إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في الحب (٣٤)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في الحب (٣٤)


    عندما يقع فأس الحب في الرأس لا نجد الوقت ولا الذهن الصافي لنسأل :" لماذا أحببته هو .. ولماذا أحبني أنا ؟" .. ويظل هذا النوع من الأسئلة حبيس أجوبة حدسية وقدريّة مثل :" إنه قسمتي من الحياة .." أو " إنها الكيمياء البشرية"

    يتغاضى العشاق عن الخوض في هذه الأسئلة لأنهم في حالةٍ من النشوة والطيران تمنعهم من التوقف و الهدوء ، وتعطيهم المبرر لقبول كل ما يظهر عن الذات وعن المحبوب بدون أسئلة ولا تعجّب .. فالحب إذاً يعيش حالة حربٍ باردة مع عدوه الأول .. وهو الأسئلة

    يشبه ذلك تماماً مشكلة صغيرة في عرسٍ ما ، يؤجّلُ الخوض فيها حتى نهاية العرس حتى لا يتشوه منظر العرس..

    لكن وعندما يرتاح هذا الاندفاع قليلاً ويهدأ، ينشغل المحبين بأسئلة مثل :" لماذا لم أعد أحبه ..؟" و " لماذا خَفّت في داخلي نار شوقي ..؟" و " ما الذي حدث فيَّ وفيه حتى صار حضوره و غيابه واحدٌ ..؟"

    نحن إذاً لا نهتم بأسئلةٍ مثل :" لماذا أحب الآن ؟" بقدر اهتمامنا بأسئلة مثل " لماذا غاب الحب ..؟" ... مع أن الإجابة على السؤال الأول وفي وقتها قد تكشف بطريقة تلقائية أسرار السؤال الثاني وتُسهّل حلها

    في الحب الذي نعرفه جميعاً .. لا نواجه الأسئلة بل ندفعها نحو الأمام على أمل المحافظة على أكبر قدر ممكن من النشوة .. ندفعها وندفعها حتى نصل إلى مكانٍ لا يمكن فيه تحمّلها فننتظر اللحظة المناسبة لنختار الطريق الأسهل فنُحمّل الآخر في إحدى هفواته مسؤولية التأخر في الإجابة على الأسئلة وفشل الحب بالنتيجة

    مع كل حالة حب تنمو الأسئلة كالأعشاب الضارة وبطريقة واعيةٌ وغير واعية مثل " لماذا أحبه .. ولماذا يحبني .. لماذا أنا .. ولماذا هو .. ولماذا الآن ..؟" وإذا تأخرت الإجابة على هذه الأسئلة فإنها وبدون شك ستنمو و تنمو لتغطي على زهرة الحب و تقتلها...

    لا تكمن صعوبة الحب أبداً في الوصول إليه .. بل في حاجته اليومية والمستمرة للرعاية والحماية..

    إذا لن نواجه خطر الإجابة على كل الأسئلة المؤلمة ومنذ اليوم الأول للحب .. سنجد أنفسنا بعد حين .. بلا حبّ .. ووجهاً لوجه فقط مع أسئلة مضاعَفة الألم ... ولا جواب لها

    الدكتور رفيف المهنا
    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!
يعمل...
X