ست الحبايب
إلى الشاعرة السورية أفيـن ديـركي
ماذا تقول الشامُ و هي تصغي لهذا النشيد القادم من خصر المحيط الأطلسي
نابعاً من شغاف ابنتها المضيئة عتمة المهجر بقناديل لغتها أفين ديركي ؟!
بعدما أثبتتْ الشاعرة أفين تمرسها و تفننها في صياغة خطابها الشعري
و تمكنها من بلورة قصيدتها النثرية شديدة الخصوصية تثبت بهذا النص
العامي المشحون بحب الشام و المشعشع بدم الشهداء أنها ذات رؤيةٍ
إنسانيةٍ و قوميةٍ و لديها هذا الحس الفدائي الذي تفتقده كثيرٌ من الشاعرات
و ليست متعبدةً في محراب قصيدتها الذاتية فحسب ، بل هي تضيء
أبعاد ذاتها من خلال هتافها الهدار في هذا النص ، إنها تتقن الفصيح بكل
فخامته و تقنياته الشعرية و تتقن كذلك العامي بوهجه و حميميته و التصاقه
بالجمهور ، و إنها إلى جانب انسيابها النقي في جداول الشعر الوجداني
الحداثي تشتعل في هذا النص روحها الوطنية و تنصهر مع وجدان شعبها
و بذلك تسقط المسافات و تنحاز الشاعرة التي ألفها الناس قيثارةً
في حديقة الشعر الهائم إلى شمس الحقيقة المخضوبة بأرجوان الشهادة
و كأني بها تلقي هذا النص على سيل الجماهير الهاتفة في حمص و درعا
و اللاذقية و تحمل بوصلة وعيها لتعدل شهوة القافلة
و تنأى بوطنها عن هاوية الطائفية و فخاخ العمالة و عواصف التشتت
إلى سبيل الحرية و الوحدة و البناء .
عندما أصغيتُ لنبض الشاعرة أفين في هذا النص المتضرِّم
أصغيت لحناجر شعراء الشام في جوقة واحدة يهتفون للخلاص
و للوحدة انتصاراً للشعر و الجمال و كرامة الإنسان ، فها أنا أتنفس
أرواح عمالقة الشعر بدوي الجبل و نزار قباني و ممدوح عدوان
و عبد الباسط الصوفي و أصغي لفهد بلان يًرقِّصُ حصانه
على منحدرات الجولان و حوران و ينشد للحب المقدس .
يأتي نص أفين في وقته الآن رسالةً إلى كل قرائها أنها
إنسانةٌ وفيةٌ لكلمتها و لمبادئها و لوطنها الخالد ، و أن الناس
يعرفون في مثل هذه المواقف ، و نكتشف معادنهم في حلكة الليل
فماذا تقول الشام لابنتها أفين ؟ و ماذا تهدي لها عند إصغائها
لهذا النص و أمثاله ؟ لا شك أن قلب سوريا يحتوي على شمعة
لؤلؤية تصدح في سويدائه و هي التي كانت تُدعى يوماً أفين ديركي
أما اليوم فهي عشتار الشام و ملكة تدمر العائدة إلى وطنها
كي تهزم جيش روما و تُعدِّل اعوجاجَ التاريخ .
ها هي أفين ديركي حاملةً في قلبها صفاء الثلج على جبال كردستان
و طفولة الحمام على قباب دمشق و سطوع البرتقال الفلسطيني
و ها هي قصائدها و أناشيدها تشتعل مصابيح في شرفات الخلود .
إلى الشاعرة السورية أفيـن ديـركي
ماذا تقول الشامُ و هي تصغي لهذا النشيد القادم من خصر المحيط الأطلسي
نابعاً من شغاف ابنتها المضيئة عتمة المهجر بقناديل لغتها أفين ديركي ؟!
بعدما أثبتتْ الشاعرة أفين تمرسها و تفننها في صياغة خطابها الشعري
و تمكنها من بلورة قصيدتها النثرية شديدة الخصوصية تثبت بهذا النص
العامي المشحون بحب الشام و المشعشع بدم الشهداء أنها ذات رؤيةٍ
إنسانيةٍ و قوميةٍ و لديها هذا الحس الفدائي الذي تفتقده كثيرٌ من الشاعرات
و ليست متعبدةً في محراب قصيدتها الذاتية فحسب ، بل هي تضيء
أبعاد ذاتها من خلال هتافها الهدار في هذا النص ، إنها تتقن الفصيح بكل
فخامته و تقنياته الشعرية و تتقن كذلك العامي بوهجه و حميميته و التصاقه
بالجمهور ، و إنها إلى جانب انسيابها النقي في جداول الشعر الوجداني
الحداثي تشتعل في هذا النص روحها الوطنية و تنصهر مع وجدان شعبها
و بذلك تسقط المسافات و تنحاز الشاعرة التي ألفها الناس قيثارةً
في حديقة الشعر الهائم إلى شمس الحقيقة المخضوبة بأرجوان الشهادة
و كأني بها تلقي هذا النص على سيل الجماهير الهاتفة في حمص و درعا
و اللاذقية و تحمل بوصلة وعيها لتعدل شهوة القافلة
و تنأى بوطنها عن هاوية الطائفية و فخاخ العمالة و عواصف التشتت
إلى سبيل الحرية و الوحدة و البناء .
عندما أصغيتُ لنبض الشاعرة أفين في هذا النص المتضرِّم
أصغيت لحناجر شعراء الشام في جوقة واحدة يهتفون للخلاص
و للوحدة انتصاراً للشعر و الجمال و كرامة الإنسان ، فها أنا أتنفس
أرواح عمالقة الشعر بدوي الجبل و نزار قباني و ممدوح عدوان
و عبد الباسط الصوفي و أصغي لفهد بلان يًرقِّصُ حصانه
على منحدرات الجولان و حوران و ينشد للحب المقدس .
يأتي نص أفين في وقته الآن رسالةً إلى كل قرائها أنها
إنسانةٌ وفيةٌ لكلمتها و لمبادئها و لوطنها الخالد ، و أن الناس
يعرفون في مثل هذه المواقف ، و نكتشف معادنهم في حلكة الليل
فماذا تقول الشام لابنتها أفين ؟ و ماذا تهدي لها عند إصغائها
لهذا النص و أمثاله ؟ لا شك أن قلب سوريا يحتوي على شمعة
لؤلؤية تصدح في سويدائه و هي التي كانت تُدعى يوماً أفين ديركي
أما اليوم فهي عشتار الشام و ملكة تدمر العائدة إلى وطنها
كي تهزم جيش روما و تُعدِّل اعوجاجَ التاريخ .
ها هي أفين ديركي حاملةً في قلبها صفاء الثلج على جبال كردستان
و طفولة الحمام على قباب دمشق و سطوع البرتقال الفلسطيني
و ها هي قصائدها و أناشيدها تشتعل مصابيح في شرفات الخلود .