Announcement

Collapse
No announcement yet.

الشاعرة ( أفيـن ديـركي ) سورية في الولايات المتحدة الأمريكية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الشاعرة ( أفيـن ديـركي ) سورية في الولايات المتحدة الأمريكية

    ست الحبايب
    إلى الشاعرة السورية أفيـن ديـركي
    ماذا تقول الشامُ و هي تصغي لهذا النشيد القادم من خصر المحيط الأطلسي
    نابعاً من شغاف ابنتها المضيئة عتمة المهجر بقناديل لغتها أفين ديركي ؟!
    بعدما أثبتتْ الشاعرة أفين تمرسها و تفننها في صياغة خطابها الشعري
    و تمكنها من بلورة قصيدتها النثرية شديدة الخصوصية تثبت بهذا النص
    العامي المشحون بحب الشام و المشعشع بدم الشهداء أنها ذات رؤيةٍ
    إنسانيةٍ و قوميةٍ و لديها هذا الحس الفدائي الذي تفتقده كثيرٌ من الشاعرات
    و ليست متعبدةً في محراب قصيدتها الذاتية فحسب ، بل هي تضيء
    أبعاد ذاتها من خلال هتافها الهدار في هذا النص ، إنها تتقن الفصيح بكل
    فخامته و تقنياته الشعرية و تتقن كذلك العامي بوهجه و حميميته و التصاقه
    بالجمهور ، و إنها إلى جانب انسيابها النقي في جداول الشعر الوجداني
    الحداثي تشتعل في هذا النص روحها الوطنية و تنصهر مع وجدان شعبها
    و بذلك تسقط المسافات و تنحاز الشاعرة التي ألفها الناس قيثارةً
    في حديقة الشعر الهائم إلى شمس الحقيقة المخضوبة بأرجوان الشهادة
    و كأني بها تلقي هذا النص على سيل الجماهير الهاتفة في حمص و درعا
    و اللاذقية و تحمل بوصلة وعيها لتعدل شهوة القافلة
    و تنأى بوطنها عن هاوية الطائفية و فخاخ العمالة و عواصف التشتت
    إلى سبيل الحرية و الوحدة و البناء .
    عندما أصغيتُ لنبض الشاعرة أفين في هذا النص المتضرِّم
    أصغيت لحناجر شعراء الشام في جوقة واحدة يهتفون للخلاص
    و للوحدة انتصاراً للشعر و الجمال و كرامة الإنسان ، فها أنا أتنفس
    أرواح عمالقة الشعر بدوي الجبل و نزار قباني و ممدوح عدوان
    و عبد الباسط الصوفي و أصغي لفهد بلان يًرقِّصُ حصانه
    على منحدرات الجولان و حوران و ينشد للحب المقدس .
    يأتي نص أفين في وقته الآن رسالةً إلى كل قرائها أنها
    إنسانةٌ وفيةٌ لكلمتها و لمبادئها و لوطنها الخالد ، و أن الناس
    يعرفون في مثل هذه المواقف ، و نكتشف معادنهم في حلكة الليل
    فماذا تقول الشام لابنتها أفين ؟ و ماذا تهدي لها عند إصغائها
    لهذا النص و أمثاله ؟ لا شك أن قلب سوريا يحتوي على شمعة
    لؤلؤية تصدح في سويدائه و هي التي كانت تُدعى يوماً أفين ديركي
    أما اليوم فهي عشتار الشام و ملكة تدمر العائدة إلى وطنها
    كي تهزم جيش روما و تُعدِّل اعوجاجَ التاريخ .
    ها هي أفين ديركي حاملةً في قلبها صفاء الثلج على جبال كردستان
    و طفولة الحمام على قباب دمشق و سطوع البرتقال الفلسطيني
    و ها هي قصائدها و أناشيدها تشتعل مصابيح في شرفات الخلود .
Working...
X