطأ .5 ـ انتهاك قداسة الشعر والشاعر بتكريس الرداءة الشعرية والحط من قيمة الشاعر لدى المجتمع .6 ـ الاستهانة بقيمة الكتاب المطبوع .7 ـ إغراق الساحة الأدبية الشعرية بدواوين تولّد عزوف القارئ المتذوق العربي عن الشعر .8 ـ عزوف النقاد عن دراسة المجاميع الشعرية كونهم يختارون دائما الأجود المشترك مما يبطئ حركية النقد وتطوره .10 ـ إعطاء شهرة جوفاء لصاحب المحاولات الشعرية وإيهام عموم القراء بالتمكن .ج ـ مقترحات الحلول :وبناء على كل هذا فنحن نطالب بحلول عاجلة لما آل إليه هذا وضع الشعر المزري مقترحين هذا الذي يأتي :1 ـ نساند كل من يرى بضرورة وجوب لجنة قراءة فنية للنشر وفق معايير وظيفة الشعر الجمالية .2 ـ لاينبغي لأي كاتب معروف أن يكتب مقدمة لأحد ولو كان من المقربين مالم ير فعلا أن النصوص ترقى للنشر .3 ـ التزام مديري تحرير الجرائد بعدم نشر أي نص شعري لايستوفي الشروط اللازمة للنشر مع توكيل الأمر لأهل الاختصاص .4 ـ إبداء النصح الرشيد من دون مجاملة لكل من يستنصح نقدا وتوعية المبتدئ الشاعر بأنّ هذا النصح النقدي يصبّ في مصلحته وأنه في حالة نشر نصوصه ستظل أخطاؤه وصمة عار على ما نظم طول حياته .5 ـ على الذين يحاولون قرض الشعر أن يدرسوا مااستطاعوا من كل ما يتعلق بالشعر من علوم صقلا للموهبة وأن يتشبعوا من كتب الفكر والأدب وأن يستفيدوا من تجارب السابقين للإتيان دوما بالجديد والتميّز ببصمة خاصة بهم .6 ـ على المحاولين أيضا أن يتقبلوا منشرحي الصدر بالملاحظات النقدية البناءة وأن لا يعتبرونها انتقاصا من موهبتهم بل هي أخذ بالأيدي إلى الدرب الصحيح لبلوغ المجد .7 ـ يجب احترام قداسة الشعر من كل الأطراف المساهمة في النشر والتحدث بذلك في مختلف المناسبات ومتى سنحت الفرص .8 ـ كما ينبغي على العظماء من كُتاب الأدب ونقده محاربة كل استهانة في النظم الشعري .9 ـ تشجيع كل المواهب الحقيقية التي تنشئ شعرا عالي الجودة بطبع أعمالهم بعد تزكيتها من طرف آل الاختصاص .10 ـ نشر ثقافة حرية الرأي والتعبير والشكل في الشعر لا تعني الدوس على شروط جماليته بالمقاييس التي يراها المتضلعون في هذا الفن .وفي الختام أسوق لكم نكتة وقعت في إحدى كليات الأدب واللغات الجزائرية وهي أنّ مسابقة شعرية أقيمت بمناسبة يوم العلم فلما كان زمن الحفل أراد أحد المشاركين في هذه المسابقة أن يعترف بأنّ نصه ليس شعرا بل هو من جنس الخاطرة وذلك تجنبا للحرج وحينما أ ُ عــلن عن الفائزين في الشعر كانت الخاطرة في حضرة نصوص شعرية جميلة هي المرتبة الأولى !!! ولسنا ندري هل المصحح الجامعي لايفرّق بين الخاطرة والشعر ؟ ! أم هو التباس الشعرية بالشاعرية !!؟بقلم عمر طرافي طالب ماستر نقد أدبي حديث
يعمل...
X