إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بتجربة فاتح المدرس تشكيليون يسردون القيم الفكرية والجمالية ضمن ندوة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بتجربة فاتح المدرس تشكيليون يسردون القيم الفكرية والجمالية ضمن ندوة

    تشكيليون يسردون القيم الفكرية والجمالية بتجربة فاتح المدرس
    دمشق - سانا
    ضمن فعاليات أيام فاتح المدرس التي تستضيفها غاليري مصطفى علي أقيمت مساء أمس ندوة حوارية حول التجربة الفنية الثرية التي تركها الفنان التشكيلي الراحل فاتح المدرس ولاسيما أنها جمعت عدداً من معاصريه وتلامذته من الفنانين التشكيليين والمهتمين بالفنون الجميلة ممن تحدثوا عن ذكرياتهم معه وانطباعاتهم عن مسيرته الفنية وعلاقتهم به.
    وقال الناقد الفني سعد القاسم إن فاتح المدرس لم يكن بالنسبة لطلاب الفنون الجميلة مجرد أستاذ بل كان يشكل حالة فنية ذات خصوصية فكرية ونفسية وإبداعية إذ كان يختصر في فنه كل مفهوم التجديد والحداثة للفن السوري ولاسيما أنه هو من أعطى الفن التشكيلي السوري هويته المحلية الخاصة.
    وأشار القاسم إلى عدد من الميزات التي كان يتمتع بها المدرس من بساطة وتواضع وحيوية وخفة دم إذ كان يتقرب من طلابه سواء في حديثه عن الفنون أو مواضيعهم الشخصية كما أنه كان يتقبل النقد بثقة العارف وبشكل يجعله يكبر في عيون طلابه.
    وتطرق القاسم لبعض الذكريات التي جمعته مع المدرس ولعدد من القضايا التي أثيرت حوله والتي أكد فيها أن المدرس كان مثالاً للفنان الذي عرف كيفية إيصال الفن التشكيلي إلى الجمهور ودليل ذلك أن الكثيرين يعترفون بأنه أهدى عدداً كبيراً من لوحاته لهذا الغرض.
    وقال القاسم إن علاقة الأرض بالجغرافيا كانت السمة البارزة لأعمال المدرس منذ أن رسم عام 1952 لوحته كفر جنة التي نال عنها الجائزة الأولى في المعرض السنوي وتم اعتبارها بداية الفن التشكيلي السوري بمعناه المحلي مضيفا ان الأميز في تجربة المدرس هي اعتماده على علاقة الأرض بالمفهوم الفكري الفلسفي للحضارات السورية القديمة وتمزج بين خصب الأرض وخصب المرأة من خلال اعتباره الأرض هي المرأة والعكس صحيح مستشهدا بعدد من أشهر لوحاته التي تدلل على ذلك.
    وأوضح القاسم أن أكثر لوحات المدرس اعتمدت على أسلوب حرارة الأرض ونبضها مع اعتماده على عدد من الرموز والكائنات الأسطورية واستنساخ الوجوه إضافة إلى تضمينه نوعاً من التناقض بين الألوان الحارة والباردة مشيرا إلى أن المدرس يعد الفنان الوحيد الذي أتى بأسلوب سوري خاص من خلال ابتكاره فناً سوريا يعتمد على العلاقة المتجذرة بين الإنسان السوري والأرض.
    وأضاف القاسم ان المدرس لم يكن يصنف نفسه ضمن اتجاه فني محدد مستشهداً بقوله أنا لست تعبيرياً أو سريالياً أو تجريدياً بل أنا شاهد على جمال الأرض والإنسان معتبراً أنه حرر نفسه من قيود المدارس والاتجاهات الفنية واشتغل بتلقائية فنية كبيرة وهذا ما جعل أعماله متنوعة وغنية.
    من جهته قال الفنان التشكيلي إدوار شهدا إن المدرس آمن أن الهوية الفنية يتم صنعها وليس إيجادها واعتبر أن المعارف الكثيرة تقتل الذات ولذلك بحث عن مكنسة سحرية لإزالة ترسبات المعرفة والإبقاء على الأساس وهذا نمط تفكير المدرس وركيزة أعماله ولوحاته.
    واستعرض شهدا التجربة التي جمعته مع المدرس خلال دراسته في كلية الفنون الجميلة لمدة ست سنوات مستذكراً النصائح والتوجيهات التي كان يقدمها له ولزملائه الطلاب.
    وأضاف شهدا إن أعمال المدرس تحفل بالكثير من الخطوط التلقائية الطفولية والتي تمتاز في الوقت نفسه بطاقة هائلة جداً مشيرا إلى أن المعرض الموجود في غاليري مصطفى علي حالياً تعبر عن مراحل متنوعة من تجربة الفنان المدرس وشخصيته.
    وأوضح أن أعمال المدرس امتازت بحساسية لونية فريدة وتنغيم موسيقي خاص لم يستطع الكثيرون الوصول إليه مشيراً إلى أن المدرس كان يرسم دون برمجة مسبقة لأعماله بل كان يشاهد الأشكال فتنطبع في ذاكرته وخياله غير ما هي واقعياً لذلك جاءت أغلب أعماله بشكل طبقات لونية ومراحل متتالية وكأنها حوار بين الألوان بلمسات سريعة.
يعمل...
X