إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فضيحة آخر الّليل... سلمان حسين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فضيحة آخر الّليل... سلمان حسين

    فضيحة آخر الليل..
    تعِبَ المحبّون من أسمائهم , وانطفأت بعض النجوم من السّماء السّابعة.. زرقةُ القمر تثير في أعواد الحطب المرميّة و زواريب الشوارع الضيّقة شهيّة النعاس ورغبةً جامحةً في سرد حكايا الليل عن الأمراء الشقر وحنين النساء البعيدات.. الكهرباء المالحة والمتجمّدة في خطوط التوتّر والفيسبوك الأبله في الشاشة الباردة يمدّ لي لسانه ببذاءةٍ من خلف الظلام ويسخر..!!؟
    يرفع سمّاعة الهاتف.. ذاكرة الأصابع ماتزال طريةً بعدْ لطلب الرقم بسرعة.. تضغط الأصابع على الأزرار بخفة ريشةٍ طائرة والعينان تخفران زوايا المكان خشية أن تجفل عصافيرُ الليل والفراشُ المتكدّس في المزهريّة القريبة...!!؟
    -توت... توت .. توت...!!؟
    - الرقم مشغولٌ بلسان أحدٍ ما ...!؟
    وتبدأ لعبة التأويل في تلافيف الدماغ السكران..!!؟ ربّما يكون أبوها البعيد يطمئنّ عن صحّتها ومايزال يعدها بلعبةٍ خطفتها السنين...!!؟
    اذاً سأنتظر ساعةً أخرى ريثما ينهي والدها حديثاً شيّقاً عن الحياة.. ربمّا تسترجع مع صوته المتهدّج أحلام طفولتها البعيدة , و ترسم معه بعض تفاصيل ذكرياتها في حاكورة البيت وخوفها من الخفّاش المتخفّي في عليّة البيت المهجورة..!!
    -تووت..توت...توت...!!؟
    - الرقم مازال مشغولا بحنينٍ ما ..!!؟
    - وليكن..
    ربّما قريبٌ ما أو أحد أخوتها البعيدين يتصل بها فسرحوا في تفاصيل الشّوق وآلام الغربة وشيب السّنين.. وانتشى أخوها في وصف بلاد المهجر وفنون الرقص والشوارع النظيفة وعطلة نهاية الأسبوع والأسواق العامرة وبائعات الورد الحسناوات والعيون الزرقِ وحنينِ المهاجر الى محطّاتِ القطار وموانئ البحر والأحلام وركوب السّفن المشرعة أبداً إلى شواطئ لامكان لها في خرائط هذا الكون الشاسع...!!؟
    -توووت... توووت...توووت..!!!؟
    - مايزال الرقم مشغولاً بأطفالٍ يلعبون الدّحل في منتصف الربيع .....!؟
    - مالمشكلة...!!؟ ربّما أحد صديقاتها المقرّبات اتّصلت بها في آخر الليل... وأخذتا تتراهنان على مصير أحد الأميرات في حكايا ألف ليلة وليلة.. وتباحثتا مطوّلاً في فنون الطبخ وآخر الصرعات في الموضة وقصّات الشعر وفي مشاكل الحب وقصص العزّال وفي بعض التفاصيل النسائية الخاصة من فنون الزواج ومشاكل الدّورة الشهريّة , وكيفيّة نتف مابقي من الزغب الأشقر عن مناطق الحنين , , ومرّقوا بعض النكات الخبيثةِ عن جارتهم البدينة وصراخها المحموم في آخر الليل..!!؟
    - لايهمّ.. لابأس..!!؟
    - توووت ....تووووت.....تووووووووت...!!؟
    الرقم نسي أن يكون إلّا مشغولاٌ بدهشةٍ ما أو حنينٍ ما ...!!؟
    - مالذي يحدث.....!!؟
    الخلايا الصّاخبة في الدماغ المتعب بدأت تفور للبحث عن أسماء حفظتها الذاكرة عمّن يمكن أن يتكلّم مع الحبيبة بعد منتصف الليل ولأكثر من خمس ساعات...!!؟
    ضاقتْ دوائر الشّك.. ضغط الدّم يرتفع .. الخياشيم تفتّحت على مصراعيها لتلقّف مابقي من أكسجينٍ التهمته أدخنة السجائر.. مساماتُ الفراغ تتشمّمُ بلهفةٍ رائحة الخفيّ الفاضح...ولذّة خفيّةٌ في باطن الفجيعة يستشعرها الدماغ لدهشة اكتشاف اليقين في التأويل الآخر والأخير...!!؟ الدم يستفزّ عروق الظهر وعضلات الصّدر والسّاعدان و الفخذان تضغطان بعنفٍ على مفاصل العصب المستنفر...!؟
    -لاااا.. يارب ... لاتقلها..!!؟
    ماذا سأفعل....!!؟
    قفزت على أقدامي بسرعة , ضربتُ الطاولة كالبرق.. أطفأتُ عقب سيجارتي المشتعل وكسرته..أطلقت أقدامي للريح ولزوايا الغرفة... أمسكت بيديّ شاشة الحاسوب الميتة هززتها بعنفٍ أريد أن ألومه كما لو أنه رأسها... صرختُ بقبضة الهاتف بصوت مكبوت وعضّيته بشراسة... ذوّبتُ كلّ فوّامات السجائر لأخنق طيفها في الغرفة.. كسّرتُ المحبرة الزرقاء وأنا أبتهلُ للقمر بأن ينزل عن كتف البيتْ لكي لا يفضحني.. خنقتُ بأصابعي عصفورة النافذة... أطفأتُ الشمعة الفاجرة أشعلت مرارتي وزعقت في وجه العتمة , أسدلتُ على عينيّ الستائر لئلّا تفضحني عرّافات الليل وقارئي الكفّ والمتحكّمين بمصائر النجوم...
    وزحفتُ... زحفتُ مرتجفاً بهدوء المفجوعة تحت اللحاف السّاتر لعورة الاحتمال وتكوّرت كالغزالة وأنا أخبئني من الفضيحة... فضيحةُ آخر اللّيل...!!؟

    سلمان حسين
    22\2\2013

  • #2
    رد: فضيحة آخر الّليل... سلمان حسين

    فكرت أن أحيك من ياسميني خطيئة
    ومن حروفي ذنوباً
    لأبدأ في معانقة فضيحة خرجت من صميم اللهفة
    وارتسمت على جسد الشهوة والحنين ،،لتدخل
    فردوس العشق المتدلي فوق سطورك اللازوردية
    ولكنني أخشى أن اخدش شعور كلماتك التي تحتضن اللوعة حد التوحد.
    الراقي حنا حسون
    تجولت في شرايين حبرك فاحسست بالفخر
    شكرا لقلمك وقلبك على كل هذا الابداع


    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

    تعليق


    • #3
      رد: فضيحة آخر الّليل... سلمان حسين

      فكّرت أن أصقل رخام حنينك
      فانكسرت..!!
      شكراً لتجوّلك الملكي..!!؟

      تعليق

      يعمل...
      X