تويت
وهل يحتاج الحبّ لحبيب ؟
ولماذا لا نتحدث عن الحب إلاّ إنطلاقاً من علاقة خاصة حارة مع شخص ما ؟
ولماذا نعيش في إنتظارٍ حب ما ؟
.......
في علبة الكبريت سطحٌ خشنٌ ضروري ليمر فوقه عود الثقاب قبل أن يضيء..
نحن .. عود الثقاب
الآخر .. هو ذاك السطح الخشن
اللهب ... هو حالة الحب ( ليس الحب بالمعنى الكامل)
وكَفَرحٍ طفلٍ برؤية هذا اللهب ، نفرح بالحب وننسى أننا وإذا لم ننقله إلى عودٍ آخر أو شمعة أو قنديل أو كومة قش .. سيموت هذا اللهب.. ويبقى عود الثقاب أسودا ميتاً بلا قيمة
....
الحب هو القدرة على الحفاظ على اللهب .. بواسطة تمريره من وسيلة حملِ نورٍ إلى أخرى .. فالحب إذاً هو ما يمكن نقله .. ما يجب نقله.. أو على الأقل حمايته
...
الحب الذي يأخذه الشخص في أسرته.. يصير كالزيت للقنديل .. يساعده على الإستمرار مضيئاً في قنديل داخلي لا تصله ريح ولا عازة.. ومن أخذ لهيب الحب من بيته .. لن يكون بحاجة لأحد ليضيء من الداخل وتتغير حياته..
من يأخذ حبه من بيته يصير "معطٍ عام للحب ".. لا يقدم نفسه كسطح خشن على علبة كبريت.. بل كلهبٍ حاضر دائماً لا يحتاج للحك عليه .. بل مجرد إنحناءةٍ صغيرة على لهب قنديله...
....
من لم يعرف الحب في بيته .. يعيش حاملاً ذاته كعود ثقاب ينتظر السطح الخشن ( الآخر) ليشتعل.. ليرى لهبه.. ليفرح...
وإذا لم ينقذ نفسه و يبتكر طريقة للحفاظ على اللهب .. سيخيب أمله .. وسيكرر بعود ثقاب أسود سابق الإشتعال ليحمل السطح الخشن مسؤولية غياب اللهب عنه...
.....
الحب هو أن يخرج الإنسان من علاقة الحب محباً لكل الناس .. لذاته والحياة.. لكل لحظة للحياة...
فما حبنا للآخر سوى تمارين لنتعلم فيها حبنا للحياة .. بكل لحظة فيها وبكل ما فيها
...
عندما أخرج من علاقة حب بألم ، فلأنني فقدت القدرة على إحياء اللهب نفسه أو الحفاظ عليه... والحب الفاشل فقط هو من لم يعلّم حب الحياة ..
....
عندما أحتاج لآخر لألتقي بالحب .. عليّ أن أسأل نفسي ... لماذا
الدكتور رفيف المهنا
تعليق